مدونة تهتم باللسانيات التداولية التفاعلية الاجتماعية تحاول ان ترسم طريقا مميزا في معالجة الاشكالات المعرفية المطروحة في هذا النسق العلمي بالمناقشة والرصد والتحليل والمتابعة
الاثنين، 11 يوليو 2011
أسماء الحيوان المستعملة في حقول الجماد
أسماء الحيوان المستعملة في حقول الجماد
د. سالم سليمان الخماش
جامعة الملك عبد العزيز/ كلية الآداب/ قسم اللغة العربية
نُشر هذا البحث بمجلة الدراسات اللغوية (مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية) ج3، عدد 1، ص 104- 170.
---------------------------------------------------------------------------
ملخص البحث
يحتل الحيوان مكانا مهما في حياة الإنسان فهو أقرب الموجودات إليه لأنه مخلوق ذو لحم ودم، نابض بالحياة وقادر على التفاعل معه، فيه كثير من صفاته: الذكاء والحمق، الود والحقد، والتناسل والفناء. كذلك يحتل الحيوان مساحة واسعة من المكان، يصادفه في البيت والفِناء، ويلقاه في الحقل والصحراء. هذا الوجود الفكري والمادي أفرز وجودا أدبيا يشهد له قصص الحيوان وحكاياته في الشعر والأمثال، والتي بدورها هيأت الفكر العربي لاستقبال حكايات الحيوان المترجمة من الآداب الأجنبية وشجعته كذلك على محاكاتها. وهناك أيضا تأثير للوجود المادي والحضور الفكري للحيوان أكثر وضوحا مما أسلفنا، ألا وهو الوجود اللغوي. هذا الوجود له مظهران: أولهما، ضخامة معجم الحيوان في العربية، الغني بأسماء أجناسه وأنواعه والثري بألفاظ أشكاله وعلله وطباعه، وكان محط اهتمام اللغويين منذ بداية جمع اللغة. أما المظهر الثاني الذي لم يحظ باهتمام اللغويين، بالرغم من أهميته ودلالته على نواح لغوية واجتماعية متعددة فهو تأثير أسماء الحيوان هذا الحقل الفكري واللغوي على الحقول اللغوية الأخرى. هذا الـاثير يتمثل في استعارة أسماء الحيوان للإشارة إلى عناصر حقول أخرى. وفي هذه الدراسة سنحاول الكشف عن مدى ومظاهر هذا التأثير اللغوي في حقول الجمادات الطبيعية والصناعية. وحقول الجمادات الطبيعة تشمل عددا من الحقول الثانوية، أهمها: (1) حقل الظواهر الجغرافية: ويشمل كل ما على سطح الأرض من جبال وتلال وصخور وأحـجار وما شابه ذلك، (2) حقل النبات، ويتضمن كل أنواع الشجر والثمار والورق، (3) حقل الأجرام السماوية، ويدخل ضمنه: الشمس والقمر والكواكب (الأجرام الدائرة حول الشمس) والنجوم والمجموعات النجمية (الكوكبات). وأما حقل الموجودات الصناعية فيتضمن كل ما صنعه الإنسان أو عدّل في شكله واستخدمه لأداء عمل من أعماله أو لتدبير أمر من شئونه.
1. مقدمة
لقد خلق الله الإنسان، ووهبه فكرا ولسانا وبيانا. فكرا ثاقبا قادرا على استكناه التشابه بين المختلفات، وإيجاد العلاقات بين المتباينات. فكرا بنى للإنسان نظاما من العلامات قادرا على استدعاء ما في الكون من موجودات وما في الذهن من صور وماهيات. يستخدمه لنقل رسائل أو لاستقبال أخرى تفصح عما يجيش في الصدور وما يعتمل في أغوار النفوس من أفكار ومواقف ومشاعر، وتشبر إلى ما حوله من موجودات، أرضية أو سماوية، طبيعية أو صناعية، منها ما هو معروف مألوف، ومنها ما هو غريب منكر، تختلف في هيئاتها وأشكالها وتفترق في أوضاعها وبيئاتها. يراها الإنسان تقبع بجانبه أو تمرح من حوله في بيئاتها الأرضية أو تدور من فوقه في أفلاكها السماوية. بعضها طعام وكساء وبعضها أداة ومتاع، بعضها علامات للمكان وأخرى مواقيت للزمان. كل منها مفتقر إلى فكر ثاقب وعلامة مميزة تنتزعه من خضم الغموض وتفصله عن لجة الاختلاط لينضم إلى حقل دلالي مألوف ومجال لغوي معروف، لتسهل الإشارة إليه والتعبير عنه، فيمكن تصوره ويتأتى تذكره. لذا هو في حاجة دائمة إلى الأسماء التي تشير إلى هذه الموجودات، والتي وضعها أجداده وتناقلها أسلافه، ولكن هذا لا يكفي لأن الحياة تتغير والأفكار والعلوم تتطور، ولا بد لكل هذا من مفردات تواكبه وتتكيف معه. وهذا التكيف يتطلب أحيانا ألفاظا تربط الحاضر بالماضي، تستعار من معان أو أشياء معروفة ومألوفة لتشير إلى هذا الجديد المصنوع أو إلى ذلك القديم المهمل الذي بعثه فكريا اهتمام علمي أو عملي. ومن أهم آليات هذه التكيف اللغوي الاستعارة المعجمية. وبما أنّ هدف هذه الاستعارة هو الإيصال والوضوح لا الجمال والفن (كما هو الحال في الاستعارة البيانية الفنية)، لذا لا بد أن يكون المشبه به قوي الوضوح في ذهن ناقل الاسم ومتكلم اللغة. ومن هنا فنحن نرى أنها مؤشر لقوة حضور المستعار منه (المشبه به) ومكانته المتميزة فكريا ونفسيا واجتماعيا في سلم ترتيب الموجودات في ذهن أهل اللغة. يقول علماء الدلالة: إنّ الإنسان الذي يسيطر على فكره شيء أو أمر مهم يظل يميل إلى أن يتحدث عنه دائما، بل نجده يتكلم عنه ويشير إليه عند حديثه عن الأشياء الأخرى، ولأنّ هذا الشيء دائم الحضور في ذهنه فهو يوحي إليه بالتشبيهات والاستعارات التي قد يعبر بها عن أشياء أخرى، إنه يصبح مركزا للانتشار وبؤرة للجذب في الوقت نفسه. يحتج لذلك Sperber مشيرا إلى تأثير استخدام بعض الأسلحة الفتاكة أثناء الحرب العالمية الأولى الذي أدى إلى تأثير لغوي في لغة الجنود، فشاع استخدام مفردات هذه الأسلحة للتعبير عن أشياء أخرى بعيدة عن حقلها، فهم مثلا يسمون الفاصوليا "القذائف ذات الشظايا،"([1]) ويسمون المطبخ المتحرك "دبابة" ويسمون فصوص الفاصوليا "رشّاشا".([2])
والمتأمل في المعجم العربي يستوقفه وجود بعض أسماء الحيوان في عدد من الحقول اللغوية البعيدة عن حقلها الأصلي والغريبة على مجالها الأولي. هذه الظاهرة تشعرنا بتأثير الحضور الذهني والنفسي للحيوان في ذهن العربي، ذلك التأثير الذي نرى من أعراضه استعمال أسماء الحيوان في معجم الجماد ممثلا في الحقول اللغوية التالية: (1) الظواهر الجغرافية و(2) النبات و(3) الأجرام السماوية و(4) الأدوات والمصنوعات. وهدفنا الأساسي في هذا البحث هو تأكيد هذا التأثير ببيان (1) مظاهره ومادته اللغوية المعجمية و(2) تقريب حجمه المعجمي. ولبيان الأول سنقوم برصد أسماء الحيوان التي استعملت في هذه الحقول، ولإيضاح الأمر الثاني سنقوم بمقارنة عدد استعمالات أسماء الحيوان في هذه الحقول بعدد استعمالات أسماء النبات -وهو الحقل المنافس لحقل الحيوان- في هذه الحقول نفسها، وكذلك سنقوم بمقارنة عدد استعمالات أسماء عناصر بعض هذه الحقول في حقل أسماء الحيوان نفسه. ومظاهر ودوافع هذا الاستعمال أمر مفض لا محالة إلى بحث أسباب الاستعارة وأشكالها، وسنقوم بذلك على مرحلتين، أولا سنتكلم عن هذا الموضوع نظريا موضحين الفرق بين الاستعارة البيانية _التي لا تهمنا كثيرا_ والاستعارة اللغوية (المعجمية)، ثم نتبع ذلك بذكر أصناف الاستعارة المعجمية وأسبابها الفكرية والدلالية واللغوية. وأما المرحلة الثانية فستكون تطبيقا لهذه المعطيات على أسماء الحيوان المستعملة في حقول الجماد المدروسة في هذا البحث.
1. 1 الاستعارة المعجمية:
يوضح عبد القاهر مفهوم الاستعارة بقوله "أن تريد تشبيه الشيء بالشيء، فتدع أن تفصح بالتشبيه وتظهره، وتجيء إلى اسم المشبه به فتعيره المشبه وتجريه عليه"([3]) وعرفها السكاكي بأنها "أن تذكر أحد طرفي التشبيه وتريد به الطرف الآخر مدعيا دخول المشبه في جنس المشبه به"،([4]) وهي في نظر القزويني: مجاز علاقته تشبيه معناه بما وضع له.([5]) وهذا المفهوم ينطبق على الاستعارة البلاغية، لأنها مؤقتة ومرتبطة بحالة بيانية خاصة، ومن هنا ناسبها كلمة "الاستعارة" التي تعني في اللغة تداول الشيء (أي تعاوره)،([6]) وهذا لايعني امتلاكه، وإنما يجب استعماله لفترة مؤقتة ثم رده بعد ذلك، وهذا المفهوم منسجم مع مفهوم الاستعارة البلاغية، وعليه فإنّ استعمال لفظ "استعارة" للاستعارة المعجمية ليس استعمالا على وجه الحقيقة وإنما هو استعمال مجازي، لأن هذه الاستعارات غير مؤقتة. والحقيقة أن ما يسمى بالاستعارات المعجمية (أو الميته، والمنسية) هي من ألفاظ الحقيقة لا المجاز، لأنّ المعنى الأصلي للفظ غير معتبر من الناحية التزامنية للغة، والأوْلى، من هذا المنظور، اعتبار الاستعارات المعجمية وما يسمى بالحقائق العرفية والشرعية ألفاظا مستعملة استعمالا حقيقيا، لأنها تستعمل مجردة عن القرينة، ولأنّ معانيها العرفية والشرعية هي المتبادرة إلى الذهن عند الإطلاق.([7])
ويجدر بنا قبل أن نتكلم عن أنواع الاستعارة المعجمية أن نفرق بينها وبين الاستعارة البلاغية، ويمكن إجمال ذلك على النحو التالي:
الاستعارة المعجمية
الاستعارة البلاغية
1- مستمرة.
1-مؤقتة.
2- قد لا تراعي دقة المحاكاة.
2-تراعي دقة المحاكاة.
3- ضرورية في أغلب الأحيان.
3-غير ضرورية في بعض الأحيان من الناحية اللغوية.
4- وجه الشبه قد لا يكون ظاهرا للمتكلم أو للمخاطب أو لكليهما.
4-وجه الشبه مدرك من جهة المتكلم، وقد يخفى على السامع.
5- سماعية، لذا فهي لاتحتاج إلى قرينة.
5-غير سماعية، لذا فهي بحاجة إلى قرينة.
6- الغرض منها لغوي دلالي.
6-الغرض منها فني بياني.
7- لا يشترط في دلالتها على الشيء ارتباطها بتركيب الكلام.
7- يشترط لدلالتها على الشيء ارتباطها بتركيب الكلام.
8- لا يعرف واضعها في أغلب الأحيان.
8-معروف واضعها في أغلب الأحيان.
9- قد تفقد الكلمة معناها الأصلي ويبقى المعنى الآخر.([8])
9-يبقى للكلمة معناها الوضعي.
2. 1 أنواع الاستعارة المعجمية:
إنّ هدفنا هنا ليس درس الاستعارة باستفاضة وتفصيل ولكن التطرق إلى بعض جوانبها وأقسامها بالقدر المعرفي الذي يفيد موضوع استعمال أسماء الحيوان في بعض حقول الجمادات ويكشف عن بعض جوانب ذلك الاستعمال وآلياته. وبما أنّ ما يهمنا هنا هو الاستعارة اللغوية المعجمية فإننا سوف لن نلتفت إلى بعض الجوانب الخاصة بالاستعارة البلاغية، كتقسيمها إلى تصريحية ومكنية أو إلى مجردة ومرشحة لأن هذا مرتبط بالتركيب والسياق. كذلك لن نخوض في تقسيمها إلى عامية وخاصية لأنّ ذلك متعلق بنواح بلاغية وفنية. لذا، يتحتم علينا وضع تقسيم يليق بالاستعارة اللغوية المعجمية، وبما أن المُشبهات في موضوع بحثنا هي جمادات، والمشبهات بها حيوانات، وكلها حسية فإنه لا ضرورة معرفية أو منهجية تدعونا إلى إيراد ما أفاض فيه البيانيون من تقسيم الاستعارة بحسب طبيعة طرفيها. وما يجب علينا مراعاته هنا فعلا هو طبيعة المشابهة في هذه القضية لأنها، أولا، هي القاعدة التي تقوم عليها الاستعارة والرابط بين المستعار والمستعار منه، وثانيا لأنها الجزء المتغير في هذه العملية الدلالية اللغوية. ويمكننا نظريا أن نقسم ما يهمنا من موضوع الاستعارة بحسب ما يلي: (1) علاقة المشابهة من حيث (أ) طبيعتها، و(ب) درجات وضوحها؛ و(2) الاستعارة من حيث (أ) خطور المشبه به على الذهن عند الاستعمال ومن حيث (ب) وظيفتها الدلالية.
(1) الاستعارة من حيث علاقة المشابهة:
(أ) طبيعة المشابهة:
- مشابهة شكلية.
- مشابهة لونية.
- مشابهة صوتية.
- مشابهة في الطعم.
- مشابهة في الملمس
- مشابهة فعلية.
- مشابهة مكانية: هي تشبيه مكان المشبه بمكان المشبه به. (انظر ماقلناه عن سبب تسمية النسر الواقع، الأفلاء.)
- مشابهة وظيفية: هي مشابهة قائمة على تشبيه وظيفة المشبه بوظيفة المشبه به (انظر: الحماران، الحمائر، الحمارة، الحمار، وحمار الصيقل، في 2.1).
- مشابهة عقلية: هي المشابهة القائمة على وجه شبه غير مدرك بالحواس.
(ب) درجات وضوح المشابهة:
- مشابهة واضحة.
- مشابهة متوسطة الوضوح.
- مشابهة ضعيفة.
- مشابهة غامضة، وهي التي لا يُعرف وجه الشبه فيها.
(2) الاستعارة من حيث:
(أ) ورودها على الذهن عند الاستعمال:
- استعارة نشيطة، وهي التي يخطر فيها المشبه به على الذهن عند الاستعمال.
- استعارة خاملة، وهي التي لا يخطر فيها المشبه به على الذهن عند الاستعمال، مثل: والبة (انظر: 202).
(ب) من حيث وظيفتها الدلالية:
- تجديد الألفاظ.
- إيضاح المعنى بالتسمية التصويرية.
- التعبير عن معنى أو شيء جديد.
- التلطف في التسمية.
- السخرية والتهكم.
- المبالغة.
2. أسماء الحيوان في حقل الطبيعة
1. 2. أسماء الحيوان في حقل الظواهر الجغرافية
إنّ إضفاء صفة الحياة على الجماد بتوهمه إنسانا أو حيوانا طبيعة لغوية قديمة قدم اللغة نفسها وشائعة شيوع الاستعارة التي هي مبعثها وقالبها. والدواعي إلى هذا السلوك منها ما يعود إلى أصول أسطورية قديمة تنسب الحياة إلى كل موجود ومنها ما يعود إلى أسباب لغوية فنية تميل إلى التعبير بإشارات الصورة والاستعارة بديلا عن دلالة العلامة والكلمة الاصطلاحية المباشرة، ومنها ما أسبابه لغوية إيصالية تجعل اللغة تُضطر إلى ذلك اضطرارا لتسد به فجوات معجمية في قاموس الموجودات الطبيعة أو الصناعية، لأن الكائنات الحية أكثر وضوحا في الدلالة على الوجود المتكيف مع التصور الفكري والعاطفي لدى الإنسان من غيرها. وصفة الجماد المرتبطة بمظاهر الطبيعة من جبال وصخور وتلال تبعث فيه الوحشة والغربة التي لا سبيل إلى إلغائها إلا بتغيير لغوي يبعث فيها الحياة والحيوية. ولقد ورد كثير من أسماء الحيوان في معجم الظواهر الجغرافية سجلتها قواميس العربية:
فمن الحيوانات الأليفة والوحشية: ([9])
الأتان: "الحمارة،" وأتان الضحل: "الصخرة العظيمة تكون في الماء" وتشبه بها الناقة، قال أوس:
عيرانة، كأتان الضحل صلّبها أكل السوادي رضّوه بمرضاخ
وأتان الثميل: "الصخرة العظيمة في باطن المسيل، طولها قامة في عرض مثله." وقيل" هي "الصخرة التي بين أسفل طي البئر فهي تلي الماء." وأتان الضحل: "الصخرة العظيمة تكون في الماء،" وقيل: تكون على فم الركي، يركبها الطحلب حتى تملاس فتكون أشد ملاسة من غيرها. والأتان: "مقام المستقي على فم البئر وهو صخرة."([10]) ويبدو أن أتان مضافة إلى الضحل أو الثميل هي "صخرة في الماء القليل في الوادي أو البئر" ، وأما أتان مفردة فتعني "الصخرة التي تكون على فم الركي وربما هي التي يقف عليها المستقي."([11]) والعلاقة هنا بين الأتان وأتان الثميل أو أتان الضحل هي المشابهة الشكلية الضعيفة والنشيطة (نشيطة لخطور المشبه به على الذهن)، وغرض الاستعارة هنا التسمية التشبيهية.
الحمار: "هو النهاق من ذوات الأربع أهليا كان أو وحشيا" و أنثاه حمارة. ومن ذلك: الحمائر جمع حمارة وهو "كل حجر عريض." ومنها: الحمائر: "حجارة تنصب حول قترة الصائد" واحدها حمارة. والحمائر "الحجارة التي تنصب حول الحوض ترد الماء إذا طغى". وكذلك "الحجارة التي تنصب حول القبر". والحمارة: "الصخرة العظيمة". ([12]) والمشابهة هنا شكلية ضعيفة، وغرض الاستعارة إظهار المشابهة.
العير: "الحمار" وقد غلب على الوحشي.([13]) وقد نقل معناه عن طريق الاستعارة إلى "كل ناتئ في مستو". ومن ذلك: عير النصل: "الجزء الناتئ في وسطه." وعير الصخرة: "حرف ناتئ فيها خلقة." والعير: "الجبل،" وقد غلب على جبل بالمدينة([14]) (قارن في الفرنسية ane وفي الانجليزية horseback "سلسلة جبلية"). ونوع المشابهة هنا تعود إلى الشكل وهو النتوء والبروز وربما هناك مشابهة عقلية غامضة، مبعثها كون العير يعطي معنى "النتوء والبروز" وهذا ربما يعود إلى طبيعة الانتصاب عند العير الوحشي، يصف أبو ذؤيب حاله هذه قائلا:([15])
يقضي لُبـانته بالليـل ثــم إذا أضحى تيمم حزما حوله جردُ
فامتد فيه كما أرسى الطراف بدَوْ داة القرارة سقبُ البيت والوتِدُ
(امتد: انتصب، الطراف: بيت من أدم، الصقب العمود الذي في وسط البيت). وقد يكون مبعثها فكرة الناس عن العير الأهلي وبلاهته وتهوره التي تدفعه إلى الخروج عن الطريق السوي.
ثور: و"هو ذكر البقر" و"حمرة الشفق،" وفي الحديث: "صلاة العشاء الآخرة إذا سقط ثور الشفق،" قيل جاء من ثار: أي "انتشر"([16]) ويطلق أيضا على "الطحلب."([17]) ولا يخفى أن بين هذه الألفاظ وبين الجذر ث.و.ر علاقة دلالية، ولكن يبقى احتمال وجود علاقة مشابهة لونية ضعيفة بين الثور (الحيوان) وحمرة الشفق. ويبقى هناك علاقة ما ليست واضحة بين "الطحلب على وجه الماء،" والثور "الحيوان."
والثوير: "تصغير ثور: جبل "أبيرق أبيض لبني أبي بكر بن كلاب، قريب من سواج من جبال حمى ضرية.([18]) ويبدو أن تسميته جاءت بسبب شبه لونه بلون الثور الأبرق، فالمشابهة إذن لونية واضحة، وغرض الاستعارة ربما كان في الأصل التسمية التصويرية.
العـنـز: و"هي الأنثى من المعزى والأوعال والظباء." وتعني أيضا: "القارة السوداء" و"الأكمة السوداء" و"الصخرة في الماء"([19]) (قارن، آنفا، أتان الضحل "الصخرة في الماء" والعير "الجبل"). يحتمل أنّ هذه الكلمات جاءت من (عنـز) "الحيوان المعروف" أو أنها متغيرة عن عنس "اشتد وصلب" ومن ثَم: العنس "الناقة القوية الصلبة" والعنس: "الصخرة" وفي السبئية نجد عنس تعني "بناء من حجر؟"([20]) فإن كان الأول فالمشابهة لونية واضحة، وغرض الاستعارة ربما كان التسمية التصويرية. وإن كانت من عنس فالجامع هو الصلابة.
العناق: "الأنثى من المعز،" والعناق "الحرة."([21]) (قارن: عنـز"الأكمة"). ويبدو أن الاستعارة مبنية على المشابهة لونية، وغرضها هو التسمية التصويرية.
رملة ضائنة: هي "البيضاء العريضة."([22]) ويبدو أن استعارة الضأن هنا جاءت لتفيد مشابهة متعددة، هي العرض والبياض معا، لأن الضأن أعرض من المعز ويغلب فيها اللون الأبيض. (قارن: النعج: "البياض")، وهذه استعارة متوسطة الوضوح، اشتقاقية، غرضها إيضاح المعنى.
النعجة: "الأنثى من الضأن والظباء والبقر الوحشي والشاء الجبلي،" والأرض الناعجة: "أرض مستوية، سهلة، مكرمة للنبات."([23]) بخلاف أرض معزاء: "الحزنة الغليظة."([24]) واللفظ نقل بناء على المشابهة الضعيفة في الملمس اللين، والاستعارة من حيث اللفظ اشتقاقية، غرضها إيضاح المعنى.
تيس: "الذكر من الظباء والمعز والوعول"، وتيس أيضا "جبل بالشام" فيه عدة حصون.([25]) والمشابهة هنا ربما تكون شكلية، وغرض الاستعارة قد يكون التسمية التصويرية.
الظبية: "الأنثى من الغزلان،" والظبية: "منعرج الوادي."([26]) ويبدو أنّه أُطلق أولا على فرج المرأة من باب التأدب في التعبير، ثم نقل عن طريق الاستعارة من "فرج المرأة" إلى "منعرج الوادي"([27]) بسبب المشابهة المكانية، الضعيفة، وعليه فالاستعارة خاملة لأنها قلّ أن تخطر على الذهن عند سماع اللفظ عند الاستعمال، وغرضها هو التسمية التصويرية.
الأرنب: حقف من الرمل" وأيضا "أرنبة الرمل" هو "حقف من الرمل منحنٍ."([28]) وهذه الاستعارة قد تكون مباشرة مبعثها المشابهة الضعيفة بين شكل الأرنب وحقف الرمل، وقد تكون غير مباشرة جاءت من أرنبة الأنف، باعتبار أن الرمل جسمٌ به جزء ناتيء كأرنبة الأنف.
الوعل: "تيس الجبل" والأنثى وعلة، والوعلة أيضا: "موضع منيع في الجبل أو صخرة مشرفة منه."([29]) ومما يدل على أنّ أصل اللفظة اسم للحيوان أننا نجدها تشبر إليه في عدد من اللغات السامية.([30]) والعلاقة بين هذين المعنيين قد تكون المشابهة الشكلية أو المكانية (لموقعه في الجبل)، ويبدو أنّ غرض الاستعارة هو إيضاح المعنى.
الكلب: وهو "كل سبع عقور" وقد غلب على النوع النابح، والأنثى كلبة، ومن معانيه "طرف الأكمة" و"جبل باليمامة"، والكلبات: هضبات معروفة هنالك."([31]) والعلاقة بين المعنى الأول والحيوان مشابهة شكلية بين طرف الأكمة المتقدم ومقدم أنف الكلب. وهي مشابهة نشيطة لأنّ لفظ الكلب قوي في دلالته على الحيوان. وأما العلاقة بين الكلب وبين الجبل والهضبات فهي مشابهة ضعيفة، ربما تعود إلى الشكل أو اللون.
ومن أسماء السباع المستعملة في هذا الحقل:
الضبع: "سبع معروف،كالذئب" إلا إذا جرى كأنه أعرج، فلذا سمي الضبع العرجاء، والضبع من الأرض "كل أكمة سوداء مستطيلة قليلا،" والضبع: "رابية."([32]) وضبُع: اسم جبل لغطفان.([33]) والمشابهة هنا كما يفصح عنها المعنى المعجمي شكلية ولونية، ضعيفة في المحاكاة.
ومن أسماء الزواحف يصادفنا:
ضب: "من أحناش الأرض" واسم الجبل الذي مسجد الخيف في أصله.([34]) والمشابهة غامضة.
ومن أسماء الطير:
الديك: "ذكر الدجاج." ويعني أيضا: "الأثافي، الواحد والجمع سواء."([35]) والمشابهة هنا ضعيفة قد تعود إلى الشكل المدور لكليهما.
النعامة: "طائر كبير لايطير له رقبة جرداء طويلة ورجلان عاريتان طويلتان." وتطلق كذلك على "الصخرة الناشزة في الركية،" لعلاقة المشابهة الشكلية الضعيفة. وغرض الاستعارة هو التسمية التصويرية. ويطلق لفظ النعامة أيضا على "الظلمة"([36]) للمشابهة في اللون الأسود، وهي مشابهة واضحة، (قارن الظليم: ذكر النعام أشتق لفظه من الظلام)، وغرض الاستعارة قد يكون المبالغة أو التسمية التشبيهية.
العقاب: "طائر من العتاق معروف، له جناحان عريضان." ومن معانيها "صخرة ناتئة في البئر، تخرق الدلاء وربما قام عليها المستقي".
والعقاب: "صخرة ناتئة في عرض الجبل".
وقال ابن الأعرابي: العقابان: "اللذان يعضدان القبيلة،" وهي صخرة على رأس البئر.([37]) هذه المعاني ربما جاءت من (عقاب) "الطائر" لعلاقة مشابهة ضعيفة. وهناك أيضا احتمال اشتقاقها من العقب "مؤخر القدم" بجامع "النتوء والبروز" وصيغت على وزن فعال بسبب عدوى صوتية بين عقب "مؤخر القدم" وعقاب "الطائر" المعروف.
غراب: "طائر أسود يأكل الجيف." والغراب: جبل شاهق بالمدينة المنورة،([38]) والغُرابة: جبال سود باليمامة، سميت بهذا لسوادها.([39]) والعلاقة هنا لونية واضحة، وغرض الاستعارة التسمية التصويرية، وربما المبالغة.
نسر: "موضع بعقيق المدينة،" والنسران: "جبلان ببلاد غنِي."([40]) والعلاقة بين المعنيين هي المشابهة الشكلية الضعيفة، ولفظ الاستعارة أصلي، وغرضها ربما كان التسمية التصويرية.
2. 2. أسماء الحيوان في حقل النبات:
للنبات حقل واسع، ومجال شاسع، غني بأنواع كثيرة من شجر وبقل وعشب، ذوات أزهار وألوان وروائح مختلفة، وذوات أوراق و هيئات وأحجام غير مؤتلفة. إنه بلا شك حقل مفهومي عجز الإنسان عن أن يوازيه بمجال دلالي قريب إلى لغته، ينبئك عن ذلك الأسماء العلمية المصطنعة التي اصطلح عليها علماء النبات والتي جلبوها من اليونانية أو اللاتينية فأضحت لايكاد يعرفها غيرهم. ولكن الإنسان العادي الذي يعيش في بيئة مليئة بأنواع مختلفة من الأشياء الحية والنامية يحاول دائما رتق الفجوات الدلالية وسد الثغرات المعجمية بأسماء ينقلها من مسميات ما يتوفر لديه في بيئته ليسهل عليه تذكرها وإفهام غيره بها، وهذا لا يتأتى إلا إذا كان بينهما أرضية معرفية ولغوية مشتركة. ولما كان حقل النبات مترامي الأطراف، يعج بضروب مختلفة من الأنواع والأشكال لجأ الإنسان إلى استيعابها لغويا فسماها بحسب ما تتميز به مستعينا بألفاظ أُخذت من اللون والطعم والرائحة والملمس والشكل والفعل. فمن اللون جاء اسم: (الخضاري) "الرمث"، و(الصفراء) "نبتة لها زهرة صفراء"، و(الكحلاء) "نبتة لها زهرة حسنة، ولسان الثور،" و(السمر) من السمرة، وهو لون بين البياض والسواد؛ ومن الطعم جاء اسم (المُرار) "نبت مر إذا أكلته الإبل قلصت مشافرها من مرارته"، و(الحُمّاض) "عشبة ورقها حامض عذب"، و(الحُلاوى) "شجرة صغيرة"، ربما سميت بذلك لحلاوة طعمها، و(القُرّاص) "عشب ربعي"؛ ومن الرائحة جاء اسم (الذفراء) و(الدفلى) و(النيتون)، لكراهة روائحها، و(الفعم) و(الشذى) لطيب رائحتهما؛ ومن الملمس جاء اسم: (الخشناء) و(الحرشاء) و(الجدْر)؛ ومن الشكل جاء (الشعير) و(الشعران) لشبههما بالشعر، و(الدخن) من الدخان و(الغبيراء)، و(الرجلة) و(الخرزة)؛ ومن الفعل أتى اسم (اللُّزيق) و(السُّطاح) و(الشُوع) و(السيّال). كل هذا لم يكف لسد هذه البقعة الدلالية الفارغة ولم يف برتق هذه المساحة اللغوية الشاغرة، فغدا الإنسان إلى حقل الحيوان كعادته باحثا عن الأسماء، مهتديا بعلاقات المشابهة والمشاكلة، فأخذ منه أسماء كثيرة وأطلقها في هذا الحقل الواسع لتدل على عناصره بعلامات لغوية تحمل قيما بيئية وتصويرية. وفيما يلي سنحاول أن نذكر ما ظفرنا به في قواميس اللغة وكتب النبات من هذه الظاهرة الجديرة بالتأمل والحقيقة بالتفكر:
فمن أسماء صغار الحيوان نصادف:([41])
المُهر: و"لد الفرس،" و"ثمر الحنظل."([42]) العلاقة بينهما قد تكون المشابهة الشكلية والعقلية، التي تعود إلى مفهوم الصغر والتكاثر.
الوالبة: "نسل الإبل والغنم والناس." والوالبة: "فراخ الزرع،" وقيل الزرعة التي تنبت من عروق زرعة أخرى.([43]) ويبدو لنا أنّ المعنى الأول هو الأصل، بدليل أننا نجد في الأثيوبية walb(ولب) تعني "فرخ الطير" و"البيضة."([44]) ولم نعثر على استعماله للنبات في اللغات السامية الأخرى. والاستعارة هنا مبنية على المشابهة الشكلية والعقلية الضعيفة، بجامع الصغر والحداثة، وهي خاملة لأنّ المتكلم العادي لا يلحظها. ويبدو أنّ غرضها في الأصل كان التسمية التصويرية والشعورية.
العِجْلة: "بقلة تنمو مستطيلة على الأرض،" وقيل: هي شجرة ذات ورق وكعوب لينة مستطيلة،" لها ثمرة مثل رجل الدجاجة متقبضة، وإذا يبست تفتحت وليس لها زهرة، وقيل العجلة: "شجرة ذات قضب وورق كورق الثداء."([45]) يبدو أنّ هنا استعارة تعتمد على تشابه جزئي ضعيف بين رجل العجلة وشكل ثمرة هذه البقلة الذي يشبه رجل الدجاجة المتقبضة، وهذه الصورة ربما أوحت بشكل غامض برجل العجلة.
اليَعْر: "العناق والجدي،" واليعر: "ضرب من الشجر."([46]) ويبدو أن اللفظ في الأصل للحيوان لأنه يقال: يعرت الشاة أو العنـز، أي "صاحت،"([47]) وفيه أيضا محاكاة صوتية. والاستعارة هنا سوغها مشابهة ساذجة، متمثلة في وجوه شكلية وعقلية تمثل الصغر والحداثة، ويظهر أن هدف الاستعارة هو التسمية التشبيهية.
اليعمور: "الجدي" و"صغير الضأن" واليعمورة: شجرة.([48]) استعارة مؤسسة على مشابهة ضعيفة، عقلية وشكلية تتمثل في صفة الصغر، وغرضها ربما هو التسمية التصويرية.
الرشأ: "الظبي إذا قوي ومشى مع أمه،" ومن النبات: "بقلة مثل الجمة،" لها قضبان كثيرة، مرة، شديدة الخضرة، لزجة، تنبت مسطحة على الأرض، و"شجرة تسمو فوق القامة."([49]) (قارن غزالة). ويبدو أنّ الثاني استعارة مستندة على مشابهة عقلية ضعيفة، ربما بجامع الصغر والحداثة، وغرض الاستعارة هو التسمية التصويرية.
الغزالة: هي "الشادن من حين تلده أمه إلى الإثناء،" ومن النبات: "عشبة من السطاح تنفرش على الأرض،" يخرج من وسطها قضيب طويل يقشر ويؤكل.([50]) هذه استعارة غامضة لا نستطيع تحديد العلاقة التي تعتمد عليها، وربما تكون كسابقتها مبنية على مشابهة عقلية هي الصغر والحداثة.
الضغبوس: جمعه ضغابيس، وهو: "ولد الثُّرمُلة" وهي الأنثى من الثعالب، أو دابة أخرى، وأم ثرمل: "الضبع،" ومن النبات: "صغار القثاء،" وقيل: "أغصان شبه العرجون" تنبت بالغور في أصول الثمام والشوك، طوال، حمر، رخصة، تؤكل، وفي الحديث: أن صفوان بن أمية أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ضغابيس وجداية.([51]) ويبدو لنا أنّ النقل هنا معتمد على المشابهة العقلية بجامع الصغر والحداثة، وهي في الواقع مشابهة ضعيفة وخاملة لأنّ اللفظ أصبح في دلالته على المعنى الثاني أقوى منه في دلالته على الأول. والاستعارة من حيث لفطها أصلية، غايتها إيضاح المعنى والتسمية التشبيهية.
الخِنَّوص: "ولد الخنـزير،" و"ولد الببر،" وقيل: "صغير كل شيء،" والخنوصة: "نخلة لم تفت اليد."([52]) والاستعارة هنا قائمة على مشابهة شكلية وعقلية بجامع الصغر والحداثة.
الجرو: "صغير الكلاب والأسود والسباع."([53]) و"صغار النبات والثمار،" كالبطيخ والحنظل والقثاء والخيار والباذنجان.([54]) والظاهر أنه في الأصل اسم لـ"صغير السباع"، يؤكد هذا مقابلات هذه الكلمة في بعض اللغات السامية الأخرى: ففي الأكادية نجد guratum (جوراتُم) "الحملان" (تغير دلالي), وفي العبرية: gūr (جور) "صغير الأسود والذئاب"، وفي السريانية gurya (جوريا) "شبل،"([55]) ولم نعثر على معنى "صغار النبات والثمار" في أي من هذه اللغات، مما يدل على أنّ استعماله للنبات كان في الأصل استعارة قائمة على المشابهة العقلية بجامع الحداثة والصغر.
الفرخ: ذكر في اللسان أنه في الأصل يعني "ولد الطائر،" ثم استعمل في كل صغير من الحيوان والنبات والشجر وغيرها" (قارن: جرو)، ومن ذلك الفرخ: "الزرع إذا تـهيأ للانشقاق بعدما يطلع،" وفي الحديث: أنه نهى عن بيع الفروخ بالمكيل من الطعام، أي: "السنبل الذي انعقد حبه."([56]) وفرّخ شجرهم فراخا كثيرة: هي ما يخرج في أصوله من صغاره.([57]) وقد ينظر إلى بعض الثمر بمنظار بيض الطير وأحواله، من ذلك انهم اشتقوا من الفعل (فقس) الاسم (فقوس) وجعلوه للبطيخ الشامي.([58]) والاستعارة هنا قائمة على المشابهة العقلية بجامع الصغر والتكاثر والنمو بين صغار الطير والنبات، ويبدو أن هدف الاستعارة هو إيضاح المعنى مع إظهار المشابهة الشعورية.
ومن غير أسماء صغار الحيوان في هذا الحقل:
الجمل: "النخلة،" لطولها وضخمها وإتائها.([59]) وهذه استعارة قائمة على مشابهة ضعيفة متعددة الوجوه، شكلية وفعلية، وهي نشيطة من حيث ورود أصل المعنى على الخاطر. وغرض الاستعارة إيضاح المعنى وإظهار المشابهة الشكلية والعاطفية.
المنوّق: هو"النخل الملقح،" ويبدو أن معنى التنويق قد جاء من "المبالغة في إصلاح الشيء"، لذا نجد ابن فارس يرى أن هذا اللفظ مأخوذ من (الناقة) لأنها مما يستحسنونه،([60]) ويبالغون في الاعتناء به. وعليه فالاستعارة من حيث لفظها اشتقاقية، مبنية على شبه متوسط الوضوح بين حال الناقة المعتنى بها والنخلة الملقحة. ويبدو أنّ الغرض من الاستعارة هنا هو تجديد اللفظ وإظهار المشابهة.
الذيخ: "ذكر الضباع الكثير الشعر والذئب الجريء،" والذيخ أيضا: "قنو النخلة."([61]) وهي استعارة للمشابهة الشكلية. ولفظ الاستعارة أصلي، وغرضها هو التسمية التصويرية. وحديثا يطلق (الذيخ) على "نبات الذؤنون،" وهو نبات متطفل على الجذور، ذو ساق بسيطة، سميكة، متشحمة، وذو أزهار تخرج من نورة سنبلية.([62])
الكلبة: من الشرس، وهو "صغار شجر الشوك،" تشبه الشكاعى، وقيل: هي "شجرة شاكة من العضاه، لها جراء."([63]) وانطلاقا من هذا المعنى يمكننا أن نقول إنها استعارة من معنى الكلب "الحيوان" قائمة على مشابهة عقلية متعددة، متمثلة في الشراسة والتشبث، ووجود الجراء الصغار، وهي مشابهة نشيطة لأنّ لفظ الكلب قوي الدلالة على الحيوان المعروف. وغاية التسمية هنا إيضاح المعنى بالصورة التشبيهية.
أم كلب: وصفها أبو العباس النباتي بأنها "شجرة ربيعية من نحو الذراع،" ورقها نحو من ورق الحناء، إلا أنها أعرض، وأطرافها مستديرة وفيها انكماش وخشونة، رائحتها سهكة، وتسمى ببادية الأعراب بالمنتنة،([64]) شاكة تنبط في غلظ الأرض وجبالها، صفراء الورق، خشناء، تسطع برائحة، نتنة إذا حركت. قيل سميت بذلك لشوكها أو لرائحتها.([65]) ومن الواضح أنّ هذه التسمية مؤسسة على مشابهة واضحة في الرائحة، وغرضها هو التسمية التشبيهية والمبالغة.
ثعالة: "الكلأ اليابس،" وثعالة: "عنب الثعلب". وثعالة في الأصل أنثى الثعالب،([66]) واللفظ في المعنى الثاني منقول عن طريق المجاز المرسل للعلاقة الإضافية، لتسمية المضاف (عنب) باسم المضاف إليه (الثعلب) ومن حيث اللفظ يمكننا أن نطلق عليه مجازا اشتقاقيا، لأن ثعالة مشتق من ثعلب. كذلك لايبعد أنّ هناك في الأصل استعارة، منسية، حيث شبه هذا الثمر بثمر متخيل يصلح للثعلب، بجامع بريته وربما طعمه. وأما المعنى الأول فيبدو أنه جاء من ثعل بمعنى "انتشر وكثر".
التألب: "الوعل،" و"الشديد الغليظ المجتمع من حمر الوحش ومن الناس،" [والتولب: "الجحش"([67])] والتألب: "شجر تتخذ منه القسي،"([68]) ويظهر أن اللفظ في دلالته على المعنى الثاني جاء عن طريق استعارة معتمدة على مشابهة متمثلة في الملمس الصلب، وهذه استعارة خاملة لضعف توارد المشبه به على الذهن عند استعمال اللفظ.
فأرة: "شجرة" ذكرها الفيروزابادي([69]) وابن منظور([70]) ولكنهما لم يذكرا تحليتها. وهنا لا نستطيع تبين نوع التشابه لنقص معرفتنا بصفة هذه الشجرة. ولكننا لا نستبعد وجود تشابه شكلي بين ثمار هذه الشجرة والفأر.
القنفذة والقنفذ: "الشجرة في وسط الرملة،" وقُنفُذ الرمل: كثرة شجره. وقال أبو خيرة: هو اجتماعه مع ارتفاعه.([71]) هناك علاقة مشابهة شكلية قوية، ونشيطة، بين القنفذ والشجرة الصغيرة النابتة وسط الرمل بجامع الشكل الدائري ووجود الشوك. وغرض التسمية قد يكون إظهار المشابهة وإيضاح المعنى.
عصافير: "ضرب من الشجر له صورة كصورة العصفور،" يسمى "من رأى مثلي."([72]) وهذه استعارة غرضها التسمية التصويرية، مبنية على مشابهة شكلية واضحة، ونشيطة.
وهناك عدد من أسماء الحشرات المستعارة للدلالة على النبات اعتمادا على مشابهات شكلية واضحة، غرضها التسمية التشبيهية:
خيفان: جمع خيفانة، وهي "الجرادة إذا صار فيها خطوط بيضاء وصفراء،" وقيل: "المهازيل الحمر من الجراد،" والخيفان: "حشيش ينبت في الجبل وليس له ورق،" ينمو حتى يكون أطول من ذراع صُعُدا، وله سنمة حميراء بيضاء.([73])
الدُّعاع: واحدته دعاعة وهي "نملة سوداء ذات جناحين،" و"عشبة صحراوية، متسطحة النبتة، لها حبة سوداء،" يجمعها الناس وقت الجوع فيطحنونها ويختبزونها.([74]) ومن الواضح أن العلاقة بين هذه الحشرة السوداء وحب النبتة هي المشابهة.
زنبور: "ضرب من الذباب، لاسع،" وقال الجوهري: الزنبور: "الدبر،" منه الأسود الذي يعشش في الشجر، ومنه سهلي لونه أحمر يتخذ بيته تحت الأرض. ومن النبات: "شجرة عظيمة كالدلب،" لاعرض لها، ورقها مثل ورق الجوز في منظره وريحه، ولها نور مثل نور العشر أبيض، ولها حمل مثل الزيتون.([75]) وقال ابن الأعرابي: الزنابير "من غريب شجر البادية،" وهو "ضرب من التين،" يسميه أهل الحضر الحُلواني. و يبدو أن العلاقة في الأصل كانت المشابهة بين الزنبور (الدبر) وثمار هذه الأشجار.
العَلَس: "القراد الضخم،"([76]) والعلسة: "دويبة شبيهة بالنملة أو الحلمة،" و"ضرب من البر" يكون منه حبتان في قشرة واحدة، والعلس: "العدس."([77])
الحلمة: "الصغيرة من القردان،" وقيل "الضخم منها،" ومن النبات: "نبتة دون الذراع،" لها ورقة غليظة وأفنان وزهرة كزهرة شقائق النعمان،([78]) وربما جاء هذا الاسم من الحشرة مباشرة، أو من الحلمة بمعنى "رأس الثدي،" وهي مأخوذة أيضا من الحشرة المذكورة (قارن: قراد: "حلمة الثدي").
الحـَمْن والحمنان: "صغار القردان،" والواحدة منه حمنة وحمنانة، وقال الجوهري: هي: "القراد أول ما يكون وهو صغير،" والحمنان: "ضرب من عنب الطائف" أسود إلى الحمرة، قليل الحب، صغيره.([79])
النُّعَرة: "ذباب أزرق" يدخل في أنوف الحمير والخيل، والنُّعرة: "ما أجنت حمر الوحش في أرحامها قبل أن يتم خلقه،" شبه بالذباب، والنُّعَر: "أول ما يثمر الأراك،" وقد أنعر: أي أثمر.([80])
الذباب: من الحناء: "بادرة نوره."([81]) ويظهر أنّ وجه الشبه في هذه الحالات الثلاث الأخيرة شكلي، وغرض الاستعارات فيها هو التسمية التشبيهية.
ومن أسماء الحيوانات المنقولة إلى حقل النبات والتي لم نتبين العلاقة وراء نقلها:
حِبن، بكسر الحاء وسكون الباء: "القرد،" وأم حبين: "دويبة على خلقة الحرباء" عريضة الصدر، عظيمة البطن، وبفتح الحاء وسكون الباء، "شجر الدفلى،" قيل: أخبر بذلك بعض أعراب عمان،([82]) وقد وصفها مندفيل، في كتيبه: الأزهار البرية لعمان الشمالية، بأنها شجيرة دائمة الخضرة، قوية ترتفع حتى تقارب أربعة أمتار، أوراقها خضراء داكنة شمعية، رمحية برأس حاد، لها أزهار حمراء وردية أو قرنفلية أو بيضاء. وذكر أنها من فصيلة قاتل الكلب، وهي التي تنتمي إليها الحرملة والدفلى.([83])
ثعبة: من أسماء "الفأر،" و"ضرب من الوزغ" خبيثة خضراء الرأس، وعن ابن دريد: "دابة أغلظ من الوزغة" تلسع وربما قتلت، وعن أبي حنيفة: "نبتة شبيهة بالثعلة" إلا أنها أخشن ورقا، وساقها أغبر، وليس لها حمل، وهي من شجر الجبل.([84])
وقد سميت بعض النباتات بإضافتها إلى بعض الحيوانات([85]) لأسباب متعددة، منها ما له أسباب ظاهرة كأن يكون كريه الطعم أو الرائحة أو خشنا صلبا لا يستطيع الإنسان أكله، مثل:
حُمّاض البقر: هو الحماض البري، وهو شبيه بالبستاني إلا أنه أصغر وبزره في غلف حمر يتعذر خروجه منها.
خس الحمار: قيل هو الصنف الكبير من الشنجار، ويسمى الكحلاء والحميراء ورجل الحمامة، وهو نبت لاصق بالأرض، مشوّك، له أصل في غلظ الإصبع، أحمر.([86])
زنجبيل الكلاب: عن ابن سينا هو بقلة كفلفل الماء، ورقها كورق الخِلاف إلا أنه أشد صفرة، لها طعم حِرِّيف يقتل الكلاب.
صعتر الحمير: هو الحاشا (نبات تجرسه النحل)،([87]) يعرفه شجارو الأندلس وعامتها بصعتر الحمير.
عنب الثعلب:([88]) هو صنفان: بستاني يعرف ببلاد الأندلس والمغرب بـ (حب اللهو)، ومنه بري جبلي، وهو منوم، ومنه مُجنّن.
عنب الدب: شجرة جبلية تنبت بقرب الصخور، أغصانها صلبة غير مشوكة، وثمرها على قدر المتوسط من النبق ذو لون أحمر مليح.
عنب الذئب: نبات بري ينبت مع شجيرات القطن، له ثمر صغير أسود كالعنب مر الطعم.([89])
قثاء الحمير: القثّاء البري.
قثاء النعام: الحنظل.
عشبة السباع: نبات له قضبان كقضبان المثنان وورق طويل محدد الأطراف غليظ، شديد المرارة، في أطرافه زهر في هيئة النواقيس.
ورد الحمار: ورد خارجه أصفر وداخله أحمر.
حبق البقر: ([90]) البابونج.
حبق الفيل أو الفتى : المَرْزَنْجوش.([91])
حبق التمساح([92]) :هو الفودنج النهري، يسمى بهذا في مصر، وأهل الشام يسمونه نعنع الماء.
وهناك نباتات أخرى أضيفت إلى أسماء بعض الحيوانات للدلالة ربما على بيئتها البرية ولتُميّز عمّا يشبهها من النباتات الزراعية والبستانية، وبعضها ربما أضيف إلى ذلك الحيوان لأنه مغرم بأكله أو بقربه:
بصل الذئب: قيل إنه بصل البلبوس([93]) المأكول.
بقلة الضب:([94]) قيل إنه الريحان البري.
حُمّاض الأرنب: قيل هو الكشوث، وهو نبت يتعلق بالأغصان ولا عرق له بالأرض.([95])
خرنوب المعزى: هو عند العرب "الينبوت" وأهل الشام يسمونه بخرنوب المعزى، وهو ضربان: أحدهما شجيرة ذات شوك تنفرش على الأرض، لها ثمرة كأنها التفاح، والآخر شجرة عظيمة ، لها ثمرة أصغر من الزعرور، شديدة السواد، وشديدة الحلاوة.
سنبل الكلب: ثمر شجر الدردار المعروف بألسنة العصافير.
سنبل العصافير: نبات جيد الرائحة، أشقر وافر الجمة، سنبله صغير مر.([96])
جوز القطا: نبات ينبت في القيعان له قضبان كثيرة منبسطة على الأرض، له أخبية في جوف كل منها غلف صغيرة في جوفها حبتان تؤكل.
شجرة البراغيث: الطُّبّاق.
وبعضها أضيف إلى الحيوان بسبب نوع من المشابهة، مثل:
حشيشة العقرب: نبات ذو زغب له ثلاثة قضبان أو أربعة، يتشعب منها شعب كثيرة، ويعرف بهذا الاسم بالديار المصرية، ويدعى أيضا "الغبيراء."
شوكة العقرب: نوع من الحدق كثير الشوك، ورقه صغار يسميه أعراب الحجاز (شوكة العقرب).
شجرة العقرب: "بقلة تسمى الحبَلَة،" لها ثمرة كأنها فقر العقرب، يتداوى بها النساء، وتنبت بنجد.([97])
سيف الغراب: نوع من السوسن، هو الدلبوث، ورقه دقيق الطرف كالسيف.([98])
وهناك صيغ فعلية تصف حال النبات اشتقت من أسماء الحيوان لتفيد، كما يقول الصرفيون التحول المجازي،([99]) أو التشبيه مثل:
استرأل النبات: "طال،" شبه بعنق الرأل. والرأل ولد النعام.([100]) والعلاقة بينهما هي المشابهة الشكلية.
استأسد النبت: "طال وعظم،" وقيل: هو "إذا بلغ والتف وعظم،" ومنه عرمض مستأسد، أي "طحلب [كثير ملتف]" كما يستأسد النبت.([101]) وكل ذلك مشتق من الأسد بجامع القوة والإنبعاث.
كلِب الشجر: إذا لم يجد ريّه، "فخشن وعلق بالثياب."([102]) والاشتقاق مبني على على مشابهة فعلية وعقلية بجامع الخشونة والتشبث.
ويقال: ذيّخت النخلة، أي "لم تقبل الإبار،"([103]) والفعل هنا مشتق من الاسم (ذيخ) لمشابهة عقلية ضعيفة، هي الذكورية والعصيان.
3. 2. أسماء الحيوانات في حقل الأجرام السماوية:
يظل الإنسان طوال يومه مشغولا بحيوان يربيه في حقله أو مشغوفا بقنيص يتبعه في بريته، أو خائفا من لاسع أو لادغ قد يورده المهالك، أو وجلا من بارح منذر بالشرور وعظائم الأمور. تغور الشمس كمهاة عائدة إلى كناسها ويسجي الليل الأشياء بجلبابه، فتتراكم حنادسه، وتترادف غياهبه، فتصير الجبال أسدافا مركومة من الظُـلَم، وتمسي الأشجار دُججا مغزولة من العتم، ويضوي حيوان الأرض إلى مأواه، فلا يبقى أمام الإنسان على الأرض شيء يمتع به ناظريه أو يجيل فيه خياله، فيتجه إلى السماء نائيا بفكره عن كل مبهم في العالم الأرضي إلىكل ساطع في العالم السماوي، ليرى سماء مرصعة بالنجوم ورداء مزينا بالرسوم، قد أمست مرآة لعالم أرضي طمسته غياهب الظلام وأخفته جحافل الليل. أدار في النجوم فكره فنظمها أبراجا وجعلها علامات تدله عبر مكان طامس المعالم وجعل المنازل والأهلة مواقيت تهديه في زمان سرمدي دائم.
ولماّ كان للحيوان حضور قوي في شعور الإنسان وفي فكره، فإنه عندما اتجه إلى السماء نظر إليها من خلال قوالبه الأرضية التي للحيوان فيها حضور مسيطر ووجود متمكن، فأمست تعج بحيوانات يتبع بعضها بعضا، تظهر وتكنس، تعوي وتنبح. وبقي هذا الفكر البدائي والخيال الشعري ماثلا في معاجم اللغات الإنسانية في أسماء: البروج والمنازل والأنواء والنجوم المفردة والمجموعات النجمية constellations التي أُخذ كثير من أسمائها من حقل الحيوان.([104])
والعلاقة بين الأجرام السماوية والحيوان قديمة قدم الحضارة الإنسانية، فكلمة zodiac "دائرة البروج" قد جاءت من الإغريقية zoidion "الشكل المنحوت" وهي صيغة التصغير لكلمة zoin "حيوان" لأن أكثر علامات البروج هي أشكال حيوانية.([105])
والبروج حزام من القبة السماوية يمتد ثماني درجات من جانبي الدائرة الظاهرية لمسير الشمس الذي يمثل أيضا خط سير الكواكب الرئيسة والقمر. وقد قسم هذا الحزام بالتساوي إلى اثني عشر جزءا، كل واحد منها يسمى برجا ويحمل اسم مجموعة نجمية.([106]) ومعظم هذه البروج تحمل أسماء حيوانية في اللغات الغربية. وهي كذلك في العربية التي نجد فيها سبعة منها لها أسماء من حقل الحيوان، هي: الحمل والثور والسرطان والأسد والعقرب والجدي والحوت.([107]) أما الجوزاء فهو لفظ مشكل من حيث أصل معناه، فمن معانيها في اللغة: "الشاة التي ضُرب وسطها ببياض من أعلاها إلى أسفلها،"([108]) وإن كان معناها مأخوذا من هذا فإنه يصبح لدينا ثمانية من البروج التي تحمل أسماء الحيوان. وهناك من يرى أنها سميت بذلك لأنها تعترض جوز السماء، أي "وسطها"، وقيل: لوجود الكواكب الثلاثة في وسطها.([109]) وقد يكون أيضا لفظ الجوز منقلبا عن زوج، أي "اثنين" لأن اللفظ الذي يقابل الجوزاء في اللاتينية هو Gemini ويعني "التوأم".([110]) (قارن: الناعقان).
والترابط بين الأجرام السماوية وحقل الحيوان يبرز واضحا في بعض أسماء الشمس، فهي تدعى (المهاة)، والمهاة هي "البقرة الوحشية،"([111]) قال أمية بن أبي الصلت:
ثم يجلو الظلام رب رحيم بمهاة شعاعها منثورُ
ويقال أيضا للكواكب مها.([112]) كذالك يقال للشمس الغزالة، وقيل تدعى بذلك إذا ارتفع النهار، وقيل وقت طلوعها.([113])
والقمر كذلك ربما كان له علاقة بالحيوان. فنحن نقول أرّخ: أي "وقت"، وهذا الفعل يعود إلى لفظ سامي هو من أسماء القمر، فهو في الأكادية ورخو وأرخو، وفي الأغريتية يرخ "قمر، شهر"([114]) وفي السبئية ورخ "شهر"([115]) وفي العبرية يارح "قمر" وفي الآرمية يرحا "شهر، هلال"([116]) وفي الأثيوبية ورخ "قمر، شهر".([117]) وكلمة أرخ تعني في العربية "ولد البقرة الوحشية."([118]) وكان من العرب من يعبد القمر، واتخذوا له صنما على شكل عجل.([119])
ويدعو العرب الدراري (الكواكب) الخمسة، وهي: زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد، خنّسا وكنّسا لأنها "تخنس في مجراها وترجع وتكنس كما تكنس الظباء.([120]) ويبدو أنّ المشتري وهو أحدها([121]) قد اكتسب اسمه من طائر وصف في المخصص بأنه أصفر الظهر بعظم العين وقيل: بطنه أغبر وظهره أخضر.([122])
وسهيل ،وهو نجم يماني يُرى في جميع أرض العرب ولا يرى بأرض أرمينية،([123]) يسمى الفحل، تشبيها له بفحل الإبل لاعتزاله عن النجوم وعظمه.([124])
وكثير من أسماء الكواكب([125]) (جمع كوكبة، مجموعة نجمية) constellations في اللاتينية أو اليونانية (اللتين هما مصدر تسميات هذه المجموعات في كثير من اللغات الأوروبية الحديثة) أُخذ من أسماء كائنات حيوانية حقيقية أو أسطورية. وقد وجدنا من بين خمس وأربعين مجموعة نجمية، استطعنا العثور عليها في The American Heritage Dictionary، ثلاثين قد سميت بأسماء الحيوان.([126])
والشيء نفسه نجده في أسماء الكوكبات (المجموعات النجمية الكبيرة) والمجموعات النجمية([127])والنجوم المفردة في العربية. ونجد العلاقات التي سوغت نقل أسماء الحيوان إلى الكوكبات النجمية تعتمد كثيرا على المشابهة الشكلية الواضحة والنشيطة. ويبدو أنّ غرضها هو التسمية التشبيهية. وأما العلاقات وراء تسمية بعض المجموعات النجمية والنجوم المفردة فهي إما مشابهة مكانية أو غامضة ترتكز على تفكير أسطوري قديم أو قصص خرافية.
فمن أسماء الحيوانات الأليفة والوحشية يصادفنا في هذا الحقل:
الجدي: "ذكر المعز،" ومن النجوم : نجم في السماء قريب من القطب [،على طرف ذنب كوكبة الدب الأصغر،([128])] تعرف به القبلة. وقال ابن سيده: الجدي من النجوم جديان: أحدهما الذي يدور مع بنات نعش، والآخر بلزق الدلو، [وهو كوكبة مؤلفة من ثمانية وعشرين نجما([129])] وهو من البروج.([130]) ومسوغ النقل هنا هو المشابهة الشكلية. ويذكر الصوفي في كوكبة ممسك الأعنة (العناز) نجمين يسميان الجديين،([131]) وهذه الكوكبة توصف منذ القدم بصورة رجل يحمل عنـزا على كتفه وجديين في يده اليسرى.([132]) والعلاقة هنا تبدو مشابهة مكانية، لموضع هذين النجمين من شكل الشخص (العناز).
العناق: "الأنثى من أولاد المعز مالم يتم له سنة،" وأيضا "شيء من دواب الأرض كالفهد،" ومن النجوم: الأوسط من بنات نعش الكبرى،([133]) يقع بين نجمي الجون والقائد.([134]) والعلاقة هنا مكانية ضعيفة، لأنّ وجود نجمين يسميان بأسماء الحيوان، وهما الجدي والجون، استدعى اسم حيوان قريب منهما.
العنـز: نجم يقع على المرفق الأيسر من صورة كوكبة ممسك الأعنة، قريب من الجديين. والعلاقة أيضا قائمة على المشابهة المكانية. وقد تسمي العرب العيوق أيضا بالعنـز.([135])
الشاة: "الثور الوحشي،" و"الواحدة من الغنم،" وكواكب صغار.([136]) ومسوغ التسمية ربما كان المشابهة الشكلية.
الشاء أو الأغنام: ذكر الصوفي أن النجوم التي بين فخذي الملتهب والتي بين رجليه وبين كوكب الجدي تدعى الشاء أو الأغنام.([137]) ويبدو أنّ هذه الاستعارة معتمدة على المشابهة المكانية. لأن العرب تسمي دائرة الملتهب بالراعي فناسب تسمية هذه النجوم بالشاء أو الأغنام.
شاة سعد الذابح: نجم صغير على قرن كوكبة الجدي ملاصق لسعد الذابح.([138]) وعلاقة التسمية هي المشابهة المكانية لوجود نجم صغير كأنه يُذبح.([139])
الأغنام: نجوم في "الروضة"، وهي مابين النسق اليماني والشامي، وقد سماها ابن الصوفي في أرجوزته بالنقد([140]) (صغار الغنم). والتسمية قائمة على مشابهة مكانية لانّ العرب تسمي النجم الذي على رأس الحوا بالراعي.([141])
الحمل: كوكبة مؤلفة من ثلاثة عشر نجما من الصورة وخمسة خارجة عنها، تبدو في السماء على هيئة حمل، وبها سمي أول البروج.([142]) والتسمية سببها المشابهة الشكلية الواضحة.
الفرس: ذكر في اللسان أنه نجم (أي مجموعة نجوم) معروف، سمي بذلك لمشاكلته الفرس في صورته.([143]) وهو الذي يدعى "الفرس الأعظم،"([144]) وهو مؤلف من عشرين نجما في ناحية الشمال. وعلاقة الاستعارة هنا هي أيضا المشابهة الشكلية.
الخيل: هي مجموعة من نجوم كوكبة الشجاع وكوكبة الأسد وبعض الكواكب التي بينهما.([145]) وربما سميت بهذا الاسم لمكانها مما يشبه المعلف.
الأفلاء: هي النجوم الصغار التي ترى بين نجوم الخيل، وسيمت نجوم بقربها من كوكبة الباطية "المعلف".([146]) ومسوغ النقل هنا هو المشابهة المكانية لوجود نجوم كبيرة سميت "خيلا" ونجوم أخرى تشكل ما يشبه "المعلف".
الناقة: :كواكب مصطفة بهيئة الناقة.([147]) وذكر الصوفي: أن بعض نجوم كوكبة ذات الكرسي تؤلف شكل ناقة.([148]) وكما هو واضح هذه تسمية معتمدة على علاقة شابهة شكلية.
الفنيق: هو "الفحل المكرم من الإبل،" الذي لا يُركب ولا يهان.([149]) وبه سمي النجم الرابع عشر على العين الجنوبية من كوكبة الثور، وهو الذي تسميه العرب "الدبران"، ويدعى أيضا المجدح([150]) وحادي النجم.([151]) وهذه التسمية معتمدة كما يبدو لنا على مشابهة مكانية وشكلية لوجود نجم كبير وعدد من النجوم الصغيرة حوله (القلاص).
القلاص: جمع قلوص، وهي "الشابة من النوق"([152]) وبها سمي نجوم حول الدبران (الفنيق)، والتي تدعى أيضا "غنيمه".([153]) (راجع ما بيناه آنفا من العلاقة وراء اسم الفنيق).
الأجمال: (جمع جمل)، وبها أيضا سمي النجوم التي تدعى "عجز الأسد" و "عرش السماك الأعزل"، وقيل أيضا تسمى "الخباء"، وهي من النجوم التي تشكل كوكبة الغراب.([154]) وهذه الاستعارة ربما تكون معتمدة على مشابهة مكانية أو شكلية ضعيفة.
العوائذ: جمع (عائذ) وهي "الحديثة النتاج" لأن ولدها يعوذ بـها،([155]) ومن النجوم: أربعة تقع على رأس (التنين)، بين (الذئبين) و(النسر الواقع)،([156]) شبهتها العرب بأربع أينق قد عطفن على (الربع)، وهو نجم في وسطها.([157]) والاستعارة هنا مبنية على مشابهة مكانية. (راجع تحت علاقة الذئبين).
الرُّبَع: "الفصيل ينتج في الربيع"، وهو أول النتاج([158]) والربع: نجم من كوكبة التنين، يقع على رأسه، بين (العوائذ)، ويدعى أيضا (الرفد)، وهو"الإناء الذي يحلب فيه".([159]) (راجع في هذا القسم علاقة تسمية الذئبين)
النهال: "الشاربة" أو المختلفة إلى الماء" وتطلق أيضا على نجوم من كوكبة الأرنب، يلقبها الفرس بـ (عرش الجوزاء) وربما لقبن بـ (المخائل).([160]) وهذه التسمية ربما سوغها مشابهة مكانية لوجود كوكبة النهر بقرب هذه النجوم. ويبدو أنها تسمية متأخرة لأنه لم يرد، حسب علمنا، عن العرب اسم كوكبة النهر التي ربما عرفوها مؤخرا من الفلكيين.
كوكبة الثور: مجموعة نجمية على شكل ثور، مؤلفة من اثنين وثلاثين نجما من الصورة، وأحد عشر نجما خارجها، وبعض نجومها تسميها العرب (الثريا).([161]) وباسم هذه الكوكبة سمي البرج.([162]) وهذه تسمية قائمة على مشابهة شكلية واضحة.
البقرة: ذكر الصوفي أنه حُكي عن العرب أنهم يسمون جميع كوكبة (قيطس) بـ (البقرة).([163]) وهي تسمية مبنية على مشابهة شكلية.
البقر: ذكر الصوفي أنّ تحت قدمي (سهيل)، نجوما زهرا، لا ترى بالعراق ولا بنجد، يسميها أهل تهامة (البقر).([164]) ولانعرف بالضبط مسوغ هذه التسمية، ونظن أن الجمع قد أوحى باسم البقر.
الفرقدان: في الأصل مثنى (فرقد) "ولد البقرة"، والفرقدان: النجمان النيران من مربع بنات نعش الصغرى، لا يغربان، ويطوفان بالجدي.([165]) ويبدو أن هذه الاستعارة قد سوغها علاقة عقلية لأنّ ذكر الجدي وهو ولد الماعز استدعى ذكر ولد البقرة.
العانة: "الأتان" و"القطيع من حمر الوحش".والعانة: نجوم بيض أسفل من السعود.([166]) وربما الجمع هنا أيضا هو الذي أوحى باسم العانة.
الحماران: نقل Lane عن القزويني أنـهما النجمان النيران في كوكبة السرطان.([167]) وذكر الصوفي عند حديثه عن نجوم السرطان: أنه وجد في المجسطي أنّ اسمَ النثرةِ المعلفُ، وأنّ اسم الاثنين التاليين لها الحماران، وقال: ولم أجد ذلك في شيء من كتب الأنواء عن العرب، ولعل المنجمين سموها بهذه الأسامي.([168]) وسبب هذه التسمية ربما يعود إلى مشابهة مكانية لوجود المعلف بقرب هذه النجوم.
الأعيار: كواكب زهر في مجرى قدمي سهيل.([169]) وربما سميت بذلك لمشابهة مكانية وعقلية. فبقربها يوجد سهيل وهو يدعى الفحل لعظمه وانفراده، والأعيار جمع عير وهو ذكر الحمير وخاصة الوحشي منها، فناسب ذكر فحل الإبل ذكر فحول حمر الوحش لصفة الذكورية والإنفراد عن القطيع.
الظباء: هي النجوم الواقعة على حاجب الدب الأكبر، وعينيه، وأذنه، وخطمه.([170]) ويبدو أنّ هذا الاسم قد سوّغه علاقة مكانية معتمدة على قصص خرافية تقول: إنّ الأسد قد ضرب بذنبه الأرض فقفزت الظباء، لذا تسمى هذه النجوم أيضا بالقفزات.([171])
أولاد الظباء: هي النجوم الخفية من جملة نجوم الظباء من كوكبة الدب الأكبر.([172]) والعلاقة وراء هذه التسمية هي المشابهة المكانية.
الكلب: نجم بحذاء الدلو من أسفل وعلى طريقته نجم آخر يقال له الراعي. وذكر الصوفي أنه نجم يقع بين رجلي صورة الملتهب (قيفاوس)، وهو قريب إلى الرجل اليسرى. و"الراعي" هو الذي يقع على الرجل اليسرى.([173]) وذكر أيضا أن الذي يقع على رأس كوكبة الجاثي يسمى "كلب الراعي"، وكذلك الثاني من كوكبة الحواء، وهو المتقدم من الاثنين على المنكب الأيمن([174]) و"الكلب" أيضا نجم العبور (الشعرى اليمانية) في كوكبة الكلب الأكبر.([175]) وكل هذه التسميات معتمدة على مشابهات مكانية وعقلية، لوجود ما يشبه الراعي.
الكلبان: نجمان صغيران، كالملتزقين، بين الثريا والدبران.([176]) وهما الحادي والعشرون والثاني والعشرون اللذان يقعان على الأذن الشمالية من كوكبة الثور، ويدعيان أيضا "كلبي الدبران."([177])
كلاب الشتاء: هي نجومُ أولهِ، وهي: الذراع والنثرة والطرف والجبهة.([178]) وعلاقة الاستعارة هنا هي المشابهة في الوجود الزماني.
الهراران: مفرد هرار، وهي صفة للذئب والكلب ، وهما: "النسر الواقع" و"قلب العقرب."([179]) لأنهما يطلعان معا في كثير من العروض.([180]) ويبدو أنّ هذه التسمية مستوحاة من مشابهة مكانية وزمانية.
العواء "الكلب"، و"المنـزل الثالث عشر من منازل القمر." وهي أربعة كواكب، ثلاثة كالأثافي، والرابع قريب منها، كأنه من الناحية الشامية، وبه سميت العواء، كأنه يعوي إليها. وقال شمر: هي خمسة كواكب، كأنها كتابة ألف، أعلاها أخفاها، ويقال كأنـها نون، وتدعى وركي الأسد، وعرقوب الأسد.([181]) قال الأزهري: من قصر العوّا شبهها باست الكلب، ومن مدّها جعلها تعوي كما يعوي الكلب.([182]) وعلى الثاني فالاستعارة مبنية على مشابهة مكانية مستوحاة من صورة هذا النجم المنفرد عن الثلاثة الباقية.
ومن أسماء السباع يصادفنا:
الأسد: كوكبة مؤلفة من سبعة وعشرين نجما من الصورة وثمانية خارجة عنها،([183]) تقع في الجزء الشمالي من القبة السماوية، تعبرها الشمس من منتصف أغسطس حتى منتصف سيبتمبر.([184]) والأسد هو البرج الخامس. وعلاقة الاستعارة هنا هي المشابهة الشكلية.
الدب الأكبر: كوكبة مؤلفة من سبعة وعشرين نجما من الصورة وثمانية نجوم حولها،([185]) ويسمي العرب النجوم السبعة المتألقة منها "بنات نعش الكبرى."([186]) وهذه التسمية مسوغة بالمشابهة الشكلية.
الدب الأصغر: أقرب كوكبة إلى القطب الظاهر الشمالي، مؤلفة من سبعة كواكب، ثلاثة منها على الذنب، وأربعة تشكل مربعا مستطيلا على بدنه. والعرب تسمي السبعة مجموعةً "بنات نعش الصغرى،" وتسمي النيرين من المربع "الفرقدين" والنير الذي على طرف الذنب "الجدي."([187]) واسم الدب مستوحى من مشابهة شكلية، وأيضا عقلية لأنّ اسم الدب الأكبر أوحى بالدب الأصغر.
الذئبان: كوكبان أبيضان [،هما الرابع والعشرون والخامس والعشرون من كوكبة التنين([188])]، بين العوائذ والفرقدين.([189]) ومبعث هذه التسمية تشبيهات مكانية معتمدة على قصة خرافية تدعي أنّ العوائذ (نوق أربع) قد أحاطت بالرُّبَع، وهو ولد الناقة، الذي وقع بين الذئبين والنسرين.([190])
الذيخ: "الذئب الجريء،" و"ذكر الضباع الكثير الشعر." وكوكب أحمر،"([191]) هو النجم السابع والعشرون من التنين، يقع في أصل ذنبه.([192]) وربما أوحى باسم الذيخ المشابهة المكانية والعقلية، لوجود الذئبين وفريسة يمثلها الربع.
الضباع: كواكب كثيرة، أسفل من بنات نعش،([193]) ذكر الصوفي أن أحدها يقع على الرأس من كوكبة العواء، والأخرى تقع على منكبيه وعصاه.([194])
أولاد الضباع: هي النجوم التي تقع على اليد اليسرى وساعدها من كوكبة العواء.([195]) ولاشك انّ هذا الاسم قد أوحى به ذكر الضباع بقربها.
الثعيلبات: نجوم من كوكبة الدب الأكبر، يعرفن أيضا بالقفزات، لشبهها بقفزات الظبي النافر، ويسمين أيضا بالنوافر والقرائن.([196]) ويبدو أن مبعث الاستعارة هنا هو المشابهة الشكلية الجزئية، فشكل النجوم أوحى بآثار الثعالب الصغيرة، كما أوحى من قبل بالظباء.
عناق الأرض: "دابة أصغر من الفهد طويلة الظهر،"([197]) سمي بها النجم الخامس عشر، الذي على الرجل اليسرى من كوكبة المرأة المسلسلة، وقيل: هو الذي على رأس الغول من كوكبة برشاوش.([198]) وعلاقة الاستعارة هنا غير واضحة.
ومن أسماء الطير في هذا المجال الدلالي:
النسران: كوكبان في السماء معروفان على التشبيه بالنسر، يقال لأحدهما النسر الطائر، والآخر النسر الواقع،([199]) وهما ما تسميها العامة الأثافي. والأول منها يعد جزءا من كوكبة العقاب والآخر من كوكبة الإوز.([200]) ووراء هذه الأسماء مشابهة مكانية واضحة.
الحُرّان: مثنى (حُرّ)، وهو في اللغة يطلق على "الصقر"، و"فرخ الحمام"، و"ولد الظبي،" ومن النجوم: نجمان على يمين الناظر إلى الفرقدين،([201]) وذكر الصوفي أنهما يدعيان أيضا بالذئبين والعوهقين.([202]) وربما وراء هذه التسميات مشابهات عقلية ومكانية.
الناعقان: كوكبان من كواكب الجوزاء، وهما أضوأ كواكبها، يقال لأحدهما رجلها اليسرى والآخر منكبها الأيمن، وهو الذي يسمى الهنعة.([203])
الأغربة: جمع غراب، وهي نجوم خارجة عن كوكبة الكلب الأكبر، تسمى أيضا الفرود.([204]) وهذه التسمية ربما تعتمد على مشابهة مكانية وشكلية لأن الغربان تأتي في شكل مجموعة قليلة العدد.
العوهقان: مثنى (عوهق)، وهو "الخطاف الجبلي"، وقيل "الطائر الذي يدعى الأخيل،" ومن النجوم هما نجمان [،من كوكبة التنين، بين الفرقدين والعوائذ،([205])] يتقدمان بنات نعش الصغرى،.([206]) (أنظر الذئبين، والحرين). وهذه تسمية مستأنِسة بمشابهة عقلية وشكلية غير واضحة، فوجود نجمين قريبين من بعضهما أوحى بصورة هذين الطائرين.
الظليمان: مثنى (ظليم)، وهو "الذكر من النعام،" وهما أيضا نجمان من كوكبة القوس، أحدهما يقع على الجانب الشمالي من القوس، والآخر يقع على أقصى طرفه.([207])
الظليم: هو النجم الثاني والأربعون من كوكبة الدلو، يقع على فم الحوت الجنوبي، ويسمى الضفدع الأول.([208]) وهناك ظليم آخر يقع في آخر كوكبة النهر.([209]) ويظهر أنّ هذه التسمية مستوحاة من مشابهة عقلية ومكانية، فوجود النهر استدعى اسم الظليم الشارب.
الرئال: "أولاد النعام،" وتطلق على مجموعة من النجوم الصغيرة التي تقع بين الظليم، النجم الواقع في أخر النهر، والظليم الواقع في فم الحوت الجنوبي.([210]) وكما هو واضح وراء هذه التسمية مشابهة مكانية.
النعام: هما النجم الخامس والسادس من بدن كوكبة الفرس الأعظم.([211])
النعامات: هي خمسة نجوم في وسط كوكبة قيطس.([212])
النعائم (جمع نعامة)، وسمي بها "تسعة كواكب، [من كوكبة الرامي (القوس)]"([213]) ومن ذلك قول بعضهم "إذا كثر النعام كثر الغمام." قال قطرب يريدون: النعائم. وهي ، من كوكبة القوس والرامي (Sagittarius)، خلف الشولة، أربعة منها في درب التبانة، تسمى "النعائم الواردة" وأربعة خارجة عنه، تدعى "النعائم الصادرة،" والتاسع بينهما، وكلها تمثل المنـزل العشرين من منازل القمر.([214]) واستعارتها مبنية على مشابهة شكلية ومكانية، فدرب التبانة يشبه النهر ومكان هذه النجوم منه أوحى بالنعام الصادر والوارد.
القلائص: جمع قلوص، وبـها سمي نجوم من كوكبة الرامي، تقع على خط مقوس، تبدأ من عينه، وقيل تسمى "الأدحي"، و"القلادة".([215]) و"القلائص" قد تعني "صغار النوق" وقد تعني "النعام الصغار". والثاني هو الأنسب هنا، لأننا نجد أن هذه المجموعة تسمى أيضا الأدحي "مبيض النعام في الرمل"، ولأننا نجد قريبا منها "الظليمين"، وكذلك "النعام الصادر" و"النعام الوارد." ولا شك أن هذه التسمية معتمدة على مشابهة مكانية.
الصُّرَدان: جمع (صرد) وهو "طائر ضخم الرأس يصطاد العصافير،" والصردان: نجمان من كوكبة الرامي، أحدهما يقع على الفخذ اليسرى والآخر على الساق اليمنى المؤخرة.([216]) والعلاقة هنا ربما تكون مشابهة مكانية وعقلية لأن طيور الصرد لا تأتي كثيرة وإنما فُرادى أو أزواجا.
الطائر أو الدجاجة: كوكبة مؤلفة من سبعة عشر نجما من الصورة واثنين خارجها.([217]) ومسوغ الاسم هنا هو المشابهة الشكلية.
ويضم هذا الحقل من أسماء الحشرات والهوام:
العقرب: كوكبة مؤلفة من أحد عشر نجما من الصورة وثلاثة خارجة عنها،([218]) وبها سمي البرج، وله من المنازل الشولة والقلب والزبانى، والتسمية متكئة على مشابهة شكلية واضحة.
الحية: كواكب ما بين الفرقدين وبنات نعش.([219]) ويبدو أنهم يعنون بذلك كوكبة التنين، وهي خط من النجوم يلتف حول الدب الأصغر([220]) لأن الفرقدين نجمان من بنات نعش الصغرى، وبنات نعش يريدون بها (الكبرى) من الدب الأكبر.([221]) ووراء هذه الاستعارة مشابهة شكلية واضحة.
ومن الكائنات المائية:
الضفدع الأول: نجم على فم الحوت الجنوبي، والضفدع الثاني: نجم على الشوكة الجنوبية من ذنب كوكبة قيطس.([222]) ودواعي هذه التسميات مشاباهات عقلية ومكانية، فاسم الحوت استدعى اسم حيوان مائي هو الضفدع وهذا بدوره استدعى ذكر ضفدع ثان.
الحوت: كوكبة من النجوم، مؤلفة من أربعة وثلاثين نجما من الصورة وأربعة خارجة عنها، على شكل سمكتين، وقد سمي بها أحد البروج.([223]) ويدعم هذه التسمية مشابهة شكلية واضحة.
السرطان: كوكبة، على هيئة السرطان، تتكون من تسعة نجوم من الصورة، وأربعة خارجة عنها،([224]) وسمي بـها برج في السماء.([225]) والمشابهة الشكلية وراء هذه التسمية.
من كل هذا يتضح لنا أنّ الإنسان بفضل نفاذ فكره وقوة شعوره وسعة خياله استطاع أن يسقط العالم الأرضي الذي طلسه الظلام من حوله على صفحة السماء من فوقه لتمسي غابة للوحش وفضاء للطير وحزنا للدواب والحشرات، ويصبح معجم السماء والكواكب لوحة فنية وقصيدة شعرية.
3. أسماء الحيوان في حقل الموجودات الصناعية:
علاقة الإنسان بالأداة تشبه إلى حد كبير علاقته بالحيوان. كلاهما يمكن تسخيره لقضاء حاجاته وإنجاز أعماله. وفي عصرنا هذا رأينا الآلة والأداة تحل محل الحيوان الذي كان يُستخدم للحرث أو الحمل أو الجر. وربما استعملت آلة بجانب الحيوان كاستخدام القوس مثلا بجانب الكلاب والصقور في الصيد أو استخدام المحراث مع الدابة في الحرث. ومع أن الآلة مهمة للإنسان كأهمية الحيوان إلا أن الأخير سابق لها في الوجود، وأقوى منها في الحضور وخاصة في المجتمعات البدوية والريفية القديمة. لذا من المتوقع أن يكون أسماء الموجودات الصناعية من الآلات والأدوات (كل ما استعمله الإنسان لأداء عمل) وغيرها المأخوذة من أسماء الحيوان أكثر شيوعا من أسماء الحيوان المأخوذة من الأدوات.
وقد ورد من أسماء البهائم الأليفة والوحشية في هذا الحقل:
الأتان: "قاعدة الهودج."([226])
والحماران: "حجران ينصبان، ويُطرح عليهما حجر رقيق يسمى العلاة يجفف عليه الأقط."([227])
الحمارة: "ثلاثة أعواد يُشد بعضها إلى بعض ويـُخالف بين أرجلها، تعلق عليها الإداوة (وعاء) لتُـبرِّد الماء."
الحمائر: "ثلاث خشبات يوثقن ويجعل عليهن الوطب (السقاء) لئلا يقرضه الحرقوص" (دويبة أصغر من الجعل).([228])
والحمارة: "خشبة تكون في الهودج." والحمار: "خشبة في مقدم الرحل تقبض عليها المرأة." والحمار: "ثلاث خشبات أو أربع تعترض عليها خشبة وتؤسر بها." وحمار الصيقل: "خشبة يصقل عليها الحديد." وحمار الطنبور: "مشط القيثارة،"([229]) وهو "الجزء الرافع لأوتارها." ويعيد ابن فارس هذه المشتقات كلها إلى الأصل (حمار) "الحيوان المعروف.([230]) ومسوغات هذه التسميات هي المشابهة الوظيفية وكذلك الشكلية، باعتبار أن الحمار هو دابة وظيفتها الحمل.
عير النصل: "الجزء الناتئ في وسطه." والعير: "الوتد." والعير: "الطبل."([231]) والعير: "خشبة تكون في مقدم الهودج."([232]) وهذه التسمية مبعثها المشابهة في صفة النتوء والخروج.
الثور: "القطعة العظيمة من الأقط".([233]) وهي استعارة قائمة على مشابهة شكلية، عقلية ضعيفة وهي صفة العِظم النسبي.
العجل: "ولد البقرة" والأنثى عجلة. والعِجْلة: "الإداوة الصغيرة" (وهي إناء صغير للماء يتخذ من الجلد)، جمعها عِجَل، والعِجلة كذلك "المزادة" (أي الراوية).([234]) وربما جاءت التسمية للتشابه في الشكل([235]) أو لأنها كانت تصنع في أول الأمر من جلد العجل (مجاز مرسل) (قارن في الإنجليزية calf والفرنسية veau (عجل) "جلد العجل").
الجَمَلُون: "بناء ذو سقف محدب، كهيئة سنام الجمل."([236]) (قارن السريانية: جملا "عارضة عظيمة في البيت"([237]))، وعلاقة هذا الاسم هي المشابهة الشكلية.
الكبشة: "دعامة تقوي سور المدينة،" يقال: بنوا سورا عظيما ووثقوه بالكبوش،([238]) (قارن في السريانية: كبشا "كبش"، وكذلك "رأس أو نهاية الجسر"([239])) وعلاقة التسمية هي المشابهة الجزئية والعقلية بين رأس الكبش (شيء يدعم) والدعامة أو رأس الجسر.
الظبية: "إناء شبه العجلة والمزادة" (قارن عجلة)، والظبية: "الجراب،" قيل شِبه الخريطة والكيس."([240]) ربما كانت تتخذ من جلد الظبي، وعليه فهذا الاسم كان في أول الأمر مجازا مرسلا علاقته يمكن أن تعتبر جزئية، باعتبار أن هذا الجلد كان في الأصل جزءا من الظبي، وكذلك يمكن أن توصف بأنهاّ علاقةٌ باعتبار ما كان، لأنّ "الجراب" كان في الأصل جلد ظبي وهذا بدوره كان جزءا من الحيوان.
الأرنب: "ضرب من الحلي."([241]) والعلاقة غير واضحة وربما تعود إلى وجود شكل يشبه الأرنب في هذه الحلي.
والوعلة: "عروة القدح والإبريق"، وكذلك "عروة القميص".([242]) ويبدو أنّ العلاقة بين "عروة القدح و الإبريق" و "الحيوان" قد جاءت عن طريق التشابه بين الحيوان في ملجئه على الجبل ، أو عن طريق التشابه بين الصخرة (الوعل) الناتئة قرب قُلة الجبل، وبين مكان العروة من الإبريق والقدح، وربما كانت تطلق الوعلة في أول أمرها على عرى القُلل كالحب والجرة والكوز لأنها أشبه بالجبال في الاستدارة، ثم اتسع المعنى ليشمل كل عروة كعرى القمصان وما شابهها.
الكلب: "المسمار الذي في قائم السيف" (قارن في الإنجليزية: whelp (جرو، شبل) "سن العجلة المسننة"). والكلب:"حديدة عقفاء تكون في طرف الرحل يعلق فيها المزاد والأداوي" (قارن فهد "مسمار في وسط الرحل" والكلمة الفرنسية chien "كلب،" "زند البندقية"). و"مسمار يكون في روافد السقب (عمود الخباء) تعلق عليه السفرة" و"حديدة الرحى في رأس القطب" و"خشبة يعمد بها الحائط" و"ذؤابة السيف" و"الشعيرة" وهي هنة تصاغ من فضة أو حديد على شكل الشعيرة تكون مساكا لنصاب النصل،" و"سير أحمر يجعل بين طرفي الأديم،" والكلب أيضا "الأطم" وهو الحصن المبني بالحجارة. والكلبتان: "ما يأخذ به الحداد الحديد المحمى"([243]) (قارن السريانية كلباتا "كماشة، ملقاط،" والإنجليزية dog "الكلاليب التي تستعمل للإمساك بالشيء أو لاستخراجه"([244])). ويبدو أنّ معاني الإمساك بالشئ والتعلق والالتصاق قد جاءت من معنى أولي هو الكلب: "الحيوان المعروف" الذي تشير إليه اللغات السامية بالجذر السامي klb (ك ل ب) لأنّ من طبعه إنشاب أسنانه في الثياب والصيد، ومن ذلك جاءت الكـلِـبَة وهي "الشوكة." ذكر في اللسان أنها سميت بذلك لتعلقها بمن يمر بها كما تفعل الكلاب، والكُلاّب: السفود، لأنه يعلق الشواء ويتخلله، وكلاليب البازي: "مخالبه،" لأنها تشبه مخالب الكلاب.([245])
ومن السباع التي استعملت في هذا الحقل:
الفهد: "مسمار يسمر به في وسط الرحل، وهو الذي يسمى الكلب."([246]) والعلاقة هنا ربما تعود إلى المشابهة الفعلية وهي النشوب والتعلق بالأشياء.
الثعلب:"حيوان من السباع معروف،" له خرطوم متقدم طويل وذيل طويل كثير الشعر، والأنثى ثعلبة. وهذا اللفظ يعني أيضا: "طرف الرمح الداخل في جبة السنان" (قارن في الإنجليزية fox "ثعلب" "السيف"). والثعلب: "مخرج الماء إلى الحوض".([247]) والعلاقة بين هذه المعاني والحيوان المذكور غير واضحة، فربما سميت بهذا اللفظ لأنها أشبهت خرطوم الثعلب في امتداده واستطالته، أو للمشابهة بين الماء المندفع من فتحة الحوض وذيل الثعلب (قارن في الفرنسية renard "ثعلب" "صدع أو شق"). وهناك احتمال مجيء هذا اللفظ، كما ذكر ابن فارس،([248]) من ثعب أي صب، بزيادة اللام.
الذئب: "ما تحت مقدم ملتقى الحنوين من الرحل" وهو الذي يعض على منسج الدابة. قال ابن الأعرابي: ذئب الرحل: "أحناؤه من مقدمه." والذئبة، قيل: "فرجة ما بين دفتي الرحل والسرج."([249]) يقول الراغب الأصفهاني: سمي ما تحت ملتقى الحنوين من الرحل ذئبا تشبيها له به في الهيئة.([250])
ومما أُخذ من أسماء الطيور:
النعامة: "طائر كبير لايطير، له رقبة جرداء طويلة ورجلان عاريتان طويلتان." والنعامة أيضا: "الخشبة المعترضة على الزرنوقين" (وهما منارتان تبنيان على جانبي البئر). وقال الأزهري: النعامتان: "خشبتان يُضم طرفاهما الأعليان ويركز طرفاهما الأسفلان في الأرض وتعلق القامة (البكرة) بين شعبتي النعامتين" وقال اللحياني: النعامتان: "الخشبتان اللتان على زرنوقي البئر، الواحدة نعامة" وقيل النعامة: "خشبة تجعل على فم البئر تقوم عليها السواقي." والنعامة أيضا: "كل بناء كالظلة،" و"العلَم في المفازة،" و"كل بناء على جبل،"([251]) قال أبو ذؤيب:
بهن نعام بناها الرجــا ل تحسب آرامهن الصروحا([252])
يقول ابن فارس: إن إطلاق لفظ النعامة على الظلة وعلى خشبات البئر التي تعلق فيها القامة جاء عن طريق التشبيه([253]) (أي الاستعارة).
العقاب: "طائر من العتاق معروف، له جناحان عريضان." ومن معانيها الأخرى: "الراية" و"علم ضخم" وقال ابن الأعرابي: العقابان: "اللذان يعضدان القبيلة، وهي صخرة على رأس البئر".([254]) وهذه المعاني ربما جاءت من العقب "مؤخر القدم" وليس من الطائر، ما عدا العقاب "الراية" التي قيل إنها على التشبيه (الاستعارة) بالطائر في الهيئة والحركة.([255])
الدجاجة: "طائر داجن معروف،" للذكر والأنثى.([256]) والدجاجة: "كُبَّة المغزل"، ربما سميت بذلك للمشابهة الشكلية بجامع الاستدارة.([257])
الحِدأة (بكسر الحاء) : "طائر معروف من الجوارح" وأهل الحجاز يسمونه الحُدَيّا. والحَدَأة: "فأس ذات رأسين" ورُوي عن الأصمعي وأبي عبيدة أنها تُنطق: الحِدأة (بكسر الحاء)، ويبدو أن التسمية جاءت بسبب شبهها لرأس الحدأة (الطير).([258]) والحدأة كذلك: "نصل السهم".([259])
التم: "طائر نحو الإوز، في منقاره طول، وعنقه أطول من عنق الإوز،"([260]) والتِّم "الفأس" و"المسحاة،"([261]) ربما سميت لشبه رأسها برأس هذا الطائر. (قارن: حدأة).
غراب: "طائر أسود يأكل الجيف." وغراب الفأس "حدها،"([262]) وقيل "رأسها."([263]) وقد يكون أصل صيغة اللفظة غرْب "حد"، وحوِّرت لتشبه صيغة اسم الطائر، وهذه ظاهرة لغوية شعرنا بها في عدد من الألفاظ. (قارن: حدأة، قد يكون أصل لفظها حد ثم حورت لتشبه اسم الطائر).
العصفور: "طائر صغير معروف،" والعصفور أيضا: "خشبة في الهودج تجمع أطراف خشبات فيها،" وهي كهيئة الإكاف، ويطلق كذلك على "الخشبات التي تكون في الرحل يشد بها رؤوس الأحناء، والخشب الذي يشد به رؤوس الأقتاب،"([264]) والعصفور: "مسمار في السفينة."([265]) وقال ابن فارس: "العصفور طائر ذكر، والعين فيه زائدة، وإنما هو من الصفير الذي في صوته، وما كان بعد هذا فكله استعارة وتشبيه. فالعصفور "الشمراخ السائل من غرة الفرس،" والعصفور "قطعة من الدماغ،" والعصفور في الهودج "خشبة تجمع أطراف خشبات فيه"([266])
البطة: "طائر معروف،" منه وحشي ومنه أهلي، له منقار عريض، وأرجل ذات وترات لحمية. وذكر صاحب اللسان أنّ البطة تعني أيضا "الدّبة،" وقيل: هي "إناء كالقارورة، تعمل على شكل البطة من الحيوان،"([267]) لها شكل كروي وعنق قصير.([268])
البُلبُل: "العندليب،" طائر حسن الصوت، والبلبل كذلك "الكُعَيت،" ويسميه أهل الحجاز النُغر.([269]) والبلبل: "قناة الكوز."([270]) وهذه اللفظة قد تكون استعارة من اسم الطائر لصوته أو لشكله أو لكليهما، أو مشتقة من اللفظ المحاكي بلبل: "صوت،" ذلك لأنّ تدفق الماء من فم الكوز يحدث صوتا يحاكيه لفظ بل بل.
الصُّرد: "طائر أكبر من العصفور، ضخم الرأس والمنقار"([271]) والصرد: "مسمار في سنان الرمح."([272]) والعلاقة وراء هذه التسمية غير واضحة.
الشاهين: "من سباع الطير،" ليس بعربي محض،([273]) معناه في الفارسية: "باز الملوك،"([274]) والشاهين في العربية يعني أيضا "عمود الميزان."([275]) وعلاقة هذا الاسم بالطير غير جلية.
ومن الزواحف والحشرات التي نقلت إلى هذا حقل اللغوي:
الضب: "حيوان غليظ من الزواحف معروف." والضبة: "حديدة عريضة يضبب بها الباب والخشب،" قال أبو منصور: يقال لها الضبة والكتيفة لأنها عريضة كهيئة خلق الضب.([276]) وذكر الزمخشري أن أهل مكة يسمون المزلاج ضبة.([277])
الحرباء: "ذكر أم حبين، أو دويبة نحو العظاية"، والحرباء أيضا: "مسمار الدرع،" وقيل: هو "رأس المسمار في حلقة الدرع"([278]) ونسب ابن فارس هذه التسمية إلى التشبيه،([279]) ويقصد بذلك الاستعارة، التي ربما علاقتها هي المشابهة في الملمس والخشونة.
العقرب: "من الهوام،" و"سير مضفور في طرفه إبزيم،" يشد به ثفر الدابة في السرج، والعقربة: "حديدة نحو الكلاب، تعلق بالسرج والرحل،" وعقرب النعل: "سير من سيوره،" وعقربةُ النعلِ: "عقْد الشراك."([280]) ويبدو لنا أنّ وراء هذه التسميات مشابهات شكلية.
4. نتائج البحث
لقد أرادت هذه الدراسة أن تبين أن ألفاظ الحيوان تمتلك مقومات دلالية تمكنها من تخطي حقلها الأصلي إلى حقول لغوية أخرى. وتسمح لنا إحصائيات هذه الظاهرة بالقول بأنها ليست وليدة صدفة محضة وإنما نتيجة حضور فكري ووجودي للحيوان بهيئاته ووظائفه ورمزيته في الذهن الجمعي لأهل اللغة؛ ذلك الحضور الذي تفوق على ألفاظ الحقول الفكرية الأخرى من نبات وطبيعة وأدوات. هذا التفوق يظهر واضحا من خلال النتائج الإحصائية التالية:
1- بلغ مجموع عدد أسماء حقل الحيوان التي استطعنا العثور عليها في حقول الجماد المتمثلة في حقلي الطبيعية والموجودات الصناعية (101) مئة واسما واحدا.
2- وصل مجموع حالات([281]) استعمال أسماء الحيوان في هذين الحقلين إلى 218 حالة، وهذا العدد من الحالات التي رصدت في هذين الحقلين الرئسين يكفي لتأييد ما توقعناه في بداية هذه الدراسة من أنّ انتقال أسماء الحيوان إلى هذه الحقول أكثر من انتقالها بالعكس. وهذه النتيجة مع دلائلها التي مرت معنا عبر صفحات هذه الدراسة، في رأينا، هي أهم نتائج هذا البحث لأنها قد جذبت انتباهنا إلى هذه الظاهرة اللغوية التي تدعونا إلى التأمل في علاقة الحقول اللغوية ببعضها وفهم طبيعة وأسباب الاستعارة اللغوية المعجمية.
3- وُجد في حقل الظواهر الجغرافية 41 حالة استعارة لواحد وعشرين اسما من حقل الحيوان، بينما لم يُعثر في حقل الحيوان من أسماء حقل الظواهر الجغرافية إلا على ثلاثة أسماء هي:
النهار: فرخ القطا والغطاط، وقيل: هو ذكر البوم، وقيل: ولد الكروان، وقيل أيضا: ذكر الحبارى، وقال الجوهري: هو فرخ الحبارى.([282])
الليل: قيل: الأنثى والذكر جميعا من الحبارى، وقيل: فرخهما، وكذلك فرخ الكروان.([283])
الهلال: الحية ما كان، وقيل الذكر من الحيات،([284]) وقال الأصفهاني: هو ضرب من الحيات لشبهه للهلال في الشكل.([285])
4- عثرنا في حقل النبات على 68 حالة تمثل خمسين 50 اسما من أسماء حقل الحيوان، بينما لم نعثر في حقل الحيوان إلا على خمسة فقط أخذت من حقل النبات، هي:
باذنجان: اسم لطائر الجُميِّل عند أهل العراق، والبصير عند أهل الشام، ويدعى أبو جرادة.([286])
الحِسْكِك: "القنفذ،"([287]) ويبدو أنه سمي بهذا الاسم بسبب شوكه الذي يشبه شوك الحسك.
الذُّعلوق: "بقل كالكراث،" و"ضرب من الكمأة،" و"طائر صغير."([288]) وربما يعود الكل إلى معنى عام هو "لطافة وحدة الطرف."
الحدجة: هو "أبو حُديج،" وهو اللقلق، طائر يشبه القطا.([289]) ربما سمي بهذا لشبه بينه وبين ثمر الحدج في استدارة الهيئة.
التُّمّرة: "طائر أصغر من العصفور."([290]) يبدو سُمي بذلك لصغر حجمه المماثل لحجم التمرة.
5- وصل مجموع أسماء الحيوان في حقل النجوم والكواكب إلى 56 اسما متمثلة في 76حالة، أي ما يعادل 41, 52 % من الأسماء المئة والخمسة والأربعين التي نسبها ابن الصوفي في أرجوزته إلى العرب. وقد ظهر تفوق أسماء الحيوان واضحا على أسماء النبات التي لم نصادف منها إلا ثلاثة، هي: (شماريخ) "نجوم من كوكبة قنطورس"([291]) و(السنبلة) و(نجم)، والأخير مشكوك في استعارته من النبات.([292])
كما تفوق أيضا حقل الحيوان في حقل النجوم والكواكب على حقل الأدوات التي لم نعثر من أسمائها المنسوبة إلى العرب في أرجوزة ابن الصوفي إلا على خمسة عشر لفظا، هي([293]) :
فأس الرحى: نجم في كوكبة الدب الأصغر.
بنات نعش: نجوم من الدب الأصغر.
الحوض: منطقة خالية من النجوم تتلو النعش.
الرِّفد: [القدح الضخم([294])] اسم للرُّبع من كوكبة التنين.
الأثافي: نجوم من كوكبة التنين.
القِدر: كواكب صغيرة على شكل مستدير.
النسق الشامي: [النسق: الخرز المنظوم([295])] نجوم من كوكبة الجاثي.
الفرغان: [مثنى فرغ، وهو "مخرج الماء من الدلو،" وفرغ الدلو المقدم والمؤخر: "منـزلان للقمر،" كل واحد كوكبان، والفروغ: "الجوزاء"([296])] نجوم مربعة من كوكبة الفرس.
الرشاء: نجوم من كوكبة المسلسلة، وهو آخر المنازل.
الكرب: نجوم في وسط الفرغين.
الميزان: أحد البروج([297]) وهي نجوم تتلو السنبلة، ومن أشهرها نجما الزبانى ونجوم الإكليل.
الإكليل: من نجوم كوكبة الميزان.
القوس: برج في السماء.([298])
الدلو: برج في السماء.([299])
تاج الجوزاء: نجوم على جبهة الجوزاء.
6- كما بلغ مجموع حالات استخدام أسماء حقل الحيوان في حقل الموجودات الصناعية 36 حالة تمثل تسعة عشر اسما.
7- وقد وجدنا أكثر أسماء الحيوانات استعمالا هي أسماء الحيوانات الأهلية التي أحصينا منها 36 اسما، يليها أسماء الحيوانات البرية التي صادفنا منها 23 اسما، يأتي بعد ذلك أسماء الطيور والحشرات، حيث ورد من أسماء الأولى 16 اسما، وورد من أسماء الثانية 15 اسما. ثم يأتي بعد ذلك في آخر القائمة أسماء الحيوانات المائية التي لم نصادف منها إلا أربعة فقط. هذه الإحصاءات اللغوية تتناسب طرديا مع أهمية هذه الأنواع الحيوانية بالنسبة للعربي، حيث نجد أسماء الحيوان الأهلي أكثر دورانا من بقية الأنواع لأهميتها ووضوحها الشكلي والوجودي والوظيفي في ذهن العربي، بينما ندرت استعارة أسماء الحيوان المائي والبحري في الحقول الأخرى، وهذا يتماشى تماما مع قلة اعتناء العرب بالصيد البحري.
المصادر والمراجع العربية
1- أساس البلاغة. جار الله الزمخشري، ط1. بيروت: دار بيروت للطباعة والنشر، 1992.
2- الأستراباذي، رضى الدين محمد بن الحسن، شرح شافية بن الحاجب، تحقيق محمد نور الحسن وآخرين، القاهرة 1356هـ.
3- بدر، عبد الرحيم. دليل السماء والنجوم. بغداد: دار الرشيد، 1981.
4- الجرجاني، عبد القاهر، دلائل الإعجاز، تحقيق محمود محمد شاكر، ط3، القاهرة: مطبعة المدني، 1992.
5- جيرو، بيير. علم الدلالة، ترجمة منذر عياشي، ط1. دمشق: دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر، 1988.
6- الخطابي، محمد العربي. تنقيح مفردات ابن البيطار العشاب المالقي من كتابه الجامع، ط1. بيروت: دار المغرب الإسلامي، 1990.
7- الخليفة، عيسى جاسم محمد وشركس، محمد صلاح الدين. نباتات الكويت الطبية. الكويت: مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، 1984.
8- دياب، كوكب. قاموس الحيوان، ط1. بيروت: جروس برس، 1995.
9- السكري، الحسن بن الحسين. كتاب شرح أشعار الهذليين. تحقيق: عبدالستار أحمد فراج. القاهرة: مكتبة دار العروبة، [1963؟].
10- شامي، يحيى عبد الأمير. النجوم في الشعر العربي القديم، ط1. بيروت: دار الآفاق الجديدة، 1982.
11- الشوكاني، الحافظ محمد بن علي. إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول، تحقيق شعبان محمد إسماعيل، ط1. القاهرة: دار الكتبي، 1992.
12- الصوفي، أبو الحسين عبد الرحمن بن عمر الرازي. نسخة مصورة لمخطوط كتاب صور الكواكب. فرانكفورت: معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية.
13- الصوفي، أبو الحسين عبد الرحمن بن عمر الرازي. كتاب صور الكواكب الثمانية والأربعين، ط1. الهند: دار المعارف العثمانية، 1954.
14- ابن الصوفي، أبو الحسين بن أبي الحسين عبد الرحمن بن عمر الرازي. أرجوزة في صور الكواكب. طبعت بذيل كتاب صور الكواكب الثمانية والأربعين.
15- عبد البديع، لطفي. عبقرية اللغة العربية في رؤية الإنسان والحيوان والسماء والكواكب. جدة: النادي الأدبي الثقافي، 1406هـ.
16- القاموس المحيط، ط2. الفيروزآبادي. بيروت: مؤسسة الرسالة، 1987.
17- القزويني، الخطيب جمال الدين. الإيضاح في علوم البلاغة، شرح وتعليق محمد عبدالمنعم خواجي، ط3. بيروت: دار الجيل، 1993.
18- لسان العرب. ابن منظور. تصحيح: أمين عبد الوهاب و أمين العبيدي، ط2. بيروت: دار إحياء التراث العربي، 1997م.
19- المخصص، ابن سيدة. تحقيق: لجنة إحياء التراث العربي. بيروت، بدون تاريخ.
20- معجم البلدان. ياقوت بن عبدالله الحموي. بيروت: دار الفكر، بدون تاريخ.
21- المعجم الوسيط. مجمع اللغة العربية (طبعة مصورة). استانبول: المكتبة اإسلامية، بدون تاريخ.
22- مفردات ألفاظ القرآن. الراغب الأصفهاني. تحقيق: صفوان داوودي، ط2. دمشق: دار القلم؛ بيروت: الدار الشامية، 1997.
23- مقاييس اللغة،. ابن فارس، ط1. بيروت: دار الفكر. ، 1994.
24- مندفيل، جيمس. الأزهار البرية لعمان الشمالية. لندن: Bartholomew Books ، 1978.
المراجع الأجنبية
1- The American Heritage Dictionary of the English Language. William Morris (ed.). Atlanta: Houphton Mifflin Company, 1979.
2- Beeston et al. Sabaic Dictionary: English-French-Arabic. Uiversity of Sanaa: Éditions Peeters, Louvain-la-Neuve; Beyrouth: Librairie du Liban, 1982.
3- Boyle, John Andrew. A Practical Dictionary of the Persian Language. New York: Saphrograph Co, 1965.
4- Koehler, Ludwig. Lexicon in Veteris Testamenti Libros. Lieden: E. J. Brill, 1985.
5- Lane, Edward William. Arabic-English Lexicon. London: William and Norgate, 1863 (reprint: Cambridge: Islamic Text Society, 1984).
6- Leslau, Wolf. Concise Dictionary of Gecez. Wiesbaden: Otto Harrassowitz, 1989.
7- Leslau, Wolf. Comparative Dictionary of Gecez (Classical Ethiopic). Wiesbaden: Otto Harrassowitz, 1987.
8- The New Illusrated Medical Encyclopedia and Guide to Family Health. Compieled and prepared by Medbook Publications, edited by R. E. Rothenberg. New York: Lexicon Publications. Inc., 1988.
9- Smith, J. Payne. A Compendious Syriac Dictionary. Oxford: The Clarendon Press, 1988.
10- Ullmann, Stephen. Semantics: an Introduction to the Science of Meaning. Oxford, Bail blackwell,1970.
11- Wher, Hans. A Dictionary of Modern Written Arabic, edited by J. Milton Cowan. Wiesbaden, Otto Harrasswitz, 1961; reprinted in Beirut by Librairie du Liban, 1980.
12- Webster’s Concise Interactive Encyclopedia (CD), 1996.
-[1] Ullmann, 202
-[2] جيرو، 90.
-[3] عبد القاهر الجرجاني، 67.
-[4] القزويني، الإيضاح، 293.
-[5] القزويني، الإيضاح، 261.
-[6] لسان، (عور) 9/471.
-[7] انظر الشوكاني، 1/113.
-[8] مثال ذلك (الوالبة): "نسل الإبل والغنم والناس." والوالبة: "فراخ الزرع".
-[9] لقد وضعنا الحيوانات الأليفة والوحشية معا لأنّ بعض هذه الأسماء تُستعمل لكلا النوعين، قارن: شاة، عنـز، تيس، أتان، حمار.
-[10] لسان، (أتن) 1/64؛ القاموس (أتن).
-[11] مقاييس، 55.
-[12] مقاييس، 282؛ لسان (حمر) 3/321؛ القاموس (حمر).
-[13] لسان، (عير) 9/492. يقابلها (عر) في الأغريتية و uru في الأكادية وتعني: "جواد" ، و īr ؟ في العبرية وتعني: "جواد" و"حمار" (انظر Koekler,702).
-[14] لسان، (عير) 9/492.
-[15] السكري، 1/57.
-[16] لسان، (ثور) 2/148؛ انظر أيضا: أساس، (ثور).
-[17] لسان، (ثور) 2/148.
-[18] معجم البلدان، 2/87.
-[19] لسان، (عنز) 9/423، 424.
-[20] Beeston وآخرون، 17.
-[21] لسان، (عنق) 9/432.
-[22] لسان، (ضأن) 8/7.
-[23] لسان، (نعج) 14/199؛ القاموس (نعج).
-[24]لسان، (معز) 13/141.
-[25] معجم البلدان، 2/66.
-[26] لسان، (ظبا)2/ 248؛ القاموس (ظبي).
-[27] العرب جعلت للوادي أرفاغا (القاموس، [رفغ] وعرقوبا (القاموس، [عرقب] وشرجا (القاموس، [شرج]).
-[28] مقاييس، 424.
-[29] لسان، (وعل) 15/347؛ القاموس (وعل).
-[30] يقابلها الأغريتية يعل، والعبرية يعل، والسريانية يعلا (Koehler, 389)، والأثيوبية وعالا (Leslau, Consise Dictionary of Ethiopic ,165).
[31]- لسان، (كلب) 12/136،137؛ القاموس (كلب)؛ Lane, II,2625, 2626.
[32]- القاموس، (ضبع).
[33]- معجم البلدان، 3/451.
-[34] معجم البلدان، 3/854.
-[35] لسان، 4/458؛ قارن في الإنجليزية cock "ديك" تفيد معنى "صنبور"، "زند البندقية."
-[36] لسان (نعم) 14/211؛ القاموس، (نعم).
-[37] القاموس (عقب)؛ لسان، (عقب) 9/306، 307.
-[38] القاموس، (غرب)؛ لسان، (غرب) 10/39.
-[39] معجم البلدان، 4/189.
- [40]القاموس (نسر).
- [41] وضعنا ما أخذ من أسماء صغار الحيوان معا لأنّ بعضها مشترك بين الأهلي والسباع ولتأكيد النـزعة الواضحة لاستعمال هذه الأسماء للثمار والأغصان لإظهار معاني الصغر والحداثة، مثل جرو، وفرخ.
- [42] القاموس، (مهر).
- [43] لسان، (ولب) 15/391؛ القاموس، (ولب).
- [44] Leslau, Concise Dictionary of Gecez, 158.
- [45] لسان، (عجل) 9/66. والثداء: نبت له ورق كورق الكراث وقضبان طوال، رطبة تتخذ منها الأرشية (لسان، (ثدأ) 2/87).
- [46] لسان، (يعر) 15/451؛ انظر مقاييس، 1110.
- [47] لسان، (يعر) 15/451؛ انظر مقاييس، 1110.
- [48] لسان، (عمر) 9/395.
- [49] لسان، (رشأ) 5/218؛ القاموس (رشأ).
-[50] لسان، (غزل) 10/66؛ القاموس (غزل).
-[51] لسان، (ضغبس) 8/65.
-[52] القاموس (خنوص).
-[53]لسان، (جرو) 2/264.
-[54] انظر: مقاييس، 211.
-[55] Koehler,176.
-[56] لسان، (فرخ) 10/213.
-[57]أساس، (فرخ).
-[58] القاموس، (فقس).
-[59] القاموس (جمل)، وانظر الحاشية،ص 1265.
-[60] مقاييس، 1004.
-[61] لسان، (ذيخ) 5/73.
-[62] الخليفة وشركس، 318.
-[63] لسان، (كلب) 12/136.
-[64] الخطابي، 38-39.
-[65] لسان، (كلب)، 12/136.
-[66] القاموس، (ثعل).
-[67] القاموس، (تلب).
-[68] القاموس، (ألب). قارن في العبرية ayl "كبش" و "الشجرة العظيمة" (Koehler, 37).
[69]- القاموس، (فأر)
[70]- لسان، (فأر) 10/167.
[71]- لسان، (قنفذ)، 11/325.
-[72] القاموس (عصفر).
-[73] لسان، (خيف) 4/264، 263.
-[74] لسان ، (دعع)4/354، 355.
-[75] لسان ، (زنبر) 6/89.
-[76] مقاييس، 694.
-[77] القاموس، (علس)؛ لسان، (علس) 9/353. التطور اللغوي هنا قد يكون من النبات إلى الحشرات لأننا نجد الجذر يدل على "الأكل" في العربية، وفي العبرية نجد cls يفيد معاني "الطعم" (Koehler, 708) (قارن في السريانية الجذر lcsh "أكل" (Smith, 244).
[78]- لسان، (حلم) 3/305، 307.
[79]- لسان ، (حمن) 3/346. وهذا النوع من استعارة أسماء الحيوان والحشرات للنبات مازال ماثلا في اللهجات العربية الحديثة. قارن: دبرة: الواحدة من الدَّبْر (بفتح الدال ،وروي بكسرها أيضا، وسكون الباء): النحل والزنابير، وقد وردت الدبرة في كتاب نباتات الكويت الطبية (الخليفة وشركس، 92) اسما لشجيرة تعرف أيضا باسم السلَّجان، وهي نبتة ذات سيقان قائمة، وأوراق بسيطة صغيرة الحجم عصيرية مستطيلة ذات قمة مستديرة عليها زغب تتكاثف على الفروع. وكذلك نحلة: من النبات: الرجلة، التي تسمى أيضا بالبقلة المباركة والهندباء (الخليفة وشركس، 105؛ القاموس، (بقلة)).
[80]- لسان، (نعر) 14/200-201؛ وانظر كذلك: المخصص، سفر 11، ص 186، ج3.
-[81] لسان، (ذبب) 5/21.
-[82] لسان، (حبن)، 3/35.
-[83] مندفيل، 40.
-[84] لسان، (ثعب) 2/98. وجاء في موضع آخر عن الدينوري: الثعبة شجرة تشبه الثُوَعة (لسان، (ثوع)2/151).
-[85] كثير من هذه الأسماء مولد جاء ذكره في تنقيح الجامع للخطابي، فانظرها هناك حسب ترتيبها الهجائي، وسنشير في الحاشية فقط إلى ما وجدناه في المصادر الأخرى.
-[86] القاموس ، (شنجار).
-[87] القاموس، (حوش).
-[88] القاموس، (ثعلب).
-[89] المعجم الوسيط، (عنب).
-[90] القاموس ، (حبق).
-[91] القاموس، (حبق)؛ خطابي: حبق القنا، 117.
-[92] القاموس ، (حبق).
[93]- البلبوس بصل لا طاقات له، ورقه وصورته كالبصل البستاني، ولكنه يختلف عنه في طعمه المر وخشونته في الحلق (الخطابي، 73).
-[94] القاموس، (بقل).
-[95] القاموس ، (كشث).
-[96] القاموس ، (سنبل)؛ الخطابي، 197.
-[97] لسان، (حبل) 3/32.
-[98] القاموس، (سيف)؛ الخطابي، 201.
[99] انظر: الأستراباذي، 1/111.
-[100] لسان، (رأل) 5/83؛ مقاييس، 435.
-[101] لسان، (أسد) 1/139-40.
-[102] لسان، (كلب) 12/136.
-[103] القاموس، (ذيخ).
-[104] انظر عبد البديع، 166.
-[105] The American Heritage Dictionary “zodiac”.
-[106] Ibid “zodiac”.
-[107] المخصص، سفر9،ج2، ص12.
-[108] قاموس، (جوز).
-[109] مقاييس، 230.
-[110] The American Heritage Dictionary “Gemini”.
-[111] المخصص، سفر9،ج2،ص21.
-[112] لسان، (مهو)13/214، 215.
-[113] المخصص، سفر9،ج2،ص21.
-[114] Koehler,404.
-[115] 162. Beeston, وآخرون.
-[116] Koehler, 404؛ Smith, 197.
-[117] 812 ,Leslau, Comparative dictionary of Gecez.
-[118] لسان، (أرخ) 1/114.
-[119] شامي، 59.
-[120] لسان، (خنس) 4/229،230.
-[121] القاموس، (شرى)؛ مخصص، سفر 9،ج 2،ص36.
-[122] المخصص، سفر8،ج 2،ص155.
-[123] لسان، (سهل) 6/412.
-[124] لسان، (فحل) 10/195.
-[125]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق