دور إستراتيجيات الخطاب في تعليم مفردات اللغة العربية
Cet article vise à
démontrer l'importance et le rôle des stratégies discursives dans
l'enseignement du vocabulaire de la langue arabe. Il s'articule autour
de deux aspects. Le premier aspect est théorique : il comprend la
définition du discours, ses composants ainsi que le concept de
l'enseignement du vocabulaire, ses bases de sélection et son importance
dans l'apprentissage et l’enseignement de la langue.
Cette première partie sera
suivie d’une mise en oeuvre pratique ou seront exposées quelques
propositions qui visent à déterminer les différentes stratégies de
discours qui peuvent être mis en oeuvre pour la mise en place de
l'enseignement du vocabulaire à un apprenant débutant.
مقدمة
إن
تعلم أي لغة يقوم على الوحدة اللغوية، لهذا نجد متعلمي اللغة يرون بأن
تعلم المفردات من أصعب المجالات في تعلمهم اللغوي، إذ تتضمن الثروة اللفظية
التي يتوجب عليهم اكتسابها، فالمتعلم في هذا المجال يكتسب معارف متعددة
مثل: كيفية كتابة الكلمات وطرق استخدامها، وكذا علاقتها بالكلمات الأخرى
التي وردت معها في نفس السياق أو في سياقات متنوعة ليحصِل معاني المفردة،
فالمفردات تمثل عنصرا دلاليا وبنيويا وتواصليا في الخطاب، إذ تحدد مجاله
ونوعه كما تبين مرسل الخطاب ومتلقيه في السياق التواصلي، فالمرسل قبل إنتاج
خطابه يتخير من الألفاظ والعبارات ما تناسب أهدافه، كما يعمد إلى تكوين
إستراتيجية تمكنه من بلوغ هدفه وإيصال معرفته للمتلقي (المستقبل/المرسل
إليه).
لذا يجب على المعلم تدريب متعلمي العربية عامة و غير الناطقين بها خاصة على اختيار الاستراتيجيات الملائمة للتعبير عن مقاصدهم، فعليه تنبيههم بأن اللغة العربية توفر للناطقين بها عدة استراتيجيات وأنه يمكن حصرها – أي استراتيجيات الخطاب - في نوعين رئيسيين هما الإستراتيجية المباشرة والإستراتيجية التلميحية، فالأولى : يعبر فيها المتحدث
عن قصده بدلالة مباشرة و صريحة، أما التلميحية فهي تتجاوز دلالة الخطاب
الحرفية، فالمرسل هنا لا يصرح بقصده بل يكتفي بالتلميح وهذا ما يعرف
بالمجاز في اللغة العربية وغيره من الأساليب البلاغية.
وبهذا تكون عملية تعليم العربية عملية حيوية وليست مجرد حفظ لقواعد اللغة العربية أو استظهار قوائم المفردات دون التفكير في معانيها أو حتى السياقات التي ترد فيها، فعلى معلم اللغة العربية أن يمكن متعلميه من بناء خطاباتهم من خلال اختيار المفردات التي تلائم الإستراتيجية التي يفرضها الموقف الذي هم فيه وتحقق الهدف الذي يسعون إليه.
وبما أن تعلم أي لغة يقوم أساسا على تعلم مفرداتها1 ، ففهم هذه المفردات في سياقاتها التي ترد فيها يمكن المتعلم من تحصيل معانيها وكذا ترسيخها في ذهنه، كما أن فهم المتعلم لاستراتيجيات الخطاب وقدرته على توظيف المفردات التي اكتسبها –بمعانيها- في مكانها المناسب، يمكنه من التواصل بطريقة سليمة .
الخطاب
لقد
ارتبط مصطلح الخطاب بعدة ميادين، لذا قد نجده يقترن بالسياسة فنقول خطاب
سياسي، أو يرتبط بالتعليم، فيطلق عليه الخطاب التعليمي،...والخطاب من
الألفاظ التي شاعت في حقل اللسانيات ولقيت اهتماما واسعا من قبل الباحثين،
وهو مصطلح يكتسي جملة من التقابلات فنجده يتقابل مع الجملة ومع الملفوظ ومع
اللغة وغيرهم، فالخطاب إذن يتكون من وحدة لغوية قوامها سلسلة من الجمل ( دومينيك مانغونو: المصطلحات المفاتيح لتحليل الخطاب، تر محمد يحياتن 2008 )، وهو حسب بنفينيست كل تلفظ يفترض متحدثا ومستمعا، تكون للطرف الأول نية التأثير في الطرف الثاني بشكل من الأشكال (محمد الباردي 2000 : 8 .) فكل ملفوظ / مكتوب يشكل وحدة تواصلية تامة (4 احمد متوكل: الوظيفة 2003 : 22) يعد خطابا سواء كان كلمة أو تعداها إلى جملة فهو يؤكد فعل النطق نفسه للتأثير في المتلقي.2
يستخلص من هذه التعاريف أن الخطاب هو كل ما شكل وحدة تواصلية تامة، تساوي أو تفوق الجملة (Dubois 2002 : 150) الغرض منه التواصل.
عناصر الخطاب
يقوم الخطاب – من الجانب التداولي – على عناصر أساسية، وهي كالآتي :
أ/ المرس
يعد
الطرف الأول للخطاب، فهو الأساس في تبليغ مقاصده والتأثير في المتلقي
لتكتمل العملية التخاطبية، فالمرسل يتخير من ألفاظه ما يتناسب مع منزلة
المرسل إليه، فهو هنا يتوخى اختيار ما يناسب السياق3، فخطاب المدير مع موظفيه غير خطاب المعلم مع تلاميذه، أو خطاب صديق مع صديقه.
لذا
نجد أن مقاصد المرسل وأهدافه تتنوع بتنوع العناصر السياقية، فإذا كان غرضه
التوجيه فإنه يختار من الأدوات اللغوية والآليات الخطابية ما يبلغه مراده،
وإذا كان غرضه التحذير فإنه يعمد إلى الأدوات والآليات التي تكفل ذلك،
وكلها عوامل تساعد على تحقيق آثار الخطاب ونتائجه (Dubois 2002 : 150).
ب/المرسل إليه
هو
الطرف الثاني للخطاب، وإليه تتجه لغة الخطاب، فهو وحده من يفك رموز رسالة
المرسل ويفهم دلالاتها فبتفكيكه للخطاب يكون قد عرف مقاصد المرسل وأهدافه
التي يريد تحقيقها(Dubois 2002 : 150) .
ج/السياق
السياق مجموعة الظروف التي تحف حدوث فعل التلفظ بموقف الكلام[...]، وتسمى هذه الظروف، في بعض الأحيان بالسياق (عبد الهادي بن ظافر الشهري 2004: 41)،
فالسياق إذن هو الإطار العام الذي يسهم في اختيار الآليات المناسبة لعملية
الإفهام والفهم) بين طرفي الخطاب، إذ يبدو وكأنه نتاج متفاعلين يخضع
لطبيعة العلاقة بين المرسل والمرسل إليه ومن عناصره الزمان والمكان فما
يصلح لمكان ما لا يصلح لآخر؛ لذا فإن معرفة عناصر السياق تساعد في عملية التعبير عن المقاصد والاستدلال لإدراكها (عبد الهادي بن ظافر الشهري 2004: 41.).
د/الخطاب:
ينتج
الخطاب عن اجتماع العناصر السابقة ( المرسل والمرسل إليه والسياق)، ففيه
تتضح الآليات الخطابية والأدوات اللغوية المستعملة، فتتبع الخصائص
التعبيرية للخطاب توضح الطريقة التي تعامل بها المرسل مع المرسل إليه، هل
أقنعه أم فرض عليه رأيه، هل احترمه أم أهانه؟....الخ.
قد
يبرز في الخطاب عدة مقاصد قد تظهر في شكله(الخطاب) مباشرة، وقد لا تظهر
وعندها تؤدي لغة الخطاب مدلولات ثانوية وهنا نجد أن المرسل يبني لغة خطابه
على افتراضات سابقة قد يدركها أو يفترض وجودها، فالخطاب عامة هو نوع من
التناول للغة(عبد الهادي بن ظافر الشهري 2004: 41.)
.إستراتيجية الخطاب
إن
مصطلح إستراتيجية الخطاب مركب من لفظين، لكل منهما مفهوم مستقل عن غيره،
وللوصول إلى مفهوم هذا المصطلح يجب أن نؤلف بينهما، فمفهوم الخطاب سبقنا
وأن تعرضنا إليه في أول البحث، أما مفهوم الإستراتيجية فنعني به الطريقة
التي يتخذها الإنسان لممارسة أفعال كثيرة في حياته الاجتماعية، الثقافية،
اللغوية، ....وغيرها لتحقيق أهداف بعينها داخل سياق البيئة المحيطة به،
ويطلق على هذه الطرق بالاستراتيجيات، ويمكن أن نعرف الاستراتيجيات بأنها
طرق محددة لتناول مشكلة ما، أو القيام بمهمة من المهمات، أو هي مجموعة
عمليات تهدف إلى بلوغ غايات معينة، أو هي تدابير مرسومة من أجل ضبط معلومات
محددة، والتحكم به (عبد الهادي بن ظافر الشهري 2004: 53)
أما
في التداولية وعلم اللغة النصي قد تُعرف بوصفها محصلة لسلسلة من عمليات
الاختيار واتخاذ القرارات التي تعلم بواسطتها خطوات الحل ووسائل لتنفيذ
أهداف اتصالية4 وما يفهم من هذا التعريف أن الإستراتيجية هنا تركز على العملية التواصلية في اللغة.
فهي
إذن عبارة عن مسلك مناسب يتخذه المرسل للتلفظ بخطابه، من أجل تنفيذ إرادته
والتعبير عن مقاصده التي تؤدي ّإلى تحقيق أهدافه، من خلال استعمال
العلامات اللغوية وغير اللغوية، وفقا لما يقتضيه سياق التلفظ بعناصره
المتنوعة، ويستحسنه المرسل (عبد الهادي بن ظافر الشهري 2004 : 62) .
فالخطاب أي خطاب هو نتيجة لإستراتيجية معينة ولتوليده ثلاثة مراحل يدركها أبناء اللغة عرفا، وهي :
-
إدراك السياق الذي يجري فيه التواصل بكل أبعاده المؤثرة.
-
-تحديد العلاقة بين السياق والعلامة المستعملة.
-
التلفظ بالخطاب (سعد بن محمود الطباخه : 10.)
لقد
ارتبطت الإستراتيجية بالخطاب لكونه عملية يقوم بها المرسل باختيار
العبارات والكلمات المناسبة، وكذا اختيار السياق المناسب له، فهو قبل
التلفظ بخطابه يخطط لكيفية إنتاجه وكذا كيفية إيصال معناه إلى المرسل إليه،
فالمرسل يحرص كل الحرص على استعمال اللغة استعمالا دقيقا يتلاءم والسياق،
وحتى يتمكن من القيام بهذه العمليات لابد أن تتوفر فيه كفاية لغوية
بالإضافة إلى الكفاية التداولية ( دليلة قسمية 2012 :71).
أنواع استراتيجيات الخطاب
يعتمد
المرسل على عدد من القواعد للتلفظ بالخطاب لما تقتضيه العلاقة بينه وبين
المرسل إليه فهو إذن(المرسل) يختار إستراتيجية خطابه وفقا لدواعي السياق
خاصة إذا تعلق الأمر بالعملية التعليمية، فالخطاب هو كل ما يعبر عن مقصود
المرسل لتحقيق هدفه، لهذا على المرسل أن يراعي استراتيجيات الخطاب عند
إنتاج خطابه، مما يؤصل علاقة الاستراتيجيات بمعطيات إنتاج الخطاب، أي
بعناصر السياق التواصلية التي نتج فيه (عبد الهادي بن ظافر الشهري : 86.)
ينبني تحديد إستراتيجية الخطاب اجتماعيا على عاملين: يمثل الأول العلاقة بين المرسل والمرسل
اليه أما الثاني يتمثل في عامل السلطة، وهو مرد تصنيف ليتش للعلاقات بين
الناس إلى صنفين: صنف أساسه معيار التضامن كبعد اجتماعي، وصنف محوره السلطة (عبد الهادي بن ظافر الشهري : 256)،
وهذا يخص العلاقات العامة بين المتخاطبين، أما إذا تعلق الأمر بالجانب
التعليمي فنجد المعلم يستعمل عبارات التودد عند التعامل مع المتعلمين ، كأن
يصارحهم بمكانته في العملية التعليمية وتحبيبهم اللغة التي يدرسونها،
ويتجنب كل ما يجعل خطابه غامضا ومعقدا (شيباني الطيب 2009: 74).
أ/الإستراتيجية التضامنية
إن
الإستراتيجية التضامنية بالغة الأهمية في الحقل التعليمي حيث يكون التأدب
والتخلق في الخطاب وسيلة لتيسير الفهم فتصبح طريقا للعلم والمعرفة بالسياق (عبد الهادي بن ظافر الشهري 2004 :261)
هذا من جهة تعامل المعلم مع طلابه أما إذا تعلق الأمر بتعليم فنيات
التضامن للمتعلمين فعلى المعلم أن يتخير من المفردات ما يوحي إلى التضامن
والتودد في العلاقات بين الناس، فالمعلم هنا يقوم بعمليتين التلفظ بالخطاب
وفقا للإستراتيجية التضامنية، وتلقين المتعلمين المفردات والعبارات التي
توحي إلى التضامن.
ب/الإستراتيجية التوجيهية
تستعمل
هذه الإستراتيجية في خطابات النصح والتحذير من أساليبها الإنشاء الطلبي،
فإذا استُعملت هذه الإستراتيجية في الجانب التعليمي فإن أحد طرفي الخطاب
وهو المرسل يكون صاحب السلطة، أي أن المعلم هو الذي يملك السلطة باعتباره
موجها في العملية التعليمية.
تتسم هذه الإستراتيجية بالوضوح في التعبير عن قصد المرسل فإنه لا يدع للمتلقي فرصة التأويل، ومنه فالتوجيه يتحقق بأفعال لغوية صريحة بالسياق (عبد الهادي بن ظافر الشهري 2004: 327)، فعندما يأمر المعلم متعلميه بالكتابة، يقول: اكتبوا ! فهذا لفظ صريح يدل على قصد واحد عوض أن يقول أنا آمركم بالكتابة، ونفس الشيء إذا تعلق الأمر بالنصح أو التحذير.
ميزة
الإستراتيجية التوجيهية أنها تجنب التكرار في التواصل بين طرفي الخطاب،
ومن وسائلها: الأمر، النهي، الاستفهام، التحذير، الإغراء.
ج/الإستراتيجية التلميحية
تتمثل
في عدم التصريح بالقصد والاكتفاء بالتلميح والإشارة له، فالإستراتيجية
التلميحية هي الإستراتيجية التي يعبر بها المرسل عن قصده بما يغاير معنى
الخطاب الحرفي لينجز بها أكثر مما يقوله، إذ يتجاوز قصده مجرد المعنى
الحرفي لخطابه، فيعبر عنه بغير ما يقف عنده اللفظ مستثمرا في ذلك عناصر
السياق بالسياق (عبد الهادي بن ظافر الشهري 2004 :370 ).
فهذه
الإستراتيجية تجعل المرسل يعدل عن الخطاب المباشر بدوافع عوامل معينة،
وهذا العدول عن الحقيقة يعد مجازا، فقولك رأيت أسدا لا يعني أنك رأيت أسدا
بل يعني أنك رأيت إنسانا شجاعا كالأسد بالسياق (عبد الهادي بن ظافر الشهري 2004 :370)
تستعمل
الإستراتيجية التلميحية للتأدب أو السلطة، من أدواتها المجاز والتشبيه،
الكناية والاستعارة بمعنى آخر الأساليب البلاغية المتواضع عليها عند العرب
والتي تدرس في السنوات الدراسية المختلفة بحسب الفئة العمرية للمتمدرسين
ومستواهم التعليمي.
د/الإستراتيجية الحجاجية:
أو إستراتيجية الإقناع يسعى فيها المرسل –
من خلال خطابه- إلى إقناع المتلقي، وتستعمل فيها آليات الحجاج، هذه
الإستراتيجية تستعمل في عدة خطابات، فقد نجدها في خطاب التاجر ليبيع سلعته،
أو في خطاب الأم لولدها، أما إذا تعلق الأمر بالعملية التعليمية، نجد أن
المعلم إذا أراد إقناع المتعلم بفعل أمر ما أو تركه أو تحسينه فإنه يستعمل
آليات الحجاج التي
قد تكون لغوية: كأدوات التعليل، التركيب الشرطي، الأفعال اللغوية،
الوصف،... وغير لغوية كالإشارات والإيماءات وكل ما يتعلق بآليات التواصل
غير اللفظي (شيباني الطيب : 75.)
مفهوم تعليم المفردات
تتكون عبارة تعليم المفردات من كلمتين، تعليم ومفردات.
فالتعليم
إذن هو عملية تنظيم مواقف التعلم في غرفة الصف أو غيرها ما يمكن المتعلم
من بناء معرفته بنفسه مع توجيه المعلم وإرشاده، فالتعليم هو عملية نقل
للمعلومات والمعارف من الكتب أو من المعلم إلى المتعلم المتلقي5 الذي يسعى إلى اكتشاف ما يتعلمه من خلال ممارسة التفكير العلمي ليبني معرفته الذاتية من خلال الخبرات القبلية.
أما
المفردة: هي وحدة معنوية صغرى (مونيم) تنتمي إلى مجموعة مفردات اللغة، وهي
مجموعة مفتوحة تكون قاموس المفردات في كل لسان ( صبيحة بن عمار 2013:
197.)
ومن هنا يمكن القول بأن المفردات أهم عناصر التركيب اللغوي، يستعملها المتكلم للتعبير عن ما يجول في ذهنه من أفكار.
إن
الغرض من تعليم المفردات ليس تعلم نطقها فحسب بل تعداه إلى فهم معناها،
لهذا فإن الهدف من تعليم المفردات يكمن في تمكين المتعلمين من استخدام
الكلمة المناسبة في المكان المناسب.
أسس اختيار المفردات
يقوم المعلم قبل البدء بالعملية التعليمية –
تعليم المفردات- بإعداد المفردات المناسبة التي يحتاجها الطالب الناطق
باللغة أو غير الناطق بها، وهذا الاختيار يقوم وفق أسس عدة أهمها التواتر
الذي نعني به درجة شيوع المفردة في الاستعمال مثل مفردات التعارف وعبارات
التحية، أعضاء الجسم (قدم، يد، وجه وأذن،...)، وكذا المفردات التي تتعلق
بالوسائل التعليمية الموجودة في غرفة الصف ( السبورة، المكتب، المصطبة،
شاشة العرض،....).
كما
يتم اختيار المفردات على أساس التوزع أي تعليم المفردات التي تستعمل في
أكثر من دولة عربية، لذا على معلم اللغة أن يختار المفردات بحسب احتياجات
متعلميه فيبدأ بتعليم المفردة الأكثر أهمية وهذا لا يعني أن يقصي المفردات
العامة.
وعلى المعلم أيضا أن يعلم المفردات ذات الأصل العربي كمفردة حاسوب عوض كمبيوتر، تلفاز عوض تلفزيون.
أهمية المفردات
تمثل
المفردات وجود اللغة نفسها، إذ تعد أهم العناصر في اللغة فلكل مفردة مفهوم
معين، ولها دور في إيجاد اللغة فالدور والمفهوم يتعلق بنوع الكلمة أو
جنسها وكذا باستعمالها في الجملة؛ وبما أن المفردات من أهم العناصر التي
لابد من استيعابها للحصول على المهارة اللغوية – خاصة مهارة الكلام- فإن تعلمها يعد مهما جدا ( نورياني 2011 : 176)) لاكتساب اللغة وإثراء الرصيد اللغوي ويمكن أن يقال عن المفردات أنها الأساس. الذي تبنى عليه اللغة.
تكمن أهمية تدريس المفردات للطلبة العرب عامة و لغير الناطقين بالعربية خاصة في النقاط الآتية :
-
النطق السليم للحروف العربية ما يمكن الطالب من القراءة السليمة.
-
تعويدهم على استعمال اللغة الفصيحة كتابة وأداءً بعبارة أخرى تحسين أسلوبهم في التعبير الكتابي و التعبير الشفهي.
تنمية
الرصيد اللغوي وحسن توظيف المفردات في سياقات مناسبة، وما يجعل الدارس
متمكنا من هذا هو تعلم المفردات من خلال السياق، لأن حفظ واستظهار قوائم
المفردات يجعله -الطالب الذي يتعلم اللغة العربية أو أي طالب يتعلم لغة
ثانية - يعرف العديد من المفردات والمصطلحات ولا يحسن توظيفها أو قد لا
يفهمها في سياقاتها.
الجانب التطبيقي
من
خلال عرض استراتيجيات الخطاب فيما سبق من هذا البحث، فإنه بإمكان معلم
العربية أن يستثمر من الاستراتيجيات في عملية تعليم المفردات، ما
يندرج ضمن الإستراتيجية المباشرة وهما: الإستراتيجية التوجيهية
والإستراتيجية التضامنية، لذا فعلى مدرس اللغة العربية كلغة أجنبية وخاصة
في المستويات الأولى من تعليم العربية أن يختار من النصوص ما يحتوي على
المفردات التي تشمل النوعين السابقين من استراتيجيات الخطاب وحبذا لو يتمثل
الدور التوجيهي أو التضامني في عملية التعليم، فهو بهذا يقوم بعملية تمثيل
الدور في الخطاب وفي نفس الوقت يلقن متعلميه المفردات والتراكيب بمعانيها
في السياق الذي ترد فيه، كما يمكنهم من معرفة طبيعة الأدوار التي يؤديها
المشتركون في الخطاب وكيفية تبادلها وانتقالها من متحدث لآخر وكيف يتحول
المتحدث إلى مستمع والعكس، فبهذا يستطيع المتعلمون بناء خطاباتهم وفق
إستراتيجية معينة يفرضها موقف محدد.
إن
اختيار نوعين من الاستراتيجيات لا يعني الإقصاء الكلي للإستراتيجية
الإقناعية والإستراتجية التلميحية لكنهما لا يلائمان المتعلمين المبتدئين
في اللغة بل نجدهما عند المتكلمين الأصليين للغة العربية غير أنه يمكن
اعتماد الإقناع أي تلقين الأساليب الحجاجية كأدوات التعليل وغيرها للطلبة
في المستوى المتوسط والمتقدم - من تعليم العربية - لأنه يعد من
الاستراتيجيات المباشرة، لكن الإستراتيجية التلميحية تلقن في المستويات
المتقدمة لما تتطلب من أساليب بلاغية كالتشبيه والمجاز، والكناية،...الخ.
وعلى
هذا الاختيار سنعرض مجموعة من النماذج التطبيقية تحوي بعض المفردات التي
تسهم في الدلالة على نوع الخطاب ويمكن تلقينها لمتعلم مبتدئ في اللغة
العربية ليستطيع بناء خطاباته وفق إستراتيجية معينة
النموذج الأول : املأ الفراغ بالمفردات المناسبة
لفتح الطرق- التكافل- لنقل المصابين- التضامن- تجندوا لإنقاذ- التآزر.
في صباح يوم السبت العاشر من نوفمبر عام 2001، اشتدت سرعة الرياح وازدادت
الأمطار غزارة، فكانت كافية لأن تحول أحياء مدينة باب الوادي بالجزائر العاصمة إلى منطقة
منكوبة، فضربت مياه غزيرة بكل قوة الأحياء وأغرقت الشوارع في الأنقاض والأتربة.
وبالرغم من المنظر الحزين الذي سببته الفيضانات، إلا أن أبناء الحي .............ما يمكن إنقاذه
من الأرواح البشرية، فهذا شاب يدخل وسط الماء الجارف، وينقذ عددا من إخوانه الذين كانوا
على وشك الغرق، فهذا ينقذ أربعة أطفال و آخر عجوزين . بعدها انضمت وحدات الجيش
الوطني إلى المواطنين بآلاتها الثقيلة .......... وتسهيل المواصلات خاصة أمام سيارات الإسعاف
ورجال الحماية المدنية ...............ممن كانوا تحت الأنقاض إلى المستشفيات. وهكذا ظهرت
مظاهر........ و........ و....... بين جميع أفراد المجتمع الجزائري (مفتاح بن عروس، شريفة غطاس 2014:-86) .
يمثل النموذج الأول خطابا(نصا) يبين إحدى استراتيجيات المباشرة ، إذ تعتبر المفردات التي تملأ بها الفراغات كلمات مفتاحية تدل على نوع الخطاب ، فنلاحظ أن المفردات: تجندوا لإنقاذ، فتح الطرق، نقل المصابين، التكافل، التآزر والتضامن، تكاد تكون دلالتها مغلقة فهي كلها تعبر عن التكافل ما أكسبت الخطاب حلة تضامنية دلت على نوع الإستراتيجية التي اعتمدها مؤلف النص من خلال المفردات التي يتركب منها، وفي هذا النوع من التمارين يقوم الأستاذ بحذف المفردات وتعويضها بفراغات ثم يطلب من المتعلم أن يملأ الفراغات بالمفردات المناسبة (المقترحة) ليمتحن قدرته على استعمال المفردة وتوظيفها في مكانها المناسب ليحصل على خطاب متماسك.
في صباح يوم السبت العاشر من نوفمبر عام 2001، اشتدت سرعة الرياح وازدادت
الأمطار غزارة، فكانت كافية لأن تحول أحياء مدينة باب الوادي بالجزائر العاصمة إلى منطقة
منكوبة، فضربت مياه غزيرة بكل قوة الأحياء وأغرقت الشوارع في الأنقاض والأتربة.
وبالرغم من المنظر الحزين الذي سببته الفيضانات، إلا أن أبناء الحي .............ما يمكن إنقاذه
من الأرواح البشرية، فهذا شاب يدخل وسط الماء الجارف، وينقذ عددا من إخوانه الذين كانوا
على وشك الغرق، فهذا ينقذ أربعة أطفال و آخر عجوزين . بعدها انضمت وحدات الجيش
الوطني إلى المواطنين بآلاتها الثقيلة .......... وتسهيل المواصلات خاصة أمام سيارات الإسعاف
ورجال الحماية المدنية ...............ممن كانوا تحت الأنقاض إلى المستشفيات. وهكذا ظهرت
مظاهر........ و........ و....... بين جميع أفراد المجتمع الجزائري (مفتاح بن عروس، شريفة غطاس 2014:-86) .
يمثل النموذج الأول خطابا(نصا) يبين إحدى استراتيجيات المباشرة ، إذ تعتبر المفردات التي تملأ بها الفراغات كلمات مفتاحية تدل على نوع الخطاب ، فنلاحظ أن المفردات: تجندوا لإنقاذ، فتح الطرق، نقل المصابين، التكافل، التآزر والتضامن، تكاد تكون دلالتها مغلقة فهي كلها تعبر عن التكافل ما أكسبت الخطاب حلة تضامنية دلت على نوع الإستراتيجية التي اعتمدها مؤلف النص من خلال المفردات التي يتركب منها، وفي هذا النوع من التمارين يقوم الأستاذ بحذف المفردات وتعويضها بفراغات ثم يطلب من المتعلم أن يملأ الفراغات بالمفردات المناسبة (المقترحة) ليمتحن قدرته على استعمال المفردة وتوظيفها في مكانها المناسب ليحصل على خطاب متماسك.
النموذج الثاني
الأسئلة:
ماذا تلاحظ داخل الصورة؟
ما اسمه؟
لاحظ رقبته، هل هي قصيرة أم طويلة؟
ماذا يأكل؟
أين يعيش؟
كيف يمكن أن نستفيد منه؟
انطلاقا من الإجابة عن هذه الأسئلة صف هذا الحيوان.
أما
النموذج الثاني فهو عبارة عن تعبير شفهي حيث يطلب المعلم من المتعلمين وصف
ما في الصورة، ثم يطرح على المتعلمين بعض الأسئلة وفي الأخير يطلب منهم
تحرير فقرة يصفون فيها محتوى الصورة مقيدين بالأسئلة التي طُرحت عليهم من
قبل.
فبهذا النوع من التمارين يكون المعلم قد تمكن من تلقين المتعلم الأسلوب الوصفي.
النموذج الثالث
النص:
أحضر
المعلم تمثالا صنعه على هيئة طائر، وثبته في رأس شجرة عالية، ثم قال
لطلابه: " قفوا على مسافة ثلاثين خطوة، وتأهبوا للرماية، وصوبوا سهامكم إلى
رأس هذا الطائر".
فوقف
أكبر الأمراء سنا رافعا قوسه، فصاح به الأستاذ قائلا: "أخبرني بما ترى.
إياي؟ أم أصحابي؟ أم الشجرة؟ أم الطائر؟ فأجابه: " أراهم جميعا" فقال
الأستاذ: ضع القوس يا فتى، وتنح جانبا. فما أنت بقادر على المنافسة." وهكذا
تنحى الجميع واحدا واحدا، ولم يبق إلا أَرْجُونا" وارتسم الحزن على وجه
الشيخ، فصاح غاضبا. يا أَرجُونا، قد يصيب الهدف سهمك، أو يدفن معلمكم سهامه
في الغابة. خبرني أنت أيضا، أترى الشجرة والطائر وأستاذك وأصحابك؟ فابتدره
قائلا: " بل أرى رأس الطائر فقط." فصاح الشيخ مبتهجا. " أطلق عليه سهمك"
وسرعان ما انطلق السهم، ففصل رأس الطائر، فقال الشيخ: حفظ الله "أرجُونا"
ورعاه. لقد رأى شيئا، ولم يبصر سواه، فلم يخطئ سهمه ولا عداه." كامل الكيلاني. ( عبد الرحمان كابويا، عبلاوي محمد الطيب 2001 : -17.)
.
الأسئلة:
اقرأ ولاحظ .
من هم الشخصيات في هذا النص؟
استخرج من النص صيغ الأمر.
ضع عنوانا مناسبا للنص.
يطلب
المعلم من المتعلم في هذا النوع من التدريبات أن يقرأ النص، ويحدد
الشخصيات فيه ثم يستخرج صيغ الأمر من النص، وفي الأخير يضع عنوانا مناسبا
له.
فبعد
الإجابة عن الأسئلة يمكن الأستاذ أن يطلب من تلاميذه أن يمثلوا الدور،
فيأخذ الأستاذ دور الموجه فبهذا يكون صاحب السلطة والتلاميذ يخضعون لأوامره
ونصائحه.
خاتمة
إن
التواصل بين الناس لا يتوقف على استعمال اللغة الطبيعية فقط، فالذين
ينتمون إلى المجتمع ذاته يملكون تقريبا نفس المعارف اللغوية، فهم يستعملون
اللغة بكيفيات منتظمة تتناسب مع مقتضيات السياق، ويتجلى عن هذا التنظيم
التلفظ بالخطاب، في ما يسمى بإستراتيجية الخطاب وهذا يعني أن الخطاب المنجز
يكون خطابا مخططا له، بصفة مستمرة وشعورية.
ومن
هنا، يتحتم على المرسل، أن يختار الإستراتيجية المناسبة، التي تستطيع أن
تعبر عن قصده وتحقق هدفه بأفضل حالة، ففعل الاعتذار، مثلا، يتحقق عبر
خطابات كثيرة، كل خطاب منها يمثل إستراتيجية(عبد الهادي بن ظافر الشهري : 56).
وبما
أن الخطاب هو سلسلة من الوحدات اللغوية فإن معرفة المفردات مجردة لا تمكن
المتعلم من غير أبناء اللغة التواصل بنجاح مع الناطقين باللغة، لأنها هنا
تعبر عن معاني ضيقة تقتصر على المعنى المعجمي، وهذا ما أدى إلى الانتقال من
تعليم المفردات في شكل قوائم إلى تعليمها في جمل دالة على المعنى المقصود،
فيستطيع المتعلم اكتسابها من خلال سياقاتها والتعرف على معانيها في سياقات
أخرى، فيتمكن من استعمالها في بناء خطاباته أثناء تواصله مع غيره فالمرسل
لا ينتج خطابه غافلا عن اعتبار السياق، كما لا يتجلى الخطاب دون استعمال
العلامات المناسبة، إذ لا يخلو خطاب من خطة للوصول إلى الغرض أو الهدف
المنشود.
وبالحديث
عن المعلم بصفة عامة ومعلم العربية بصفة خاصة نجد أن المعلم غالبا ما يكون
صاحب السلطة في العملية التعليمية باعتباره الموجه المرشد والمتحكم في
العملية التعليمية، فهو أثناء إنتاج خطاباته يتبع عدة استراتيجيات لبلوغ
هدفه وإيصال معرفته للمتعلم وفق ما يفرضه موضوع الدرس مراعيا بذلك مستوى
المتعلمين وقدرة استيعابهم؛ إذ لكل إستراتيجية مسوغات استعمال معينة
فالإستراتيجية المباشرة غير التلميحية.
وفي الأخير ندعو إلى :
-
ضرورة إيلاء استراتيجيات الخطاب الأهمية الكبرى وتنميتها في مرحلة اكتساب اللغة.
-
بيان أهمية اختيار الاستراتيجيات المناسبة لصنع الخطاب وتشكيله لغويا.
-
إبراز دور أهمية استراتيجيات الخطاب في مجال تعليم العربية للناطقين ولغير الناطقين بها.
-
تدريب متعلمي اللغة العربية على بناء خطاباتهم وفق إستراتيجية معينة.
1 إن تعلم أي لغة لايقوم على المفردات فحسب، بل لكل لغة قواعد خاصة بها، إلا أننا اقتصرنا على لفظة المفردات لأنها موضوع الدراسة.
2 Récit et Discours : www.onefd.edu.dz,
3 عبد
الهادي بن ظافر الشهري: استراتيجية الخطاب بين الدراسات النظرية
والممارسات الواقعية، مدونة لبراهيم ابراهيمي تهتم باللسانيات التداولية
التفاعلية الاجتماعية، http://brahmiblogspotcom.blogspot.com/2011/05/blog-post_1917.html ، بتصرف.
4 جمعان عبد الكريم، الاستراتيجية وعلاقتها بالنص والخطاب، من وموقع: www.lisaniat.net، بتصرف.
5 مقتبس من دروس في مقياس تعليمية اللغة العربية وتقييم الكتب،طور الماستر ، مدونتي.
فايزة عمران
قسم علوم اللسان جامعة الجزائر2
© 2017 Aleph, langues, médias et sociétés
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق