رأي في تدريس اللغة الإنجليزية في المرحلة
الابتدائية
كانت اللغة الإنجليزية
في مدارسنا- وما زالت- مشكلة. مشكلة ذات جوانب متعددة فهى مشمكلة من حيث توفر
معلميها، ومشكلة من حيث نفرة كثير من الطلاب منها، ومشكلة من حيث حاجتها إلى
معلمين ذوي قدرات تدريسية خاصة، ومشكلة من حيث توفر الوسائل المعينة على تدريسها،
ومشكلة من حيث ضعف الطلاب فيها بل عجز كثيرين عن النجاح فيها مما جعلها من أكثر
المواد الدراسية
تسببا في تسرب الطلاب. وهذه المشكلة جرت مشكلة
أخرى ذات علاقة، وهي أن كثيرا من الناس غير المتخصصين وغير ذوي الخبرة أخذوا يدلون
بآرائهم ويحددون مكامن الخلل في تدريس اللغة الإنجليزية. وأحكام هذه الطائفة
وآراؤها عادة تكون إلى العاطفة والرأي العابر السطحى أقرب منها إلى الحكم العلمى
المبني على الدراسة العلمية.
ومن القضايا التي أثيرت مؤخرا قضية تدريس اللغة
الإنجليزية في المرحلة الابتدائية، أو في المرحلة العليا منها. وحسب علمى أنه ليس
بين المنادين بذلك أحد من المختصين في مجال تدريس اللغات.
وحجج المنادين بذلك أن
الطالب في المرحلة الابتدائية أقدر على تعلم اللغة من طالب المرحلة المتوسطة.
ويستدلون على ذلك بإتقان الأطفال الذين يدرسون اللغة في المدارس خارج المملكة أكثر
وأسرع من آبائهم. فيرون بناء على هذه المقدمة أن تدريسهم اللغة الأجنبية في
المرحلة الابتدائية يسهل لهم تعلمها في المرحلة المتوسطة.
وهذا الرأي يبدو لأول
وهلة وجيها، لكن عند التدقيق والتحقيق العلمى والنظر إلى الأمور بمنظار شمولي
يتبين عكس ذلك تماما، وذلك من عدة وجوه:
أولا:
الثابت علميا أن " المتعلمين الأكبر سنا أفضل من حيث معدل سرعة تعلم اللغة
الثانية وتحصيلها النهائى، لكن الأطفال الصغار يتفوقون فقط في نمو النظام الصوتي،
إلا أن الدليل على ذلك ليس حاحما."[i][1]
فبهذا يتبين أن ما يشاع حول تفوق الأطفال في تعلم
اللغة غير صحيح علميا. وإنما تفوقهم يكون في الجانب الصوتي أي صحة النطق، وهذا
أيضا ليس على إطلاقه إذ أنه مشروط بكون الدراسة تتم في بيئة لغة أصلية بحيث أن
الطفل يستمع إلى اللغة من متحدثها الأصلى ويمارسها معه. وهذا بالتأكيد لا يمكن في
جو الفصل الدراسى المعتاد.
"إن الشىء الذي تدل البحوث العلمية عليه، أن
المراهقة المبكرة هى أفضل عمر لتعلم اللغة الثانية، سواء من حيث سرعة التعلم أو
التحصيل النهائي. والدليل الدامغ على ذلك بالتحديد هو نتيجة البحث الذي وجد أن
الأطفال الكنديين المتحدثين باللغة الإنجليزية الذين كانت أعمارهم بين 12 و 13 سنة
وكانوا في برامج انغماسية (immersion programs) متقدمة في تعلم اللغة الفرنسية أجادوا تعلم تلك اللغة بالمستوى
نفسه الذي كان عليه أقرانهم الذين كانت لهم الخلفية اللغوية نفسها والذين كانوا
أيضا في برامج انغماسية مبكرة في تعلم الفرنسية، حيث كانت تبدأ تلك البرامج في
مرحلة الحضانة، ويتعرضون فيها للغة الفرنسية ضعف عدد الساعات الذي تعرض له الأطفال
السابقون الذين كانوا في البرامج المتقدمة.”[ii][2]
بل إن هكتر هامرلي عد الاعتقاد بأن الأطفال أكثر
قدرة على تعلم اللغة من الكبار من الخرافات! حيث يقول:
"يمكننا القول بأن الفشل اللغوي لمذهب الانغماس
يعود بشكل رئيسى إلى حقيقة أن مفهومه في تعلم اللغة يستند إلى خمس خرافات. إن
الاعتقاد بهذه الخرافات، لسوء الحظ، ليس مقتصرا على الإنسان العادي، بل إن كثيرا
من المحسوبين على العلم قد عملوا هذه الخرافات بدلا من طرحها وتسفيهها، وهذه
الخرافات هي:
ا- في تعلم اللغة الثانية، كلما كان الدارس أصغر سنا
كان أفضل أداء، أو الأطفال أكثر قدرة على تعلم اللغة الثانية من الكبار.
إن هذا الاعتقاد الشائع مبني على ملاحظات خاطئة. من
ذلك ما يلاحظ عندما هاجر عائلة إلى مجتمع جديد من أن أطفال تلك العائلة يستطيعون
بعد أسابيع قليلة أن يتحدثوا تلك اللغة الأجنبية بصورة جيدة بينما آباؤهم يعانون
كثيرا في أداء القليل من الحديث، فيستنتج من ذلك أن الأطفال أقدر في تعلم اللغة
الثانية من الكبار. لكن السبب في ذلك يعود إلى الفرصة المتاحة لكل من الأطفال
والكبار فالأطفال يتمكنون عادة من التفاعل اللغوي مع أقرانهم من أبناء اللغة
الأجنبية تفاعلا مكثفا لساعات عديدة يوميا، أما آباؤهم فلا تتاح لهم فرصة التفاعل
مع أهل اللغة إلا بصورة محدودة جدا ربما لا تزيد عن ساعة واحدة في اليوم. ليس ض!ك
ما يمنع ال!ر من أن يكتسبوا اللغة الثانية بنفس المستوى أو أفضل من اكتساب الأطفال
لها لو أن الفرص المتاحة للتفاعل مع أهل اللغة اك نية كانت هتساوية للطرفين.
إن مسألة تفوق الكبار في التعليم على الصغار في جميع
المجالات تقريبا (باستثناء الذاكرة الحركية (motor memory) هى مسألة معروفة منذ ما يقارب الستين عاما ..."[iii][3]
ثم يقرر أنه " في حال تعلم اللغة الرسمي formal فالراجح أن الراشدين
يفوقون الأطفال كل الوجوه ما عدا النطق والتنغيم( pronunciation and intonation) (وإن كنت أرى أن حئ هذا الجانجا يمكن
تفاديه لأنه، في نظري، يعود إلى الضعف الفاضح في تدريس الأصوات، فأنا بصفتي ناطقا
أصليا بالأسبانية وبعد تدريب دقيق وكامل في الأصوات أؤكد أن العديد من طلابي
الراشدين تمكنوا من إتقان النطق والتنغيم لدرجة تماثل الناطقين
ويؤكد هذه الحقيقة خبير من خبراء اللغة في أمريكا،
وهو الدكتور هـ. دوجلاس براون، حيث يقول في كتابه مبادئ تعلم وتعليم اللغة: "
الأمر الذي نعرفه حق المعرفة هو أن الأطفال والكبار على حد سواء يبدو أن لديهم
المقدرة على اكتساب اللغة الثانية في أي عمر."[v][5]
إذا- وبشكل علمى- فالحجة الرئيسية لأصحاب هذا الرأ!ا
غير صحيحة. بل إن الواقع المشاهد في المدارس الأهلية التي طبقت هذه الفكرة- تدريس
الإنجليزية في المرحلة الابتدائية- لا يؤيد ذلك الرأي. مع أنه لابد من ملاحظة مهمة
وهى أن بعض الناس يحكم في هذه القضية من واقع حالات فردية، فعندما يرى تفوق طالب
في اللغة الإنجليزية وهو في المرحلة الابتدائية أو بعد أن ينتقل إلى المرحلة
المتوسطة- خاصة الصف الأول متوسط- يعزو هذا التفوق للدراسة في المرحلة الابتدائية،
مع أنه غالبا ما يكون سبب التفوق أمور أخرى، فإما أن يكون والد ذلك الطالب ممن درس
في الخارج أو يكثرون السفر للخارج أو قد يكون في المترل من يتحدث الإنجليزية،
كالخادمة أو السائق.
ثانيا:
الذي ينادي بتدريس اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية لم ينظر في العبء
الاقتصادي الذي ستتحمله الوزارة في مقابل عمل ليس له كبير جدوى. فالمعروف الآن أن
هناك عجزا كبيرا يؤرق الوزارة من معلمى اللغة الإنجليزية الوطنيين. فإقرار اللغة
الإنجليزية في المرحلة الابتدائية يجعل العبء مضاعفا بالنظر إلى أن عدد المدارس
الابتدائية يزيد بكثير على المدارس المتوسطة والثانوية.
فعدد المدارس الابتدائية في المملكة لعام 1418/1417
هـ 5659 مدرسة، وعدد الفصول 54334 فصلا. فلو حسبنا لكل فصل حصتان فقط يصبح لدينا
حاجة إلى 4528 معلم لغة إنجليزية، هذا على افتراض إكمال كل معلم لنصابه 24 حصة.
ويضاف إلى هذا العبء ما يتبع ذلك من زيادة عدد المشرفين التربويين، وتوفير الكتب
الدراسية والوسائل التعليمية.
ثالثا:
يشتكى كثير من الناس من كثرة المواد على طالب الابتدائي، وأن الطالب يحمل أعباء
كثيرة من الواجبات، فكيف إذا أضيفت إلى ذلك اللغة الإنجليزية التي تحتاج إلى جد
وعمل وممارسة. والغريب أن أكثر من بنادي بتدريس اللغة الإنجليزية في الابتدائى هم
الذين ينادون بتخفيفص العبء عن طالب المرحلة الابتدائية!
رابعا:
الثابت علميا من خلال بحوث ميدانية أجريت في المملكة أن اللغة الإنجليزية من أكثر
المواد تسببا في تسرب الطلاب من المرحلة المتوسطة، وهذا شىء مشاهد لكل من مارس
التدريس. فإقرار تدريسها في المرحلة الابتدائية قد يوجد هذه المشكلة في المرحلة
الابتدائية أيضا، فتكون كارثة حينئذ.
خامسا: يجب ألا نغفل الأثر الثقافي والفكري في تدريس
اللغة الأجنبية لصغار العسن، خاصة لغة لها وهجها الفكري والثقافي والإعلامى الكبير
كالإنجليزية، وكذلك ما يقال من أتر ذلك على اللغة الأم. فكما هو معروف أن اللغة لا
يمكن فصلها عن ثقافتها وفكرها.
سادسا:
لا توجد- حقيقة- حاجة تدعو إلى تدريس اللغة الإنجليزية في المرحلة لابتدائية!
سابعا:
أقترح لحل مشكلة تدريس اللغة الإنجليزية من جميع جوانبها أن يكون تدريمسها في
المرحلة الثانوية فقط، بحيث تكون بشكل مكثف، فتكون ست حصمى في الأسبوع، . بمعدل
حصة كل يوم، وحصة إضافية في أحد الأيام تخصص للممارسة فقط،. بمعنى أن يخرج الطلاب
في هذه الحصة للمواقع التي يستطيعون فيها ممارسة اللغة ممارسة فعلية سواء في داخل
المدرسة أو خارجها.
وبهذا نحقق عدة أمور:
1- التخفيفص عن طلاب المرحلة المتوسطة.
2- التقليل من التسرب في هذه المرحلة، خاصة وأن
الطلاب فيها لا يعرفون قيمة هذه اللغة فلذلك لا تكون عندهم دافيعة لتعلمها. وضعف
الدافعية، أو فقدها هو- في نظري - السبب الأساس في ضعف الطلاب في اللغة
الإنجليزية.
3- توفر العدد الكافي من المعلمين.
4- إقبال طلاب الثانوية على تعلمها حيث أنها تعتبر
جديدة عليهم، ومع ذلك يحسون بأهميتها، خاصة من كان توجهه علميا، ولم تتكون عندهم
بعد "العقدة" منها التي غالبا تنشأ في المرحلة المتوسطة.
ويمكن في هذه الحالة تكثيف المنهج للتخصصات
التي تتطلب إجادة اللغة الإنجليزية عند التخرج من الثانوي، وتخفيفه لما سواها. وأعتقد
أن ثلاث سنوات من الدراسة شبه المكثفة للغة الإنجليزية كافية لجعل الطالب يجيد هذه
اللغة، إذا توفر لديه الدافع لذلك.[vi][6]
هذا، والموضوع يحتاج إلى بحث وتأمل، والتسرع فيه قد
تكون له عواقب وخيمة ليس على فرد أو مجموعة أفراد، بل على مستقبل أمة بأسرها.
واللة الموفق.
2/12/ 1418
[i][1] 1 نظريات تعلم
اللغة الثانية. د. باري ماكلافن. ترجمة د. عبد الرص العبدان. الطبعة الأولى 1417.
ص 45.
[iii][3] ا الطريقة التكاملية في تدريس اللغات. هكتر هامرلي. ترجمة د. راشد
الدويش. ط 1، 1415، ص 53. 2 المصدر السالق ص 60.
[v][5] . مبادئ تعلم وتعليم اللغة. هـ.
دوجلاس براون. ترجمة د. إبراهيم القعيد و د. عيد الشمري. 1414. ص 102.
[vi][6] - وهذا الرأي بدأ
عدد المنادين به يتنامى، بين المتخصصين في تدريس اللغة الإنجليزية في المملكة، مع
اختلاف يسير و في بعض التفصيلات.
يشتكي كثير من مديري
المدارس صعوبة تقييم أداء معلم اللغة الإنجليزية لديه، وذلك لعدم إلمامهم باللغة الإنجليزية.
ولهذا يلجأ كثير من أولئك المديرن إلى إعطاء تقديرات جزافية لا تعتمد على أساس
علمي، مما يؤدي إلى قصور كبير فى التقييم وتفاوت واضح بين تقييم مدير المدرسة
وتقييم مشرف المادة المختص.
ومع أن هناك أمورا عامة يمكن تقييم معلم أى مادة من
خلاها إلا أنى- فيما يلى- سوف أذكر بعض النقاط التى تساعد مدير المدرسة في تقييم
أداء معلم اللغة الإنجليزية مما يجعل تقييمه أكثر مصداقية، مع ملاحظة أن من هذه
النقاط ما قد يكون عاما فى جميع المواد.
1- ضبط الفصل
من الأمور المهمة في تقييم أي معلم جانب ضبط الفصل.
وليس المقصود بضبط الفصل كتم أنفاس الطلاب بحيث لا يسمع لهم صوت! بل المقصود أن
تكون تصرفاتهم في أثناء الدرس موجهة إلى النشاط الممارس في الفصل.
ويجب أن يلاحظ مدير المدرسة أن دروس اللغة
الإنجليزية يحدث فيها- كثيرا- ما قد يعد فى تدريس بعض المواد نوعا من الفوضى، وذلك
لطبيعة الطريقة الاتصالية التى تدرس بها اللغة الإنجليزية في المدارس والأنشطة
التى تشجع على التفاعل بين الطلاب مما يعطى شيئا من الحرية للطلاب في تبادل
الحوارات.
2- توزيع الألشطة على جميع الطلاب
إن توزيع أنشطة التعلم أثناء الدرس على جميع الطلاب
في الفصل وعدم الاقتصار على المتميزين منهم أمر مهم فى التدريس بشكل عام، لكنه في
تدريس اللغة الإنجليزية أكثر أهمية، ذلك لأن اللغة ممارسة. وقصر النشاط على مجموعة
قليلة من الطلاب خطأ يقع فيه كثير من معلمي اللغة الإنجليزية. هذا، مع ملاحظة
ضرورة مراعاة الفروق الفردية في هذا الجانب.
3- استخدام المعلم للغة الإنجليزية
من الأمور المهمة أن تدرس اللغة الإنجليزية باللغة
الإنجليزية، فكلما كان حديث المعلم باللغة الإنجليزية في أثناء التدريس كان ذلك
نقطة قوة فى تدريسه. مع ملاحظة أنه يعفى في حالات نادرة عن استخدام اللغة العربية
لمدة قصيرة جدا، إذا كان ثمة حاجة، خاصة مع طلاب الصف الأول المتوسط.
4- استخدام الطلاب للغة الإنجليزية
المعلم المتميز يعود طلابه على التحدث باللغة
الإنجليزية في الفصل أثناء حصة اللغة الإنجليزية، سواء فى إجاباتهم أو فيما
يطلبونه من المعلم، فعلى المدير أن يتنبه إلى هذه النقطة، وهى مقياس مهم لتقييم
مدى نجاح المعلم.
5- إقلال المعلم من الحديت
بشكل عام، يجب أن تعطى الفرصة الأكبر للطالب ليتحدث،
فكلما أقل المعلم من الحديت والشرح وأعطى الطالب وقتا أكبر للحديث والممارسة كان
ذلك نقطة قوة تحسب لصالحه.
6- استخدام الوسائل الئعليمية
يكاد يكون لكل درس من دروس اللغة الإنجليزية وسائل
تعليمية مصاحبة. فهناك الأشرطة الصوتية، واللوحات والبطاقات بالإضافة إلى ما يحضره
المعلم نفسه أو الطالب من الوسائل التعليمية. فيلاحظ المدير وجود تلك الوسائل، ثم
مهارة المعلم في استخدامها وتوظيفها لجلب انتباه الطالب وإيصال المعنى الذي يريده.
7- إعطاء المعانى باللغة الإنجليزية
يلجأ بعض المعلمين إلى إعطاء معاني المفردات
الجديدة، عند ورودها، باللغة العربية. وهذه الطريقة خاطئة، فهناك عدة طرق لتقديم
معانى الكلمات الجديدة دون اللجوء إلى استخدام اللغة العربية، مثل تفسير المعنى
باللغة الإنجليزية، أو ذكر المرادف، أو إعطاء الكلمة المعاكسة، أو الرسم على
السبورة، أو عرض صورة ذات علاقة بالكلمة، أو التمثيل بالحركات الجسمية، وغيرها.
وتعد الترجمة آخرها وأقلها فائدة إلا في حالات نادرة. والمفترض من المعلم أن يحاول
تقديم المعنى بإحدى تلك الطرق ولا يلجأ إلى الترجمة إلا حال الضرورة.
مع ملاحظة أن المعلم الجيد هو الذي يقدم الكلمات
الجديدة خلال سياقها في الدرس ولا يقدمها في أول الدرس مفردات منفصلة.
8- متابعة
دفاتر الطلاب
غالبا ما يكون لكل درس نشاط كتابى مصاحب سواء منزلى
أو فصلي، وهذه الأعمال تحتاج إلى تصحيح ومتابعة فورية ودقيقة من المعلم. فيلاحظ
المدير مدى متابعة المعلم للتصحيح.
تلك نقاط هامة لمدير المدرسة ليأخذها بعين الاعتبار
عند تقييم معلم اللغة الإنجليزية، مما يجعل تقييمه أكثر مصداقية وأقرب للواقع.
لكى يؤدي الإنسان
عمله بنجاح لا بد أن يكون هناك تخطيط يسير عليه. إذ دون تخطيط يكون العمل ارتجاليا
تتحكم فيه ردود الفعل والاستجابة للواقع أكثر مما تتحكم فيه قناعات صاحب العمل
نفسه. ويشمل هذا عمل المشرف التربوي، فالتخطيط لكل أعمال المشرف التربوي أمر ضرورى
لنجاحه.
والزيارة الصفية جزء مهم من عمل الإشراف، والتخطيط
لها عامل أساس لنجاحها. والذي جعل هذه الزيارة تفقد مصداقيتها بل قد تكون في بعضلى
الأحيان عبئا على المعلم والمشرف أنها تؤدى بشكل ارتجالي وعشوائى.
من أسس التخطيط وضع
الأهداف، فمن المهم للمشرف التربوى أن يضع أهدافا لكل زيارة يقوم بها للمعلم. إذ
أن القيام بالزيارة دون وجود هدف محدد وواضح يعوق عن تحقيق الفائدة المرجوة من
الزيارة الصفية، بحيث تتحول إلى عملية مراقبة لما يجري فى غرفة الصف لا ينتج عنها
غالبا إلا التنبيه على الأخطاء التي في الغالب ما تكون عرضية. وهذا ما يدعو كثيرا
مرا المعلمين للتذمر من أن عمل المشرف عمل تفتيشي، فليس له هم إلا تصيد الأخطاء.
هناك فرق كبير بين
المشرف الذي يدخل الفصل وليس في ذهنه شىء محدد إلا مراقبة المعلم والوضع فى الفصل،
ويبدأ المشرف الذى يدخل الفصل وقد وضع فى ذهنه أهدافا محددة وواضحة لما سيقوم به
فى هذه الزيارة، وسجل ذلك فى سجله، ويستحسن أن يكون قد اطلع المعلم على تلك
الأهداف مسبقا. فمثلا تكون الزيارة لاطلاع على مهارة المعلم في عرض الدرس، أو جزء
منه، أو استخدام وسيلة ما، أو ملاحظة
مستوى الطلاب في الفصل، أو غير ذلك. المقصود أن المشرف يركز في زيارته على
شىء محدد يخرج من الفصل وقد كون في ذهنه نقاطا واضحة عنه، بحيث يطرحها للنقاش مع
المعلم فيما بعد. وتكون تلك الأهداف أهدافا مرحلية لأهداف أبعد منها في عملية
الإشراف.
إن الزيارة الصفية
تكاد تفقد قيمتها في ظل غياب أهداف واضحة ومرسومة بدقة، بل قد تحدث نتائج عكسية،
منها شغل وقت المشرف بعمل غير ضرورى، وشعور المعلم بعدم جدوى وعدم جدية تلك
الزيارات، وأيضا- وهذا هو الأهم- عدم تحقق فائدة جوهرية للزيارة. وربط المشرف
زيارته بالأهداف المعدة مسبقا قد يفيده في تحديد مدى الفائدة من الزيارات الصفية،
واللجوء إليها عند الحاجة فقط وليس لأنها أسلوب سهل من أساليب الإشراف لا بد أن
يمارس. وهذا يعود- بالتالى- على المشرف بالفائدة إذ أنه يوفر له من الوقت ما يمكن
أن يستغله في أعمال إشرافية أخرى، خاصة وأن كثيرا مرا المشرفين يشكو كثرة العدد في
نصابه من المعلمين.
أهمية التدريب أثناء الخدمة
للتدريب أثناء الخدمة (على رأس العمل)
أهمية كبيرة في رفع مستوى المعلمين، دون التأثير على سير العمل. قالمعلم ـ كغيره من
أصحاب المهن المتطورة ـ بحاجة دائمة إلى تطوير نفسه وتنمية قدراته والاستفادة من خبرات
الآخرين النظرية والعلمية. زلما كان تفريغ المعلم تفريغا كاملا للتدريب أو التدرب متعسرا
أو متعذرا فإن برنامج المعلم المدرب من أنسب الطرق للرقي بالمعلم.
فمن الضروري استغلال المتميزين من المعلمين لتدريب المعلمين
الجدد وذوي الكفاءة الأقل. إن المعلم المتميز في كثير من مدارسنا قدرة معطلة وطاقة
غير مستغلة لإفادة زملائه المحيطين به، مع حاجة كثير منهم إليه. فمن غير المعقول أن
تجمع مدرسة ما معلما حديث التخرج وآخر له التأهيل نفسه ومتميز الأداء وله خبرة عشرون سنة ـ مثلا ـ وليس لديه ما يقدمه للأول.
يوفر مشروع الاستفادة من المعلمين المتميزين
في مجال التدريب مزايا كثيرة منها:
1. توفر عدد من المدربين.
2. عدم تأثر الخطة الدراسية، حيث أن ذلم
لا يلزم منه التفرغ التام من المدرب أو المتدرب.
3. توفر الجانب التطبيقي في عملية التدريب.
4. الارتقاء بمستوى المعلم المتدرب والمدرب.
5. مشاركة المعلم المتدرب لمشرف المادة في
برامجه التدريبية.
متطلبات المشروع
1. تخفيض نصاب المعلم المدرب إلة 12 حصة
على الأكثر. مع ملاحظة أن هذا لا يلزم أن يكون دائما، بل في الأوقات التي يكون فيها
برامج تدريبية.
2. تهيئة متطلبات التدريب (مكان وأدوات ووسائل)
3. إلحاق المعلم المدرب ببرنامج قصير في
أساليب التدريب.
4. خطوات البرنامج التدريبي
5. يحدد المعلم المتدرب ويكون من ذوي الخبرة
العلمية والاطلاع والتميز في الأداء.
6. يخفض نصابه إلى أقل قدر ممكن.
7. يقوم بالتعاون مع المشرف التربوي بتحديد
أهداف التدريب وحاجات المتدربين.
8. لا يتجاوز عدد المتدربين 15 متدربا.
9. تتكون كل وحدة من وحدات التدريب من قسمين:
نظري (حيث يقوم المدرب بعرض المادة نظريا) وتطبيقي، وينقسم ال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق