مدونة تهتم باللسانيات التداولية التفاعلية الاجتماعية تحاول ان ترسم طريقا مميزا في معالجة الاشكالات المعرفية المطروحة في هذا النسق العلمي بالمناقشة والرصد والتحليل والمتابعة
الخميس، 7 يوليو 2011
الكفايات التواصلية، اللغة و تقنيات التعبير و التواصل
الكفايات التواصلية، اللغة و تقنيات التعبير و التواصل
عرض وتقديم :عزيز باكوش
------------------------------------------------------------------------------------
في كتابه القيم " الكفايات التواصلية اللغة وتقنيات التعبير والتواصل" الصادر حديثا عن دار top edition بالبيضاء بالمملكة المغربية، يناقش الدكتور عبد السلام عشير أستاذ التواصل واللسانيات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية- ظهر المهراز ، كمتخصص، موضوع التواصل وخاصة كفايات التواصل اللساني وتقنياته
من منطلق اعتباره كمؤثر دال في الحياة الفردية والجماعية و أداة مركزية لإنتاج الأفكار والقيم. ويطرح أسئلة مركزية تفكك التواصل، وتستكشف أدواره في علاقته بالإنسان وبالتحولات المريعة من حوله، ويطرحها كإشكالية ضمن مشروع فكري تواصلي راصد ومتكامل. لذلك يتساءل الكاتب :
1 _ كيف نؤسس لتنمية مواطن قادر على مواجهة المشاكل السوسيواقتصادية والمشاكل المهنية؟
2 - كيف نهيئ مواطنا قادرا على حل المشاكل المتجددة باستمرار؟
3 - كيف نكون مواطنا يعرف كيف يواجه موقفا معرفيا او اقتصاديا اواجتماعيا او تواصليا في الحياة المهنية او العامة؟
4 - كيف نربي مواطنا يعرف كيف يستطيع إبداع تصورات وخلق نماذج لتطوير المعرفة؟
5 - كيف يعرف توظيف المعرفة بطريقة إبداعية؟
6 - كيف يستطيع التكيف مع الأوضاع والمواقف؟؟؟؟
الإجابة عن كل هذه التساؤلات، يقدمها الكتاب الذي يقع في 253 صفحة من الحجم الكبير، صمم له الغلاف الفنان عبد الله الحريري ،’ ويضم بين دفتيه: مدخلا عاما ، وخمسة أبواب وستة فصول إضافة الى قائمة المصادر والمراجع التي اعتمدها المؤلف . وهي 77 مرجعا ومصدرا باللغة العربية، و25 مصدرا ومرجعا باللغة الفرنسية والانجليزية .
في الفصل الأول : الكفاية التواصلية الوحدة والتعدد ، يقوم المؤلف بجرد دقيق ومناقشة عميقة لخصائص الكفاية التواصلية على مستوى الوحدة والتعدد. في هذا الفصل يشرح الخلفيات الثقافية للكفايات التواصلية باللغة العربية ويتعرض لخصائصها وآليات التأويل وقيمة الفعل ومركزيته وعلاقته بالكلام .ثم يحلل مكامن القوة والضعف في اللغة ومظاهر الاختلال في الحوار والتواصل ، بعد ذلك يشرح دور الفهم والتأويل وأثرهما في تطور اللغة حيث تؤثر في الحضارة الإنسانية .
في الفصل الثاني: يتطرق المؤلف للأصل التداولي والتجريبي في الكفاية التداولية ، مفهوم العلامة وميلاد التداوليات ، كما يسرد مفهوم العلامة ، والسيميوطيقا حسب مفهوم بيرس ، والسيميو طيقيا التداولية في المفهوم الانجلو ساكسوني لدى سوسير، والسيميولوجيا كتجل لمفهوم العلامة لدى سوسير وسيميولوجيا الدلالة و**التداولية والسيميوطيقية في الاتجاه الانجلو *** وني ،التداولية المعرفية وطرق التفكير، وكيف يحصل الفهم وكيف يشتغل الذهن البشري على مستوى التعبير والتفكير وإنتاج المفهوم والفكرة وكيف يتم التأويل.
في الفصل الثالث: يتطرق لمفهوم التركيب وتقنيات التعبير والتواصل، تقنيات التواصل والتعبير الشفهي، التعبير الكتابي ومجالاته، خطوات التفكير، أنماط التعبير الكتابي التقنيات التعبيرية ( المجاز /الاستعارة ).
في الباب الرابع: الكفاية التركيبية، المبادئ والوسائط، البنيات الأساسية و قواعد النحو، مقاربة النحاة والبلاغيين ، المقاربة التداولية ووظائفها ،المفهوم التداولي للوجه وأنواعه ، التعبير والقالب النحوي، قواعد التعبير المقاربة الوظيفية وآليات التحويل .
الفصل الخامس: المقاربة التركيبية والآليات التحويلية، البنيات والتقنيات،أصناف الجمل ...، تحويل المطاوعة، تحويل الانعكاس، تحويل إعادة البنية.
الباب الخامس الفصل السادس
الكفاية الحجاجية عوامل نجاحها شروط نجاح الحجاج( لا حجاج بدون تأثير).
120 مرجعا ومصدرا متعدد الهويات والثقافات والأجناس ، من هذا الزخم المعرفي والفكر الفلسفي الهام يمتح الدكتور عبد السلام عشير وينحت مشروعه الفكري الرصدي التواصلي الذي أسسه بإصدار كتابه الأول "عندما نتواصل نغير" وهو مقاربة تداولية معرفية لآليات التواصل والحجاج .صدر عن إفريقيا الشرق 2006 . متبوعا بـ "الكفايات التواصلية" كحلقة ثانية 2007، وله قيد الطبع "من اللسانيات إلى التواصل".
ولما كان تاريخ البشرية الموغل في الأزلية يحكي " مسارا طويلا من الخبرة والامتدادات الأفقية والعمودية ضمن الصراع الطبيعي للبقاء ، إذ مع دخول العالم العصر الثالث من تفاعله مع التيكنولوجيا ، بدءا من تيكنولوجيا الصيد ، مرورا بتكنولوجيا الزراعة ، وصولا الى تيكنولوجيا المعلومة "، فإن الدكتور عشير يرى أن الاهتمام بالكفاية التواصلية هنا والآن ، لغة وتقنيات تعبير، يأتي في السياق نفسه ، سياق يتميز بتحول تاريخي نحو الديمقراطية ، إذ من المعروف أن كل تحول تاريخي أو معرفي أو ثقافي يستلزم أفكارا موجهة حيث تحتل فكرة الانتقال الديمقراطي في هذا السياق مقدمة هذه الأفكار . نظرا لمساهمة الكفاية التواصلية في تسريع وتفعيل الإصلاحات الكبرى التي تعيشها المجتمعات في قطاعات متعددة ، سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ، والتي من شأنها يضيف المؤلف "إن أنجزت على الوجه المطلوب- أن تعالج - في العمق كثيرا من الاختلالات السائدة في سلوكاتنا الفكرية والثقافية والاقتصادية والسياسية.
في سياق التحولات الجارية عولميا ، يأتي اختيار المؤلف لموضوع الكفاية التواصلية ليس باعتبارها لبنة تؤسس لمجتمع يقوم على المعرفة والتواصل فحسب، وإنما لدعمها وإسنادها بالفكر النقدي والمنهجية العلمية والقيم الإنسانية .وبذلك ، يكون المجتمع قادرا على بناء منظومات فكرية منفتحة ،وقيم دافعة من شأنها أن تعمل على إعادة صياغة بنية العقل وتحويلها من بنية جامدة أو دوغمائية إلى بنية متفتحة ومنفتحة قادرة على الإبداع والتجديد والنقد.
ويرى الكاتب استحالة رقي الإنسان أو تطوره من دون تواصل ، نظرا لما لهذا الأخير من أدوار عديدة تتجلى في :
1 - إحداث التحولات التي عرفها العالم منذ قرنين وما يعرفه الآن وما سيعرفه في المستقبل.
2- تسريع وتيرة المتغيرات التي تؤدي الى هذه التحولات.
3- دوره في التمكين للعقل والعقلانية وللإنسان والإنسانية باعتبارهما الدعامتين الأساسيتين للحفاظ على كرامة الإنسان " فالعالم المعيش كما يقول هابرماس هو خلفية للنشاط التواصلي ".
4- دور التواصل الإجرائي في تحقيق البنيات والأنساق الثقافية والعلمية وإنتاج المعنى وتحقيق التفاهم وتوحيد فئات المجتمع وتأسيس صلاحية المعايير الاجتماعية والسياسية والثقافية.
5- دور التواصل في تحديد مفهوم المجتمع الحديث مجتمع المعرفة والتواصل.
والكتاب بهذا المعنى مشروع تواصلي فكري تربوي له بداية ولا نهاية له ،ذلك أن كل حديث عن الكفاية ، هو بالضرورة حديث عن التواصل ،عن الكفايات ، عن اللغة ،عن تقنيات التعبير ، عن الذكاءات المتعددة في علم النفس .
يخلص الكاتب إلى أن الكفاية التواصلية هي" معرفة استعمال الإمكانات اللسانية من نحو لغة ومعجم وبلاغة ومعارف علمية ومنهجية وتداولية أو قل هي مجموع العمليات المعرفية والقدرات العقلية والمهارات الفكرية التي تترجم إلى لغة أو خطاب.
ويقسمها إلى نوعين أساسيين :كفاية تواصلية عملية وكفاية تواصلية فنية:
الكفاية التواصلية العملية، هي كفاية تضطلع بدور عملي كالإخبار بحقائق معينة بطريقة واضحة وهي كفاية تغطي حيزا هاما في حياتنا الاجتماعية.أما الكفاية التواصلية الفنية ، فهي كفاية لا تقدم أخبارا، وإنما تهيئ للبحث عن قيمة المعلومات المقدمة. وميزة هذا النوع تكمن في الغنى الذي لا ينضب من الدلالات التي تزخر بها الآثار الأدبية والفنية، ولذلك اعتبرها الدارسون أهم المقومات الأساسية الإنسانية للإنسان فبدونها يستحيل القيام بالأنشطة الاجتماعية أو تشكيل القيم والمبادئ والقواعد والقوانين أو بناء التصورات ونماذج الواقع أو ربط علاقات إنسانية أو تغيير الواقع ، حتى قيل أن الإنسان لا يتصور العالم إلا داخل اللغة، ولا يفكر إلا داخل الكلمات بناء على شروط تداولية تجعل الدلالة لا توجد مباشرة في الأقوال والجمل ، بل توجد في الذي يتلفظ بها أو يسمعها، أي أن الدلالة والمعنى توجد في قناعات الإنسان الاجتماعية والثقافية.
ولما كانت " الكفاية التواصلية كما الكفايات الأخرى تبنى وتتطور بالاستعمال الشفوي والكتابي في عدة وضعيات ، وهو ما يقوي المعارف اللسانية، فإن التركيز على ما ينمي التوجهات المعرفية والوجدانية يجب أن يبدأ من هنا"، يقول المؤلف، لأن اكتساب الكفاية يبدأ من هذه المواقف المسهمة في تثبيتها نظرا لتداخل المجالين المعرفي والوجداني في الكفاية التواصلية ، فالمدرس لا يقدم الكثير من الدروس، بل يضع المتعلم في وضعيات ترغمه على تحقيق المرمى وحل المشكلة واتخاذ القرار . وذلك بتشغيل القدرات المعرفية والوجدانية والمنطقية للمتعلم.
على مستوى الإنتاج والتأويل، يورد المؤلف عبر قراءات مركبة للمقاربات التي عالجت الكفاية التواصلية اللغوية ، أن كل مقاربة كانت تركز على زاوية نظر معينة، لا تمكنها من الإحاطة بأشكال التواصل إحاطة شاملة ، ولذلك سعى المؤلف " الى تحريك زوايا النظر تلك ضمانا لتحقيق إحاطة شاملة تنظر الى التواصل وتعالجه في دينامياته ومكوناته ومتغيراته وآثاره وبناءاته منطلقا من فرضية تجمع بين الإنتاج والتأويل.
الكتاب موجه إلى الأساتذة والمدرسين بدرجة أساس ، وذلك بهدف مساعدتهم على إعداد الطلاب والتلاميذ وتأهيلهم للأداء الجيد للكفاية التواصلية باللغة العربية وذلك عن طريق التدريب المستمر على استعمال اللغة قولا وكتابة واستماعا . كما يتوخى مساعدة المستهدفين على توظيف أحسن للمعلومات والمعارف في أفق تنمية الكفايات الأخرى التي تشكل الرهانات الكبرى للتكوين بهدف التربية على الإبداع والمواطنة استجابة لمطلب المجتمع في التقدم الثقافي والعلمي . فالقاعدة والمبدأ الآن: لا مواطنة بدون مشاركة سياسية، ولا مواطنة بدون إبداع، ولا مواطنة بدون حوار.
http://news.wata.cc/news.php?action=view&id=206
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق