مدونة تهتم باللسانيات التداولية التفاعلية الاجتماعية تحاول ان ترسم طريقا مميزا في معالجة الاشكالات المعرفية المطروحة في هذا النسق العلمي بالمناقشة والرصد والتحليل والمتابعة
الثلاثاء، 17 مايو 2011
اللغة العربية خصائصها وتطورهاعلى ضوء آيات رب العالمين
اللغة العربية خصائصها وتطورهاعلى ضوء آيات رب العالمين
الدكتور التهامي الراجي الهاشمي
كلية الآداب - الرباط
------------------------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله الذي فضلنا بالقرآن على الأمم أجمعين و آتانا به مالم يؤت أحدا من العالمين أنزله سبحانه هذاية عالمية دائمة ، وجعله للشرائع السماوية خاتمة ، ثم جعل له من نفسه حجة على الدهر قائمة، و الصلاة و السلام على من كان خلقه القرآن، ووصيته القرآن الذي ملأت قلبه من جلالك، و عينه من جمالك، فأصبح مؤيدا منصورا؛ القائل " خيركم من تعلم القرآن وعلمه* ".
اللهم كما أعطيتنا حظا من وراثة هذا الذكر الحكيم، فيسرت علينا حفظه و تذكره ، و حببت إلينا تلاوته و تدبره ، نسألك أن تجعلنا من خيار وارثيه ، الذين هم بهدايته مستمسكون، و الذين هم على حراسته قائمون و الذين هم تحت رايته يوم القيامة يبعثون في جند إمامنا الأعظم، و رسولنا الأكرم وعلى آله و صحابته الذين أعلوا رايته، اللهم فأنبتنا نباتا حسنا و جنبنا وساوس الغرور و هواجس الضلال [1].
-1بعض تعريفات اللغة :
أما بعد فإن اللغة العربية التي سأحاول البحث عن خصائصها و التصدي إلى تطورها، قد عرفها الناس قديما و حديثا بتعريفات لا يخلو سردها من فائدة .
وأول تعريف أحب أن أورده هنا هو التعريف الذي حاول أن يحدد به الشيخ أبو حاتم بن حمدان الرازي اللغة العربية؛ أورده لا بنية أن أدعو الناس إلى جعله حدا يضبط اللغة ، و إنما أورده لنتبين أن تعريف اللغة هو أيضا سجل عبر عقود من الزمن تطورا ملفتا للنظر. لا شك أننا سنلاحظ أن هذا التعريف الذي يقدمه لنا الشيخ الرازي المتوفى سنة 322 هجرية تعريف تمليه بالدرجة الأولى العاطفة الجامحة و المحبة الكبيرة التي يكنها هذا العالم الفذ للغة القرآن. يقول في كتابه الموسوم ب "كتاب الزينة في الكلمات الإسلامية العربية "2 : إن لغات الأمم أكثر من أن يحصيها أحد أو يحيط من ورائها محيط أو يبلغ كنهها مخلوق ، بل كل أمة تتكلم بلسانها و لا يعرف أكثرهم غير لغتهم. " ثم يضيف قائلا "3 أفضل السنة الأمم كلها أربعة : العربية و العبرانية و السريانية و الفارسية ، لأن الله عز و جل أنزل كتبه على أنبيائه عليهم السلام آدم و نوح و إبراهيم و من بعدهم من أنبياء بني اسرائيل بالسريانية و العبرانية ، و أنزل القرآن على r بالعربية . وذكر أن المجوس كان لهم نبي و كتاب، و أن كتابــه
كان بالفارسية ثم يؤكد بعد ذلك هذا الأمر فيقول : " إن أفضل اللغات الأربع لغة العرب ، و هي أفصح اللغات وأكملها و أتمها و أعذبها و أبينها ".
ليس هذا كما نلاحظ تعريفا للغة العربية بالمعنى العلمي الدقيق الذي نتوخاه في التعريفات الآن و لا هو مدعم بالبراهين التي تعززه أو توضحه . و ما كان ينتظر منه ذلك ، فيما أعتقد لأن كتابه ( كتاب الزينة ) الذي يتحدث عن هذا الأمر هو نافع و لا شك للأديب و الفقيه و المحدث و المفسر و العامة و الخاصة و لكنه لا يمكن أن يحدد اللغة ، و الحالة هذه إلا بما حددها به .
أما التعريف الثاني الذي أود أن نتأمله فهو التعريف الدقيق الذي استعرضه اللغوي الكبير أبو الفتح عثمان بن جني في خصائصه حين قال : أما حدها فإنها أصوات يعبر بها كل قوم عن اغراضهم ، هذا حدها. و أما اختلافها فلما سنذكره في باب القول عليها : أمواضعة هي أم إلهام . وما تصريفها و معرفة حروفها فإنها ( فعلة ) من لغوت : أي تكلمت ".4
هذا كما نرى تعريف يمكن أن يشفي الغليل لأنه صادر عن لغوي ماهر جعل البحث في اللغة صنعته التي لا محيص له عنها.
هذا و إن مسألة " التعريفات التي بها اللغة العربية هي كمسائل العلوم كلها تبدأ بسيطة تم تكبر . و الله در الإمام مجد الدين بن السعادات المبارك ابن محمد الجزري ( المشهور بابن الأثير الذي يقول عن هذا المعنى في مقدمة نهايته5 .
"...إن كل مبتدئ لشيئ لم يسبق إليه و مبتدع لأمر لم يتقدم فيه عليه، فإنه يكون قليلا ثم يكثر و صغيرا ثم يكبر " .
ثم صارت التعريفات للغة تترا؛ كل يقدم تحديده حسب شريعته و منهاجه؛ فقال إمام الحرمــين 6 في
" البرهان " : اللغة من لغي يلغي من باب رضي يرضى، إذا لهج بالكلام، و قيل من لغى يلغي ".
و قال ابن الحاجب 7 في مختصره : " حد اللغة كل لفظ وضع لمعنى ".
و قال الاسنوي 8 في شرح منهاج الأصول : " اللغات عبارة عن الألفاظ الموضوعة للمعنى."9
نرى من هذه المعاني أن اللغة تتألف من الألفاظ و المعاني و الأغراض و إن لم تذكر هذه الثلاثة صراحة فلن يسع ابن جني - و قد أهمل المعاني التي هي مدلولات الألفاظ - إن لا يراعيها مقدرة في نفسه ، و إن لم يبرزها في لفظه.
كما أنه لن يسع ابن الحاجب أن يلاحظ الأغراض التي يرمي إليها المتكلم من وراء الألفاظ الدالة. و لا بد لهذه الألفاظ التي على المعاني مقصودا بها أغراضا خاصة من طريق خاص فيه تجتمع تلك الألفاظ آخدا بعضها برقاب بعض وهو ما يسمى الأسلوب "10
و لا بد أن نلاحظ من تأملنا في تعريف كل من ابن جني و ابن الحاجب أن لا أحد منهما حدد اللغة العربية لغة القرآن الكريم فيمكن أن نستأنس - في بداية بحثنا على الأقل على ما يقول الهويرني يقول : "هي عبارة عما حفظ من كلام العرب الخلص و نقل عنهم من الألفاظ الدالة على المعنى ."11
هذا كما نرى تعريفا للغة لابد أن نقبله و لكنه أخرج منه الأسلوب و الأغراض. و اعتقد أن أحسن من استصاغ هذه التعريفات : التعريفات الأولى للغة ابتداء من تعريف ابن جني وابن الحاجب و ابن سيده 12 و ابن فارس 13 مرورا بتعريف التاج السبكي إلى الغزالي و الرازي و السراج الأرموي هو العالم اللغوي الكبير ابن الطيب الشرقي الصميلي 14 الذي يقول في مصنفه الكبير الذي و ضعه شرحا لقاموس الفيروز آبادي بعد أن يستعرض تعريفات من ذكرنا أعلاه 15 : " و مآل تلك العبارات شيئ واحد في المعنــى كما أشرنا إليه في شـــرح
الكفاية "16 و هي عبارات ظاهرة . ثم رأيت بعض الأفاضل قال : " اللغة علم يبحث فيه عن مفردات الألفاظ الموضوعة من حيث دلالتها على معانيها بالمطابقة " فخرج بالمفرد " المركب " و بالموضوع " المهمل " و بالدلالة " المطابقية للمجاز" لأن دلالته إما بالتضمن أو بالالتزام و المراد بالمفرد مالا يدل جزؤه على جزء معناه ".
أما المحدثون فعرفوا اللغة على العموم ثم اللغة العربية على الخصوص تعريفا دقيقا استمدوا جميعهم أسسه من تعريفات القدماء التي أوردنا بعضها. إلا أن تعريفاتهم تختلف جميعهم بحسب تكوينهم الشخصي أو بحسب الوظيفة التي يرونها للغة. و إذا أوردت هذه التعريفات و أحلت القارئ لهذا البحث عن مكان وجودها فإن هذا لا يدل على أن هؤلاء الباحثين أتوا بما لا يستطيع أن ياتي به أحد و على القارئ أن يعود إلى أقوالهم في مظانها ليستفيد منها و إلا ضاعت منه فرصة ذهبية، بل إنني أفضل ذلك للتوثيق فقط و إلا فإنها تعريفات يمكن أن يصوغها كل من اهتم بالدرس اللساني.
قال تمام حسان محاولا صياغة تعريف الباحث الأروبي vendryes صياغة عربية 17 " اللغة من العوامل التي تتميز بها المجتمعات بل من العوامل التي تهب كل مجتمع خصائصه المميزة ففي كل مجتمع، مهما كانت طبيعته وحجمه، تلعب اللغة دورا ذا أهمية أساسية، إذ هي أقوى الروابط بين أعضاء هذا المجتمع، و هي نفس الوقت رمز إلى حياتهم المشتركة وضمان لها.فما الأداة التي يمكن أن تكون أكثر كفاءة من اللغة في تأكيد خصائص الجماعة، إذ هي في مرونتها و يسرها وامتلائها بالظلال الدقيقة للمعاني تصلح لاستعمالات مختلفة متشعبة، و تقف موقف الرابطو التي توحد أعضاء الجماعة، فتكون العلامة التي بها يعرفون النسب الذي إليه ينتسبون ".
وقال جرجي زيدان18 : اللغة هي نتيجة عمل عقلي قامت به أجيال متوالية من الناس. و اللغة من شأنها أن تسير في طريق الإصلاح المستمر فهي في حركة دائبة دائمة نحو تجربة مثالية ".
ويقول عنها محمود فهمي حجازي 19 : فاللغة - أولا وقبل كل شيئ - نظام من الرموز ومعنى هذا أنها تتكون من عدد كبير من الجزئيات التي تنتظم بعلاقات محددة في سياق أو نظام محدد، و أقل هذه الرموز الوحدة تليها الكلمة ثم تتكون الجملة من الكلمات وقد رتبت في سياق متعارف عليه في البيئة اللغوية ."
2-وظائف اللغة20
كل المهتمين بالبحث اللغوي تحدثوا عن وظائف اللغة، و لكن R. Jakobson هو الذي قدم للمهتمين بهذا الموضوع تكلمة لترسيمه معارة من نظرية الاتصال. لقد أصبحت هذه الترسيمية التي أثمها jakobson وهويحاول عزل الوظيفة الجمالية ترسمة كلاسيكية يمكن عرضها على الشكل الآتي :
مرجع 1
2 قناة 4 3
باث متلق
بلاغ6
رمز 5
إن البلاغ الذي يرسله الباث في اتجاه متلق يحيل على مرجع يكون معلوما لكل من الباث و المتلقي و إلا كانت عملية الاتصال لاغية . و يتطلب البلاغ كذلك ربطا بين محركي القضية هو ما يسمى قناة أو وصـل كما
لا بد من وجود "رمز " أي قواعد متحكمة في البلاغ تكون معروفة لا غموض فيها لا من طرف الباث و لا من طرف المتلقي.
يلعب كل واحد من هذه العوامل دورا يترك أثرا و يلون البلاغ هذا الدور أو هذا الأثر أو حتى التلوين إن شئنا هو ماأسماه R.Jkobson بوظائف اللغة .
هذه الوظائف هي :
2.1- الوظيفة المرجعية ( La fonction référentielle )
الوظيفة المرجعية هي أس كل اتصال؛ إنها تحدد العلاقات الموجودة بين " البلاغ " و بين الشيـئ الذي تعود إليه. المشكل المهم هنا هو أن نصدر بالنسبة لهذا المرجع معلومة صادقة و لتكون هذه المعلومة صادقة لا بد أن تتوفر فيها الضوابط الثلاثة الآثية : أن تكون:
أ - مجردة : أما إذا كانت مغرضة ذاتية لا تقبل نقاشا بين باث و متلق فإن عملية الاتصال باطلة أو على الأقل تقومبوظيفتها كما يجب.
ب - ملحوظة : أما إذا كان المرجع الذي يدور حوله الحديث لا يمكن أن يشاهد. كأن يكون الحديث حول مسألة غريبة للغاية لا معرفة لا حد بها فإن عملية الاتصال لا يمكن أن تتحقق.
ج - قابلة للتحقيق : لا بد أن تكون القضية التي يدور حولها الاتصال قابلة للتحقيق أي أن الباث يستطيع أن يقدم البراهين التي تؤدي ما يقول و أن المتلقي يستطيع في المقابل أن يقدم الحجج التي يمكن أن تبطل أو تؤيد مايدعيه المخاطب.
عندما نتوصل بالكلام مثلا أو بأية وسيلة أخرى من وسائل المعنى، فإننا نصدر أفكارا تتعلق بالمرجع، هذه هي الوظيفة بالذات تعود جميع الترميزات ( codes ) الإشارية (signalisation ) و كل البرامج الممارسة ( les programmes opérationnels ) مثــل الشـغل و الإحـتراب العسكـــري
( tactique militaire ) إلى آخره.
إن غاية هذه الوظيفة هو تنظيم العمل المشترك. و إننا لنعلم أن موضوع المنطق و كثير من العلوم التي هي ترميزات ( cdes ) وظيفتها الأساسية هي أن تحمي المستعملين من الوقوع في الخلط بين الدليل ( signe ) و بين الشيئ المدلول عليه بين البلاغ و بين الواقع المرمز.
لكن العلاقة بين الدال ( signifant ) و المدلول ( signifié ) هي كيف ما كان الحال عرفية بل اعتباطية؛ إنها ناتجة عن اتفاق بين المستعملين أو عن اتفاق انبثق عن حالة وجود الدلائل ( signe ) معللين motivés ) ) أو عن إمارات طبيعية استعملت لأداء وظيفة الدلائل.
قد تكون هذه العلاقات ضمنية أو تصريحية وهو حد ( ضبابي ) من الحدود التي تفصل بين الترميزات التقنية و بين الترميزات الشاعرية.
إن مفهوم الادراك الضمني، على الخصوص مفهوم نسبي؛ لأن الإدراكية درجات، قد تقل أو تكثر قوتها، قد تحصل بالإجماع الكلي أو تحصل بالإجماع النسبي و قد تكون جبرية كليا أو جزئيا.
2.2- الوظيفة التأثيرية 21 :
تحدد هذه الوظيفة العلاقات الموجودة بين البلاغ و بين الباث. لقد قلنا قبل قليل: إننا حين نتواصل، أي حين نصدر أفكارا تتعلق بالمرجع نكون في نطاق الوظيفة المرجعية. لكننا، في ذات الوقت، نستطيع أيضا أن نعبر عن موقفنا تجاه هذا الشيئ فنصفه بأنه حسن، إن كان فعلا حسنا أو رديئا إن كان هو كذلك أو نحكم عليه بأنه جميل إن كان جميلا أو رديئا إن كان يستحق وصف الرداءة أو قد تقول عنه إنه منفر أو مشوق، محترم أو مهان إلى آخره.
لكن يجب ألا نخلط بين التظاهرية العفوية للتأثيرات الناتجة عن العواطف أو الطبيعة وهي غرائز منبعها اجتماعي وبين الاستعمالات التي يمكن أن نلجأ إليها لأجل أن نتواصل.
و معلوم أن الوظيفة المرجعية و الوظيفة التأثيرية هما أساسان متكاملان وفي نفس الوقت متواجهان داخل عملية الاتصال. إلى درجة أننا نتحدث في كثير من الأحيان عن " الوظيفة المضعفة للاتصال " واحدة إدراكية ومجردة و الأخرى عاطفية وذاتية. أنهما تضعان أنواعا من الترميز مختلف، إن الثانية منهما على الخصوص. تستمد روحها من التغيرات الأسلوبية ومن معنى المعنى.
هذا و لا يخفى أن الغاية من الترميز العلمي هو إبطال هذه التغييرات و إلغاء العنانية في حين أن الترميزات إيجابية تنعش هذه التغييرات و تطورها .
2.3( La fonction Conative ) :
تحدد هذه الوظيفة العلاقات الموجودة بين البلاغ و بين المتلقي؛ و معلوم أن كل اتصال غايته رد فعل من طرف المستمع ( المتلقي ) يمكن ان يوجه الايعاز إما إلى ذهن المتلقي و إما إلى وظيفته، وهكذا نجد أنفسنا من جديد في هذا المستوى أمام التمييز بين التجريدي الذاتي من جهة و الإدراكي العاطفي من جهة ثانية؛ هي إذن مواجهة بين الوظيفة المرجعية و الوظيفة التأثيرية.
2.4- الوظيفة الشاعرية أو الجمالية ( Fontion poétique ou esthétique ) :
تحدد هذه الوظيفة حسب R .Jakobson بأنها العلاقة بين البلاغ و بين البلاغ نفسه .
ففي الفنون المرجع هو البلاغ الذي يتخلى عن دوره كجزء من آلة الاتصال ليصبح الموضوع نفسه.
و هكذا تخلق الفنون و الآداب بلاغات المواضيع التي بصفتها هي نفسها مواضيع للاتصال تحمل من خلال الدلائل المباشرة الني تحتوي عليها " دلالتها " منتسبة إلى دلائلية خاصة أسلوبية. هذه الوظيفة هي التي تميز الأسلوب الأدبي البليغ عن سائر استعمالات اللغة.
فالفقهاء مثلا يؤكدون أن أحد عناصر إعجاز القرآن الكريم هو إخراج البلاغ القرآني ( الآية الكريمة ) أي اللغة ( إذا سمح لنا أن نتجاوز قليلا ) من عالمها المألوف إلى حيز الإبداع الذي يسم الكلمة بجمال فريد.والقارئ أو السامع لها يقف متأملا أمام الحرف و موسيقاه، الكلمة و جرسها و العبارة و نسقها قبل أن يعي معناها أو يفقه محتواه22.
5.2 - الوظيفة التنبيهية ( fonction fatique ) :
غاية الوظيفة هو تأكيد أو تقوية أو الاحتفاظ بالاتصال أو إيقافه يشير R. Jakobson بواسطة هذه الوظيفة إلى الدلائل التي بواسطتها يكون الاتصال قائما ممتدا أو مقطوعا أو حتى التحقق من أن الاتصال مازال قائما : (فهمت ؟ اتسمعني ). هذا التأكيد على الاتصال هو الذي يسمى بالوظيفة التنبيهية و يمكن أن يكون سببا في تبادل بعض العبارات الضبابية الغامضة، بل إلى حوار كامل غايته الوحيدة تمطيط مكالمة.
إن هذه الوظيفة لتلعب دورا كبيرا في جميع أنواع الاتصال الرسمي، أو خطاب أمام تجمع، مكالمة عائلية أو غرامية لا سيما حين يكون محتوى الاتصال أقل أهمية من البرهنة على الحضور و التأكيد على الاندماج في المجموع.
إننا هنا نكرر نفس الألفاظ، نعيد نفس الحركات، نشغل أنفسنا بنفس القصص مما يجعل الاتصال غير مفيد بل مملا لا يكف بالنسبة للأجنبي عن الحديث و لكنه مريحا بالنسبة للذي يشترك في الاتصال، إنه يجد عنتا في أن يوفق البلاغ لأن ذلك يعني أنه ينعدم .
إن مرجع الوظيفة التنبيهية هو الاتصال نفسه كما أن مرجع الوظيفة الشاعرية هو البلاغ ذاته في حين يكون المرجع بالنسبة للوظيفة التأثيرية الباث نفسه.
3 -خصائص اللغة العربية المرتبطة بوظائف اللغة
نلاحظ حين نعود لترسمة عملية الاتصال أن بها ستة عناصر.
- العنصر الأول هو : " المرجع "، يمكن أن نقرب فكرة المرجع هذا إلى الأذهان بأن نقول : إنه الموضوع الذي ينصب حوله الحديث أو إذا أردنا الفكرة الكبرى أو الصغرى التي تناقش .
و لا شك أن اللغة العربية التي نشتغل بها الآن بصفتنا مهتمين بكل ماله مساس بالدراسات الإسلامية هي بالدرجة الأولى لغة القرآن و لغة الحديث الشريف ثم الأدبيات التي أنجزت حولهما وهي أدبيات يكاد لا يحصرها العد.
هذا المرجع مقدس و لا يمكن بحال من الأحوال الطعن فيه، أو النقص من قيمته، سواء منه ما علمناه فأدركنا مقصده كاملا، أو ما غاب عنا منه شيئ، و انفرد الباث بعلمه دون سواه أو علمناه بواسطة نص آخر.
و معلون أن ماعلمناه منه أو على الأصح ما علمناه منهما ( قرآن كريم وحديث شريف) هو ما يعرف عندنا ب " المحكم "، و المحكم - في نظرنا - ما كان قائما بنفسه لا يحتاج أن يرجع فيه إلى غيره كقوله تعالى :
{ ولم يكن له كفوا أحد } 23 أي لم يكن له مثلا أحد. فهذا علمناه دون ان نعود لمعرفته إلى آيات أخر توضحه وكقوله تعالى : { و إني لغفار لمن تاب وآمن و عمل صالحا ثم اهتدى } 24 ، هذا لا يحتاج إلى أن نعود فيه لنعرفه إلى آيات أخر توضحه و تبينه . نحن نعلم أن من " تاب " من الشرك و " آمن " أي بعد الشرك " و عمل صالحا " صلى و صام مثلا " ثم اهتدى " مات على ذلك. هذا كما نرى لا يحتاج لتحصيله إلى كبيرمشقة.
أما ما لم نعلمه - وهو الذي يعرف عندنا بالمتشابه . و المتشابه - في نظرنا أيضا - لا يقوم بنفسه بل نحتاج ليدرك إلى أن يرجع فيه إلى غيره. كقوله تعالى : 25 { إن الله يغفر الذنوب جميعا } هذا يرجع فيه إلى قوله تعالى : { و إني لغفار لمن تاب } و إلى قوله تعالى 26 {إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء و من يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما}.
بل أن هذه الآية بالذات اشتملت على النوعين معا : الحكم المتفق عليه الذي لا اختلاف فيه بين الأمة؛ و إليه الإشارة بقوله تعالى في هذه الآية نفسها : { ويغفر مادون ذلك لمن يشاء}.
هذا المصطلحان المحكم و المتشابه مصطلحان أخذنا من قوله تعالى27 : { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب و أخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله و مايعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا و مايذكر إلا أولوا الألباب}.
بقي بعد أن أعطينا مثالا عن المتشابه و المحكم في القرآن أن نعطي مثالا عن المتشابه و المحكم في الحديث .
روى الشيخان البخاري و مسلم، رحمهما الله، عن أبي عبد الرحمان عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله rو الصادق المصدوق : " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون
علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذاك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح و يؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه و أجله و عمله و شقي أو سعيد فهو الله لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها و إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه و بينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ".
إن مراد هذا الحديث الشريف و الصحيح لا يمكن أن يدرك، كما أراده رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بالرجوع فيه إلى غيره من الأحاديث الشريفة؛ ذلك أنه يصعب علينا ان نفهم كيف أن أحدنا يعمل بعمل أهل الجنة طيلة العمر الذي قد يكون طويلا ثم يدخل النار لأنه عمل بعمل أهلها في وقت قصير من آخر عمره ألا يحتسب له ما عمل من عمل صالح طيلة السنوات الطويلة التي مضت لا سيما و أن الحق سبحانه و تعالى يقول في أماكن مختلفة من كتابه الكريم 28 : { ذلك بما قدمت أيديكم و أن الله ليس بظلام للعبيد}.
و يبين ذلك بوضوح ما عليه من مزيد في فصلت فيقول29 : { من عمل صالحا فلنفسه و من أساء فعليها و ما ربك بظلام للعبيد }.لا يمكن أبدا أن يضيع العمل الصالح كله بسبب عمل طالح قام به في مدة وجيزة جدا عبر عنها رسوب الله r ب " ذراع ". و العكس صحيح، كيف يدخل الجنة من عمل بعمل أهل النار في
عمره المديد فقط لأنه عمل بعمل أهل الجنة و لما يبقى له إلا يسير من عمره في الدنيا.
لا بد لنفهم هذا الحديث الشريف الفهم الدقيق من أن نعود إلى حديث آخر صحيح كذلك يوضحه و يبينه، هذا الحديث الذي يحتاج إلى غيره ليتضح هو متشابة سيوضحه وضوحا لا مزيدا عليه الحديث الشريف الذي يرويه لنا الإمام الحسن مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، يقول في كتاب القدر 30 : " حدثنا قتيبة ابن سعيد، حدثنا يعقوب ( يعني ابن عبد الرحمن القاري ) عن أبي حازم عن سهل ابن سعد الساعدي، أن رسول الله Uقال : " إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة، فيما يبدو للناس، وهو من أهل النار، و إن الرجل ليعمل بعمل أهل
النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة ".
الآن اتضح لنا الحديت الأول و الحمد لله، الناس في حكمهم بسبب علمهم القاصر و استحالة اطلاعهم على أسرار القلوب يخطئون، إنهم يرون الرجل ثم يعتقدون فيه الصلاح جراء ما يقوم به أمامهم من أعمال تظهر لهم صالحة فيحكمون عليه تبعا لما يبدو لهم من أمره وهو في الحقيقة غير ذلك . أما الحق سبحانه و تعالى فلا يظلم الناس مثقال ذرة .
العنصر الثاني و الثالث : عملية الاتصال هما البات و المتلقي أو المجيب و المجيب. هذان العنصران في عملية الاتصال عند العرب بسيطان للغاية و لا يشكلان شيئا ذا بال، متكلم يتكلم سمته عملية الاتصال باث وآخر يستمع فهو بهذا متلق للكلام الذي يصدره الباث، فإذا ما أجاب أصبح باثا وصار الذي كان باثا متلق، لكن الأمر يختلف في عملية الاتصال الخاصة بالقرآن الكريم و الحديث الشريف.
عملية الاتصال هذه عندنا فيها باث هو الحق سبحانه وتعالى و متلق هو الرسول rهذا بالنسبة
للقرآن. أما بالنسبة للحديث فالباث هو الرسول rو المتلقي هو الصحابي و من ورائه أفراد الأمة جمعاء.
الأمر عندنا سيختلف و لا شك عما عندهم، لسبب بسيط وهو أن مكانة الباث و المتلقي سواء بالنسبة للقرآن أو بالنسبة للحديث الشريف مكانة رفيعة لا تدرك، ومن هنا سيكون التباين و ستكتسب عملية الاتصال الإسلامية جمالا لا يوصف تظهر به ومن خلاله الخصائص الرفيعة للغة العربية.
اعتقد أنه ليتضح هذا الأمر جليا لابد من إعطاء مثال أو مثالين، و سنقتصر هنا على ما يتعلق بعنصري الباث و المتلقى، و لن نهتم، الآن على الأقل بالمسائل النحوية التي يمكن أن يثيرها المثال الذي سنتعرض له. قد نعود إليه في باب آخر إن اقتضى الحال. يقول الله سبحانه و تعالى في كتابه الكريم31 : { إنا أرسلناك بالحق بشيرا و نذيرا و لا تسئل عن أصحاب الجحيم}.
لابد إذا أردنا أن تتضح لنا مكانة الباث و المتلقى جليا من استعراض القراءات الموجودة في هذه الآية. في هذه الآية قراءاتان متواترتان قراءة الفعل المضارع " تسئل " بضم التاء وهي قراءة الجماعة و بعبارة أدق قراءة القراء جميعهم 32 إلانافعا، وسنعود إلى هذه القراءة، قراءة الرفع حين نتعرض لموضوع : " اللغة و النحو في القرآن الكريم ".
أما القراءة الثانية فهي قراءة " تسئل " بفتح وجزم الام. ولقراءة نافع هذه أوجه ثلاثة، أرى أن أورد هاهنا لعلاقتها الشديدة بما نحن بصدده و لأنها توضح بشكل بديع مكانة الباث (المرسل) و المتلقى( المرسل إليه) في عملية الاتصال الإسلامية زيادة على إبرازها لخصائص اللغة العربية و قدرتها على تلوين الخطاب ليكون ملائما للمراد المبتغى ابلاغه للناس:
الوجه الأول : إن الله تبارك وتعالى لا يرى في السؤال عمن عصى و كفر من الأحياء فائدة إذ قد يتغير حاله فينتقل عن الكفر إلى الإيمان وعن المعصية إلى الطاعة، يقول الإمام أبو محمد مكي بن أبي طالب القيــسي
( ت 437 هـ ) مبعدا أن يكون في الآية نهي : و لو كان نهيا لكان بالفاء، كما تقول : " أعطيتك مالا فلا تسأل غيره " 33 .
ما جاز هذا في هذا المثال إلا لأن إعطاء المال هو علة لئلا يسأل غيره أما هنا في الآية التي نتحدث عنها فلم تكن أبدا الرسالة بالبشارة علة لئلا يسأل عن أصحاب الجحيم يقول له ربه لماذا تشغل نفسك بالكفار ءامنوا
أم لم يومنوا إن ذلك ليس لك { إن عليك إلا البلاغ }34 . وفي ذلك تخفيف عليه مما كان يجده من عناد الكفار و تعنتهم. فكأنه قال له : لست مسؤولا عنهم. فلايحزنك كفرهم، و في هذا دليل على أن أحد لا يسأل عن ذنب أحد.
الوجه الثاني : في قراءة نافع رضي الله عنه نهي عن السؤال عمن مات على كفره و معصيته. لقد روي أن رسول الله r سأل : " ليت شعري ما فعل أبواي " 35 أو أنه قال عليه الصلاة و السلام : " أي أبويه
أحدث موتا " فنزل النهي عن السؤال عنهما. فول النهي على صحة الجزم.
الوجه الثالث : قد يكون جزمها ( أي جزم و لا تسأل ) على تعظيم الأمر، أي لا تسأل يا محمد عنهم فقد بلغوا غاية العذاب التي ليس بعدها مستزاد.
ووجه التعظيم إما أن يكون بسبب أن الباث ( المرسل المخاطب ) وهو هنا الحق سبحانه وتعالى الذي لا يريد - بفضله و كرمه - أن يجرى في كلامه ما فيه قساوة و غلظة شديدتين على مسامع حبيبه محمد r رغم أن
الأمر يتعلق بأهل النار، و إما أن يكون بسبب المتلقي ( المرسل إليه ، المخاطب ) وهو هنا الرسول الكريم صلوات الله و سلامه عليه، الذي لا يقدر، لما جبل عليه من خلق حسن - أن يسمع خبر أهل الجحيم لما فيه من إيحاش للسمع واضجار له، و الله أعلم بالمراد يقول أبو حيان الغرناطي 36 : " فيكون معنى التعظيم إما بالنسبة للمجيب و إما بالنسبة إلى المجاب، و لا يراد بذلك حقيقة النهي " .
العنصر الرابع في عملية الاتصال : العنصر الرابع في عملية الاتصال هو " القناة " كما رأينا. و لا بد لتقوم عملية الخطاب بوظيفتها كما يجب أن تكون القناة " موصلة " للبلاغ بشكل من الأشكال، أي لا بد أن يسمع المتلقي ما يقوله الباث و أن يسمع الباث ما يرد به المتلقي و لا يكون في السماع ما يشوشه أو يعكره.
هذا بالنسبة لعملية الاتصال بين الناس أما عملية الاتصال في القرآن الكريم فتمتاز بخصائص متميزة نذكر بعضها الذي يدخل في ميدان اهتمامنا .
أ - يتلقى رسول الله rالوحي عن ربه، فما هي ياترى القناة هنا ؟ لنستمع إلى ما ترويه مولاتنا عائشة أم
المؤمنين رضي الله عنها ليتضح لنا الأمر.
يروي الإمام مسلم بن الحجاج فيقول 37 : " حدثني أبو طاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو ابن سرح .اخبرنا ابن وهب. قال أخبرني يونس عن ابن شهاب. قال : حدثني عروة ابن الزبير، أن عائشة زوج النبي rأخبرته ، أنها قالت : كان أول ما بدئ به رسول الله r من الوحي الصادقة في النوم. فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح . ثم حبب إليه الخلاء38 .فكان يخلو بغار حراء 39 يتحنث فيه (وهو التعبد ) الليالي أولات العدد40 ، قبل أن يرجع إلى أهله و يتزود لذلك الحديث .
نستنتج إذن من هذا الحديث أن " القناة " هنا هي الرؤيا الصادقة. و معلوم أن رؤيا الأنبياء حق إذا رأوا في المنام شيئا فعلوه لأن رؤيا الأنبياء عليهم الصلاة و السلام وحي. و لتندبر قوله تعالى 41 : { فلما بلغ معه السعي قال يابني إني أرى في المنام إني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تومر ستجدني إن شاء الله من الصابرين}.
و قد تكون القناة أحيانا على شكل " صلصة الجرس " 42 يروي لنا الإمام مسلم حديثا شريفا يوضح لنا هذه القناة، فيقول 43 : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا سفيان بن عيينة وحدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة وابن بشر جميعا عن هشام عن أبيه عن عائشة أن الحارث بن هشام سأل النبي r : كيف يأتيك الوحي؟ فقال :
أحيانا يأتيني في مثل صلصة الجرس و هو أشده علي ثم يفصم عني 44 و قد وعيته. و أحيانا يأتيني ملك في صورة الرجل، فأعي ما يقول.
في هذا الحديث قناتان. يمكن أن نسمي القناة الأولى ب " صلصلة الجرس " و نسمي الثانية طريق ملك في صورة رجل. وهو r يقول وهو الصادق المصدوق عما يتوصل به عن طريق القناة الأولى : " ثم يفصــم
عني و قد وعيته " حتى لا يظن ظان أن صلصلة الجرس قد تمنع فهم مايأتيه من الحق سبحانه بل أنه يعيه كامل الوعي ويقول عما يأتيه بواسطة القناة الثانية : " فأعي ما يقول " حتي لا يظن ظان أن الملك حين جاءه على صورة رجل قد يكلمه بلغة لا يدركها، فيخبرنا أنه وعى عنه كل ما قال .
العنصر الخامس عملية الإتصال: هذا العنصر هو : "الرمز أو إذا أردتم القواعد التي تتحكم في البلاغ، وهي قواعد لابد أن تكون معروفة من الباث والمتلقي معا فإن لم تكن كذلك ما كانت عملية الإتصال ولا تحقق من ورائهما شيء .
ومعلوم أن القواعد التي تتحكم في عملية الإتصال عندنا هي قواعد اللغة العربية وهي قواعد سنتحدث عنها في موضوع، اللغة العربية والنحو في القرآن الكريم.
لعنصر السادس والأخير في عملية الإتصال : هذا العنصر هو " البلاغ" ومعلوم أن البلاغ الذي يهمنا نحن الآن بصفتنا مشتغلين بالدرس الإسلامي هو لقرأن الكريم وحديث رسول اللهr .
4 -الخصائص العامة للغة العربية :
الخصائص التي تميز اللغة كثيرة منها خصائص عامة تميز هذه اللغة حيث استعملت ومنها خصائص خاصة سنهتم بما يتعلق منها بالقرآن الكريم و الحديث النبوي الشريف.
الخاصية الأولى للغة العربية : اللغة العربية ثلاثية بالدرجة الأولى :
أنها ثلاثية بالدرجة الأولى، وهم من أجل هذا اختاروا لوصفها الوزن " فعل " بمعنى أن معظم كلمات اللغة العربية قابلة لتكون موزونة بهذا الوزن ذي الحروف الصامتة إلى درجة أن أصبح الحرف الأول يعرف ب
" فاء الكلمة " إشارة إلى الحرف الأول في الوزن بقطع النظر عن الحركة التي يمكن أن تكون مصاحبة له ويعرف الحرف الثاني بعين الكلمة إشارة إلى العين في الوزن ويعرف الحرف الثالث في الكلمة أيا كانت بلامها، لا يعبأون بحركات هذه الحروف لأن اللغة العربية تعتمد اعتمادا كبيرا على الصوامت ( الحروف ) لا على الصائتان
( الحركات).
إن هذا ليدل عندهم على أن للكلمة معنى رئيسي تعبر عنه الصوامت ( الحروف) أما الصائتان
( الحركات) فإنها تقوم بوظيفة أخرى وهي أنها تحور هذا المعنى وتعدله وتلونه في بعض الأحيان إلى ما شاء لها التلوين.
بل أن بعضهم بالغ في ذلك إلى درجة أن أعطى لكل حرف معنى يلازمه و اصبح يفسر اللغة انطلاقا من مزج حروفها، وعلى رأس هؤلاء اللغوي ابن فارس الذي وضع معجما حاول إخضاع اللغة فيه لهذا المنحى فصار يستخرج معنى الكلمة من مزج حروفها، فيقول مثلا إن أصل معنى" قط " ( أي حين يجتمع القاف مع الطاء ) هو القطع و أن معنى قطف هو القطع بلين و أن قطب هو القطع بلين شديد إلى آخره، وهو أمر لا يمكن أن يكون مقبولا لأن لو كان الأمر كذلك ما اختلفت اللغات.
الخاصية الثانية للغة العربية : صيغ الفصل الحاصرة للأزمنة :
إن اللغة العربية على الأقل في الصيغ الفعلية لا تهتم بالأزمنة الثلاثة الرئيسية المعروفة الماضي و الحاضر
و المستقبل فضلا عن اهتمامها بفروعه. لم تهتم بهذا الأمر اهتماما كبيرا لأنها فضلت أن تهتم عوض ذلك بالحدث المنتهى و الحدث الذي لم ينته بعد وهذا الاهتمام بهذا الشكل هو الذي جعلها تقتصر على صيغتين للفعل: الماضي للحدث المنتهي و المضارع للحدث الذي لم ينته بعد. لا يدل قولنا هذا على أن العربية قاصرة عن التعبير عن الأزمنة الموجودة عند أقوام يتكلمون بلغات أخرى، إنها قادرة عن التعبير عن كل الأزمنة الموجودة عند أقوام يتكلمون بلغات أخرى، إنها قادرة عن التعبير عن كل الأزمنة ولكنها حرصا منها على الإيجاز الذي تمتاز به كما سنوضحه تقتصر على صيغتين فعليتين فقط ولكن بواسطة أدوات تحدد الزمن الذي تريد.
إنها بصيغة واحدة وهو المضارع تستطيع أن تعبر عن الأزمنة الثلاثة، لنأخذ مثلا فعل " كتب " فإن أردنا أن نعبر به عن الماضي قلنا :
كان يكتب حين وصلت
و إن أردنا أن نعبر عن المستقبل قلنا مثلا :
سأكتب حين تحضرني فكرة.
فإن أردنا أن نعبر عن الحال قلنا مثلا :
أكتب وأنا مطمئن.
وهناك أدوات تجعل الفعل المضارع دالا على المستقبل مثل " لن " أو على الماضي مثل " لم " أو على الحال مثل " لا "
الخاصية الثالثة للغة العربية : كُرهُ اللبس :
إنها تكره اللبس و تفر منه كما يفر الرجل السليم من المجدوم، إنها، مثلا تصوغ قاعدة و تريد أن تجعلها مطبقة على كل حال لا تقبل شذوذا لكن إن أدى تطبيقها إلى لبس يفسد الاتصال بين الناس و يحول بين الفهم و الافهام خالفوا تلك القاعدة التي أرادوها مطردة و أصبح تطبيق عكسها وهو القاعدة، لأن الذي يرمون إايه بلغتهم هو التواصل في وضوح، لنوضح هذا الأمر بمثال، يقولون إذا تحركت الواو و الياء و انفتح ما قبله قلبتا ألفا بمعنى أنه كلما توفر في لفظة ما الشرطان :
أ - تحرك الواو و الياء.
ب - انفتاح ما قبلهما.
إلا و انقلبتا ألفا، وهكذا قالوا في " قول " : و في " بيع " باع ، لأن الشرطين متوفران فيهما، لكن إن قلت : الحاك في " الحيك لقالوا لك إنك مخطئى، لأنهم عندما طبقوا القاعدة التبس عليهم بين الحياكة و الذي يحكي الحكايات."
الخاصية الرابعة للغة العربية : إنها مولعة بالإيجاز.
ومعلوم أن الكلام لا يكون قويا إلا إذا كان موجزا بطبعه. إن البلاغيين العرب ليعدون هذا الإيجاز المقياس الحق لبلاغة الكلام.
أحب، في هذا المضمار أن أروي حكاية وقعت لأصحاب الكندي، تدل دلالة قاطعة على أن القرآن وهو باللغة العربية مولع بالإيجاز الذي أعطاه هذه القوة التي لا تضاها و رفع بلاغته إلى درجة استحال إدراكها.
حكى النقاس أن أصحاب الكندي قالوا له : أيها الحكيم اعمل لنا مثل هذا القرآن، فقال : نعم ! عمل مثل بعضه فاحتجب أياما كثيرة ثم خرج فقال : والله ما أقدرو لا يطيق هذا أحد، إني فتحت المصحف فخرجت سورة المائدة فنظرت فإذا هو نطق بالوفاء و نهي عن النكت وحلل تحليلا عاما ثم استثنى استثناء بعد استثناء ثم أخبر عن قدرته وحكمته في سطرين، و لا يقدر أحد أن يأتي بهذا إلا في إجلال.
يقصد الفيلسوف الكندي بالسطرين من سورة المائدة الآية الأولى منها 45 وهي قوله تعالى : { يأيها الذين ءامنوا أوفوا بالعقود أحلت لكن بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد و أنتم حرم إن الله يحكم ما يريد}.
كيف نفهم حكم الكندي على إيجاز هذه الآية : قال:
ماذا هو ( يقصد الحق سبحانه وتعالى ) نطق بالوفاء و نهي عن النكت :
و إليه الإشارة بقول الله تعالى : { يأيها الذين ءامنوا أوفوا بالعقود }. ثم قال الكندي : حلل تحليلا عاما.
و إليه الإشارة بقوله : { احلت لكم بهيمة الأنعام}.
ثم قال فيلسوفنا : ثم استثنى استثناء بعد استثناء.
و إليه الإشارة بقول الله تعالى : {إلا ما يتللى عليكم غير محلي الصيد و أنتم حرم } ثم قال الكندي أخيرا : ثم أخبر عن قدرته وحكمته.
و إليه الإشارة بقوله تعالى : { إن الله يحكم ما يريد}.
قد توجز اللغة العربية إيجازا كبيرا و لكنها لا بد أن يكون في هذا الإيجاز البليغ ما يشير بإشارة خفيفة و لبيبة إلى ما لم يذكر وهذا في الأدب العربي كثير جدا ( شعره و نثره ) و في القرآن و الحديث أكثر.
وأعتقد أنه يكفي أن نمثل لهذا بمثال أو مثالين ليتضح الأمر جليا إن شاء الله، يقول الله تبارك و تعالى46 : { قد كان لكم ءاية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة ترونهم مثليهم رأي العين و الله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار}.
وبما أن مراد الله لا يكتمل إلا بالقراءات المتواترة كلها و لا سيما ما يتعلق بالفرش منها فإن معنى الآية باعتبار القراءتين " ترونهم " التي يقرأ بها الإمام نافع و " يرونهم " التي يقرأ بها الآخرون معنى الكلام سيكون : قد كان يا معشر اليهود آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله و هم رسول الله r و أصحابه ببدر و أخرى
كافرة وهو مشركون ترونهم أنتم اليهود المسلمين مثلي ما أنتم عليه من العدد و يرونهم ( أي المسلمون يرون أنفسهم مثلي ما أنتم عليه).
من شأن هذا الإيجاز الذي فهم معناه الفئتان أن يحط من عزائم المشركين و يقوي إرادة المومنين.
ونلاحظ ثنيا أن الفـئة المذكورة أولا لم توصف بلفظ في حين أن الفئة الثانية متبوعة بوصفها.
ثم نلاحظ ثانيا أنه إذا كان الحذف مس الشطر الأول من المقطع و لم يمس شطره الثاني في أمر وصف الفئتين بملزوم الجهاد وهو الإيمان المسكوت عنه بالنسبة للفئة الأولى فإنه ذكر ملزوم الدفاع عن الضلال وهو الكفر بالنسبة للفئة الثانية.
لقد عكس الأمر ليقع التوازن بين شطري المقطع، فإثبت في الشطر الأول المحذوف منه الملزوم لازم الإيمان و هو القتال في سبيل الله وحذف من الشطر الثاني لازم الكفر وهو القتال في سبيل الشيطان ذاكرا فقط ملزومه.
* - صحيح البخاري، كتاب فضائل القرآن باب "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" سنن الترميذي، أبواب فضائل القرآن، باب ماجاء به النبي U في فضل تعليم القرآن.
[1] -النبأ العظيم للدكتور محمد عبد الله دراز، صفحة 9 الطبعة الخامسة 1400ه (1980م) وأثر القرآن الكريم في اللغة العربية، دار المعارف بمصر سنة 1969 صفحة 7.
2 - « كتاب الزينة في الكلمات الإسلامية العربية " للشيخ أبي حاتم بن حمدان الرازي صفحة 60 من البعة الثانية بمصر سنة 1957.
3 - المرجع السابق، صفحة 61.
4 - « الخصائص » أبو الفتح عثمان ين جني، ج 1، ص. 32، بعة القاهرة 1371ه (1952) ولد سنة 321ه مات سنة 392ه.
5 - "النهاية في غريب الحديث والأثر" الجزء الأول صفحة 4 من المقدمة.
6 - هو عبد الملك عبد الله بن يوسف الجويني الملقب بإمام الحرمين بني له نظام الملك المدرسة النظامية بنيسابور، توفي سنة 478ه.
7 - هو أبو عمر جمال الدين عثمان بن عمر المعروف بابن الحاجب ولد سنة 570ه مات في الإسكندرية سنة 646ه.
8 - عبد الرحمن بنالحسن ين علي الأسنوي ولد سنة 721ه، انتهت إليه رئاسة الشافعية.
9 - "المزهر في علوم اللغة وأنواعها" لجلال الدين السيوطي صفحة 8، ج1، طبعة القاهرة بدون تاريخ.
10 - "أثر القرآن الكريم في اللغة العربية" أحمد حسن الباقوري، صفحة 24.
11 - الهورني أبو الوفاء ابن الشيخ نصر يونس الوقائي من أهل مصر، توفي سنة 1291ه (1874م) له من المصنفات المطبوعة "شرح دياحة القاموس" وهو مطبوع مع" فوائد شريفة في معرفة اصطلاحات القاموس" وله "مختصر روض الرياحين لليافعي" ومن مؤلفاته التي لم تطبع بعد تذكر " تفسير سورة الملك" و"تسلية المصاب عند فراق الأحباب" و" التواصل لحل مشاكل التوسل"، وله رسالة في أسماء رواة الحديث سماها : "المؤتلف والمختلف". وغير ذلك من الكتب.
12 - علي بن إسماعيل المعروف بابن سيدة، أبو الحسن، ولد بمريسة عام 398ه (1007م) كان رحمه الله ضريرا مثل أبيه. له "المخصص" وله "المحكم" مبوع كذلك، توفي سنة 458ه (1066م).
13 - انظر أخبارا عنه في الموضوع في " تنقيح المقال" لعبد الله المامقاني الجزء الأول صفحة 76. كان ابن فارس رحمها لله شافعي المذهل ثم صار مالكيا في سنواته الأخيرة. نجد هذا في "معجم البلدان" الجزء الرابع الصفحتين 83،84. هذا التحول سيؤثر في تعريفه للغة.
14 - شمس الدين أبي عبد الله محمد بن الطيب الشركي الفاسي الصميلي ولد سنة 1110ه (1099م) بفاس وتوفي بالمدينة المنورة سنة 1175ه (1761م).
15 - "إضاءة الراموس وإضافة الناموس على إضافة القاموس" تحقيق الدكتور التهامي الراجي الهاشمي عبد السلام صفحة 26 من الجزء الأول ططبعة وزارة الأوقاف المغربية عام 1403ه(1983م).
16 - لبن الطيب الشركي شرح على " الكفاية" لازال مخطوطا.
17 - "اللغة بين المعيارية والوصفية" تمام حسن صفحة 7 من طبعة القاهرة سنة 1958.
18 - "اللغة العربية كائن حي" جرجي زيدان صفحة 7 طبعة دار الهلال بالقاهرة بدون تاريخ.
19 - « المدخل إلى علم اللغة" محمود فهمي حجازي، صفحة 12 طبعة دار الثقافة القاهرة، سنة 1976.
20 - "الدلالية" الجزء السابع من سلسلة الدراسات اللغوية وعلوم القرآن، للدكتور التهامي الراجي الهاشمي صفحة 91 من طبعة دار النشر المغربية سنة 1990.
21 -اقتبست معظم الفرقات المتعلقة بوظائف اللغة من كتاب p. guraud (الدلاليو) رقم 1421 من سلسلة : "ماذا أعرف".
22 - « وظائف اللغة" بسام بركات، "المجلة العلربية" رجب 1403ه صفحة 61.
23 - الصورة 112 الغخلاص (الآية 4).
24 -السورة 20 طه (الآية 82).
25 -السورة 39 الزمر جزء من (الآية 35).
26 -السورة الرابعة النساء (الآية 48).
27 - السورة الثالثة آل عمران (الآية 7).
28 -السورة الثالثة آل عمران (الأية 182) ونفس الأمر نقرأه في السورة الثامنة الأنفال (الآية 51) وفي سورة الحج (الآية 10)، لكن بالأفراد في الأيدي، أي « بما قدمت يداك".
29 - السورة 44، فصلت (الآية 46).
30 - أخرجه البخاري في كتاب "الجهاد" ص. 235؛ وأخرجه مسلم في كتاب " الإيمان" ص. 179 وغيرهما.
31 - السورة الثالثة البقرة (الآية 119).
32 -لا تعتبر تحن هنا في بحثنا القراءت المتواترة إلا سبعا وهو مذهب الإمامين أبي سعيد عثمان الداني (ت 444ه) والقاسم بن فيره بن خلف بن أحمد الشاطبي الرعيني الأندلس ( ت 590ه) وهو المذهب الذي درج عليه المغاربة منذ منتصف القرن الخامس الهجري وما زالوا عليه وأنا ضمن هؤلاء المغاربة مع التنبيه إلى القراءات الثلاثة للعشرة أو القراءات الأربعة عشر لا تخرج في شيء قل أو كثر عما في القراءات السبع، فمن قرأ بالعشرة أو حتى بالأربعة عشر ما أضاف شيئا ومن اقتصر على السبعة متا نقص من القرآن المنقول بالتواتر شيئا.
33 - "الكشف عن وجوه القراءات وعللها وحججها" ج 1، صفحة 262، طبعة القاهرة سنة 1394ه (1974م).
34 - السورة 42 الشورى جزء من (الآية 48)، وهي بتمامها : { فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيضا إن عليك البلاغ وإنا إن أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور}. والآية موضحة أشد ما يكون التوضيح ما سجب أن يفعله الرسول الكريم صلوات الله عليه مع المغرضين وهو ما تؤكده الأية 82 من السورة النحل والآية 54 من النور والآية 18 من سورة العنكبوت والآية 12 من سورة التغابن.
35 - روي هذا الخبر ابن عباس ومحمد بن كعب القرطبي (انظر الاستئناس فق وإلا فطرق تحرير الحديث غير هذه) "تفسير القرآن العظيم" لأبي الفداء القرشي بن كثير الدمشقي، ج1 ، ص. 167 وكذا " الجامع لأحكام القرآن" لأبي عبد الله محمد الأنصاري القرطبي، ج2، ص. 92.
36 - "البحر المحيط" لأثير الدين أبي عبد لله محمد بن يوسف ين علي بن يوسف بن حيان الغرناطي (ت 745ه) الجزء الأول صفحة 368 السطر 14.
37 - صحيح مسلم "كتاب الإيمان" باب بدء الوحي إلى رسول الله r رقم73 .
38 - قال أبو سفيان الخطابي "حببت العزلة إليه r لأن معها فراغ القلب وهي معينة على التفكير وبها ينقطع عن مألوفات البشر ويتخشع فلبه.
39 -هو جبل يبعد عن مكة بحوالي ثلاثة أميال عن يسار الذاهب من مكة إلى منى.
40 -الليالي أولات العدد متعلقة ب"يتحنث" لاب" يتعبد" ومعناه يتحنث الليالي. ليجعل متعلقا بالتعبد فسد المعنى لأن التعبد لا يشترط فيه الليالي (مقتبس من "ملخص شرح النووي).
41 - السورة 37 - الصادقات، (الآية 102). 73
42 -" الصلصة" الصوت المتدارك الذي يسمعه السامع ولا يثبته أول ما يقرعه سمعه حتى يفهمه من بعد ذلك.
43 - صحيح البخاري « بدأ الخلق »، ص. 7؛ وصحيح مسلم ، « فضائل » ص. 87؛ و « سنن الترميذي من قاب »، ص. 7؛ و « سنن النسائي افتتاح »، ص. 37؛ و « موطأ الإمام مالك » قران ، ص. 7؛ و « مسند أحمد بن حنبل في ثلاثة أماكن متفرقة » .
44 - " يفصم عني" أي يقلع وينجلي ما يغشاني منه .
45 - هي الآية الأولى في العدد الكوفي الذي لا يعد قوله تعالى { ياأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود}(الآية 1)أما علماء العد الآخرون هم علماء العد المدني الأول والثاني، ومكة وبصرة والشامي بفرعيها الدمشقي والمعي فآيتان .
46 -السورة الثالثة آل عمران (الآية 13).
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق