الأربعاء، 25 يوليو 2012

بنــاة اللّغــة

بنــاة اللّغــة

بحث في البصمة البشريّة في تكوين اللّغات البنيويّ



كــلود حجـــاج (كوليج دي فرانس)





ترجمه من الإنجليزيّة:

الأزهر الزّنــاد



منشورات المركز الوطنيّ للتّرجمة،

الجمهورية التّونسيّة

2011





العنوان الإنجليزيّ:



Claude Hagege



The Language Builder

an Essay on the Human Signature in Linguistic Morphogenesis



John Benjamins Publishing Comapny

Amsterdam/Philadelphia

1993































تصدير



من المفروض أن يكون للّسانيّات، من حيث كانت علما اجتماعيّا، ما تُعلِّمنا إيّاه عن بني البشر من حيث هم كائنات اجتماعيّة. إلاّ أنّ اللّسانيّات المعاصرة لم تلبّ هذه الحاجة تلبية حقيقيّة. وقد بدا أنّ إلحاحَ النّحو التّوليديّ على العمليّات الّتي يُشتقّ بها، ما يطلق عليه الأبنية السّطحيّة، من الأبنية العميقة باعتماد سلسلة من التّحويلات، يبشّر بعناية متجدّدة ببني البشر من حيث كان نشاطهم الذّهنيّ معنيّا بتلك العمليّات. ولكنّ هذا المنوال يرى في اللّغات نظُما مستقلّة بذاتها فكان تبعا لذلك غير ذي عناية كبيرة بالمتكلّمين وبالسّامعين وبمظاهر تفاعلهم وبعلاقاتهم بالعالم من حولهم. وفوق هذا، فإنّ الخوارزمات والصّياغات الشّكليّة الّتي يستعملها هذا المنوال استعمالا واسعا تتعلّق بالمنهجيّة وبخصائص النّظريّات اللّسانيّة أكثر بكثير ممّا تتعلّق باللّغات في ذاتها وبأولئك الّذين يجرونها في الحياة اليوميّة.

ولعلّ الحماس الّذي به انضمّ كثير من اللّسانيّين من ذوي الانتماء السّابق إلى التّوليديّة، إلى المقاربات العرفنيّة للّغة في الأعوام الأخيرة، يُبشِّر بالكشف عن حقائق جديدة في اشتغال الدّماغ البشريّ وبالتّمهيد لفهم أحسن للّغة. ولئن كان هذا المبحث على غاية من التّشويق، تظلّ الحاجة قائمة إلى دراسة شاملة لمظهر من اللّغة آخر، لا يقلّ شأنا عن سائرها ولا هو مناقض للبحوث العرفنيّة بأيّ وجه من الوجوه: مظهر يعرض علينا مستعملي اللّغة في إطار يستوعب النّشاط الاجتماعيّ الّذي يبني به المتكلّمون الأبنية اللّغويّة لتلبية مقتضيات التّواصل.

وهذا الكتاب محاولة في بلورة تناول قوامه مجموعة واسعة من اللّغات في العالم، يروم الكشف عن النّشاط الّذي به يكون بناء اللّغة. يُعرَّف فيه بنو البشر، تبعا لذلك، على أنّهم بناة اللّغة. وتمثّل بعض المظاهر في بناء اللّغة عمليّات واعية، خاصّة ما تعلّق منها بالاختراع المعجميّ وهي ما يشار إليه في الاستعمال الجاري بالتّوليد المعجميّ. ولكنّ هذا النّشاط يغلب عليه عدم الوعي، جاريا في مجالي الصّرف والإعراب. ثمّ إنّ الظّاهرة اللاّفتة، محطّ الإبراز والعناية في هذا السّياق، تتمثّل في أنّ بني البشر، بقدح التّغيّر اللّغويّ، إنّما يتركون بَصْمَتَهم في كلّ مكان وإن كانوا يأتون ذلك دون وعي في أغلب الأحوال. وبعبارة أخرى تتمثّل الفكرة الأساسيّة الّتي ندافع عنها في هذا السّياق، في أنّ الحضور البشريّ يتجلّى في مستويات الوعي جميعها سواء كان وعيا تامّا أو جزئيّا أو منعدما. فتكون، حينئذ، دراسة البشر من حيث كانوا بناةً للّغة سبيلا إلى تحقيق واحد من الأعمال الرّئيسيّة الموكولة إلى اللّسانيّين من حيث كانوا علماء في الاجتماع: هو الكشف عن بعض الخصائص الأساسيّة في بني البشر كما تنعكس في اللّغات وعمّا به يكون إجراؤها في النّشاط الكلاميّ العاديّ.

وإنّنا لنعتقد جازمين أنّ الحضور البشريّ في بناء اللّغة يستحقّ العناية أكثر بكثير ممّا كان له منها إلى حدّ الآن من قبل اللّسانيّين. وبالفعل، لقد آن الأوان لأن نُؤَنْسِن اللّسانيّات من جديد ولأن نبيّن أنّ ذلك قابل لأن يتحقّق موافقا تمام الموافقة لما تقتضيه المواصفات العلميّة. ويكون المعوَّل في الجهد المبذول في هذا السّياق للعود بالحضور البشريّ إلى اللّسانيّات على مناهج ثابتة قائمة، وإن كان فيه تساؤل في شأن المقابلة ما بين الآنيّة والزّمانيّة الّتي يدافع عنها لسانيّون كثر، وفيه بدلا من ذلك، ترسيخ لأهمّيّة اللّغة نشاطا حركيّا (كلاما) مقابل اللّغة نظاما مكتفيا بذاته، وقد كان المشغلَ الرّئيسيّ، إن لم يكن الوحيد، عند أغلب اللّسانيّين المحدثين.

(...)

باريس، 14 جويلية 1992

كلود حجاج







































ثبت المحتويات

تصدير

المقدّمة

القسم الأوّل: مستويات الوعي اللّغويّ والتّدخّل البشريّ في اللّغة

الفصل الأوّل: مسألة الوعي في بناء اللّغة

1.1 بناة اللّغة: تحديد المفهوم

1 .2 دوافع بناة اللّغة

1. 3 درجات الوعي

1. 3. 1 درجات الوعي في التّكوّن المعجميّ

أ. من الكلام إلى اللّغة

ب. العمليّات الزّمانيّة المنقدحة بالمعنى والعمل الإبداعيّ

المقترن بإعادة التّأويل الذّاتيّ

ج. التّحبّب

د. تشكيل المعجم

هـ تكوّن المصوّرات الصّوتيّة

و. اختراع الكلم عند المستعملين الأفراد

ز. نشاط التّوليد في المجتمعات الكاتبة القارئة

1. 3. 2 بصمة بناة اللّغة في الصّوتميّة

1. 3. 3 البناء الصّرف-إعرابيّ القصديّ

أ. اشتقاق ضمائر الشّخص من الأسماء

ب. التّحليل الصّرفيّ للكلمات المعقّدة

ج. الوعي الماورا لغويّ

د. التّدخّل الإراديّ في الإعراب

هـ الشّعر والمعرفة بالنّحو

1. 4 خاتمة



الفصل الثّاني: تكيّف الأنظمة اللّغويّة لتحقيق حاجات بناة اللّغة

2. 1 حلّ المسائل وتوزيع المهامّ ودور الشّكل في اللّغات

2. 1. 1 بناء اللّغة من حيث هو حلّ للمسائل

2. 1. 2 توزيع المهامّ اللّغويّة

(أ). المبدأ الشّرحيّ من زاوية عبرلغويّة

(ب). الإستراتيجيّة الفعليّة

2. 1. 3 مكان الشّكل المادّيّ في اللّغة

2. 2 إعادة التّحليل

2. 2. 1 التّعريف

2. 2. 2 إعادة تحليل بنية مقترنة بـ(be) على أنّها بنية مقترنة بـ(have)

2. 3 العلاقة الجدليّة بين حاجتين متضاربتين

2. 3. 1 الصّرف والمعجم

2. 3. 2 صدام الإعراب والدّلالة

2. 3. 3 المطابقة أو بناة اللّغة عملةً مهرةً وخُرقا في آن



القسم الثّاني : موقع بني البشر في تكوين اللّغات البنيويّ

الفصل الثّالث: اللّغات نظما مركزها الإنسان

3. 1 أنسنة النّحو

3. 2 موقع الإنسان في الإشارة التّعيينيّة

3. 2. 1 نظام الإحالة على الإنسان

3. 2. 2 الدّائرة الشّخصيّة لبناة اللّغة

3.3 الفاعليّة النّحويّة والذّاتيّة



الفصل الرّابع: حضور بناة اللّغة في التّكوّن الكروليّ

4. 1 الاقتراض والتّعارض بين النّحو والمعجم

4. 1. 1 الاقتراض التّتابعيّ

4. 1. 2 اقتراض الإسمائيّ والإفعاليّ

4. 2 في سمتين محدّدتين للتكوّن البيدجينيّ

4. 2. 1 التّكوّن البيدجينيّ واستمرار الاستعمال اللّهجيّ المحلّيّ

4. 2. 2 التّكوّن البيدجينيّ عمليّةً سريعةً

4. 3 الطّبقة اللّغويّة التّحتيّة والبرنامج البيولوجيّ وطبيعة نشاط بناة اللّغة

4. 3. 1 فرضيّة البرنامج البيولوجيّ

4. 3. 2 البيدجينات والطّبقة اللّغويّة التّحتيّة

4. 3. 3 موقع الأناسيّ في التّكوّن البيدجينيّ والتّكوّن الكروليّ

(أ). تبئير الفعل في اللّغات الكروليّة واللّغات الإفريقيّة

(ب). سَلسَلة الأفعال في اللّغات الكروليّة واللّغات الإفريقيّة

(ج). البيدجينات ومزدوجو اللّغة ومفهوم الطّبقة اللّغويّة التّحتيّة

4. 4 خاتمة



الفصل الخامس: بناة اللّغة والدّورة اللّغويّة

5. 1 الدّورة واللّولب

5. 2 التّعبيريّة والتّجدّد الدّوريّ في النّظم اللّغويّة

5. 2. 1 التّضعيف. إثراء النّظم الصّوتميّة

5. 2. 2 النّفي والتّجدّد التّعبيريّ

5. 3 المنحنيات في الدّورات

5. 4 الدّورات الكاملة

5. 4. 1 من الصّرف إلى الصّرف: الصّينيّة

5. 4 .2 التّشبّث الأعمى بالتّصريف المزجيّ: المصريّة

5. 4. 3 نوعان من الدّورة في اللّغات السّاميّة: جداول الأفعال؛ وعلامة التّعريف

(أ). جداول الأفعال

(ب). علامة التّعريف

5. 4. 4 إعادة المَعجمة في الواسمات التّوجيهيّة: التّيبيتيّة-البورمانيّة



القسم الثّالث: مظهران من التّكوين البنيويّ للّغة

الفصل السّادس: المعجمة

6. 1 بناء الكلم المعقّد وحاجات بناة اللّغة

6. 2 الكلم المعقّد والإعراب

6. 2. 1 الكلمات المعقّدة الجمَليّة و شبه الجمَليّة

6. 2. 2 الدّمج

6. 3 تفاعل القيود والحرّيّة في تكوّن الكلم المعقّدة

6. 3. 1 الخروق في تكوّن الكلم المعقّدة

6. 3. 2 الظّواهر شبه الجزيريّة

6. 3. 3 من التّبرير إلى الجمود

6. 4 الكلمات المعقّدة والاختراع الدّلاليّ عند بناة اللّغة

6. 4. 1 تنوّع العلاقات الدّاخليّة في الكلمات المعقّدة

6. 4. 2 الصّعوبة في توقّع النّتيجة الدّلاليّة في تكوين الكلمات المعقّدة



الفصل السّابع: الإنحاء

7. 1 الإنحاء وإعادة التّحليل

7. 2 مقاييس الإنحاء الرّئيسيّة

7. 2. 1 المقاييس الكلاسيكيّة

7. 2. 2 مقاييس أخرى

(أ). نسبة التّواتر

(ب). درجة الوعي

7. 2. 3 الاستدلال بمبدإ المفارقة الزّمانيّة

7. 3 الإنحاء عمليّةً مسترسلةً

7. 3. 1 الازدياد الدّائم المتجدّد

7. 3. 2 الإنحاء المكتمل والانحاء المنقطع

7. 3. 3 من الإنحاء إلى المزيد من الإنحاء

7. 4 الإنحاء والعمليّات الدّلاليّة

7. 4. 1 الشّروط الدّلاليّة الماقبليّة في عمليّة الإنحاء

(أ). تكوّن الرّابط

- الرّوابط ذات مصدر فعليّ

- الرّوابط ذات مصدر اسميّ

(ب). تكوّن الإفعاليّ الزّمن-المظهر-الجهة

- تكوّن الإفعاليّ الزّمن-المظهر-الجهة من مصدر فعليّ

- تكوّن الإفعاليّ الزّمن-المظهر-الجهة من مصدر ظرفيّ

7. 4. 2 قَـدَرُ المعنى في الإنحاء

أ. الجمود الدّلاليّ

ب. "الإضعاف" الدّلاليّ

ج. الضّغوط الدّلاليّة

7 .5 خاتمة الفصلين السّادس والسّابع

الخاتـــمة

الهوامش

المراجع

ثبت المصطلحات (عربيّ - فرنسيّ - إنجليزيّ)

ثبت اللّغات (عربيّ - فرنسيّ - إنجليزيّ)

ثبت الأعلام (عربيّ - إنجليزيّ)








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق