مدونة تهتم باللسانيات التداولية التفاعلية الاجتماعية تحاول ان ترسم طريقا مميزا في معالجة الاشكالات المعرفية المطروحة في هذا النسق العلمي بالمناقشة والرصد والتحليل والمتابعة
الأحد، 15 مايو 2011
الترجمة بين العربية والإسبانية
الترجمة بين العربية والإسبانية
الدكتور الحسين بوزينب
كلية الآداب - الرباط
------------------------------------------------------------------------------------
إن الحاجة الملحة إلى المعرفة في أوروبا القرون الوسطى وتفوق الثقافة العربية آنذاك جعل المحتكرين لغذاء العقل في إسبانيا منذ العقد الثالث من القرن الثاني عشر الميلادي يقومون بنشاط حثيث لتحويل كنوز الثقافة العربية إلى خزائنهم . نعم ، أقول المحتكرين ، لأن ما بمكن أن نسميه بثقافة الكتب كان مقتصرا أو يكاد ، على طبقة رجال الدين النصارى وعلى اللغة اللاتينية . ويمكن اعتبار حركة الترجمة هذه ، لما شملته من حقول المعرفة ، وبدون مبالغة ، الأساس الذي سيشيد عليه ما سمي بالنهضة الأوروبية .
إنني اخترت التطرق إلى هذا الموضوع لسببين إثنين ، أولهما تاريخي والثاني تربوي ومنهجي .
1 - الجانب التاريخي
أجل فكلنا سمع عن ترجمة التراث العربي في إسبانيا ، ولكن الكثير منا قد يجهل التنظيم الذي كانت ترتكز عليه هذه الترجمة منذ القرن الثاني عشر الميلادي . فهده العملية التحويلية لم تكن تتم بعشوائية ، بل كانت منظمة ومضبوطة ، لا تسند إلا للأخصائيين وتنجزها طقوم في عدة أطوار .
إن تطور الترجمة في إسبانيا من العربية إلى اللاتينية أو إلى الإسبانية يمتد عبر عدة قرون يمكن أن ترسم نقطة انطلاقه في الثلث الأول من القرن الثاني عشر الميلادي ونقطة اختفائه مع تهجير المورسكيين في آخر العقد الأول من القرن السابع عشر الميلادي . ويمكن أن نبرز من بين المراحل التي قطعتها الترجمة من العربية ثلاث مراحل رئيسية :
أ - مرحلة المطران Raimundo الممتدة بين 1130 م - 1187 م . أي ما يناهز ثلث قرن بعد موته ( 1152 م ) .
ب - مرحلة الملك Alfonso الحكيم من 1252 - 1277 م .
ج - مرحلة المورسكين وتتجلى خصوصا في القرن السادس عشر الميلادي .
أ - إن من أبرز مشجعي الترجمة من العربية إلى اللاتينية في قشتالة القرن 12 م ، نجد مطران طليطلة Raimundo الفرنسي الأصل ، الذي يسعى إلى الحفاظ على عظمة طليطلة بالعمل الدأوب على شتى الواجهات الدينية والسياسية والعمرانية والثقافية . وقد اعتبر في هذا الميدان الأخير ، من كبار حماة الآداب في القرن 12 إلى 14 ، وإليه يعزى خلق ما يسمى بمدرسة طليطلة للترجمة . وقد اتجه عمله الثقافي بالخصوص إلى تشجيع نقل الفلسفة العربية إلى اللاتينية ، كما شجع على إرساء مدرسة للدراسات العربية - اللاتينية بتوسط اليهود ، خصوصا و أنه وجد في طليطلة جملة من المعطيات ساعدته على تحقيق أهدافه : كوجود جماعة يهودية تعرف العربية ومسيحيين مستعربين ، زد على ذلك توفره على مكتبة مهمة .
ومن الكتب التي ترجمت خلال هذه الحقبة : " كتاب الشفا " لابن سينا و " ينبوع الحياة " لابن غبيرول و " مقاصد الفلاسفة " للغزالي وكتاب " إحصاء العلوم " للفرابي وكتاب " المدخل إلى صناعة أحكام النجوم " للقابسي و " رسالة في العقل " للفرابي و"المقاصد " للغزالي ... وكتنب أخرى كثيرة للخوارزمي والمجريطي والكندي والغزالي وابن سينا وقوسطا بن لوقا وجابر بن حيان والرازي وابن الوافد ... إلخ ، في الرياضيات والتنجيم والفلك والطب والفلسفة ...إلخ ( 1 ) .
بعد المرحلة التي تحمل اسم المطران Raimundo ، تأتي فترة انتقالية ستدوم ما يقارب القرن من الزمن ، ستضعف فيها الترجمة إلى اللاتينية ضعفا كبيرا في طليطلة وسيبدأ استعمال اللغة الإسبانية العامية كمرحلة أخيرة في الترجمة ، ذلك الاستعمال الذي سيعرف نموا وازدهارا مع Alfonso العاشر ، الملك الحكيم .
وقد كانت الترجمة في المراحل ما قبل الملك الحكيم عملية ثنائية يقوم بها متخصصان ، أحدهما في العربية والآخر في اللاتينية . كان يتكفل بالجانب الأول يهودي أو مستعرب ، يحول النص العربي إلى اللغة الرومانسية . ثم كان هناك من جانب ثاني مسيحي خبير في اللاتينية يحول النص الرومنسي إلى هذه اللغة .
ب - أما مرحلة الملك الحكيم ، والتي تمتد بين 1252 و 1277 م ، فهي مرحلة ذات أهمية قسوى بالنسبة للكيان الثقافي الإسباني نفسه . فإذا كانت مرحلة المطران Raimundo قد لعبت على المستوى الأوروبي دورا إشعائيا ، ولو منحصرا في طبقة رجال الدين الذين كانوا يعرفون اللاتينية ، فإن مرحلة Alfonso العاشر ستكسر الحاجز الذي كان يمنع سائر الناس في إسبانيا من الدخول إلى عالم المعرفة ، وذلك يحعل الإسبانية تتكلم كذلك لغة العلم .
وقد سار الملك الحكيم في الترجمات التي أشرف عليها على نفس النهج الذي رسمه المطران Raimundo ، وكان يحرس شخصيا على إضفاء الدقة والوفاء على ماكان يحول من علوم إلى لغته . فهكذا نجد بجانب الخبيرين في كل من العربية والرومنسية ، منقح مفسر ومبوب يساعدون المترجمين . و إذا كان النص سيترجم كذلك إلى اللاتينية أو الفرنسية ، كان يضاف خبيران في هاتين اللغتين . وكان االملك الحكيم يرلجع بنفسه الترجمة الأخيرة . وقد أعطى Alfonso العاشر أهمية لكتب الفلك والتنجيم ولم يبال بكتب الفلسفة كما كان يفعل المطران Raimundo .
ومن الكتب المترجمة مع Alfonso العاشر : كتاب " كليلة ودمنة " وكتاب " السندباد" و " العمل بالصحيفة الزيغية " للزرقلي وكتاب " البارع في أحكام النجوم " لأبي الحسن علي بن أبي الرجال وكتاب " الكواكب الثابتة المصور " لعبد الرحمن الصوفي وكتاب " المعراج " والذي ترجم كذلك إلى الفرنسية سنة 1964 وكتاب " في هيئة العالم " لأبي علي بن الهيثم ... إلخ .
قببل التطرق إلى مرحلة الموريسكين ، ارتأينا التوقف عند عيسى بن جابر والراهب Juan de Segovia في أواسط القرن 15 م للتحدث على الترجمة الإسبانية للقرآن التي قام بها عيسى بن جابر ، نظرا للأهمية التي ستكون لهذه الترجمة لدى المورسكيين ، ونظرا كذلك إلى ما أحيطت به من اهتمام وعناية لإنجازها .
لقد قلنا أن الإمام والتخصص كانا من مميزات المترجمين ، وهذا يدلنا على الوعي بأهمية هذا الجانب في الترجمة . فغياب التخصص يحدث خللا عميقا في عملية نقل المعلومات كما يشوهها . فهذا السبب جعل أحد الرهبان وهو Juan de Segovia ( 1398 - 1458 م ) يشكك في الترجمات القرآنية الموجودة في عصره ويتعاقد مع أحد الفقهاء المسلمين المعروفين آنذاك في شقوبية ليساعده على ترجمة القرآن ترجمة وفية ، لأنه كان يقول بأن " المجادلة مع المسلمين بتلفيق أشياء مزيفة لهم ، يضعف من قوة دلائلنا ، لأنهم ( أي المسلمين ) سيظنون بحق أننا نتصرف بنفس الطريقة عندما نعرض عليهم ديننا المقدس " ( 2 ) . وهذا الراهب كان مقتنعا بأن اكتساب معرفة حقيقية حول البنية الدينية للعالم الإسلامي يستوجب ، كخطوة أولى ، دراسة معمقة للنص القرآني من جميع الجهات ، الشيء الذي يتطلب بدوره تمكنا جيدا من اللغة العربية أو التوفر على ترجمة قرآنية وفية و أمنية ( 3 ) . وقد كان يتطلع بشغف كبير إلى الجواب عن تساؤلات كانت تشغله باستمرار ك : 1 - ما هو السبب الحقيقي الذي جعل محمدا يستقطب أتباعا كثيرين في بداية رسالته ؟ و 2 - لماذا حظي الدين الجديد بكل ذلك الادزهار المادي ؟ 3 - ماهي نقط الاتفاق ونقط الاختلاف بين الكتاب المقدس و القرآن ؟ و4 - ما هي أنجع الوسائل لحل المشكل الإسلامي ؟ ( 4 ) .
إن الراهب Juan de Segovia بعد أن اقتنع بأن أهم ترجمة موجودة في ذلك الوقت للقرآن ، وهي تلك الترجمة اللاتينية التي أنجزها Roberto de Ketene ( 1143 م ) لم تكن تشفي غليله للجواب على تساؤلاته المذكورة ، وبعدما تبين له التشويه الذي لحق بالكتابات حول الإسلام التي اعتمدت هذه الترجمة ، رأي ضرورة إيجاد ترجمة جديدة تتلافى عيوب الترجمات
التي كانت توجد في ذلك الوقت ، فتعاقد مع الفقيه الشيقوبي عيسى بن جابر الذي سيصاحب الراهب إلى دير Aiton بمطقة Savoie بفرنسا ليقوم بإنجاز ترجمة قرآنية إلى الإسبانية تكون مطابقة أكثر ما يمكن مع النص العربي ، ولو بدون شروح ولا هوامش ، وشرح الفقرات الغامضة من الكتاب مباشرة للراهب . هذا العمل سيستغرق مدة أربعة أشهر سيكتب فيها عيسى بن جابر النص العربي في الشهر الأول وسيشكله وفي الثالث سيكتب الترجمة الإسبانية بخط يده وفي الرابع سيقابل عيسى بن جابر والراهب Juan De Segovia
النصين : سينظر عيسى النص العربي والراهب النص الإسباني.
بعد الانتهاء من الترجمة إلى الإسبانية، رأى الراهب الشقوبي أن هذا العمل سيبقى مقتصرا على أقلية من العلماء الذين يعرفون الإسبانية، ولتسهيل الإطلاع عليه ممن لا يعرف هذه اللغة، كان عليه أن يضع ترجمة إلى اللاتينية - لغة عامة العلماء الأوروبيين - هذه الترجمة أنجزها بنفسه بعدما يئس من البحث عن مترجم يتقن العربية واللاتينية ليتفادى المرور عبر جسر الإسبانية، وحتى يتمكن من مقارنة ترجمتين مستقلتين من اللغة العربية مباشرة.
وبهذه الطريقة أنجزت أول ترجمة إسبانية - لاتينية للقرآن ستعمدها كأساس كل التفاسير القرآنية التي ظهرت في إسبانيا بعد 1465 ( 5 ).
ج - أما ثالث مرحلة ارتأينا الحديث عنها هي المرحلة الموريسكية التي تدوم أزيد من قرن من الزمن، ستظهر فيها الترجمة من العربية إلى الإسبانية متسمة بسمات تختلف تماما عن تلك التي رأيناها في المرحلتين السابقتين.فإذا كانت الترجمة من العربية إلى الإسبانية أيام Alfonso الحكيم قد أملتها حاجة الإسبان الماسة إلى الاستفادة مما أنتجه الفكر العربي الذي عرف تفوقا على نظيره الإسباني في العصور الوسطى، فإننا سنجد اللجوء إلى الترجمة في القرنين 16 و 17، - كذلك في العربية إلى الإسبانية - تمليها حاجة آخر مسلمي إسبانيا إلى فهم دينهم وجزء من تراثهم الذي يتعذر عنهم التوصل إليه بلغة أجدادهم، فأغلب هؤلاء المسلمين المؤسينين كانت قد فقد العربية وأصبحت لغتهم في التخاطب هي اللغة الإسبانية. لذلك سنرى كيف تطورت بينهم الترجمة لنقل بعض الكتابات الدينية والأدبية التي كانوا في حاجة إليها للإبقاء على دين الإسلام.
أما الظروف التي تتم فيها الترجمات الآن، فتختلف تماما عن تلك التي رأيناها زمن Alfonso العاشر. فالفقهاء المسلمون الذين استمروا في إذكاء روح الإسلام في إسبانيا بعد سقوط غرناطة، كان مستواهم العلمي قد نزل كصيرا بالمقارنة مع ذلك الذي كان لمن سبقهم من الفقهاء على هذه الأرض وكذلك مستواهم اللغوي كان قد تراجع كثيرا. ثم إن الظروف الحياتية عامة لم تكن تساعدهم حتى يطوروا تعليما عربيا وإسلاميا. فكما نعرف جميعا فإن الكنيسة ومحاكم التفتيش Inquisicion كانت تنزل أشد العقاب بمن وجدت في حوزته كتابا عربيا، وكان أكبر قسط من الاضطهاد ينزل بالفقهاء. فظروف العمل إذا، لم تكن تسمح " بالكماليات" أي بتنقيح الأسلوب واختيار الخطاطين ...إلخ. إننا لا نعرف بالضبط هل كان هناك دائما عمل جماعي لإنجاز الترجمات الموريسكية. لقد استطعنا بتحليل بعض الهفوات التي سقط فيها صاحب إحدى المخطوطات الأعجمية الموريسكية، أن نكتشف وجود عدة أشخاص تعاونوا في ترجمة ذلك المخطوط ( 6 )، لكن لا يمكن أن نجزم أن هذا كان أمرا معمما، خصوصا وأن أغلب المخطوطات الأعجمية والموريسكية لا تبين اسم كاتبها أو مترجمها أو ناسخها، كما لا تأتي بمعلومات عن طريقة ومكان إنجازها إلا نادرا.
أما المادة المترجمة فتكونها كما قلنا سابقا تلك العناصر التي كان الموريسكي في حاجة إليها لحياته الدينية وكذلك الدنيوية. فبجانب القرآن وكتب الفقه والحديث، نجد قصصا وحكايات كتلك التي تروي بطوليات علي بن أبي طالب، وقصص الأنبياء والوصايا والتنبؤات...إلخ.
أما الترجمة العسكية، أي من الإسبانية إلى العربية، فباستثناء بعض الكتابات الدينية ك: Doctina Cristiana ل Martin Ayala التي ترجمت إلى اللغة العامية بهدف تلقين الدين المسيحي للمسلمين المنصين، لم يعرف الاتجاه : إسبانية عربية نقلا يذكر.
2- الجانب التربوي - المنهجي :
من الدواعي التي جعلتني أختار الكلام على الترجمة في إسبانيا خلال القرنين 12 - 13 ثم مع الموريسكيين، الأهمية المنهجية والتربوية التي تكتسيخا النصوص المذكورة بالنسبة لتدريس الترجمة بين العربية والإسبانية. إن هذه النصوص تكون مادة خامة وغزيرة لم تستغل استغلالا كافيا بعد لدراسة نتائج التقاء اللغتين المذكورتين. فبالرغم من مرور القرون على وجود هذه النصوص المترجمة، فإن عددا كبيرا من التداخلات والتقاطعات اللغوية التي حدثت قديما، لا زالت تحدث في يومنا هذا.
إن طبيعة المترجمين أيام Alfonso و Riamundo العاشر فرضت إدخال عناصر لغوية جديدة على الإسبنانية أغنتها كثيرا. فالجانب اليهودي المسؤول عن قراءة النص العربي، كان في وضع بين العبرية والعربية يجعله - من جهة - يفهم النص العربي فهما لا يخلو من تدخل ثقافته العبرية، ثم إن إسبانيته، كإسبانية سائر الأقليات التي كانت تعيش في الأندلس ، - من جهة أخرى - كانت لها مميزاتها الخاصة( 7 ) . زيادة على أن العربية التي كانت قد خطت خطوات جبارة في ميدان العلم، امتلكت من الميكانيزمات التعبيرية مالم يكن لدى لغة حديثة العهد بعالم المعرفة كالإسبانية. لذلك سنجد أن هذه الأخيرة استفادت استفادة كبيرة من التقائها بالعربية.
فمن الخصائص اللغوية المستوحاة من العربية ( 8 ) ، نجد استعمال الملاحق للتعبير على أسماء مجردة مثل : Longura - Longueza - Altura - Alteza - Gordura - Gordeza... إلخ. واستعمال المتكلم والمخاطب والغائب المجهولين :
- Idespués Desto dixeron cuando esto quissieres fazer
- Quando esto quissiéramos fazer
استعمال الضمير المتصل المحشو : - de saber la anchura dell orient del sol et de su occiddent .
والبدل : - delos annos romanos et de sos mess
والوصل : - E diza el que fizo fizo ndedech
... الخ. زيادة على العدد الكبير من المصطلحات التي أخذتها من العربية والتي لا يزال بعضها مستعملا إلى يومنا هذا مثل : Xarope - Caliifa - Aduana - Algodon - alfaqueque ...إلخ( 9 ).
من الملاحظ أن الجوانب اللغوية الإسبانية التي تأثرت بالعربية أيام Alfonso العاشر ستتأثر كذلك مع الترجمة الموريسكية. فكل التداخلات البنوية المذكورة سابقا مثلا، سنجدها تتكرر في الأدب الأعجمي المورسكي، وحتى جانب المصطلحات سيعرف نفس النتيجة. إلا أن الأسباب التي دفعت المورسكيين إلى استعمال المصطلح العربي الإسلامي لا يمكن تعليلها بغياب المرادف في الإسبانية وإنما هو ناتج عن إرادة تمييز المصطلح المسيحي من المصطلح الإسلامي، لربطهم بين الدين واللغة.
وبالنسبة لمرحلة Alfonso الحكيم نجد جديدا عند المورسكيين في خلق كلمات كثيرة تحت تأثير قوالب عربية كفعل وأفعل مثلا : Amuchecer تحت تأثير أكثر؛ تحت تأثير قلل؛ Averdadecer تحت تأثير أيقن ...إلخ. وتكييف كلمات عربية مع قوالب إسبانية :
خلق Haleqar . محى Amahar . سجد Sajdeatr...إلخ. أو تحويل معنى الكلمة العربية إلى كلمة إسبانية مثل Comanero ( = صديق - زميل ) ( = تبع - تلى ) بمعنى قرأ القرآن ...إلخ.
ولكن يجدر القول بأن أغلب الصيغ الموريسكية قد اندثرت بعد تهجيرهم، ونادرة هي الكلمات التي يمكن أن نعثر عليها وهي من بنائهم.
إن العلاقة التي قامت بين العربية والإسبانية عن طريق الترجمة في القرن الثالث عشر بالخصوص، لم تكن لتتثبت بدون أن تؤثر في الجانب المترجم إليه، أي الإسبانية . فالعربية في هذا القرن كانت قد قطعت أشواطا كثيرة في ميدان العلم والأدب، صقلت في بنيتها ولائمتها للتعبير العلمي والأدبي. كما كانت قد هيأت وطورت مفرداتها ومصطلحاتها الخاصة بكل ميدان من ميادين المعرفة حيث أبناؤها كانوا هم أصحاب السيادة. بينما الإسبانية القشتالية، التي لم تكن تسمح لها اللاتينية بالارتقاء إلى الأدراج العلمية والأدبية، فبالطبع، كانت تفتقر إلى كثير من أدوات الحياة العلمية التي ستكتسبها شيئا فشيئا بفضل احتكاكها بالعربية التي بينت لها مواضع النقص لتسدها. وكذلك بفضل الملك الحكيم الذي أدرك أن انتشار الثقافة لا يمكن أن يتم إلا باستعمال لغة الشعب، فهذا الملك كان يتعامل مع اللغة تعاملا بيداغوجيا يأخذ فيه بعين الإعتبار إمكانيات الفهم عند قرائه، الشيء الذي يفسر أغلب إبداعاته ( 10 ). ففي ما يخص المصطلحات، كان يبحث على التعبير الرومنسي للمفاهيم العلمية والمفاهيم التي ترجع إلى فترات تاريخية قديمة والتي لم تكن تتوفر عليها آنذاك إلا اللغات المتطورة والمصقولة كالعربية واللاتينية، وهكذا نجد أن عمل هذا الملك استطاع أن يهيئ اللغة القشتالية للتعبير التعليمي. زد على كل هذا، الدور الذي بدون شك، لعبه اليهود، الذين لم يكونوا ينظرون بعين العطف إلى اللغة اللاتينية لغة طقوس دين المسيحيين - حسب Ragael Lapesa ( 11 ) .
وهكذا فإن فضل العربية على الإسبانية في تطورها، فضل مزدوج : فمن جهة نجد الجانب المادي الذي يكمن في الألفاظ والمصطلحات والأنساق البنيوية العربية؛ ومن جهة أخرى، كانت العربية بمثابة الحافز الذي جعل الإسبانية تبحث عن صيغ وأدوات تمكنها من التعبير عن مفاهيم جديدة. فالعربية إذا كانت كتلك المرآة التي أظهرت للإسبانية جوانب نقصها فعملت على تدراكها.
إذا كان الجانب اللفظي العربي يبرز بسهولة في النصوص الإسبانية، فإن الجانب النحوي والصرفي يحتاج لإظهاره إلى دراسة دقيقة تعتمد مقارنة نصوص إسبانية تنتمي إلى عدة حقب ومستويات، مع أصولها العربية. ولو أن هناك مستويات لا يحتاج إبرازها إلى اللجوء إلى المقارنة. و من المظاهر التي يمكن أن تكون العربية قد أثرت فيها على الإسبانية مثلا، تتابع الكلمات. فالعربية اعتادت على الابتداء بالفعل وإتباعه الفاعل ثم المفعول، وهذا النظام هو نفسه المتبع في الإسبانية والبرتغالية في أغلب الأحيان خلافا لم يحدث في باقي اللغات الرومنسية. وقد سجلت في هذا المجال إمكانية تأثير سامي ( 12 ) . ولكن هذا الجانب يحتاج لتوضيحه إلى دراسة عميقة. والتأثيرات النحوية والبنيوية العربية في الإسبانية، رغم معرفتها لبعض الدراسات، فلا زالت تحتاج إلى مزيد من البحث والتحليل حتى يكشف النقاب عن أكبر عدد ممكن من المكانزمات التي تدخل في هذا التأثير.
ومن الأبحاث التي أنجزت في هذا الصدد حول النصوص القديمة تخص بالذكر كتاب الأستاذ A. Galmés : " التأثيرات الصرفية والأسلوبية العربية في النثر القشتالي للعصور الوسطى " ( 13 ) . وهذا الكتاب قد اتخذ كمادة للبحث فصل " الطبيب برزبويه" من كتاب
" كلية ودمنة" الذي ترجمه Alfosno العاشر عندما كان أميرا، وهي من الترجمات التي مرت بعد ذلك إلى اللاتينية سنة 1251 ( 14 ) . وزيادة على هذا الكتاب، فإن الأستاذ A. Galmés وبعض طلبته في جامعة Oviedo بإسبانيا درسوا هذا الجانب من خلال نصوص الأدب الأعجمي المورسكي.
إن التجربة التي عاشتها الترجمة من العربية إلى الإسبانية منذ القرون الوسطى يجب الاستفادة منها لتوضيح مواضع الخلل عند المترجم المتأثر بالعربية، خصوصا وأننا لا حظنا أن نتائج الالتقاء بين البنيتين العربية والإسبانية، لا تختلف رغم اختلاف العصور. فدراسة السلوك اللغوي من خلال هذه النصوص سيسهل على مدرسي الدارسون الحاليون لهذه المادة. ولكن هذا ليس كافيا، لأن وضع اللغتين قد عرف تحولا كبيرا منذ القرن الثاني عشر إلى اليوم. فإذا كنا قد أبرزنا تفوقا آنذاك للعربية على الإسبانية في وسائل التعبير، فلا يمكن لنا اليوم أن نردد نفس الكلام، خصوصا فيما يرجع إلى تركيب الكلمة في كل من اللغتين، ذلك التركيب الذي عرف تطورا كبيرا في الإسبانية وركودا في العربية :
فالكلمة العربية تنبني على هيكل أساسي يسمى بالأصل ويتكون من ثلاثة حروف في أغلب الأحيان، تتضمن الفكرة الأساسية. وهذا الأصل يتشكل في عدة قوالب بإضافة بعض الأجزاء المحددة التي تكتسي مدلولات معينة في أول ووسط و آخر الكلمة [ ا - و -ي - ت، في وسط الكلمة : ـة، ءا - ءاء - ءان - ئيء- وت ، في آخر الكلمة : ءَ - ءُ - ءِ - تَ - تُ - مِ - م َ - مُ - يـَ - يـُ - ءَنّ - ءِنّ - ءُنْ - أَسْتَ - إِسْتَ - أُسْتَ ، في أول الكلمة] ( 15 ) . وهذه الجزئيات محدودة في العدد والوظيفة : 26 من حيث العدد وأما من حيث الوظيفة فهي نحوية أكثر منها معجمية.
أما الكلمة الإسبانية فتميز أصلا يحمل الفكرة الأساسية، وأجزاء نحوية ومعجمية في أول و آخر هذا الأصل ( سوابق وملاحق) ، غير أن عدد حروف الأصل - عكس العربية - غير قار. كما أن أدوات السبق والإلحاق الإسبانية ذات الوظيفة المعجمية ، علاوة على كثرتها ، فهي تكون إطارا لغويا مفتوحا يستطيع استقبال أدوات جديدة .
واعتماد الإسبانية في بداية الأمر - كسائر اللغات الغربية - على كلمات إغريقية
ولاتينية حرفتها بعض الشيء أو تركتها كما هي ، ثم ألحقتها بأول كلماتها للتعبير على معنى جديد أضافته إلى القديم ، أكسبها مرونة سهلت عليها الاستجابة للمتطلبات اللغوية من كلمات ومصطلحات .
وفيما يلي بعض الأمثلة تخص السبق :
من الإغريقية :
asexual - amoral - apolitico : a
- antitanque - antibiotico : anti
- autodeterminacion - antomovil : auto
- hipercriticz - hipertension : hyper
- neolatino - neograatica : neo
من اللاتينية :
Anteproyecto - anteguerra : ante
Bidimensional - bicéfolo : Bis
Coopositor - codiirector : cum
Despreciar - devengar : de
Extrarritorial - extraterrestre : ex
Postpalatal - postguerra : poste
...إلخ.
أما فيما يخص الإلحاق، فنجد أن الكلمة الإسبانية تستطيع أن تلحق في آخرها، زيادة عن الجزء التصريفي والإعرابي، جزءا يدقق المعنى الذي يحمله الجذر أو الجزء + جزء السبق، أو يضيف معنى آخر أو تخصصا الجذر أو الجذر + جزء السبق. فنجد مثلا أن للتصغير عدة ملاحق منها : ( pequénao - : ajo و ito pequenito) في الأول معنى ودي أو عاطفي وفي الثاني معنى احتقاري. وللكلمتين cantante و cantador معنى "مغني" غير أن الأولى تخصص لمغني الأوبيرا مثلا، بينما الثانية، كذلك لمغني، ولكن للأغاني الأندلسية. والكلمات ( habdalor - hablante - hablista - hablantin - hablanchin) هو المتكلم ( hablante) هو المتكلم و ( hablador) هو الثرثار والمهدار والفضولي و ( hablantin ) و ( hablantin) هو الذي يقول أشياء لم يكن عليه أن يقولها و ( hablista) هو الشخص الذي يمتاز بصفاء وأناقة لغته. و ( furbolista) و ( fubolero) كلاهما يعني " لاعب كرة القدم" ولكن في الكلمة الأولى معنى إيجابي أي لاعب كرة القدم العادي، بينما في الثانية معنى سلبي، ويقصد بها الشخص الذي يمارس لعب كرة القدم بعشوائية وغياب كل روح فنية.
أما الملاحق الإسبنانية ذات الوظيفة النحوية فتكون، بالطبع، حلقة مغلقة، لأن كل ماهو نحوي، ينتمي إلى القسم القار من البنية اللغوية، ولكن عددها يفوق بكثير العدد الموجود في العربية. وما علينا إلا أن نقارن عدد الأزمنة الفعلية في كلا اللغتين لندرك الفرق.
الكلمة أو آخرها،لم تنم هذه الإمكانية. ففي العربية نجد كلمات مثل استغاث، واستمر واستفحل...التي تضيف في أولها المقطع ولها المقطع إست الذي يدل تارة على "طلب" وتارة أخرى على ما يسمى في الإسبانية ب reflexividad ( = الإنعكاس). ولكن هذه الأجزاء قليلة جدا وتكاد تقتصر على وطيفة نحوية، إن لم تقل على الوظيفة النحوية المذكورة.
ومن الآثار التي يتركها التباين في تركيب الكلمات بين اللغتين، ذلك الموقف غير المكثرت للمعرب بقيمة الفرق بين أجزاء السبق والإلحاق الإسبانية والحيرة أمام تعدد الإمكانيات الإسبانية، في حالة الانطلاق من العربية إلى الإسبانية في الترجمة.
إنني أقصد بعدم الاكثرات هنا، الخلط بين كلمتين أو كلمات تنتمي إلى نفس الأصل، أو مكونة من حروف متشابهة، مع حمل أجزاء سبق و / أو إلحاق مختلفة؛ أو إحداها تحمل الجزء المعني بالأمر والأخرى لا تحمله. وفيما يلي أمثلة أخذتها من تموين على الترجمة من العربية قمت به داخل القسم. وأريد التنبيه إلى أن هذه التداخلات تتكرر مرارا ولا تقتصر علىطالب واحد :
الكلمة العربية ترجمة الطلبة إلى الإسبانية الترجمة الصحيحة
واجه affontar - confrontar - enfrentar afrontar
الجريمة transgresion ( تحت تأثير (agresion crimen
المملكة reinado reino
المدني civico civil
أجدادنا السالفون antecedentes antepasados
أسس fundir ( 16 ) fundar
إن تجربتي في تدريس الإسبانية، وخصوصا مادة الترجمة، بينت لي أن الشخص المتأثر بالعربية يركز اهتمامه على نواة الكلمة أو ما يمكن أن يفهمه كنواة للكلمة، والتي غالبا ما تتطابق مع الأصل. أي أن يستحوذ على عقله في مجموعة من الكلمات المتشابهة كالتي قدمناها في المثال الأول ونذكر بها مرة ثانية :
( afrontar - confrontar - enfrenter - afrentar) ، هي النواة الصامتية ( FRNT) ، وأما السوابق on - en - a ، وحتى الصوائت الداخلية، فتأتي في درجة ثانية، ولا يعيرها اهتماما كبيرا. وقد لاحظت أن هذه الظاهرة، أي ظاهرة الارتكاز على ما سميناه بالنواة على حساب باقي أجزاء الكلمة، تنعكس في النطق بالألفاظ الإسبانية والفرنسية التي دخلت العربية الدارجة، بحيث تصل إلى درجة إلغاء السوابق نهائيا :
إسبانية posito من deposito
إسبانية stansia من instancia
إسبانية gratter من degrader ...إلخ.
وهناك أثر آخر للفرق في تركيب الكلمات بين العربية والإسبانية يبرز عند الترجمة من الإسبانية إلى العربية. وهذا الأثر يكمن في صعوبة ضبط العربية للمعنى المدقق في الإسبانية بملحق معين. فمثلا أمام الصيغ الإسبانية الآتية :
1 ) partidos nacionalistas - - partidos nacilnales
2) accinon colonail accion colonisalista
سيجد المترجم نفسه مضطرا في كل مرة إلى اللجوء إلى الترجمة التفسيرية في محاولة للبقاء وفيا للنص الإسباني. وقد تخون العبارة الإسبانية مترجمها إذا لم يستحضر مقابلاتها في هذه اللغة. فالعبارة : « partidos nacionales » لا يمكن أن تترجم ب "الأحزاب الوطنية" دون السقوط في التباس مع : « partidos nacionales » ، لأن الكلمة العربية "وطني" تجمع بين المعنيين: السياسي والجغرافي، اللذين للصيغتين الإسبانيين. وقد يحدث نفس الشيء إذا أردنا أن نترجم عبارة : accion colonial فهل سيمكننا أن نقول : " عمل استعماري" دون أن نسقط في مغالطة مع ما يفهم من accin colonisalista ؟
وعند الانطلاق من العربية، كثيرا ما نحتاج إلى تحريات خارج النص، - وذلك في حالة انتباهنا إلى إمكانية المغالطة - لفهم معنى هذا الأخير، أقول " في حالة انتباهنا"، لأن في حالات كثيرة لا يمنحنا النص العربي بإمكانية إدراك قصد صاحبه. وقد نترجم ما لم يقصد بدون أن نشعر بهذا. فبعارة "الأحزاب الوطنية" مثلا، في جملة كالآتية : "عارضت الأحزاب الوطنية مشروع الحكومة" نحتاج إلى التحريات الخارجية لنفهم بالضبط ما مقصود صاحب النص : هل الأحزاب المنتمية إلى الوطن أي nacionales ؟ أم تلك التي اتخذت من الوطنية إيديولوجية لها nacionalistas ؟.
وكخاتمة أخيرة أتساءل : إذا كانت العربية قد مثلت مرآة أظهرت للإسبانية جوانب نقصها فعملت هذه الأخيرة على تفاديها؛ وإذا كان المورسكيون قد طوروا لغتهم الإسبانية بالاعتماد على غنى العربية آنذاك، فكيف نستطيع نحن اليوم أن نعطي للعربية مرونة بنيوية أكبر تسمح لها، انطلاقا من عناصر قليلة، خلق ما نحتاج إليه من مصطلحات وعبارات، لأن مشكل العربية في رأيي المتواضع، خصوصا فيما يرجع إلى خلق المصطلحات، مشكل مرونة بنيوية. ثم إنني أود أن أؤكد مرة أخرى على مسألة غالبا ما تبدو تافهة رغم أن أهميتها في الحقيقة بالغة؛ وهي أن كل حرف أضيف إلى الكلمة في اللغات الغربية إلا وكان وراءه سبب. فيجب علينا أن نتساءل دائما لماذا أضيف ذلك الحرف، وأن نثبت من معنى كل كلمة بالنسبة لباقي أعضاء مجموعتها الصغيرة والكبيرة.
( 1 ) انظر كتاب : José San Gil , La Escuela de Traductores de Toledo , Tolido , Institudo Provincial Investigaciones y Estidios Toledanos , Diputacion Provincial , 1985 , PP. 34 y SS.
( 2 ) Dario Cabanelas Rodriguez , Juan de Segovia y el Problema islamico , Madrid , Univesidad de Madrid , Facultad de Filosofia y Lettras , 1957 , P . 137 .
( 3 ) المرجع السابق ، ص . 128 .
( 4 ) المرجع السابق ، ص .132 .
( 5 ) Consuelo Lopéz, The Qur’àn in sixeteenth century : - Six Morisco Versions of Sura 79, London, Tamesis Books Limited, 1982, p : 14.
( 6 ) يتعلق الأمر بالمخطوط الأعجمي للمكتبة الوطنية بمدريد رقم 5267. أنظر التحليل الذي قدمناه في
« Alguans observactions sobre la traduction en tectos aliamidos in Homenje a A Galmés de Fuentes, vol III, Madrid, Ed, Gredos, 1987, p.613 y ss.
( 7 ) Gonzolo Menéndez Pidal, « Como trabajaron las escuelas alfonsies », in Nueva Revista de Filologia Hispanica, Ano V, N° 4,P .367 :
"يصبح من الضروري عندما يكون المترجم يهوديا أن يساعده مسيحي في تصحيح الأسلوب نظرا إلى أن اللغة الرومنسية المتداولة بين اليهود، كانت لهجة جد خاصة ومهجورة تستغربها آذان القشتاليين".
( 8 ) José San Gil، المرجع المذكور، ص.89 وما بعدها.
( 9 ) أنظر كتاب : K. Eero, Los arabismes del espanol en el siglo XIII, Helsiniki, Studia Oreintalia, 1991, 331. PP.
وكذلك : A.R. Nykl, Glosarion de voces de origen arabe y persa en las traductions hechas por orden del rey don Alfonso el Sabio, Universided de Wisconsin, 1957.
( 10 ) Aafeal Lapesa, Historia de la lengua espanola, Madrid, Ed, Gresos, 1981, P . 245.
( 11 ) أنظر كتابه السالف الذكر ، ص.237.
( 12 ) أنظر R. Lopesa، المرجع السابق، ص.125-153.
( 13 ) من مشورات الأكاديمية الملكية الإسبانية للغة، R.A.E.L. ، مدريد، 1956.
( 14 ) أنظر كتاب A. Galmés المشار إليه سابقا، ص.228.
( 15 ) انظر : .F.Corriente , Gramético Arabe , Madrid , I.H.A.C , 1984 , P :54
( 16 ) هذا المثال الأخير هو خلط وقع فيه أحمد هيكل عندما كان مديرا للمعهد المصري بمدريد. ففي مناسبة تكريمية للمستشرق الإسباني الكبير Enilio في المعهد المذكور، ألقى أحمد هيكل خطابا يذكر فيه بفضائل المستشرق Garcia Gomez على الدراسات العربية في إسبانيا ومن بين قال : " U.d .D. Emillio ha fundido et arabismo espano " أي بالحرف : "إنك يا سيدي إميليو قد ذويت ( بمعنى حطمت نهائيا) حركة الاستعراب الإسباني". بالطبع، لم يكن هذا قصده، ولكن الخلط بين ( fundir) و ( fundar) جعله ينطق بما لم يكن ينوي، ويعطي هكذا، لخصوم المستشرق المذكور درة مغروسة سيحتفظون بها في تاريخ الاستشراق الإسباني.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق