أجمل التهاني لرواد مدونتي
بمناسبة المولد النبوي الشريف
1 |
ولد الهدى فالكائنات ضياء *** وفم الزمان تبسم وثناء
|
2 |
الروح والملأ الملائك حوله *** للدين والدنيا به بشراء
|
3 |
والعرش يزهو والحظيرة تزدهي *** والمنتهى والسدرة العصماء
|
4 |
وحديقة الفرقان ضاحكة الربا *** بالترجمان شذية غناء
|
5 |
والوحي يقطر سلسلا من سلسل *** واللوح والقلم البديع رواء
|
6 |
نظمت أسامي الرسل فهي صحيفة *** في اللوح واسم محمد طغراء
|
7 |
اسم الجلالة في بديع حروفه *** ألف هنالك واسم طه الباء
|
8 |
يا خير من جاء الوجود تحية *** من مرسلين إلى الهدى بك جاؤوا
|
9 |
بيت النبيين الذي لا يلتقي *** إلا الحنائف فيه والحنفاء
|
10 |
خير الأبوة حازهم لك آدم *** دون الأنام وأحرزت حواء
|
11 |
هم أدركوا عز النبوة وانتهت *** فيها إليك العزة القعساء
|
12 |
خلقت لبيتك وهو مخلوق لها *** إن العظائم كفؤها العظماء
|
13 |
بك بشر الله السماء فزينت *** وتضوعت مسكا بك الغبراء
|
14 |
وبدا محياك الذي قسماته *** حق وغرته هدى وحياء
|
15 |
وعليه من نور النبوة رونق *** ومن الخليل وهديه سيماء
|
16 |
أثنى المسيح عليه خلف سمائه *** وتهللت واهتزت العذراء
|
17 |
يوم يتيه على الزمان صباحه *** ومساؤه بمحمد وضاء
|
18 |
الحق عالي الركن فيه مظفر *** في الملك لا يعلو عليه لواء
|
19 |
ذعرت عروش الظالمين فزلزلت *** وعلت على تيجانهم أصداء
|
20 |
والنار خاوية الجوانب حولهم *** خمدت ذوائبها وغاض الماء
|
21 |
والآي تترى والخوارق جمة *** جبريل رواح بها غداء
|
22 |
نعم اليتيم بدت مخايل فضله *** واليتم رزق بعضه وذكاء
|
23 |
في المهد يستسقى الحيا برجائه *** وبقصده تستدفع البأساء
|
24 |
بسوى الأمانة في الصبا والصدق لم *** يعرفه أهل الصدق والأمناء
|
25 |
يا من له الأخلاق ما تهوى العلا *** منها وما يتعشق الكبراء
|
26 |
لو لم تقم دينا لقامت وحدها *** دينا تضيء بنوره الآناء
|
27 |
زانتك في الخلق العظيم شمائل *** يغرى بهن ويولع الكرماء
|
28 |
أما الجمال فأنت شمس سمائه *** وملاحة الصديق منك أياء
|
29 |
والحسن من كرم الوجوه وخيره *** ما أوتي القواد والزعماء
|
30 |
فإذا سخوت بلغت بالجود المدى *** وفعلت ما لا تفعل الأنواء
|
31 |
وإذا عفوت فقادرا ومقدرا *** لا يستهين بعفوك الجهلاء
|
32 |
وإذا رحمت فأنت أم أو أب *** هذان في الدنيا هما الرحماء
|
33 |
وإذا غضبت فإنما هي غضبة *** في الحق لا ضغن ولا بغضاء
|
34 |
وإذا رضيت فذاك في مرضاته *** ورضا الكثير تحلم ورياء
|
35 |
وإذا خطبت فللمنابر هزة *** تعرو الندي وللقلوب بكاء
|
36 |
وإذا قضيت فلا ارتياب كأنما *** جاء الخصوم من السماء قضاء
|
37 |
وإذا حميت الماء لم يورد ولو *** أن القياصر والملوك ظماء
|
38 |
وإذا أجرت فأنت بيت الله لم *** يدخل عليه المستجير عداء
|
39 |
وإذا ملكت النفس قمت ببرها *** ولو ان ما ملكت يداك الشاء
|
40 |
وإذا بنيت فخير زوج عشرة *** وإذا ابتنيت فدونك الآباء
|
41 |
وإذا صحبت رأى الوفاء مجسما *** في بردك الأصحاب والخلطاء
|
42 |
وإذا أخذت العهد أو أعطيته *** فجميع عهدك ذمة ووفاء
|
43 |
وإذا مشيت إلى العدا فغضنفر *** وإذا جريت فإنك النكباء
|
44 |
وتمد حلمك للسفيه مداريا *** حتى يضيق بعرضك السفهاء
|
45 |
في كل نفس من سطاك مهابة *** ولكل نفس في نداك رجاء
|
46 |
والرأي لم ينض المهند دونه *** كالسيف لم تضرب به الآراء
|
47 |
يأيها الأمي حسبك رتبة *** في العلم أن دانت بك العلماء
|
48 |
الذكر آية ربك الكبرى التي *** فيها لباغي المعجزات غناء
|
49 |
صدر البيان له إذا التقت اللغى *** وتقدم البلغاء والفصحاء
|
50 |
نسخت به التوراة وهي وضيئة *** وتخلف الإنجيل وهو ذكاء
|
51 |
لما تمشى في الحجاز حكيمه *** فضت عكاظ به وقام حراء
|
52 |
أزرى بمنطق أهله وبيانهم *** وحي يقصر دونه البلغاء
|
53 |
حسدوا فقالوا شاعر أو ساحر *** ومن الحسود يكون الاستهزاء
|
54 |
قد نال بالهادي الكريم وبالهدى *** ما لم تنل من سؤدد سيناء
|
55 |
أمسى كأنك من جلالك أمة *** وكأنه من أنسه بيداء
|
56 |
يوحى إليك الفوز في ظلماته *** متتابعا تجلى به الظلماء
|
57 |
دين يشيد آية في آية *** لبناته السورات والأدواء
|
58 |
الحق فيه هو الأساس وكيف لا *** والله جل جلاله البناء
|
59 |
أما حديثك في العقول فمشرع *** والعلم والحكم الغوالي الماء
|
60 |
هو صبغة الفرقان نفحة قدسه *** والسين من سوراته والراء
|
61 |
جرت الفصاحة من ينابيع النهى *** من دوحه وتفجر الإنشاء
|
62 |
في بحره للسابحين به على *** أدب الحياة وعلمها إرساء
|
63 |
أتت الدهور على سلافته ولم *** تفن السلاف ولا سلا الندماء
|
64 |
بك يا ابن عبد الله قامت سمحة *** بالحق من ملل الهدى غراء
|
65 |
بنيت على التوحيد وهي حقيقة *** نادى بها سقراط والقدماء
|
66 |
وجد الزعاف من السموم لأجلها *** كالشهد ثم تتابع الشهداء
|
67 |
ومشى على وجه الزمان بنورها *** كهان وادي النيل والعرفاء
|
68 |
إيزيس ذات الملك حين توحدت *** أخذت قوام أمورها الأشياء
|
69 |
لما دعوت الناس لبى عاقل *** وأصم منك الجاهلين نداء
|
70 |
أبوا الخروج إليك من أوهامهم *** والناس في أوهامهم سجناء
|
71 |
ومن العقول جداول وجلامد *** ومن النفوس حرائر وإماء
|
72 |
داء الجماعة من أرسطاليس لم *** يوصف له حتى أتيت دواء
|
73 |
فرسمت بعدك للعباد حكومة *** لا سوقة فيها ولا أمراء
|
74 |
الله فوق الخلق فيها وحده *** والناس تحت لوائها أكفاء
|
75 |
والدين يسر والخلافة بيعة *** والأمر شورى والحقوق قضاء
|
76 |
الإشتراكيون أنت إمامهم *** لولا دعاوي القوم والغلواء
|
77 |
داويت متئدا وداووا ظفرة *** وأخف من بعض الدواء الداء
|
78 |
الحرب في حق لديك شريعة *** ومن السموم الناقعات دواء
|
79 |
والبر عندك ذمة وفريضة *** لا منة ممنونة وجباء
|
80 |
جاءت فوحدت الزكاة سبيله *** حتى التقى الكرماء والبخلاء
|
81 |
أنصفت أهل الفقر من أهل الغنى *** فالكل في حق الحياة سواء
|
82 |
فلو ان إنسانا تخير ملة *** ما اختار إلا دينك الفقراء
|
83 |
يأيها المسرى به شرفا إلى *** ما لا تنال الشمس والجوزاء
|
84 |
يتساءلون وأنت أطهر هيكل *** بالروح أم بالهيكل الإسراء
|
85 |
بهما سموت مطهرين كلاهما *** نور وريحانية وبهاء
|
86 |
فضل عليك لذي الجلال ومنة *** والله يفعل ما يرى ويشاء
|
87 |
تغشى الغيوب من العوالم كلما *** طويت سماء قلدتك سماء
|
88 |
في كل منطقة حواشي نورها *** نون وأنت النقطة الزهراء
|
89 |
أنت الجمال بها وأنت المجتلى *** والكف والمرآة والحسناء
|
90 |
الله هيأ من حظيرة قدسه *** نزلا لذاتك لم يجزه علاء
|
91 |
العرش تحتك سدة وقوائما *** ومناكب الروح الأمين وطاء
|
92 |
والرسل دون العرش لم يؤذن لهم *** حاشا لغيرك موعد ولقاء
|
93 |
الخيل تأبى غير أحمد حاميا *** وبها إذا ذكر اسمه خيلاء
|
94 |
شيخ الفوارس يعلمون مكانه *** إن هيجت آسادها الهيجاء
|
95 |
وإذا تصدى للظبا فمهند *** أو للرماح فصعدة سمراء
|
96 |
وإذا رمى عن قوسه فيمينه *** قدر وما ترمى اليمين قضاء
|
97 |
من كل داعي الحق همة سيفه *** فلسيفه في الراسيات مضاء
|
98 |
ساقي الجريح ومطعم الأسرى ومن *** أمنت سنابك خيله الأشلاء
|
99 |
إن الشجاعة في الرجال غلاظة *** ما لم تزنها رأفة وسخاء
|
100 |
والحرب من شرف الشعوب فإن بغوا *** فالمجد مما يدعون براء
|
101 |
والحرب يبعثها القوي تجبرا *** وينوء تحت بلائها الضعفاء
|
102 |
كم من غزاة للرسول كريمة *** فيها رضى للحق أو إعلاء
|
103 |
كانت لجند الله فيها شدة *** في إثرها للعالمين رخاء
|
104 |
ضربوا الضلالة ضربة ذهبت بها *** فعلى الجهالة والضلال عفاء
|
105 |
دعموا على الحرب السلام وطالما *** حقنت دماء في الزمان دماء
|
106 |
الحق عرض الله كل أبية *** بين النفوس حمى له ووقار
|
107 |
هل كان حول محمد من قومه *** إلا صبي واحد ونساء
|
108 |
فدعا فلبى في القبائل عصبة *** مستضعفون قلائل أنضاء
|
109 |
ردوا ببأس العزم عنه من الأذى *** ما لا ترد الصخرة الصماء
|
110 |
والحق والإيمان إن صبا على *** برد ففيه كتيبة خرساء
|
111 |
نسفوا بناء الشرك فهو خرائب *** واستأصلوا الأصنام فهي هباء
|
112 |
يمشون تغضي الأرض منهم هيبة *** وبهم حيال نعيمها إغضاء
|
113 |
حتى إذا فتحت لهم أطرافها *** لم يطغهم ترف ولا نعماء
|
114 |
يا من له عز الشفاعة وحده *** وهو المنزه ما له شفعاء
|
115 |
عرش القيامة أنت تحت لوائه *** والحوض أنت حياله السقاء
|
116 |
تروي وتسقي الصالحين ثوابهم *** والصالحات ذخائر وجزاء
|
117 |
ألمثل هذا ذقت في الدنيا الطوى *** وانشق من خلق عليك رداء
|
118 |
لي في مديحك يا رسول عرائس *** تيمن فيك وشاقهن جلاء
|
119 |
هن الحسان فإن قبلت تكرما *** فمهورهن شفاعة حسناء
|
120 |
أنت الذي نظم البرية دينه *** ماذا يقول وينظم الشعراء
|
121 |
المصلحون أصابع جمعت يدا *** هي أنت بل أنت اليد البيضاء
|
122 |
ما جئت بابك مادحا بل داعيا *** ومن المديح تضرع ودعاء
|
123 |
أدعوك عن قومي الضعاف لأزمة *** في مثلها يلقى عليك رجاء
|
124 |
أدرى رسول الله أن نفوسهم *** ركبت هواها والقلوب هواء
|
125 |
متفككون فما تضم نفوسهم *** ثقة ولا جمع القلوب صفاء
|
126 |
رقدوا وغرهم نعيم باطل *** ونعيم قوم في القيود بلاء
|
127 |
ظلموا شريعتك التي نلنا بها *** ما لم ينل في رومة الفقهاء
|
128 |
مشت الحضارة في سناها واهتدى *** في الدين والدنيا بها السعداء
|
129 |
صلى عليك الله ما صحب الدجى *** حاد وحنت بالفلا وجناء
|
130 |
واستقبل الرضوان في غرفاتهم *** بجنان عدن آلك السمحاء
|
131 |
خير الوسائل من يقع منهم على *** سبب إليك فحسبي الزهراء
|