مدونة تهتم باللسانيات التداولية التفاعلية الاجتماعية تحاول ان ترسم طريقا مميزا في معالجة الاشكالات المعرفية المطروحة في هذا النسق العلمي بالمناقشة والرصد والتحليل والمتابعة
الاثنين، 9 مايو 2011
اللسانيات التداولية والترجمة. مقاربة لإشكالية المعنى في الترجمة من وجهة تداولية
------------------------------------------------------------------------------------
اللسانيات التداولية والترجمة.
مقاربة لإشكالية المعنى في الترجمة من وجهة تداولية.
أ.د. حبيب مونسي
كلية الآداب والعلوم الإنسانية
سيدي بلعباس/ الجزائر.
------------------------------------------------------------------------------------
1-تقديم:
لقد استهدت نظريات الترجمة باللسانيات التماسا منها إلى سمة العلمية فيها، وابتغاء إضفاء مسحة من اليقين في منجزاتها إذا هي ركنت إلى علم لغوي يتشدد كثيرا في ضبط أدواته ومصطلحاته. بيد أن اللسانيات على اختلاف مشاربها ومدارسها، عالجت الظاهرة اللغوية علاجا خاصا، ارتكبت فيه جملة من التجاوزات أحالت الدرس اللساني إلى ضرب المثال البعيد كل البعد عن الجاري في الاستعمال، والشائع بين الناس. وأمام إلحاح نظريات جديدة تبحث في التواصل والمقاصد، وتحليل الملفوظات، والخطاب، كان على اللسانيات أن تدير دفة توجهها المثالي إلى المعاينة السياقية، وأن تخوض غمار الاستعمال لتجدد صلتها باللغة وهي فاعلة في صلب الواقع، فكانت التداولية …
2-إقصاء الأطراف المتحادثة:
قامت اللسانيات السوسيرية على فصل قوي بين اللغة والكلام، واستمرت في مباحثها خدمة لذلك الفصل، وتأكيدا لواقعه اللغوي. وكل المدارس اللسانية التي تلت (دروس اللسانيات العامة) أخذت بهذا التقسيم أخذا قويا. بيد أنها لم تقرأ في قول دي سوسير إقصاء للمتكلم والكلام، وإعطاء الأولوية للغة. فهو يقول:
- » En séparent la langue de la parole, on sépare du même coup:
1-ce qui est social de ce qui est individuel.
2-ce qui est essentiel de ce qui est accessoire et plus ou moins el. » ( )
وكأننا أمام عملية اختزال تطال جهازا كثير التعقيد، فتتخلص من الجانب المتحرك المتحول فيه، لتحتفظ لنفسها بالثابت القار الذي يمكن درسه وتحصه. وربما كان هذا الاختزال، وذلك البحث عن الثابت من مطالب العلم وطرائقه في الملاحظة والتدقيق. بينما اللغة في تقاطعها مع الاجتماعي، تستبعد فكرة الثبات والاستقرار، وهي تتقلب على الألسن، وتتابع الحراك الاجتماعي في اضطرابه وقلقلته. لذلك كان الهم وراء إصابة البنية القارة التي يشتغل بها الجهاز اللغوي المثالي، هو الذي أوحى إلى دي سوسير اعتبار الكلام من قبيل الزائد والعرضي الذي لا ضرورة له في البحث العلمي. وهو إقصاء صريح لطرف فاعل في خلق اللغة ذاتها. ويتدرج به الإقصاء إلى غاية نفي دور المتكلم في خلق اللغة، وتجديدها، والتأثير فيها. ويجعلنا نعتقد أن جهازها وجد هكذا كاملا مكتملا، فهو يقول:
-» la langue est la partie sociale du langage, extérieur à l'individu, qui ne peut à lui seul ni la créer ni la modifier « ( )
والغريب في هذا الزعم هو التأكيد على الهوة الفاصلة بين الذات ولغتها من جهة، وبينها وبين القدرة على التأثر والتأثير المتبادل بينهما. فمهما تكلم الفرد، أو أبدع، أو اجتهد.. فإنه لن يخلق اللغة، ولن يغير فيها. بل يمكننا أن نلمح في قول دي سوسير فجوة تسكنها الحيرة. إنها في قوله (à lui seul) وكأنه ينتظر التغيير والتأثير من طرف جماعي. بيد أن الجماعة في أول أمرها أفراد وحسب. تلك الفجوة التي يعود إليها مرة أخرى قائلا:
- » il n'y a donc rien de collectif dans la parole ; les manifestations en sont individuelles et momentanées.«( )
2-نظرية المعنى في التداولية:
يرى "دانيال كلود بيلونجيه"" Danielle-Claude Bélanger " ( ) أنه يجب علينا تحصيل أربعة مفاهيم من أجل فهم دور فعل الكلام في إنتاج المعنى:
1-Il faut distingué deux niveaux dans la signification d'un énoncé: la sémantique propre à chaque mot et le niveau plus globale qui comprend le vouloir-dire du destinateur. Le sens de la parole n'existe que dans l'interaction social.
إنه يتعين علينا حين نقترب من الملفوظ التمييز بين مستويين للدلالة: مستوى الدلالة الخاصة بكل كلمة، حين ننظر فيها شرطي الوضع والاستعمال. وكأننا نبحث فيها عن تاريخها الخاص تأثيليا، ومن ثم تقدم لنا الكلمات حقولها الدلالية التي تفتح أمامنا سبل القصد الكامن فيها. غير أن هذا المستوى لا يؤدي حق المعنى منفردا. بل علينا أن نتجاوزه إلى تخمين القصد الذي أنشأ الكلام في جملته. وهو ضرب من التقمص يتيح لنا تعيين المقام، والاستبصار بمكوناته المادية والمعنوية، مادام معنى الكلام لا يتحقق أخيرا إلا في سياق يتيح التعالق والتواصل الاجتماعي. وسواء أكان الكلام قولا أو خطا، فإن البحث عن المعنى لن يهمل محاولة إعادة إنشاء الظرف الذي أنتج الكلام، بل وحتى الملابسات التي تؤثر فيه سلبا أو إيجابا.
2. Deux éléments composent le sens de la parole : les connaissances antérieures accumulées par le sujet et la sémantique spécifique des mots et des phrases employés.
يحدد الشرط الثاني عنصري المعنى في الكلام، ذلك أن المعرفة القبلية المكتسبة للغة واستعمالاتها المختلفة في المواقف المتعددة ينشئ عند المتلقي ضربا من القابلية التي تتيح له إدراك الدلالة الكامنة في فعل الكلام. وتأتي المعرفة الخاصة بدلالة الألفاظ لتزيد من قوة العنصر الأول وتدعمه. ويكون للمتلقي في هذا الشرط بعدين: بعد المعرفة المكتسبة، وبعد العلم الخاص بالدلالات. لأن المعنى لا يمكنه أن يكون تاما من غير هذا العلم الذي يفتح في اللغة أبعادها الثقافية والاجتماعية، ويمكن ظلها التاريخي من حشد مقاصدها أثناء عمليات التكلم.
3. Le contexte et les connaissances a priori permettent au sujet de prévoir le déroulement d'un discours.
ومن خواص المعرفة القبلية المكتسبة إمكانية مد المتلقي بفيض من التوقعات التي تسبق عمليات التلفظ، فيسهل على المتلقي إدراك نهايات الكلام. إنها أشبه شيء بقراءة النص السردي الذي تفصح أحداثه عن النتائج قبل وقوعها. فيكون التلقي متابعة لسلسلة من التوقعات التي نادرا ما تخيب. والذي يجعل هذا الشرط قائما، هو تلك المعرفة القبلية التي تفتح سجلات الكلام على الكيفيات المعتادة في أساليب التواصل.
4. Nous possédons une mémoire collective qui est constituée : d'un contexte conceptuel, de connaissances partagées que l'on suppose semblables à celles de nos interlocuteurs, et de la connaissance intrinsèque des règles de l'interaction sociale concernant l'acte de parole.
إن امتلاكنا لذاكرة جمعية مؤلفة من سياق مفاهيمي، ومن معارف مشتركة يفهمها المتحاورون، وما يتصل بها من قواعد تخص أفعال الكلام قمين بأن يجعل قضية المعنى قضية سهلة المكسب. ذلك أن الحقل المفاهيمي يتيح للمتلقي إدارة المعاني في أنساق خاصة يسمح بها الموقف الذي يحتضن الفعل الكلامي. ومن ثم فإن المحاور والمتلقي مضبوطان على وتيرة واحدة تتحدد فيها ومن خلالها المقاصد التي تحملها الكلمات ويشي بها السياق العام للمحاورة.
بيد أن المعنى الذي نريد محاصرته في نطاق التداولية، والذي نروم الاستفادة منه في حقل تحليل الخطاب، يفرض علينا التوقف قليلا للتساؤل عن حقيقة المعنى ذاته ما هو؟ وكيف نميزه عن غيره؟ وكيف نقبض عليه في الكلام؟.
يضيف "دانيال كلود بيلونجيه"" Danielle-Claude Bélanger قائلا:
1. Le sens est le produit de la compréhension, c'est d'abord une perception, donc un objet psychologique.
فإذا تساءلنا عن طبيعة المعنى، كان لنا منه أولا أنه ناتج الفهم، ومن ثم فهو إدراك. وهو بذلك موضوع سيكولوجي. ولا يتسنى لنا فهم هذا الطرح إن لم ننظر في الإدراك على أنه مخامرة الكلام للذات واختلاطه بمكوناتها الخاصة. وكأن الكلام يدخل إلى مخبر الذات ليخالط فيها عناصرها النفسية: من مزاج، واقتدار، وثقافة، وعواطف تجاه الباث، وردود أفعال تجاه القصد. وبذلك لن يكون المعنى إلا متشربا لهذه الأخلاط التي تعطيه صبغته النفسية أخيرا. وهذا التعيين يحدد البعد النفسي للمعنى، ويجعله أولا في كل تلقي، وعليه تبنى المواقف والردود. ولن يكون للقصد من فاعلية إلا من خلال هذا التكوين الذي نراعي فيه القبول أو الرفض. التصديق أو التكذيب.
2. Le sens est aussi un objet social que nous pouvons étudier.
حين يغدو المعنى موضوعا نفسيا، ويتم الإعلان عنه، يتحول المعنى إلى موضوع اجتماعي تلتفت إليه الدراسات لاستكشاف حقيقته. وهي الدراسات التي تبحث فيه عن البواعث التي مكنت إدراكه على هذا الشكل دون غيره من الأشكال المختلفة الممكنة. ذلك أننا حين نقرأ نصا ونزعم أننا قد فمنا منه قصد محددا، فإن تعيين ذلك القصد وتحديد ذلك المعنى، يتراجع في الدرس إلى أسباب تتصل بالجانب الاجتماعي اتصالا قويا. فالتصديق والتكذيب، والقبول والرفض لا ينشأ استجابة لنزوة ذاتية بقدر ما يستجيب لإطار اجتماعي يملي على الذات مقدمات اعتقاداتها. إننا حين نعلن عن معنى ما، نعلن في الحقيقة عن انتماء ثقافي، وسياسي، وأيديولوجي .. قرر فينا هذا القدر من المعنى دون غيره.
3. Il n'est pas nécessaire de percevoir le support du sens pour capter ce dernier.
إنها حقيقة أخرى قد تغاضت عنها اللسانيات التقليدية، حين أوقفت اهتمامها عند حدود اللغة وحدها. لأننا ونحن نقرأ نصا نتجاوز الحاجز اللغوي لنطل على المشهد الذي تحمله اللغة. فاللغة تتراجع إلى الخلف فاسحة المجال أمام المشهد الذي يعرضه الكلام. ولا يزعم قارئ أنه يتابع اللغة وحدها، وأن اللغة هي التي تعرض عليه المعنى. بل ينبثق المعنى ويرتفع ليحجب اللغة. ذلك هو قول المنظر حين يقول أنه ليس ضروريا أن نعاين الحامل للإمساك بالمعنى. لأن ما يقفز إلى الذهن هو المحمول أولا.
4. Nous oublions le support alors que le sens demeure en mémoire.
وحقيقة ما أشرنا إليه سابقا تتجلى حين نسأل قارئا عن نص قرأه منذ زمن، فلا يذكر لنا إلا المعنى الذي ارتسم في الذاكرة. أما الحامل الذي عرض عليه ذلك المعنى فلا وجود له في ذاكرته. إنه الأمر الذي يفرض علينا أن نعيد النظر في اللغة ذاتها. إن كونها حاملا يجعل الاستعمال فيها أكثر حضورا من اعتبارها كيانا قائما بذاته، منفصلا عن الذوات المتكلمة. بل اللغة ذلك الاستعمال الذي تسعى القواعدية لتقعيد أساليبه وحسب.
5. Le sens est composé à la fois du sens intenté et du sens reçu.
بيد أن هناك حقيقة أخرى، لابد لدارس الخطاب أن فقهها جيدا. إن المتكلم يسعى عبر كلامه إلى الإفصاح عن فكرة يعانيها، فيختار لها من الكلام ما يراه لبوسا وافيا يؤدي حقها. والفكرة في النفس غير الفكرة في الكلام، قد تتخونها اللغة فلا تؤديها على الوجه الحسن، وقد تصرفها عن قصدها بسبب التشويش الحاصل من الثرثرة والحشو. ذلك هو قصد المنظر حين بشير إلى المعنى المقصود " sens intenté ". أما المعنى الذي تم التقاطه فهو مرهون بالفهم والمخالطة النفسية لذات المتلقي. ومن ثم يكون المعنى الكلي هو ناتج تلاقي الاثنين معا. وكأننا أمام معنيين على أقل تقدير: المعنى المراد، والمعنى الملتقط، وبينهما من الفروق ما يجعل عملية التواصل قائمة على الاعتقاد. إنه الشرط الذي أضافه الأصوليون لعملية التواصل.
6. Nous ne traduisons que le sens, jamais ce que l'auteur aurait voulu dire ou l'effet qu'il aurait voulu avoir sur son auditoire...
إن الشرط الخامس يحتم علينا أن نبصر في المعنى أبعادا أخرى غير التي عرضت حتى الآن. لأننا حين نقبل على كشف المعنى أو ترجمته، لا يتسنى لنا أبدا إدراك المعنى الأولي الذي خامر المتكلم وأراد التعبير عنه. وليس بين أيدينا سوى الكلام الذي ألبسه المتكلم لبوسا لفكرته. وهو حاصل لا نعلم عنه استفاءه للمراد أو انتقاصه. فما أراده المتكلم أولا بعد غيبي، وكذلك الشأن بالنسبة لما انتظره من ردود أفعال في المتلقي. لأننا قد نعاين في قول أراد صاحبه أن يستثير غضبنا غير أنه لم يحدث من ذلك شيئا. لأنه أسسه على اعتقاد لا توجد فينا أسبابه. فالمعنى -أخيرا- هو ذلك الموضوع النفسي الذي وجدته الذات حين تلقيها القول.
7. Le sens n'est pas un élément distinct comme une idée ou un contenu mais bien le résultat d'un processus. On inclue les effets prosodiques, les affects véhiculées dans le discours, etc. Bref, c'est à la fois le contenu et la forme.
أخيرا ليس المعنى عنصرا منفصلا شأن الفكرة والمضومون، بل هو حاصل سياق تتقاطع فيها آثار شتى يجلبها الخطاب في تياره المتواصل. تلك الحركة التي تعيد تعيين المعنى على أنه الشكل الذي يرد فيه الكلام، والمضمون الذي يحمله في آن. فإذا ميزنا بين الشكل و المضمون أفقدنا المعنى جميع أبعاده الأساسية التي تكونه.
3-فعل الكلام عند الأصوليين:
لقد كان البحث عن كيفيات تلقي الخبر وفهم القصد المترتب عليه، الشاغل الأول عند علماء الأصول. ذلك أن اهتمامهم بالنص الشرعي ينصرف أولا إلى المعنى المتضمن فيه أمرا أو نهيا، ترغيبا أو ترهيبا. ومنه كان من عادتهم:« التعرض لمباحث اللغات في كتبهم. وذلك لأن هذه المباحث هي كالمدخل إلى أصول الفقه، من جهة أنه أحد مفردات مادته وهي الكلام والعربية، وتصور الأحكام الشرعية .» ( ) وإذا توقفنا قليلا عند عبارة المؤلف، ألفينا وعيا مبكرا بأطراف المشكلة التواصلية كما عرضتها التداولية. فالكلام هو الطرف المنجز من اللغة الذي يجريه الاستعمال. أما العربية فهي اللغة في صورتها التي تقابل الكلام بما تتضمنه من قواعد. غير أن الشطر الأخير الذي يقوم على التصور فمرهون بالتلقي حين يكون الفهم ضربا من التصور تنشئه الذات في تعاملها مع المعنى. ألم تحدد التداولية المعنى بأنه موضوع سيكولوجي، أي تصورا قائما في الذات للموضوع الملفوظ. تلك هي الحقيقة الأولى التي يمكن الاستناد إليها في تصور مباحث علم الأصول اللغوية على أنها الفتح الأول في مجال استكشاف طرق الكلام وتلقيه في آن؟.
وإذا تأملنا فلسفة التعامل اللغوي عند علماء الأصول، أمكننا استنتاج رؤية متقدمة لما أنتجته الفلسفة اللغوية عند أمثال الفيلسوف الأمريكي موريس C. Morris، والانكليزي أوستين J.I.Austin، والفرنسي دوكرو O. Ducrot. في انصباب الاهتمام على فرعين متصلين بأفعال الكلام: ماهيته، وكيفيته. بيد أن الماهية والكيفية لا يتحققان إلا من خلال الدلالة الوضعية. لذلك نجد الرازي يقول: « اعلم أن البحث إما أن يقع عن ماهية الكلام أو عن كيفية دلالته. ولما كانت دلالته وضعية، فالبحث إما أن يقع عن الواضع، أو عن الموضوع أو عن الموضوع له، أو عن الطريق الذي به يعرف الوضع.» ( ) وكأن التوزيع الذي تسلكه التداولية العربية القديمة يضع في اعتباره أربعة شعب:
1-الوضع ( دلالة الكلمات).
2-الموضوع (دلالة الخطاب، الكلام).
3-الموضوع له ( المتلقي).
4-الطريق الذي به يعرف الوضع ( قواعد الاستعمال وطرائقه).
وهي الشعب التي تنتظم فعل الكلام في جملته، حين يحيط البحث بالدلالة في الألفاظ، وبالقواعد المستعملة في إنتاجه، وبالملفوظ الذي يرفد الخطاب، وبالمتلقي الذي يفترض فيه قابلية إدراكه. وهي الفلسفة اللغوية التي لا تعطي الأولوية للغة في شكلها العام، بقدر ما تنصرف إلى الاستعمال الذي يكتنفه السياق المحدد نفسيا واجتماعيا. لأن مدار البيان كما يقول أبي بكر الصيرفي:« إخراج الشيء من حيز الإشكال إلى حيز التجلي» ( ) وهو تعبير آخر عن الجهد المذول من طرف المتكلم في تعيين المقاصد التي يتوخاها في كلامه. إذ البيان أخير ليس مجرد إفهام وتفهيم بقدر ما يكون ابتغاء لسلوك مترتب عليه، ينشأ من الاعتقاد فعلا نزوعيا إلى غاية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق