عن منشورات
بونة للبحوث والدراسات - سنة 2013 -
استراتيجيات
الخطاب
في رواية الثلاثة
لمحمد البشير
الابراهيمي
تأليف / إبراهيم براهمي
الطبعة /
الأولى
السنة / 2013
منشورات بونة
للبحوث والدراسات
عنابة -
الجزائر
جاءت الدراسة في ثلاثة فصول يتصدرها مقدمة ومدخل ويعقبها خاتمة وقائمة للمصادر
والمراجع وفهرس للموضوعات .
- تناولت الدراسة في الفصل الأول: الإطار النظري للدراسة؛ أبرزت فيه سيرورة
الدراسات اللسانية في النصف الثاني من القرن الماضي وألمَّمت فيه بوظائف اللغة وبمكونات
العملية التخاطبية وأعقبت ذلك بعدة مباحث: حملت في طياتها محاولة التعريف باستراتيجيات
الخطاب، وتحديد ماهية الكفاية الإبلاغية التداولية بوصفها شرط تحقق استراتيجيات الخطاب،
والكشف عن سلميتها، وتحقق النظر في حضورها في المستويات اللغوية وغير اللغوية العلامية
المصاحبة. ثم بيان محدداتها، والتطرق إلى تعددها وتنوعها؛ وبيان الأنواع المقصود تحليلها
في المدونة.
- وجاء الفصل الثاني: "رواية الثلاثة : النص والسياق" محاولة لتوصيف
البنية السياقية التداولية لنص"رواية الثلاثة"، وقد تضمن الفصل مباحث تم
التطرق فيها إلى عتبات النص المصاحبة للنص المتن. وإبراز البنية التداولية للنص؛ كاشفا
عن التعيين الجنسي للنص وطبيعته التواصلية، وعن الموضوع وأبعاده التداولية؛ والتحقق
من النص في تشكله، مستجليا زمن الخطاب ومكانه وقيمتهما التداولية. ووضع النص في علاقاته
السياقية المتعددة.
- أما الفصل الثالث فقد رمت فيه استكشاف استراتيجيات الخطاب التي وظفها المتخاطبون
في "رواية الثلاثة"، وقد استهللته بتمهيد ضمنته بيان طبيعة المحادثة، وأطراف
الخطاب، وما ميز لغة أسلوب الحوار. وأعقبتها بأربعة مباحث؛ تم التعرف فيها إلى الخطاب
التضامني في نص المدونة، والأطراف التي حققته، وآلياته وأسسه التي نهض بها نهجا خطابيا
مميزا، وإبراز البنية الحجاجية للنص، وعن طبيعة توظيفها من قبل المتخاطبين الثلاثة
وسُلميتها وروابطها وعواملها، وأردفت ذلك بالكشف عن الخطاب التلميحي وقواعده وأسسه
وآليات حضوره في نص المدونة، كما تم التحقق من الخطاب التوجيهي وأهم قواعده وآلياته
الخطابية عند المتخاطبين الثلاثة.
- أما الخاتمة: فقدمت أهم ما توصل إليه الدارس من نتائج،
وقد حاول المؤلف فيما يبدو - ومن وجهة نظر لسانية تداولية - التعرف إلى استراتيجيات
الخطاب؛ هذه الآليات والقواعد الخطابية التي كثيرا ما يلجأ المتخاطبون
إليها في خطابهم، مبرزا ماهيتها وسلميتها وحضورها في نظم اللغة ومستوياتها، كاشفا
عن تعددها وتنوعها، وقد بدت له أربع استراتيجيات أكثر استخداما وتوظيفا في التواصل
والتفاعل الاجتماعي؛ فتوقف عندها بالشرح والتحليل .
وتكمن طرافة البحث في المحاولة التطبيقية التي
رامها الدارس، عندما جعل من نص" رواية الثلاثة"
لـ" محمد البشير الإبراهيمي " أنموذجا للدراسة ، - محادثة اجتماعية في قالب شعري بلغ عدد أبياتها 872 بيتا
شعريا - فتناولها بالتحليل التداولي من
حيث علاقتها السياقية بالوقوف على العتبات المصاحبة للنص، وتشريح بنيته التداولية؛
من حيث تعيينه الجنسي، وموضوعه وأبعاده، وزمن الخطاب ومكانه، كما وضع النص في
علاقاته السياقية المتعددة ولاسيما في سياقه النفسي الاجتماعي، وسياقه الاجتماعي،
وسياقه الثقافي. ليجعل من العملية التخاطبية بين أطراف الخطاب في نص المدونة مجالا
خصبا لاستجلاء طبيعة التواصل وآليات التفاعل الخطابي ؛ المرتكز في جوهره على
التفاوض والبناء والهدم .
لقد بدا أن المدير ( الرئيس ) أكثر حظا
وبراعة في توظيف الإستراتيجيات الأربع بحكم المقومات السياقية التي يمتلكها ( السلطة ) أو تلك
التي يشترك فيها مع رفيقيه ( المقاصد، علاقة المتخاطبين، موضوع
الخطاب )، ليمسك
بزمام الخطاب وتوجيهه بإصدار أفعال كلامية ذات قوة إنجازية تأثيرية في من حوله ،
ويظهر " الجلالي " المشارك
الخطابي الفاعل الثاني من حيث إسهامه في تنامي المحادثة وتطورها؛ وتظهر ملكته
الخطابية بجلاء في الإستراتيجية الحجاجية والتلميحية، مع تأكيد حدته وعدم مهادنته
في خطابه، أما " الجنان " فقد برز
في صورة المخاطب الذي يبحث عن التوافق والالتئام مع رفيقيه، فتسنى له حيازة قدر من المرونة في التفاعل معهما، وربما كانت مقاصده هي الدافع الأكبر لبناء نمط خطابه وصياغته - في
الأغلب - ضمن الإستراتيجية التضامنية أو التوجيهية.
وتجدر الإشارة أن منشورات بونة للبحوث والدراسات تصدر أعمال سنوية قيمة ذات
صلة بالتراث الجزائري بالخصوص؛ ويشرف عليها نخبة من الباحثين الجزائريين، ويترأس
الباحث أ.د. سعد بوفلاقة هذه المؤسسة العلمية الفتية .
اننا بأمس الحاجة امثل هذه الدراسات العلمية لتفتح اعيننا عما نملكه نحن الجزائريين من تراث عربق وباحثين جهابذة مثل الأستاذ الدكتور المتواضع براهمي
ردحذف