التعدد اللغوي في الأناشيد الوطنية عبر بلدان العالم
مبارك بلقاسم
تملك كندا ثلاثة أناشيد وطنية باللغات الإنجليزية والفرنسية
ولغة Inuktitut (واحدة من اللغات
الأصلية الحية في كندا). هذه الأناشيد الثلاثة مختلفة قليلا في المعنى ولكنها متطابقة
في الوزن الشعري مما يجعلها قابلة للإنشاد مع نفس الموسيقى الرسمية.
ويتكون النشيد الرسمي لجنوب أفريقيا من خمس فقرات قصيرة
موزعة على خمس لغات وهي: الخوسا، الزولو، السيسوثو، الأفريكانس (هولندية جنوب أفريقيا)،
والإنجليزية. ويتم إنشاد الفقرات الخمس في نشيد واحد في كل المناسبات الرياضية والوطنية
وغيرها.
أما بلجيكا فتملك نشيدا وطنيا بثلاث ترجمات، بلغاتها
الرسمية الثلاث: الهولندية والفرنسية والألمانية. ونفس الشيء ينطبق على سويسرا التي
تملك نشيدها الوطني مترجما بلغاتها الأربع الرسمية: الألمانية والفرنسية والإيطالية
والرومانتش. وفي أيرلندا تم اعتماد النشيد الوطني الأيرلندي رسميا من طرف الجمهورية
الأيرلندية باللغتين الرسميتين: الأيرلندية والإنجليزية.
وتملك نيوزيلاندا نشيدها الوطني بلغتيها الرسميتين:
الإنجليزية والـ Māori.
ويتم إنشاد الفقرة الأولى من النسخة الماورية
متبوعة بالفقرة الأولى من النسخة الإنجليزية في كل المناسبات الرياضية والرسمية النيوزيلاندية.
أصل النشيد الوطني المغربي والحيثيات التاريخية:
قبل أن أقترح ترجمة حرفية للنشيد الوطني المغربي إلى
الأمازيغية، لا بأس من إيراد نبذة مختصرة عن تاريخ هذا النشيد الوطني والظروف التاريخية
المصاحبة لظهوره.
لم تكن مملكة مراكش تملك نشيدا وطنيا بالمعنى الحديث
للكلمة، رغم أن الأناشيد الوطنية كانت موجودة منذ القرن الـ19 لدى بعض البلدان الأوروبية
واليابان. إلا أنه كانت هناك أناشيد أمازيغية حربية مستخدمة منذ قرون من طرف جيوش الإمبراطوريات
الأمازيغية (خصوصا الموحدين والمرينيين) لبث الحماس في الجنود. وتسمى تلك الأناشيد
والشعارات الحماسية الحربية الأمازيغية بـ Taẓugayt
(تاژوگايت) وذكرها ابن خلدون في مؤلفاته.
دخل الإستعمار الفرنسي الإسباني عام 1912 وقام ببناء
هيكل دولة مركزية جديدة تساعده على استغلال الثروات، وأدخل بعض التغييرات الشكلية والعملية
كالإسم الرسمي للدولة والراية والتقطيعات الإدارية والمناصب الرسمية وغيرها. بجانب
ذلك، حرص الإستعمار على عدم المس بالتقاليد المخزنية والأعراف المجتمعية التي لا تتعارض
مع أهدافه.
ومن بين التغييرات الشكلية الذي دشنها الإستعمار هناك
اسم الدولة الذي غيره من الإسم المخزني الرسمي المعروف “الإيالة الشريفة” إلى اسم جديد
هو “الدولة المغربية الشريفة المحمية”، وبالفرنسية: Protectorat de la République française au Maroc.
وبعد 1956 تحول اسم الدولة إلى “المملكة المغربية” Royaume
du Maroc لأول مرة. ومن المعروف أن الدولة العلوية
كانت معروفة لدى الفرنسيين قرونا قبل 1912 بـ “إمبراطورية مراكش” L’Empire
de Maroc (وليس L’Empire du Maroc) أي
أن الدولة كانت منسوبة إلى مدينة مراكش، كما هو الحال مع الجزائر وتونس. وكانت “مدينة
مراكش” معروفة لدى الأوروبيين في القرون الوسطى بـ The city of Morocco أو La ville
de Maroc حسب ما نجده في المؤلفات الأوروبية
التي تعود إلى القرون الوسطى. أما العرب فكانوا كثيرا ما يطلقون اسم “سلطان مراكش”
أو “سلطان فاس” على السلاطين العلويين والمرينيين والموحدين وغيرهم.
قام الإستعمار الفرنسي بتحويل لقب “السلطان” إلى “الملك”.
وحول العاصمة من فاس إلى الرباط. وصمم المقيم العام Hubert Lyautey راية جديدة حمراء
وضع عليها النجمة الخماسية لأول مرة (لم تكن متداولة بالمغرب من قبل)، وأصبحت راية
رسمية جديدة عام 1915 بظهير شريف صدر يوم 25 نونبر 1915 ونشر في الجريدة الرسمية عدد
135 الصادرة يوم 29 نونبر 1915. وقبل ذلك كان العَلَم المخزني الأحمر يحمل في الغالب
النجمة السداسية المعروفة بخاتم سليمان.
وبعد كل هذه “الإنجازات” قرر المقيم العام Hubert
Lyautey أنه يجب إعداد موسيقى “السلام الملكي”
الرسمية لتعزف في المراسيم والإستعراضات. فتم تأليفها من طرف القبطان الفرنسي Léo Morgan
وهي نفس موسيقى النشيد الوطني اليوم.
بعد الإستقلال بقيت موسيقى “السلام الملكي” كما كانت
عليه في عهد الإستعمار بدون كلمات. وفي عام 1969 اختار الحسن الثاني نشيدا ألفه الشاعر
المغربي علي الصقلي الحسيني. وتم اعتماده نشيدا وطنيا رسميا من طرف الحسن الثاني عام
1970 لتمثيل المغرب لأول مرة في منافسات كأس العالم لكرة القدم بالمكسيك
- See more at:
http://www.adrarpress.com/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B4%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%85%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%A7-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA/#sthash.HXPesnlE.dpuf
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق