التفاعل اللفظي في العملية التربوية ( مهاراته - معوقاته - وسائل تنميتة)
Verbal Interaction:
يعد التدريس عملية تربوية تستهدف توجيه نمو
المتعلمين ليصبحوا قادرين على الوفاء بمتطلبات الحياة، ومواجهة تحدياتها، وهذا
بدوره يعتمد على المعلم لدوره الأساسي في العملية التعليمية، فهو المسئول عن
إنجاحها وتحقيق أهدافها، " وهذا مقرون بفهمه لهذه العملية وطبيعة دوره فيها،
حيث أن فهمه الخاطئ سيؤدى به إلى إتباع سلوكيات وممارسات خاطئة من شأنها أن تؤثر
سلباً على المتعلمين، وينعكس ذلك سلبياً على العملية التعليمية "
مسلمات التفاعل اللفظي:
ينطلق التفاعل اللفظي من مجموعة من المسلمات
أهمها:
1. يشتمل الموقف التعليمي في حجرة الدراسة على
المعلم والمتعلمين والمادة التعليمية وأهداف التعلم والتي تشكل نموذجاً مفتوحاً
للملاحظة والوصف والتحليل.
2. السلوك اللفظي هو السلوك السائد داخل حجرة
الدراسة يتخلله بعض الفترات (لحظات الصمت والفوضى).
3. للتعزيز دور هام في عملية التعليم والتعلم،
حيث أنه يمثل الحافز الذي يؤثر في السلوك داخل حجرة الدراسة دون أن يحدث لها أي
تغيير.
4. يشتمل التفاعل اللفظي داخل حجرة الدراسة على
الجوانب الفعالة، كما يتضمن بعض الجوانب القابلة للتعديل والتغيير.
5. يحتوى كل جانب من جونب التفاعل اللفظي في
داخله على اتصالات سلوكية مماثلة ويمكن النظر إليها من وجهات نظر مختلفة، وفقاً
لاختلافات النظرة إليها.
وتكمن أهمية التفاعل اللفظي في الآتي:
1. "يسهم في إثارة اهتمام المتعلمين
ودفعهم للتعلم، ويسود من خلاله الممارسات الديمقراطية، والاتجاهات الإيجابية
نحو المعلم، واحترام العمل الجماعي من خلال تفاعل الآراء بين المتعلمين".
2. "يعزز
التفاعل اللفظي دور المعلم كقائد تربوي في الفصل، ويتعامل المتعلمين مع المعلم بود
وبصفته كبيراً راشداً ينبغي أن يحترم، ويدفع المتعلمون إلى الإقبال على التعلم،
ويتيح للمعلم فرصاً كثيرة للعطاء والإبداع".
3.
"يساعد
على اكتساب المتعلمين اتجاهات إيجابية نحو المعلم ونحو المادة الدراسية، بل ونحو
زملائهم".
4.
"ينمى لديهم مهارات الاستماع
والتعبير والمناقشة وذلك بما يوفره المعلم للمتعلمين من أمن وعدالة وديمقراطية، ويرفع
من مستوى تحصيل المتعلمين، ويقوى تعلمهم من خلال قيامهم بشرح بعض النقاط للمتعلمين
الأقل قدرة منهم، وله دور مهم في أداء
المتعلمين التحصيلى وفي أنماط سلوكهم، ويسهم في تطوير روح الفريق بين جماعة الفصل
الدراسي، ووسيلة المعلم للتعرف على حاجات المتعلمين واتجاهاتهم"
5. "يسهم في توليد الشعور
بالانتماء إلى المدرسة والمجتمع ككل، وييسر فهم الأهداف التعليمية، وإدراك
استراتيجيات بلوغها، وبناء شخصية المتعلمين من خلال تفاعلهم مع المعلم وإبدائهم
لآرائهم، ويساعد المعلم على تطوير طريقته في التدريس ومعرفة معايير السلوك المرغوب
فيه، ويعمل على تحرير المتعلمين من حالة الصمت والسلبية والانسحاب إلى حالة
المناقشة والحوار، وتبادل وجهات النظر حول أي موضوع أو قضية صفية"
6. " يحدد الاتجاهات والاهتمامات، وبعض السمات والخصائص التعليمية، ويعمل على
توليد الشعور بالانتماء إلى المدرسة ونظامها، والطريق إلى إنشاء علاقات يسودها
التفاهم بين المعلم والمتعلمين أنفسهم، والميسر لفهم الأهداف التعليمية وإدراك
استراتيجيات بلوغها، وكذلك تحسين مستوى تحصيل المتعلمين وبناء شخصيتهم"
7. "ينمى مهارات التحدث والاستماع لدى المعلم
والمتعلمين معاً، ويقدم خبرة جيدة تسهم في تنظيم أفكار المعلم والمتعلمين".
8. "يسهم في الحد من خجل
المعلم والمتعلمين، وتأكيد الثقة بالنفس لكل منهم، وتنمية مهارات الحوار لدى
المعلم والمتعلمين بشكل فعال،" وتنمية المبادأة لدى المتعلمين، والحد من
السلبية الناتجة عن التعليم التقليدي القائم على التلقين، وهذا مقرون بأسلوب
المعلم في التدريس" ، ونمو القدرات اللفظية لدي المتعلمين، كما يؤدى إلى اكتساب
المتعلم لأنماط ثقافية واجتماعية مختلفة، وذلك لكون التربية عملية اجتماعية.
ومما سبق عرضه ومن خلال استطلاع الرأي الذي
أجراه الباحث علي معلمي علم النفس يتضح أن للتفاعل اللفظي له أهمية كبرى داخل
الفصل تتمثل في:
·
بالنسبة للمعلم:
(1) تنمية مهارات الاتصال الفعال.
(2) يساعد المعلم على التخلص من الذاتية.
(3) التعرف على مشكلات المتعلمين كحالات
الانطواء، وعدم القدرة على التعبير.
(4) التعرف على مدى إسهام المعلم في توفير
المناخ الاجتماعي لتحقيق مردود تعليمي أفضل.
·
بالنسبة للمتعلم:
(1) يخلص التفاعل اللفظي المتعلم من التفكير المتمركز
حول الذات.
(2)
يسمح
للمتعلمين بالتعبير عن آرائهم، وأخذ أفكار الآخرين والبناء عليها، والبدء في
الحوار والاستمرار فيه.
(3) الالتزام والانضباط داخل الفصل.
(4) ينمى اتجاه ايجابي نحو المعلم، والمادة التي
يدرسها.
(5) يوفر بدائل إيجابية للمقاومة التي يسلكها
المتعلم ضد المعلم.
مهارات التفاعل اللفظي لمعلمي علم النفس بالمرحلة الثانوية:
تعد
عملية التعليم عملية تواصل وتفاعل دائمين ومتبادلين بين المعلم والمتعلمين من جهة،
وبين المتعلمين بعضهم بعضاً من جهة أخرى.
كما
يعد "الاتصال المباشر الذي يتم بين المعلم والمتعلمين في حجرة الدراسة، له
أثره المباشر في تحقيق الأهداف التربوية، والمعلم الماهر هو ذلك المعلم القادر على
إدارة التفاعل بينه وبين المتعلمين بدرجة عالية من الكفاءة، وهذا يتطلب أن يكون
المعلم مكتسباً لمجموعة من المهارات بعينها
وإذا كان هناك اهتمام من قبل الباحثين
لتناول التفاعل اللفظي داخل الفصل فذلك استناداً على فريضة فلاندرز التي مؤداها
"أن معظم التفاعلات التي تدور في الفصل هي التفاعلات اللفظية بين المعلم
والمتعلمين، وأنها تشكل ما يزيد عن 70% من مهمات المعلم في الصف، وإذا تم التحدث
عن التفاعل اللفظي دون التفاعل غير اللفظي فمن أجل البحث فقط.
ويتناول الباحث مهارات التفاعل اللفظي وفق ما
يلي:
أ-
صياغة الأسئلة الصفية:
ترتبط صياغة الأسئلة بالكلمات التي تحوي
السؤال، والمضمون الذي يعبر عنه المعلم، والهدف من إلقائه، وعدم امتلاك المعلم
لتلك المهارة يقف حائلاً دون تحقيق الأهداف المنشودة، ويتطلب من المعلم أن يربط
صياغتها بأهداف تعليم المادة العامة وأهداف الدرس الخاصة، والمستويات المعرفية
المناسبة لموضوع الدرس.
ومن المبادئ التي ينبغي للمعلم أن يراعيها
عند صياغة الأسئلة صياغة السؤال بوضوح، بحيث تقل عدد كلماته، وتخلو من المصطلحات
والكلمات الصعبة، والابتعاد عن الأسئلة الغامضة التي تتعدد تفسيرات المتعلمين لها،
وتتنوع المتطلبات الإنجازية للأسئلة، كأن تكون كتابية، وشفوية، وعملية، ويقتصر
السؤال على تحقيق مطلب واحد فقط، وبذلك يسهل على المتعلمين الإجابة عنه، وتتنوع
مستوى متطلبات الأسئلة بحيث تندرج من السهل إلى الصعب، ومن البسيط إلى المركب، وتركز
الأسئلة على المعارف والمفاهيم والخبرات المهمة في الدرس
ب-
توجيه الأسئلة:
يعد توجيه الأسئلة هو المقياس الحقيقي
لاستجابات المتعلمين الابتكارية والتي تثيرها الأسئلة، وقد يكون السؤال صياغته
جيدة ولكن لا يحقق الهدف الذي صيغ من أجله للطريقة التي وجه بها السؤال، والتي قد
تكون غير دقيقة فيفهمها المتعلمين بشكل آخر.
ويمكن للمعلم استخدام بعض المبادئ حتى يتقن
مهارة توجيه الأسئلة كإلقاء السؤال بصوت واضح وصحيح من حيث اللغة والمعنى، والنظر
إلى جميع المتعلمين أثناء تقديم السؤال، لتقليل عدد المتعلمين غير المنتبهين، والتدرج
في مستوى الأسئلة لمراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين، وتعرف المتعلمين
الانطوائيين في الفصل، وتشجيعهم على المشاركة في الموقف التدريسي بفاعلية، عن
طريق توجيه الأسئلة المناسبة، وتقبل آرائهم بالنسبة للقضايا المختلفة، وعدم تكرار
السؤال لضمان عدم إضاعة الوقت لضمان انتباه المتعلمين، وإعادة السؤال متى تطلب
الأمر ذلك، والتوزيع العادل للأسئلة على مجموع المتعلمين ليتمكنوا من المشاركة في
المناقشة، حتى يجد كل متعلم فرصة ليختبر تفكيره من خلال التعبير اللفظي عن أفكاره.
ج-
تلقى المعلم إجابات المتعلمين :
تعد من الأركان المهمة للموقف التدريسي، ومن
المبادئ التي تساعد معلم علم النفس على تلقى إجابات المتعلمين بفهم ووعي الاستماع
بعناية لما يقوله المتعلم، وامتداح الإجابة الصحيحة، لأن الإثابة الفورية تعزز
الإجابات الصحيحة وتسهم في اشتراك المتعلم في الحوار بينه وبين المعلم في المواقف
التدريسية اللاحقة، وأن لا يقدم المعلم سؤالاً مركباً، تتطلب إجابته الرد على
مجموعة من الاستفسارات الضمنية، ويستبدل هذا
السؤال بأسئلة قصيرة متتابعة ، وعدم مقاطعة المتعلم أثناء الإجابة، وتجميع إجابات
أفراد المتعلمين عن الأسئلة وتلخيصها بلغة واضحة وسهلة، لمجموع الفصل، والسماح
للمتعلمين أن يستفسروا من معلمهم، بشرط أن يتم ذلك بطريقة منظمة لضمان حفظ النظام0
ومن خلال
ما سبق عرضة يخلص الباحث إلي بعض المهارات الأدائية لمعلم علم النفس، واللازمة
لمهارة صياغة وتوجيه الأسئلة وهي:
(1) يصوغ الأسئلة بدقة تتناسب مع المتعلمين.
(2) يطرح الأسئلة التي تثير تفكير المتعلمين.
(3) يجيب عن أسئلة المتعلمين واستفساراتهم.
(4) يطرح السؤال ثم يختار المجموعة التي تجيب.
(5) يصوغ الأسئلة صياغات متنوعة لتلائم فهم المتعلمين.
أ-
مهارة تعزيز استجابات المتعلمين: Reinforcement
تعد مهارات التعزيز من أهم مهارات التدريس،
لأنها تتيح للمعلم أن ينمى قدراته كإنسان وكقائد للعملية التعليمية، فكل معلم
يستخدم التعزيز عليه دراسة خصائص المتعلمين، وفهمها، وبذلك يستطيع التعامل مع
الآخرين بكفاءة ويفهمهم ويشجعهم.
وللتعزيز
صور متعددة ومتنوعة منها التعزيز الفوري، والمؤجل، والسلبي، وفيما يلي بعض
المعززات التي يمكن للمعلم استخدامها:
(1)
المعززات اللفظية:
يمكن أن يستخدم المعلم كثيراً من العبارات والألفاظ
كمعززات لفظية مثل: صحيح – إجابة صحيحة – مدهش – جيد – اقتراح جيد
(2)
استخدام إسهام المتعلمين كمعززات:
وهو توجيه نظر المتعلمين إلى
إسهام أحدهم في حل مشكلة ما، ويمكن توجيه نظر المتعلمين إلى هذه الإسهامات بطريقة
لفظية مثل: هل يستطيع أحدكم أن يفكر في أساليب أخرى تدعم ما قاله فلان؟ أو دعونا
نناقش المشكلة التي ذكرها أحمد، كما أن ذكر أسم المتعلم في الفصل هو في حد ذاته
تعزيز له، حتى وإن كانت فكرته غير صحيحة.
بعض
المهارات الأدائية للمعلم، واللازمة لتعزيز استجابات المتعلمين وهي:
(1) يستجيب لآراء المتعلمين بألفاظ تشجيعية.
(2) يستخدم التعزيز المناسب لتشجيع المتعلمين
علي الاستمرار في الكلام.
(3) يستخدم التعزيز في إظهار السلوك المقبول
للمتعلمين.
(4) يقلل من النقد الذي يسبب التوتر للمتعلمين.
(5) يركز علي الاستجابات الصحيحة بأن يعيدها علي
المتعلمين.
(6) يطور المبادرات الناجحة للمتعلمين.
ب-
مهارة الاتصال والتعامل الإنساني:
إذا كان تحصيل الطلاب من الأمور المهمة فإن العلاقات
البينية والعواطف من أهم ما يدور داخل الفصل، حيث يحدث عديد من الظاهرات النفسية،
فتزداد دافعية المتعلمين إذا شعروا باهتمام معلمهم، فالمواقف الإنسانية التي تقوم
على التفاعل المتبادل بينهم وبين معلمهم تساعدهم على تطوير التعليم الذاتي
المستقل، واستمراره بعد انتهاء الحصة.
ومن أهم
الاستراتيجيات التي تمكن المعلم من الاهتمام بمشاعر المتعلمين وتكوين علاقات صفية
مرضية التوحد الانفعالي، ويقصد به وضع المعلم نفسه موضع الشخص المتعلم، وكذلك الاحترام
دون تساهل، والصدق في التعبير عن المشاعر بتبني مشاعر صادقة وأحاسيس حقيقية تجاههم.
بعض
المهارات الأدائية للمعلم، واللازمة لمهارة الاتصال والتعامل الإنساني وهي:
(1) يعبر في حديثه عن احترام المتعلمين.
(2) يعبر عن مشاعره بصدق تجاه مشاعر المتعلمين.
(3) يحترم آراء المتعلمين.
(4) يكتسب احترام المتعلمين دون تساهل.
(5) يتفاعل مع المتعلمين دون أن يسخر منهم.
ج-
مهارة إدارة المناقشة الجماعية:
بعض
المهارات الأدائية، واللازمة لمهارة إدارة المناقشة الجماعية وهي:
(1) يقدم موضوع الدرس بوضوح.
(2) يشرح أسلوب العمل الجمعي.
(3) يشرح أفكار الموضوع المراد مناقشته بحماس.
(4) يتقبل آراء المتعلمين حول موضوع الدرس.
(5) يستفيد من آراء المتعلمين في المناقشة بشكل
يخدم الدرس.
(6) يشرك كل أفراد المجموعات في المناقشة بقدر
الإمكان.
* معوقات
التفاعل اللفظي:
تعد عملية التفاعل اللفظي بين المعلم
والمتعلمين عملية متشابكة ومعقدة، تتأثر بعوامل عدة، بعضها يعزى للبيئة الطبيعية
سواء أكان فصلاً دراسياً أو معملاً، وبعضها يرجع للمعلم، وأخرى ترجع للمتعلمين، ولكل
منهم خلفيته الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وقدراته الذهنية، ومهاراته،
وحاجاته.
1. العوامل الخاصة بالمعلم: كمدة الخبرة التدريسية، والخصائص الاجتماعية للمعلم كالتسامح،
والذكاء الاجتماعي، والمرونة، ومعتقدات المعلم حول سلوكياته اللفظية وفعاليتها،
وأسلوب الإعداد والتدريب المهني والأكاديمي، ومدى تدربه على استخدام أساليب تحليل
التفاعل الصفي في تقويم أدائه التعليمي، ومستوى توقعات المعلم عن أداء المتعلمين،
وقدراتهم قبل بدء التدريس، واتجاهاته نحو المادة التي يقوم بتدريسها، واتجاهاته
نحو المتعلمين، واستراتيجيات التدريس التي يستخدمها في التدريس.
2. العوامل الخاصة بالمتعلم: كآراء الطلاب عن سلوك المعلم، ومدى عدالته في التعامل
معهم، واختلاف جنس المعلم عن المتعلمين، ومستوى ذكاء المتعلمين وقدراتهم
التحصيلية.
3. معوقات أخري : كسوء استخدام التعزيز أو التركيز على نوع من أنواع التعزيز مما قد يصبح
ضرراً حقيقياً للتعليم، ومن هذه الحالات:
أ.
عندما يعزز المعلم الاستجابات الكاملة فقط، فذلك يعمل على إخماد همم
المتعلمين.
ب.
تعزيز الاستجابات غير المتميزة للمتعلمين مرتفعي التحصيل، حيث يجب أن تكون
استجابة المتميزين مميزة.
ت.
تعزيز أفكار المتعلمين قبل الانتهاء من التعبير عنها لتعارض ذلك مع تطوير
أفكار المتعلمين.
ث.
استخدام عبارات الأمر والنهى والتهديد، مثل: اجلس مكانك، لا تتحرك، اخرج
كتابك.
ج. رفض المشاعر والسلوك دون تبرير منطقي،
استناداً إلى آراء المعلم الخاصة دون اقتراح سلوك بديل مرغوب فيه كقوله، "هذا
لا يسرني..لماذا تقوم بذلك وقد أمرتك أن لا تفعل؟"
ح.
السخرية من آراء المتعلمين وأفكارهم التي لا تتفق ورأى المعلم والاستهانة
بها.
خ.
استخدام الأسئلة المباشرة التي لا تثير تفكير المتعلمين، ولا تبرز الفروق
الفردية بينهم.
د.
تعميم
النقد والعقاب لطلاب الفصل لخطأ من أحدهم كقوله " السيئة تعم والحسنة
تخص"
ذ.
المرح الجارح والفكاهة على حساب المتعلمين، كذكر المعلم ألقاب
لا يقبلها المتعلمين يستخدمها المعلم على سبيل الفكاهة.
ر.
تقديم الشكر والثناء للمتعلم من غير استحقاق.
ز.
استخدام المعلم لأسلوب الإلقاء في التدريس وعدم إتاحة الفرصة للمتعلمين
للمشاركة.
س.
استعجال المعلم للحصول على استجابة فورية من المتعلم عن الأسئلة التي
طرحها.
ش. التعامل مع المتعلمين كأشياء أثناء
مخاطبتهم، قال تعالى " وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً
غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ
لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ"([1]).
وقد تلاحظ
أثناء تنفيذ تجربة البحث وتدريس الوحدتين وفقاً لاستراتيجية التفكير الجمعي أن
هناك معوقات تحد من التفاعل اللفظي بين المعلم والمتعلمين في الموقف التعلمي منها:
(1)
معوقات تتعلق بالمعلم:
(1) انفراد المعلم بالحديث أثناء الشرح، وفرضه لآرائه
وأفكاره بطريقة تسليطه.
(2) التعزيزات غير المناسبة لاستجابات
المتعلمين.
(3) نقص الكفاءة اللغوية للمعلم.
(4) استخدام الوسائل التعليمية غير المناسبة
للموقف التعليمي.
(2)
معوقات تتعلق بالمتعلم:
(1) سلبية المتعلم واعتياده علي الطرق التقليدية
في التدريس.
(2) تخوف المتعلمين من الإدلاء بإجابات قد تكون
خاطئة.
(3) عدم تعود المتعلم علي الإدلاء بأفكار تتسم
بالجدة والأصالة.
(3)
معوقات تتعلق بالبيئة الصفية:
أ-
الإضاءة غير الجيدة.
ب-
التهوية.
ج-
الضوضاء من خارج المدرسة كوجود ورش أو محطات تشحيم مجاورة للمدرسة.
د-
نقص الأدوات والوسائل التعليمية.
ه-
كثافة الفصل.
-
ثالثاً: الاحتراق النفسي وعلاقته بالتفاعل اللفظي لمعلمي علم النفس
بالمرحلة الثانوية:
تؤثر شخصية المعلم في طلابه تأثيراً كبيراً بأقواله
وأفعاله وسائر تصرفاته داخل حجرة الدراسة ؛ تلك الأقوال والأفعال وسائر التصرفات،
ينبغي أن تكون قائمة على الصداقة والود، والتعاطف والدفء حيث يؤثر ذلك علي
بناياتهم النفسية وعلى المخرج التعليمي للعملية التعليمية.
ولقد أسفرت أحدي الدراسات التي أجريت على
المعلمين الذين يتمتعون بالصحة النفسية الإيجابية، بأن علاقاتهم تتسم بالدفء
والتفاعل لفظياً مع المتعلمين، وتعد من الخصائص المهمة التي تسهم في كفاءتهم، ومن
ثم في فاعليتهم، ويلخص Cronback (
الدفً والتقبل ) فيما يلي:
-
التعبير التلقائي عن الشعور: فالمعلم يكون اتجاهاً إيجابياً نحو طلابه عن طريق التعبير المستمد عن حماسة
وحبه لهم.
-
التدعيم والتشجيع: فالتقدير
الذي يقدمه المعلم ليس مشروطاً بشكل المتعلم أو لونه أو جنسه ، كما ينبغي مساعدته
في التغلب على عوائقه.
-
الاعتبار واللياقة: وفيها يتم
نقد آراء المتعلمين الخاطئة؛ واستبعادها بحيث لا يشعر المتعلم باللوم أو النقص.
-
تقبل مشاعر المتعلم: عن طريق
تشجيع المتعلم على التعبير عن ميوله وحاجاته ومخاوفه ويضعها موضع الاعتبار الجاد.
ويعد المعلم الذي يتمتع بالصحة النفسية
الإيجابية هو الذي يمتلك مهارات التفاعل اللفظي الجيد مع طلابه ويكون علاقة معهم،
تتسم بالدفء والتقبل، وأن إصابة المعلم بأعراض الاحتراق النفسي، من شأنه أن يعوق
التفاعل القائم بينه المتعلمين ومن أمثلة ذلك:
(1) لا
يكسب المعلم ثقة المتعلمين كما لا يعطى لطلابه فرصة الاختيار وصنع القرار، والقدرة
على التفكير الإبداعي، وحل المشكلات والتصرف معها بطريقة مبدعة.
(2)
"
يصبح المعلم قيادة متسلطة، ويتسم بالحساسية الشخصية المفرطة، والثورة
لأتفه الأسباب، وردود فعل زائدة للمحافظة على كرامته، واستعمال العقاب
بشكل خاطئ" وكل ذلك يؤدي إلي ضعف التفاعل اللفظي.
وسائل تنمية مهارات التفاعل اللفظي:
قد يظن البعض أن عملية التفاعل اللفظي عملية
بسيطة تتم بطريقة تلقائية لا تحتاج إلى جهد من المعلم والمتعلم، إلا أن الحقيقة
تؤكد أنها عملية متشابكة ومعقدة وبالتالي هي في حاجة إلى تنميتها.
وهناك شروط
لاكتساب المهارة منها:
(1)
أن يكون المعلم على وعى تام بالمهارة التي ينوى أداءها.
(2)
أن يفهم المعلمون الخطوات اللازمة لأداء تلك المهارة بشكل ناجح.
(3)
أن يجرى المعلمون عدة تدريبات تعزيزية.
(4) أن يداوم المعلمون على تكرار هذه المهارة
والاستمرار في التدريب عليها، لأن من المعلوم أن تثبيت المهارة يتم عن طريق
العادة.
(5)
أن تتفق هذه التدريبات مع متطلبات المعلم وحاجاته لتكون حافزه على أدائها.
(6)
أن يمزج المعلمون بين النظرية والتطبيق في تنفيذ المهارة.
(7) يستقبل أصوات المتعلم وينتبه إليها، ويدرك
ما يقصد إليه ويفهم معناه، ويحلل ما يريد قوله ويفسره وينقده، ويحكم عليه بالصواب
والخطأ وكل ذلك ينطوي على العمليات التالية:
(1) إدراك الأصوات التي ينطقها المتعلمون
بالتميز السمعي.
(2) فهم مختلف طبقات المعاني التي تحملها تلك
الأصوات.
(3) التركيز على المضمون العلمي للمنظومات
(مضمون التواصل).
(4) الربط بين خبرات المعلم والمضمون الذي ينقله
المتعلم شفهياً.
(5) نقد ما ينقله المتعلم وتقويمه والحكم عليه،
وفقاً لمعايير الكلام (الظاهر اللغوي)، والمعرفة (المحتوى العلمي).
ويعد التفاعل اللفظي فن تختلف أساليبه
وتتعدد مهاراته ، وإذا نظرنا إلى معلم علم النفس نجد أنه بحاجة إلى خبرات واسعة ،
ومهارات متعددة كي ينجح في ممارسته
المهنية، ويتفاعل مع المتعلمين بما يضمن تنمية مهارات التفكير،
والبحث، والاستقصاء، والاتجاه الايجابي نحو مادة علم النفس لدى المتعلمين.
ومن وسائل تنمية مهارات التفاعل
اللفظي لمعلمي علم النفس بالمرحلة الثانوية مايلي:
أ- الكفاءة اللغوية : "وتعنى تزويد الأفراد بالمهارات اللغوية التي
تجعلهم قادرين على فهم طبيعة اللغة والقواعد التي تضبطها والنظام الذي يحكم
ظواهرها، والخصائص التي تتميز بها مكوناتها، أصواتاً ومفردات وتراكيب ومفاهيم".([2])
ومنها يستطيع المعلم امتلاك مهارات التفاعل اللفظي كصياغة وتوجيه الأسئلة، وإدارة
المناقشة الجماعية، وتعزيز استجابات المتعلمين، والاتصال والتعامل الإنساني.
وهذه الكفاءة اللغوية تعد مطلباً رئيساً
للمتعلم أيضاً لأنه الطرف الثاني في عملية التفاعل اللفظي الذي يتم في الموقف
التعليمي، لذا ينبغي أن يحصل كل منهما على قدر من الكفاءة اللغوية التي يستطيع من
خلالها أن يعبر بطلاقة عن الرسالة التي ينقلها للطرف الآخر، وهذا ما تسعى الدولة
إلي تحقيقه من خلال تطبيق كادر المعلم، فقد وضعت اختبار الكفاءة اللغوية شرطاً لاجتيازه،
فالمعلم كالمتعلم هو بحاجة إلى تطوير مهاراته لتساعده على توظيف اللغة بدرجة
مقبولة.
ب-
كفاءة الاتصال:
"تعد اللغة اللفظية أداة
اتصال بين أفراد الجنس البشرى وعند التدريس لابد أن يكون من بين الأهداف الاهتمام
بكفاءة الاتصال"، وهذا يدعوا إلى البحث عن وسائل وأدوات مبتكرة تنمى
مهارات التفاعل اللفظي، لتيسير عملية التعلم، ومن أهم الوسائل التي يمكن أن تنمى
تلك المهارات:
ج- استخدام المناظرات: حيث قدم العديد من الباحثين برامج في المناظرات وقد
أفادت في العملية التعليمية وأثمرت بنتائج جيدة.
د-
استخدام الصور: حيث إن
الصور تعطى السياق الواقعي الذي يدرك من خلاله المتعلم المعنى.
ه-
استخدام برامج الحاسوب: فالبرامج
تحوى مجموعة من العبارات والتعليمات تيسر عملية التعلم.
و-
وسائل أخري:
(1) مخاطبة المتعلمين بأسمائهم.
(2) ممارسة مهارة الاستماع مثل سماع استجابات
المتعلمين عن أسئلته، وأسئلتهم وآرائهم.
(3) تقبل مشاعر المتعلمين وإيضاحها دون إحراج
لهم سواء أكانت المشاعر سلبية أو إيجابية.
(4) الإلقاء والشرح وإعطاء الحقائق والآراء حول
محتوى الدرس أو طريقته، تعبيراً عن الآراء الخاصة، أو طرح الأسئلة البلاغية كجزء
من طريقة المحاضر، وذلك لزيادة فرص التفاعل ودفع المتعلمين نحو تحقيق الأهداف
التعليمية.
(5) إعطاء التعليمات والتوجيهات بالقدر الكافي
الذي يسهم في توضيح الأهداف والطرائق، وليعزز اشتراك الطلاب وتحقيقهم للأهداف.
(6) توجيه النقد إلى السائل وليس إلى كل
المتعلمين.
(7) التصرف بمرح وارتياح، وفي حالة اللجوء إلى
الفكاهة يجب الحرص على ألا تكون جارحة لأي من المتعلمين فرداً أو جماعات.
(8) إعطاء المتعلمين الوقت الكافي للإصغاء
والاستجابة، دون استعجال أو مقاطعة من قبل الآخرين، ودون إصدار أوامر صارمة.
(9) إعطاء الفرص لقيام المتعلمين بمبادرات
متنوعة كطرح الأسئلة، والتعليقات وإبداء الآراء والمشاعر والمقترحات.
(10)
السعي للحصول على استجابات متعددة لأسئلة المعلم العريضة وتنويعها.
(11)
الإكثار من استخدام الأسئلة المرتبطة بأهداف الدرس ومحتواه.
(12) طرح الأسئلة البلاغية كجزء من طريقة المعلم،
وذلك لزيادة فرص التفاعل ودفع المتعلمين نحو تحقيق الأهداف التعليمية.
(13) إعطاء التعليمات والتوجيهات بالقدر الكافي
الذي يسهم في توضيح الأهداف والطرائق، ويعزز اشتراك المتعلمين وتحقيقهم للأهداف.
(14)
استخدام النقد البناء في توجيه سلوك المتعلمين.
(15)
إتاحة الفرص لقيام المتعلمين بمبادرات متنوعة.
المصدر : القذافي خلف عبد الوهاب محمد (2010) : فاعلية
استراتيجية قائمة على التعلم النشط في خفض الاحتراق النفسي وتنمية مهارات التفاعل اللفظي
لمعلمي علم النفس بالمرحلة الثانوية، رسالة ماجستير، معهد الدراسات التربوية ،
جامعة القاهرة ، ص ص 49-75
مصر – محافظة الوادي الجديد – الخارجة – كلية التربية –
01115217666
DRASAT_2010@YAHOO.COM
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق