الخميس، 27 يونيو 2013

الألقاب الإسلامية

الألقاب الإسلامية:
وهي نوعان:
النوع الأول: الألقاب القديمة المتداولة الحكم إلى زماننا:
وهي صنفان:
الصنف الأول: ألقاب أرباب السيوف:
وهي سبعة ألقاب الأول- الخليفة- وهو لقب على الزعيم الأعظم القائم بأمور الأمة، وقد اختلف في معناه، فقيل: إنه فعيل بمعنى مفعول، كجريح بمعنى مجروح، وقتيل بمعنى مقتول ويكون المعنى أنه يخلفه من بعده، وعليه حمل قوله تعالى: {إني جاعلٌ في الأرض خليفةً} على قول من قال: إن آدم عليه السلام أول من عمر الأرض وخلفه بنوه من بعده.
وقيل: فعيل بمعنى فاعل، ويكون المراد أنه يخلف من بعده، وعليه حمل الآية من قال إنه كان قبله في الأرض الجن وإنه خلفهمم فيها واختاره النحاس في صناعة الكتاب، وعليه اقتصر البغوي في شرح السنة والماوردي في الأحكام السلطانية.
قال النحاس: وعليه خوطب أبو بكر الصديق رضي الله عنه بخليفة رسول الله.
وقد أجازوا أن يقال في الخليفة خليفة رسول الله لأنه خلفه في أمته.
واختلفوا هل يجوز أن يقال فيه خليفة الله: فيجوز بعضهم ذلك لقيامه بحقوقه في خلقه محتجين بقوله تعالى: {وهو الذي جعلكم خلائف الأرض} وامتنع جمهور الفقهاء من ذلك محتجين بأنه إنما يستخلف من يغيب أو يموت والله تعالى باقٍ موجود إلى الأبد لا يغيب ولا يموت.
ويؤيد ما نقل عن الجمهور بما روى أنه قيل لأبي بكر رضي الله عنه: يا خليفة الله- فقال: لست بخليفة الله ولكني خليفة رسول الله، وقال رجل لعمر بن عبد العزيز: يا خليفة الله- فقال: ويلك! لقد تنأولت متنأولاً بعيداً! إن أمي سمتني عمر، فلو دعوتني بهذا الإسم قبلت، ثم كبرت فكنيت أبا حفصٍ، فلو دعوتني به قبلت، ثم وليتموني أموركم فسميتموني أمير المؤمنين، فلو دعوتني به كفاك.
وخص البغوي جواز إطلاق ذلك بآدم وادود عليهما السلام، محتجاً بقوله تعالى في حق آدم {إني جاعل في الأرض خليفة} وقوله في حق داود {يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض} ثم قال: ولا يسمى أحدٌ خليفة الله بعدهما.
قال في شرح السنة: ويسمى خليفة وإن كان مخالفاً لسيرة أئمة العدل.
ثم قد كره جماعةٌ من الفقهاء منهم أحمد بن حنبل إطلاق اسم الخليفة على ما بعد خلافة الحسن بن علي رضي الله عنهما فيما حكاه النحاس وغيره، محتجين بحديث الخلافة بعدي ثلاثون يعني ثلاثين سنة، وكان انقضاء الثلاثين بانقضاء خلافة الحسن، ولما انقضت الخلافة صارت ملكاً.
قال المعافى بن إسماعيل في تفسيره: وقد روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل طلحة والزبير وكعباً وسلمان عن الفرق بين الخليفة والملك- فقال طلحة والزبير لا ندري- فقال سلمان: الخليفة الذي يعدل في الرعية، ويقسم بينهم بالسوية، ويشفق عليهم شفقة الرجل على أهله والوالد على ولده، ويقضي بينهم بكتاب الله تعالى- فقال كعب: ما كنت أحسب أن في هذا المجلس من يفرق بين الخليفة والملك، ولكن الله ألهم سلمان حكماً وعلماً! واختلف في الهاء في آخره: فقيل أدخلت فيه للمبالغة كما أدخلت في رجلٍ داهية وراوية وعلامة وسابة وهو قول الفراء، واستحسنه النحاس ناقلاً له عن أكثر النحويين وخطأه علي بن سليمان محتجاً بأنه لو كان كذلك لكان التأنيث فيه حقيقاً.
وقيل الهاء فيه لتأنيث الصيغة، قال النحاس: وربما أسقطوا الهاء منه وأضافوه فقالوا فلانٌ خليف فلانٍ يعنون خليفته.
ثم الأصل فيه التذكير نظراً للمعنى لأن المراد بالخليفة رجلً وهو مذكر، فيقال أمر الخليفة بكذا على التذكير، وأجاز الكوفيون فيه التأنيث على لفظ خليفةٍ فيقال أمرت الخليفة بكذا، وأنشد الفراء:
أبوك خليفةٌ ولدته أخرى

ومنعه البصريون محتجين بأنه لو جاز ذلك لجاز قالت طلحة في رجل اسمه طلحة وهو ممتنع.
فإن ظهر اسم الخليفة تعين التذكير باتفاق فتقول قال أبو جعفرٍ الخليفة أو قال الراضي الخليفة ونحو ذلك.
ويجمع على خلفاء ككريم وكرماء، وعليه ورد قوله تعالى: {واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوحٍ} وعلى خلائف كصحيفة وصحائف، وعليه جاء قوله تعالى: {وهو الذي جعلكم خلائف الأرض}، والنسبة إليه خلفي كما ينسب إلى حنيفة حنفي، وقول العامة درهم خليفتي ونحوه خطأ، إذ قاعدة النسب أن يحذف من المنسوب إليه الياء وهاء التأنيث على ما هو مقرر في علم النحو. وممن وهم في ذلك المقر الشهابي بن فضل الله رحمه الله في كتابه التعريف حيث قال: وأول ما نبدأ بالمكاتبة إلى الأبواب الشريفة الخليفتية، ولعله سبق قلم منه، وإلا فالمسألة أظهر من أن يجهلها أو تخفى عليه.
الثاني- الملك. وهو الزعيم الأعظم ممن لم يطلق عليه اسم الخلافة، وقد نطق القرآن بذكره في غير موضع كما في قوله تعالى: {إن الله قد بعث لكم طالوت ملكاً} {وقال الملك ائتوني به} إلى غير ذلك من الآيات. ويقال فيه ملك بكسر اللام وملك بإسكانها ومليك بزيادة ياء، ومنه قوله تعالى: {عند مليكٍ مقتدرٍ} قال الجوهري: والملك مقصورٌ من مالك أو مليك، ويجمع على ملوك وأملاك. ويقال لموضع الملك المملكة.
الثالث- السلطان، وهو اسمٌ خاصٌ في العرف العام بالملوك. ويقال: إن أول من لقب به خالد بن برمك وزير الرشيد، لقبه به الرشيد تعظيماً له، ثم انقطع التلقيب به إلى أيام بني بويه فتلقب به ملوكهم فمن بعدهم من الملوك السلاجقة وغيرهم وهلم جرا إلى زماننا.
وأصله في اللغة الحجة قال تعالى: {وما كان له عليهم من سلطانٍ} يعني من حجة. وسمي السلطان بذلك لأنه حجة على الرعية يجب عليهم الانقياد إليه.
واختلف في اشتقاقه: فقيل إنه مشتق من السلاطة وهي القهر والغلبة: لقهره الرعية وانقيادهم له، وقيل مشتق من السليط وهو الشيرج في لغة أهل اليمن لأنه يستضاء به في خلاص الحقوق، وقيل من قولهم لسانٌ سليط أي حاد ماضٍ لمضي أمره ونفوذه. وقال محمد بن يزيد البصري: السلطان جمعٌ واحده سليط كقفيز وقفزانٍ وبعير وبعرانٍ.
وحكى صاحب ذخيرة الكتاب: أنه يكون واحداً ويكون جمعاً، ثم هو يذكر على معنى الرجل، ويؤنث على معنى الحجة. وحكى الكسائي والفراء على التأنيث عن بعض العرب قضت به عليك السلطان. قال العسكري في كتابه الفروق في اللغة، والفرق بينه وبين الملك أن الملك يختص بالزعيم الأعظم، والسلطان يطلق عليه وعلى غيره.
وعلى ما ذكره العسكري عرف الفقهاء في كتبهم، إذ يطلقونه على الحاكم من حيث وحتى على القاضي فيقولون فيمن ليس لها ولي خاص يزوجها السلطان ونحو ذلك.
ومن حيث إن السلطان أعم من الملك يقدم عليه في قولهم السلطان الملك الفلاني: ليقع السلطان أولاُ على الملك وعلى غيره ثم يخرج غير الملك بعد ذلك بذكر الملك.
الرابع- الوزير، وهو المتحدث للملك في أمر مملكته. واختلف في اشتقاقه: فقيل مشتق من الوزر بفتح الواو والزاي وهو الملجأ. ومنه قوله تعالى {كلا لا وزر} سمي بذلك لأن الرعية يلجأون إليهم في حوائجهم، وقيل مشتق من الأوزار وهي الأمتعة، ومنه قوله تعالى {ولكنا حملنا أوزاراً من زينة القوم}: سمي بذلك لأنه متقلد بخزائن الملك وأمتعته، وقيل مشتق من الوزر بكسر الواو وإسكان الزاي وهو الثقل، ومنه قوله تعالى {حتى تضع الحرب أوزارها} سمي بذلك لأنه يتحمل أثقال الملك وقيل مشتق من الأزر: وهو الظهر سمي بذلك لأن الملك يقوى بوزيره كقوة البدن بالظهر، وتكون الواو فيه على هذا التقدير منقلبةً عن همزة.
وقد أوضحت القول في ذلك في النفحات النشرية في الوزارة البدرية. قال القضاعي في عيون المعارف في أخبار الخلائف: وأول من لقب بالوزارة في الإسلام أبو سلمة: حفص بن سلمان الخلال وزير السفاح.
قال: وإنما كانوا قبل ذلك يقولون كاتب. ثم هو إما وزير تفويض: وهو الذي يفوض الإمام إليه تدبير الإمور برأيه وإمضاءها على اجتهاده كما كانت الوزراء بالديار المصرية من لدن وزارة بدر الجمالي وإلى حين انقراضها، وإما وزير تنفيذ: وهو الذي يكون وسيطاً بين الإمام والرعايا معتمداً على رأي الإمام وتدبيره.
وهذه هي التي كان أهل الدولة الفاطمية يعبرون عنها بالوساطة، أما الوزارة في زماننا فقد تقاصرت عن ذلك كله حتى لم يبق منها إلا الإسم دون الرسم، ولم تزل الوزارة في الدول تتردد بين أرباب السيوف والأقلام تارةً وتارةً إلا أنها في زماننا في أرباب الأقلام.
الخامس- الأمير. وهو زعيم الجيش أو الناحية ونحو ذلك ممن يوليه الإمام. وأصله في اللغة ذو الأمر وهو فعيل بمعنى فاعل فيكون أمير بمعنى آمر.
سمي بذلك لامتثال قومه أمره يقال: أمر فلان إذا صار أميراً، والمصدر الإمرة والإمارة بالكسر فيهما، والتأمير تولية الأمير، وهي وظيفة قديمة.
السادس- الحاجب. وهو في أصل الوضع عبارةٌ عمن يبلغ الأخبار من الرعية إلى الإمام ويأخذ لهم الإذن منه. وهي وظيفةٌ قديمة الوضع كانت لابتداء الخلافة في ذكر القضاعي في عيون المعارف لكل خليفة حاجباً من ابتداء الأمر وإلى زمانه: فذكر أنه كان حاجب أبي بكر الصديق رضي الله عنه شديداً مولاه، وحاجب عمر يرفأ مولاه، وحاجب عثمان حمران مولاه، وحاجب علي قنبراً مولاه، وعلى ذلك في كل خليفة، ماعدا الحسن ابن علي رضي الله عنهما فإنه لم يذكر له حاجباً. وسمي الحاجب بذلك لأنه يحجب الخليفة أو الملك عمن يدخل إليه بغير إذن. قال زياد لحاجبه: وليتك حجابي وعزلتك عن أربع: هذا المنادي إلى الله في الصلاة والفلاح فلا تعوجنه عني ولا سلطان لك عليه، وطارق الليل فلا تحجبه فشر ما جاء به ولو كان خيراً ما جاء في تلك الساعة، ورسول الثغر فإنه إن أبطأ ساعةً أفسد عمل سنةٍ فأدخله علي وإن كنت في لحافي وصاحب الطعام فإن الطعام إذ أعيد تسخينه فسد.
ثم تصرف الناس في هذا اللقب ووضعوه في غير موضعه، حتى كان في أعقاب خلافة بني أمية بالأندلس ربما أطلق على من قام مقام الخليفة في الأمر، وكانوا في الدولة الفاطمية بالديار المصرية يعبرون عنه بصاحب الباب كما سبق بيانه في المقالة الثانية في الكلام على ترتب دولتهم. أما في زماننا فإنه عبارةٌ عمن يقف بين يدي السلطان ونحوه في المواكب، ليبلغ ضرورات الرعية إليه، ويركب أمامه بعصاً في يده، ويتصدى لفصل المظالم بين المتداعيين خصوصاً فيما لا تسوغ الدعوى فيه من الأمور الديوانية ونحوها. وله ببلاد المغرب والأندلس أوضاعٌ تخصه في القديم والحديث، على ما سيأتي ذكره في الكلام على مكاتباتهم في المقالة الرابعة إن شاء الله تعالى.
السابع- صاحب الشرطة. بضم الشين المعجمة وإسكان الراء: وهو المعبر عنه في زماننا بالوالي، وتجمع الشرطة على شرطٍ يضم الشين المعجمة وفتح الراء. وفي اشتقاقه قولان: أحدهما أنه مشتق من الشرط بفتح الشين والراء وهي العلامة، لأنهم يجعلون لأنفسهم علاماتٍ يعرفون بها، ومنه أشراط الساعة يعني علاماتها، وقيل من الشرط أيضاً: وهو رذال المال، لأنهم يتحدثون في أرذال الناس وسفلتهم ممن لا مال له من اللصوص ونحوهم.
الصنف الثاني: ألقاب أرباب الأقلام:
وفيه ثلاثة ألقاب:
الأول- القاضي. وهو عبارة عمن يتولى فصل الأمور بين المتداعيين في الأحكام الشرعية. وهي وظيفةٌ قديمة كانت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. فقد ذكر القضاعي أنه صلى الله عليه وسلم ولى القضاء باليمن علي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل وأبا موسى الأشعري؛ وأن أبا بكر رضي الله عنه ولى القضاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ثم هو مشتقٌ من القضاء، واختلف في معناه فقال أبو عبيد: هو إحكام الشيء والفراغ منه، ومنه قوله تعالى: {وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب} أي أخبرناهم بذلك وفرغنا لهم منه. قال أبو جعفر النحاس: وسمي القاضي قاضياً لأنه يقال قضي بين الخصمين إذا فصل بينهما وفرغ. وقيل معناه القطع، يقال قضى الشيء إذا قطعه، ومنه قوله تعالى: {فاقض ما أنت قاضٍ} وسمي القاضي بذلك لأنه يقطع الخصومة بين الخصمين بالحكم. على أن كتاب الزمان يطلقون هذا اللقب والألقاب المتفرعة منه كالقضائي والقاضوي على أرباب الأقلام في الجملة، سواء كان صاحب اللقب متصدياً لهذه الوظيفة أو غيرها، كسائر العلماء والكتاب ومن في معناهم، وعلى ذلك عرف العامة أيضاً.
الثاني- المحتسب. وهو عبارةٌ عمن يقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتحدث في أمر المكاييل والموازين ونحوهما. قال الماوردي في الأحكام السلطانية: وهو مشتقٌ من قولهم حسبك بمعنى اكفف، سمي بذلك لأنه يكفي الناس مؤونة من يبخسهم حقوقهم. قال النحاس: وحقيقته في اللغة المجتهد في كفاية المسلمين ومنفعتهم إذ حقيقة افتعل عند الخليل وسيبويه بمعنى اجتهد.
وأول من قام بهذا الأمر وصنع الدرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته. وقد كانوا في الأيام الفاطمية بالديار المصرية يضيفونها إلى الشرطة في بعض الأحيان، كما هو موجود في تقاليد الحسبة في زمانهم.
الثالث- الكاتب. وقد تقدم اشتقاقه ومعناه في مقدمة الكتاب، وأنه كان في الزمن الأول عند الإطلاق إنما يراد به كاتب الإنشاء ثم تغيير الحل بعد ذلك إلى أن صار في العرف العام بالديار المصرية عند الإطلاق يراد به كاتب المال ومن في معناه، وهو من الألقاب القديمة في الكلام على الوزراة من كلام القضاعي أنهم قبل التلقيب بالوزراة في الدولة العباسية في خلافة السفاح إنما كانوا يقولون كاتب.
قلت: ووراء ما تقدم من الألقاب القديمة المتداولة ألقابٌ أخرى كانت مستعملة في الأيام الفاطمية ثم رفضت الآن وتركت.
كـ صاحب المظالم وهو المتحدث في فصل الخصومات.
وصاحب الصلاة: وهو المتحدث في أمر المساجد والصلوات.
وكالمتحدث في الوساطة، وهي القيام بوظيفة الوزراة ممن لم يؤهل لإطلاق اسم الوزراة عليه.
وصاحب الباب كنحو الحاجب.
وداعي الدعاة للشيعة ونحو ذلك.
النوع الثاني: الألقاب المحدثة:
وهي إما عربية، وإما عجمية. والعجمية منها إما فارسية، وإما تركية، وأكثرها الفارسية. والسبب في استعمال الفارسي منها وإن كانت الفرس لم تلها في الإسلام أن الخلافة كانت ببغداد وغالب كلام أهلها الفارسية، والوظائف منقولة عنها إلى هذه المملكة، إما مضاهاةً كما في الدولة الفاطمية على قلة، كما في الاسفهسلار، وإما تبعاً كما في الدولة الأيوبية فيما بعد.
وهي أربعة أصناف:
الصنف الأول: المفردة:
وهي ضربان:
الضرب الأول: ما لفظه عربي:
وهو ثلاثة ألقاب:
الأول- النائب: وهو لقبٌ على القائم مقام السلطان في عامة أموره أو غالبها، والألف فيه منقلبةٌ عن واوٍ. يقال: ناب فلانٌ عن فلانٍ ينوب نوباً ومناباً إذا قام مقامه فهو نائبٌ. ويطلق هذا اللقب في العرف العام على كل نائبٍ عن السلطان أو غيره بحضرته أو خارجاً عنها في قربٍ أو بعدٍ، إلا أن النائب عن السلطان بالحضرة يوصف في عرف الكتاب بالكافل: فيقال النائب الكافل وفي حال الإضافة كافل الممالك الإسلامية على ما سيأتي ذكره في النعوت إن شاء الله تعالى. والنائب عنه بدمشق يقال فيه كافل السلطنة ومن دونه من أكابر النواب: كنائب حلب ونائب طرابلس ونائب حماة ونائب صفد ونائب الكرك من الممالك الشامية، ونائب الإسكندرية ونائبي الوجهين: القبلي والبحري بالديار المصرية. يقال فيه نائب السلطنة الشريفة بكذا ليس إلا ويقال فيمن دونهم من النواب بالممالك الشامية كنائب حمص ونائب الرحبة وغيرهما النائب بفلانة.
الثاني- الساقي. وهو لقب على الذي يتولى مد السماط وتقطيع اللحم وسقي المشروب بعد رفع السماط، ونحو ذلك. وكأنه وضع في الأول لسقي المشروب فقط ثم استحدث له هذه الأمور الأخرى تبعاً. ويجوز أن يكون لقب بذلك لأن سقي المشروب آخر عمله الذي يختم به وظيفته.
الثالث- المشرف. وهو الذي يتولى أمر المطبخ ويقف على مشارفة الأطبخة في خدمة إستادار الصحبة الآتي ذكره، ومعناه ظاهر.
الضرب الثاني: ما لفظه عجمي:
وهو لقبٌ واحدٌ:
وهو الأوجاقي وهو لقبٌ على الذي يتولى ركوب الخيول للتسيسير والرياضة، ولم أقف على معناه.
الصنف الثاني: المركبة:
وهي ثلاثة أضرب:
الضرب الأول: ما تمخض تركيبه من اللفظ العربي:
وفيه سبعة ألقاب الأول- ملك الأمراء. وهو من الألقاب التي اصطلح عليها لكفال الممالك من نواب السلطنة، كأكابر النواب بالممالك الشامية ومن في معناهم. وذلك أنه قام فيهم مقام الملك في التصرف والتنفيذ، والأمراء في خدمته كخدمة السلطان.
وأكثر ما يخاطب به النواب في المكاتبات، وذلك مختصٌ بغير المخاطبات السلطانية، أما السلطان فلا يخاطب عنه أحدٌ منهم بذلك.
الثاني- رأس نوبة. وهو لقبٌ على الذي يتحدث على مماليك السلطان أو الأمير، وتنفيذ أمره فيهم، ويجمع على رؤوس نوب. والمراد بالرأس هنا الأعلى أخذاً من رأس الإنسان لأنه أعلاه. والنوبة واحدة النوب وهي المرة بعد الأخرى، والعامة تقول لأعلاهم في خدمة السلطان رأس نوبة النوب وهو خطأ لأن المقصود علو صاحب النوبة لا النوبة نفسها، والصواب فيه أن يقال: رأس رؤوس النوب أي أعلاهم.
الثالث- أمير مجلس. وهو لقبٌ على من يتولى أمر مجلس السلطان أو الأمير في الترتيب وغيره، ويجمع على أمراء، ومعناه ظاهر، والأحسن فيه أن يقال أمير المجلس بتعريف المضاف إليه، وتكون الألف واللام فيه للعهد الذهني، إما مجلس السلطان أو غيره.
الرابع- أمير سلاح. وهو لقبٌ على الذي يتولى أمر سلاح السلطان أو الأمير. ويجمع على أمراء سلاح، والسلاح آلة القتال. قال الجوهري: وهو مذكر ويجوز تأنيثه.
الخامس- مقدم المماليك. وهو لقبٌ على الذي يتولى أمر المماليك للسلطان أو الأمير- من الخدام الخصيان المعروفين الآن بالطواشية. ومقامه فيهم نحو مقام رأس النوبة، ولفظ المقدم والمماليك معروف.
السادس- أمير علم. وهو لقبٌ على الذي يتولى أمر الأعلام السلطانية والطبلخاناه وما يجري مجرى ذلك. والعلم في اللغة يطلق بإزاء معانٍ أحدها الراية، وهو المراد هنا.
السابع- نقيب الجيش. وهو الذي يتكفل بإحضار من يطلبه السلطان من الأمراء وأجناد الحلقة ونحوهم، والنقيب في اللغة العريف الذي هو ضمين القوم وفي التنزيل حكايةٌ عن بني إسرائيل: {وبعثنا منهم اثني عشر نقيباً} ويقال: نقب على قومه ينقب نقباً مثل كتب يكتب كتباًُ. والجيش العسكر ويجمع على جيوش. أما بالممالك الشامية فإنه يقال في مثله نقيب النقباء.
الضرب الثاني: ما تمحض تركيبه من اللفظ العجمي:
وقاعدة اللغات العجمية تقديم المضاف إليه على المضاف، والصفة على الموصوف، بخلاف اللغة العربية. ولهذا الضرب حالتان:
الحالة الأولى: أن تكون الإضافة إلى لفظ دار:
وهي لفظةٌ فارسية معناها ممسكٌ فاعل من الإمساك. وكثير من كتاب الزمان أو أكثرهم بل كلهم يظنون أن لفظ دار في ذلك عربي بمعنى المحلة، كدار السلطان أو الأمير ونحو ذلك، وهو خطأ كما سيأتي بيانه في الكلام على إستدار، وخزندار وغيرهما.
والمضاف إلى لفظ دار من من وظائف أرباب السيوف تسعة ألقاب: الأول- الإستدار. بكسر الهمزة وهو لقبٌ على الذي يتولى قبض مال السلطان أو الأمير وصرفه، وتمتثل أوامره فيه. وهو مركب من لفظتين فارسيتين: إحداهما إستذ، بهمزة مكسورة وسين مهملة ساكنة بعدها تاء مثناة من فوق ثم ذال معجمة ساكنة، ومعناها الأخذ. والثانية دار، ومعناها الممسك كما تقدم، فأدغمت الذال الأولى وهي المعجمة في الثانية وهي المهملة فصار إستدار.
والمعنى المتولي للأخذ، سمي بذلك لما تقدم من أنه يتولى قبض المال. ويقال فيه أيضاً: ستدار بإسقاط الألف من أوله وكسر السين والمتشدقون من الكتاب يضمون الهمزة في أوله ويلحقون فيهه ألفاً بعد التاء، فيقولون: أستادار وربما قالوا: أستاذ الدار بإدخال الألف واللام على لفظ الدار ظناً مكنهم أن المراد حقيقة الدار في اللفظ العربي، وأن أستاذ بمعنى السيد أو الكبير، ولذلك يقولون أستادار العالية: أو أستاذ الدار العالية وهو خطأ صريح لما تقدم بيانه.
على أن العامة تنطق به على الصواب، ومن كسر الهمزة وحذف الألف بعد التاء. ثم قد يزاد في هذا اللقب لفظ الصحبة، فيصير إستدار الصحبة ويكون لقباً على متولي أمر المطبخ، وكأنه لقب بذلك لملازمته الباب سفراً وحضراً.
الثاني- الجوكاندرا. وهو لقبٌ على الذي يحمل الجوكان مع السلطان في لعب الكرة، ويجمع على جوكان دارية، وهومركبٌ من لفظتين فارسيتين أيضاً: إحداهما جوكان، وهو المحجن الذي تضرب به الكرة، ويعبر عنه بالصولجان أيضاً: والثانية دار ومعناه ممسك كما تقدم. فيكون للمعنى ممسك الجوكان. والعامة تقول: جكندار بحذف الواو بعد الجيم والألف بعد الكاف.
الثالث- الطبردار. وهو الذي يحمل الطبر حول السلطان عند ركوبه في المواكب وغيرها. وهو مركب من لفظين فارسيين: أحدهما طبر ومعناه الفأس، ولذلك يقولون في السكر الصلب الشديد الصلابة طبرزذ بمعنى يكسر بالفأس. والثاني دار ومعناه ممسك كما تقدم، فيكون المعنى ممسك الطبر.
الرابع- السنجقدار. وهو الذي يحمل السنجق خلف السلطان. وهو مركب من لفظين: أحدهما تركي وهو سنجق، ومعناه الرمح وهو في لغتهم مصدر طعن، فعبر به عن الرمح الذي يطعن به. والثاني دار ومعناه ممسك كما تقدم، ويكون المعنى ممسك السنجق وهو الرمح. والمراد هنا العلم الذي هو الراية كما تقدم، إلا أنه لما كانت الراية إنما تجعل في أعلى الرمح عبر بالرمح نفسه عنها.
الخامس- البندقدار. وهو الذي يحمل جراوة البندق خلف السلطان أو الأمير. وهو مركب من لفظتين فارسيتين إحداهما بندق، وإن كان الجوهري قد أطلق ذكره في الصحاح من غير تعرض لأنه معرب فقال: والبندق الذي يرمى به. ثم هو منقولٌ عن البندق الذي يؤكل وهو الجلوز بكسر الجيم والزاي المعجمة في آخره، فقد قال أبو حنيفة في كتاب النبات الجلوز عربي وهو البندق والبندق فارسيٌ. اللفظة الثانية دار ومعناها ممسك كما تقدم، ويكون المعنى ممسك البندق.
السادس- الجمدار. وهو الذي يتصدى لإلباس السلطان أو الأمير ثيابه. وأصله جاما دار فحذفت الألف بعد الجيم وبعد الميم استثقالاً وقيل جمدار. وهو في الأصل مركب من لفظين فارسيين أحدهما جاما، ومعناه الثوب. والثاني دار، ومعناه ممسك كما تقدم فيكون المعنى ممسك الثوب.
السابع- البشمقدار. وهو الذي يحمل نعل السلطان أو الأمير، وهو مركب من لفظين: أحدهما من اللغة التركية وهو بشمق ومعناه النعل. والثاني من اللغة الفارسية وهو دار ومعناه ممسك على ما تقدم. ويكون المعنى ممسك النعل.
على أن صاحب الأنوار الضوية في إظهار غلط الدرة المضية في اللغة التركية قد ذكر أن الصواب في النعل بصمق بالصاد المهملة بدل الشين المعجمة، وحينئذ فيكون صوابه على ما ذكر بصمقدار. والمعروف في ألسنة الترك بالديار المصرية ما تقدم.
الثامن- المهمندار. وهو الذي يتصدى لتلقي الرسل والعربان الواردين على السلطان وينزلهم دار الضيافة ويتحدث في القيام بأمرهم. وهو مركب من لفظين فارسيين: أحدهما مهمن بفتح الميمين ومعناه الضيف، والثاني دار ومعناه ممسك كما تقدم، ويكون معناه ممسك الضيف، والمراد المتصدي لأمره.
التاسع- الزنان دار المعبر عنه بالزمام دار. وهو لقب على الذي يتحدث على باب ستارة السلطان أو الأمير من الخدام الخصيان، وهو مركب من لفظين فارسيين: أحدهما زنان بفتح الزاي ونونين بينهما ألف، ومعناه النساء.
والثاني دار، ومعناه ممسك كما تقدم فيكون معناه ممسك النساء، بمعنى أنه الموكل بحفظ الحريم إلا أن العامة والخاصة قد قلبوا النونين فيه بميمين فعبروا عنه بالزمام دار كما تقدم، ظناً أن الدار على معناها العربي والزمام بمعنى القائد، أخذاً من زمام البعير الذي يقاد به.
الحالة الثانية: أن تكون الإضافة إلى غير لفظ دار:
وفيها لقبان الأول- الجاشنكير. وهو الذي يتصدى لذوقان المأكول والمشروب قبل السلطان أو الأمير خوفاً من أن يدس عليه فيه سم ونحوه.
وهو مركب من لفظين فارسيين: أحدهما جاشنا بجيم في أوله قريبةٍ في اللفظ من الشين، ومعناه الذوق، ولذلك يقولون في الذي يذوق الطعام، والشراب الشيشيني. والثاني كير وهو بمعنى المتعاطي لذلك، ويكون المعنى الذي يذوق.
الثاني- السراخور. وهو الذي يتحدث على علف الدواب من الخيل وغيرها.
وهو مركب من لفظين فارسيين: أحدهما سراً ومعناه الكبير. والثاني خور ومعناه العلف، ويكون المعنى كبير العلف والمراد كبير الجماعة الذين يتولون علف الدواب.
والعامة يقولون سراخوري بإثبات ياء النسب في آخره ولا وجه له. ومتشدقوا الكتاب يبدلون الراء فيه لاماً فيقولن سلاخوري وهو خطأ.
الضرب الثالث: ما تركب من لفظ عربي ولفظ عجمي:
وله حالتان:
الحالة الأولى: أن يصدر بلفظ أمير وهو لفظٌ عربي:
كما تقدم في الكلام على ألقاب أرباب الوظائف، وفيها أربعة ألقاب:
الأول- أميراخور. وهو الذي يتحدث على إصطبل السلطان أو الأمير، ويتولى أمر ما فيه من الخيل والإبل وغيرهما مما هو داخل في حكم الإصطبلات، وهو مركبٌ من لفظين: أحدهما عربي وهو أمير، والثاني فارسي وهو آخور بهمزة مفتوحة ممدودة بعدها خاء معجمة ثم واو وراء مهملة ومعناه المعلف، والمعنى أمير العلف: لأنه المتولي لأمر الدواب على ما تقدم وأهم أمورها المعلف.
الثاني- أمير جاندار. وهو لقبٌ على الذي يستأذن على الأمراء وغيرهم في أيام الموكب عند الجلوس بدار العدل.
وهو مركب من ثلاثة ألفاظ: أحدهما عربي وهو أمير وقد تقدم معناه. والثاني جان بجيم وألف ونون، ومعناه الروح بالفارسية والتركية جميعاً.
والثالث دار، ومعناه ممسك كما تقدم، فيكون المعنى الأمير الممسك للروح ولم يظهر لي وجه ذلك إلا أن يكون المراد أنه الحافظ لدم السلطان فلا يأذن عليه إلا لمن يأمن عاقبته.
الثالث- أمير شكار. وهو لقب على الذي يتحدث على الجوارح من الطيور وغيرهما وسائر أمور الصيد.
وهو مركب من لفظين: أحدهما عربي وهو أمير والثاني فارسي وهو شكار بكسر الشين المعجمة وكاف وألف ثم راء مهملة في الآخر، ومعناه الصيد فيكون المراد أمير الصيد.
الرابع- أمير طبر. وهو لقب على الذي يتحدث على الطبردارية الذين يحملون الأطبار حول السلطان في المواكب ونحوها. وهو مركب من لفظين: أحدهما عربيٌ وهو أمير، والثاني طبر وهو بالفارسية الفأس كما تقدم في الكلام على الطبردار.
الحالة الثانية: أن لا يصدر اللقب بلفظ أمير:
وفيها خمسة ألقاب:
الأول- الدوادار. وهو لقب على الذي يحمل دواة السلطان أو الأمير أو غيرهما، ويتولى أمرها مع ما ينضم إلى ذلك من الأمور اللازمة لهذا المعنى من حكمٍ وتنفيذ أموراً وغير ذلك بحسب ما يقتضيه الحال. وهو مركب من لفظين: أحدهما عربي وهو الدواة، والمراد التي يكتب منها. والثاني فارسي وهو دار، ومعناه ممسك كما تقدم. ويكون المعنى ممسك الدواة وحذفت الهاء من آخر الدواة استثقالاً. أما في اللغة العربية فإنه يقال لحامل الدواة داوٍ على وزن قاضٍ، فتثبت الياء فيه مع الألف واللام فتقول جاء الداوي ورأيت الداوي ومررت بالداوي، ويجوز حذفها كما في سائر الأسماء المنقوصة.
الثاني- السلاح دار. وهو لقب على الذي يحمل سلاح السلطان أو الأمير ويتولى أمر السلاح خاناه وما هو من توابع ذلك. وهو مركب من لفظين: أحدهما عربيٌ وهو السلاح، وقد تقدم معناه في الكلام على أمير سلاح. والثاني فارسي وهو دار ومعناه ممسك كما تقدم، ويكون المعنى ممسك السلاح.
الثالث- الخزندار بكسر الخاء وفتح الزاي المعجمتين. وهو لقب على الذي يتحدث على خزانة السلطان أو الأمير أو غيرهما. وهو مركب من لفظين: أحدهما عربي وهو خزانة: وهي ما يخزن فيه المال. والثاني فارسي وهو دار، ومعناه ممسك كما تقدم فحذفت الألف والهاء من خزانةٍ استثقالاً فصار خزندار ويكون المعنى ممسك الخزانة والمراد المتولي لأمرها، ومتشدقو الكتاب يسقطون الألف والهاء من خزانة على ما تقدم ويلحقون بعد الخاء ألفاً فينقلون لفظ خزانة إلى خازن فاعلٍ من الخزن ويضيفونه إلى دار، ظناً منهم أن الدار على معناها العربي كما تقدم في الإستدار والزنان دار، وهو خطأ كما تقدم بيانه هناك. على أن العامة تنطق بحروزفه على الصواب إلا أنهم يكسرون الزاي بعد الخاء والصواب فتحها.
الرابع- العلم دار. وهو لقبٌ على الذي يحمل العلم مع السلطان في المواكب. وهو مركب من لفظين: أحدهما عربي وهو العلم، وقد تقدم أن معناه الراية. والثاني فارسي وهو دار ومعناه ممسك كما تقدم، ويكون المعنى ممسك العلم.
الصنف الثاني: ألقاب أرباب الأقلام:
وهي على خمسة أضرب:
الضرب الأول: ألقاب أرباب الوظائف من العلماء:
وفيه خمسة ألقاب:
الأول- الخطيب. وهو الذي يخطب الناس ويذكرهم في الجمع والأعياد ونحوهما. وقد كان ذلك في الزمن المتقدم مختصاً بالخلفاء والأمراء بالنواحي على ما تقدم في الكلام على ترتيب الخلافة في المقالة الثانية.
الثاني- المقريء- وهو الذي يقريء القرآن العظيم، وقد غلب اختصاصه في العرف على مشايخ القراءة من قراء السبعة المجيدين المتصدين لتعليم علم القراءة.
الثالث- المحدث. والمراد به من يتعاطى علم حديث النبي صلى الله عليه وسلم بطريق الرواية والدراية، والعلم بأسماء الرجال وطرق الأحاديث، والمعرفة بالأسانيد ونحو ذلك.
الرابع- المدرس. وهو الذي يتصدى لتدريس العلوم الشرعية: من التفسير، والحديث، والفقه، والنحو، والتصريف ونحو ذلك. وهو مأخوذ من درست الكتاب دراسةً إذا كررته للحفظ.
الخامس- المعيد. وهو ثاني رتبة المدرس فيما تقدم، وأصل موضوعه أنه ألقى المدرس الدرس وانصرف أعاد للطلبة ما ألقاه المدرس إليهم ليفهموه ويحسنوه.
الضرب الثاني: ألقاب الكتاب:
وهي نمطان:
النمط الأول ألقاب أرباب الوظائف من كتاب الإنشاء وفيه ثلاثة ألقاب الأول- كاتب السر. وهو صاحب ديوان الإنشاء وقد تقدم الكلام عليه مستوفى عند الكلام على الكتابة والكتاب في مقدمة الكتاب.
الثاني- كاتب الدست. وهو الذي يجلس مع كاتب السر بدار العدل أمام السلطان أو النائب بمملكةٍ من الممالك، ويوقع على القصص. وهم جماعة وقد تقدم الكلام عليهم في المقدمة أيضاً.
الثالث- كاتب الدرج. وهو الذي يكتب المكاتبات والولايات وغيرها في الغالب وربما شاركه في ذلك كتاب الدست، ويعبر الآن عنه بالموقع، وقد تقدم الكلام عليه هناك أيضاً.
الضرب الثالث: ألقاب أرباب الوظائف من كتاب الأموال ونحوها:
وفيه تسعة ألقاب الأول- الوزير إذا كان من أرباب الأقلام، وقد تقدم الكلام عليه في ألقاب أرباب السيوف في الصنف الأول.
الثاني- الناظر. وهو من ينظر في الأموال وينفذ تصرافاتها ويرفع إليه حسابها لينظر فيه ويتأمله فيمضي ما يمضي ويرد ما يرد. وهو مأخوذ إما من النظر الذي هو رأي العين: لأنه يدير نظره في أمور ما ينظر فيها، وإما من النظر الذي هو بمعنى الفكر: لأنه يفكر فيما فيه المصلحة من ذلك. ثم هو يختلف باختلاف ما يضاف إليه كناظر الجيش وهو الذي يتحدث في أمر الجيوش وضبطها. أو ناظر الخاص وهو الذي ينظر في خاص أموال السلطان. أو ناظر الدواوين وهو الذي يعبر عنه بناظر الدولة ويشارك الوزير في التصرف. أو ناظر النظار بدمشق وهو الذي يقوم بها مقام الوزير بالديار المصرية. أو ناظر المملكة بحلب، أو طرابلس، أو حماة ونحوها. أو ناظر أوقافٍ أو جهات بر وما يجري مجرى ذلك.
الثالث- صاحب الديوان. وكانوا في الزمن الأول يعبرون عنه بمتولي الديوان، وهو ثاني رتبة الناظر في المراجعة. وله أمورٌ تخصه كترتيب الدرج ونحو ذلك.
الرابع- الشاهد. وهو الذي يشهد بمتعلقات الديوان نفياً وإثباتاً.
الخامس- المستوفي. وهو الذي يضبط الديوان، وينبه على ما فيه مصلحته من استخراج أمواله ونحو ذلك. ولعظم موقعه أشار له الحريري في مقاماته بقوله: منهم المستوفي الذي هو قطب الديوان... إلى آخره. ثم في بعض المباشرات قد ينقسم إلى مستوفي أصلٍ ومستوفي مباشرة، ولكل منهام أعمال تخصه.
السادس- العامل. وهو الذي ينظم الحسبانات ويكتبها. وقد كان هذا اللقب في الأصل إنما يقع على الأمير المتولي العمل ثم نقله العرف إلى هذا الكاتب وخصه به دون غيره.
السابع- الماسح. وهو الذي يتصدى لقياس أرض الزراعة، وهو فاعلٌ من مسح الأرض يمسحها مساحةً إذا ذرعها.
الثامن- المعين. وهو الذي يتصدى للكتابة إعانةً لأحدٍ من المباشرين المذكورين، ومعناه واشتقاقه ظاهر.
التاسع- الصيرفي. وهو الذي يتولى قبض الأموال وصرفها. وزهو مأخوذ من الصرف: وهو صرف الذهب والفضة في الميزان. وكان يقال له فيما تقدم الجهبذ.
الضرب الرابع: ألقاب أرباب الوظائف من أهل الصناعات:
وفيه خمسة ألقاب الأول- مهندس العمائر. وهو الذي يتولى ترتيب العمائر وتقديرها ويحكم على أرباب صناعتها. والهندسة علم معروف فيه كتبٌ مفردة بالتصنيف.
الثاني- رئيس الأطباء. وهو الذي يحكم على طائفة الأطباء ويأذن لهم في التطبيب ونحو ذلك. وسيأتي الكلام على ضبط ذلك ومعناه في الكلام على الرئيس في الألقاب المفردة في حرف الراء فيما بعد إن شاء الله تعالى.
الثالث- رئيس الكحالين. وحكمه في الكلام على طائفة الكحالين حكم رئيس الأطباء في طائفة الأطباء.
الرابع- رئيس الجرائحية. وحكمه في الكلام على طائفة الجرائحية والمجبرين كالرئيسين المتقدمين.
الخامس- رئيس الحراقة. وهو الذي يحكم على رجال الحراقة السلطانية ويتولى أمرها. وكان في الزمن المتقدم يقال له رئيس الخلافة جرياً على ما كان الأمر عليه في الخلافة الفاطمية بالديار المصرية.
الضرب الخامس: ألقاب أرباب الوظائف من الأتباع والحواشي والخدم:
وهم طائفتان:
الطائفة الأولى: الأعوان:
وهم نمطان:
النمط الأول: ما تمحضت ألفاظه عربيةً:
وفيه ثلاثة ألقاب:
الأول- مقدم الدولة. وهو الذي يتحدث على الأعوان والمتصرفين لخدمة الوزير. والمراد المقدم على الدولة، والدولة لفظٌ قد خصه العرف بمتعلقات الوزراة. كما يقال لناظر الدواوين ناظر الدولة على ما تقدم ذكره.
الثاني- مقدم الخاص. وهو المتحدث على الأعوان والمتصرفين بديوان الخاص المختص بالسلطان، كمقدم الدولة بالنسبة إلى أعوان الوزراة.
الثالث- مقدم التركمان. ويكون بالبلاد الشامية والحلبية متحدثاً على طوائف التركمان الذي يقدم عليهم.
النمط الثاني: ما تمحض لفظه عجمياً:
وفيه لقب واحد وهو البرددار، وهو الذي يكون في خدمة مباشري الديوان في الجملة متحدثاً على أعوانه والمتصرفين فيه، كما في مقدم الدولة والخاص المقدم ذكرهما.
وأصله فردادار بفاء في أوله وهو مركب من لفظين فارسيين: أحدهما فردا، ومعناه الستارة، والثاني دار ومعناه ممسك، والمراد ممسك الستارة وكأنه في أول الوضع كان يقف بباب الستارة ثم نقل إلى الديوان.
الطائفة الثانية أرباب الخدم:
وهم نمطان:
النمط الأول: ما يضاف إلى لفظ الدار:
كما تقدم في أرباب السيوف، وهي سبعة ألقاب الأول- الشربدار. وهو لقبٌ على الذي يتصدى للخدمة بالشراب خاناه، التي هي أحد البيوت.
وهو مركب من لفظين: أحدهما شراب وهو ما يشرب من ماء وغيره، فحذفوا الألف فيه استثقالاً. والثاني دار، ومعناه ممسك على ما تقدم، والمعنى ممسك الشراب.
الثاني- الطست دار، وهو لقبٌ على بعض رجال الطشت خاناه، وهو مركب من لفظين أحدهما طست بفتح الطاء وإسكان السين المهملة في اللغة العربية، وهو الذي يغسل فيه، ويجمع على طسوس بسينين من غير تاء، ويقال فيه أيضاً طسٌ بإسقاط التاء، إلا أن العامة أبدلوا السين المهملة بشين معجمة. والثاني دار ومعناه ممسكٌ على ما تقدم، فيكون معناه ممسك الطست.
الثالث- البازدار. وهو الذي يحمل الطيور الجوارح المعدة للصيد على يده.
وخص بإضافته إلى الباز الذي هو أحد أنواع الجوارح دون غيره لأنه هو المتعارف بين الملوك في الزمن القديم، على ما سيأتي ذكره في موضعه إن شاء الله تعالى.
الرابع- الحوندار. وهو الذي يتصدى لخدمة الطيور الصيد من الكراكي والبلوشونات ونحوها، ويحملها إلى موضع تعليم الجوارح.
وأصله حيوان دار أطلق الحيوان في عرفهم على هذا النوع من الطيور، كما أطلق على من يتعانى معامل الفروج الحيواني.
الخامس- المرقدار. وهو الذي يتصدى لخدمة ما يحوز المطبخ وحفظه. سمي بذلك لكثرة معاطاته لمرق الطعام عند رفع الخوان ونحو ذلك.
السادس- المحفدار بكسر الميم. وهو الذي يتصدى لخدمة المحفة. وهو مركب من لفظين. أحدهما محفة فحذفت التاء منها استثقالاً، والثاني دار، ومعناه ممسكٌ على ما تقدم، فيكون بمعنى ممسك المحفة.
النمط الثاني: ما لا يتقيد بالإضافة إلى دار ولا غيرها:
وفيه خمسة ألقاب الأول- المهتار، وهو لقبٌ واقع على كبير كل طائفة من غلمان البيوت، كمهتار الشراب خاناه، ومهتار الطست خاناه، ومهتار الركاب خاناه. ومه بكسر الميم معناه بالفارسية الكبير، وتار بمعنى أفعل التفضيل، فيكون معنى المهتار الأكبر.
الثاني- البابا. وهو لقبٌ لجميع رجال الطست خاناه ممن يتعاطى الغسل والصقل وغير ذلك. وهو لفظ رومي، ومعناه أبو الآباء على ما سيأتي بيانه في لقب الباب في الكلام على ألقاب أهل الكفر. وكأنه لقب بذلك لأنه لما تعاطى ما فيه ترفيه مخدومه: من تنظيف قماشه وتحسين هيئته أشبه الأب الشفيق فلقب بذلك.
الثالث- الرختوان. وهو لقبٌ لبعض رجال الطست خاناه يتعاطى القماش. والرخت بالفارسية اسمٌ للقماش، والوا ووالألف والنون بمعنى ياء النسب، ومعناه المتولي لأمر القماش.
الرابع- الخوان سلار. وهو لقبٌ مختصٌ بكبير رجال المطبخ السلطاني، القائم مقام المهتار في غير المطبخ من البيوت. وهو مركب من لفظين: أحدهما خوان، وهو الذي يؤكل عليه. قال الجوهري: وهو معرب. والثاني سلار، وهي فارسية ومعناها المقدم وكأنه يقول مقدم الخوان. والعامة تقول إخوان سلار بألف في أوله وهو لحن.
الخامس- المهمرد. وهو الذي يتصدى لحفظ قماش الجمال أو قماش الإصطبل والسقائين ونحو ذلك. ومعناه باللغة الفارسية الرجل الكبير فمه اسمٌ للكبير، ومرد اسمٌ للرجل.
السادس- الغلام. وهو الذي يتصدى لخدمة الخيل، ويجمع على غلمانٍ وغلمةٍ بكسر الغين وسكون اللام. وهو في أصل اللغة مخصوصٌ بالصبي الصغير والمملوك ثم غلب على هذا النوع من أرباب الخدم، وكأنهم سموه بذلك لصغره في النفوس، وربمال أطلق على غيره من رجال الطست خاناه ونحوهم.

الألقاب نشأتها وتطورها ودلالاتها في منطقة الخليج العربي


ألقاب الحكام نشأتها وتطورها ودلالاتها
في منطقة الخليج العربي

                                                      الدكتور سعيد بن عمر آل عمر
                                                    أستاذ مشارك التاريخ الحديث والمعاصر
                                                               بجامعة الملك فيصل
                                                        
المقدمة
أوصى الرسول r بأن يخاطب كل مسلم أخاه المسلم بأحب الألقاب إليه، ولهذا حرص صحابته رضوان الله عليهم على ذلك؟ واهتم العرب والمسلمون بالألقاب فكان اللقب دائماً عزيزاً. وقد لعبت الألقاب دوراً خطيراً في تاريخ الدول الإسلامية سواءً كانت في التاريخ القديم أم العصر الإسلامي المبكر أو الحديث والمعاصر، حيث كانت هناك لكل دولة ألقاب يحملها حكامها واختلفت هذه الألقاب بين الدول والشعوب حسب عادات وتقاليد وأعراف ذلك الشعب المحكوم وبيئته. وتعددت الألقاب عند المسلمين ودول الجوار من الأمم الأخرى، مثل الإمبراطور والقيصر، وكسرى، والنجاشي، (وذو القرنين)، والفرعون، أو الخليفة أو أمير المؤمنين، والملك، والرشيد، والهادي، والمنصور، والمأمون، والسلطان، والأمير، بل نجد أن هناك ألقاباً تضاف إلى لفظ الجلالة (الله) في العصر العباسي الثاني، مثل العزيز بالله، والناصر لدين الله، والمتوكل على الله والمستعين بالله، والقائم بأمر الله وغيرها.
وهناك بعض حكام الدول وخاصة في العصر العباسي، ممن كان يحمل أكثر من لقب مثل أمير المؤمنين، والناصر لدين الله، والملك والسلطان. والملك، وخادم الحرمين الشريفين، أو حامي حمى الحرمين الشريفين السلطان مثلما كان عليه الحال في العصر العثماني. وقد أنعم الحكام طوال التاريخ بالألقاب على عمالهم في الدولة سواء كانوا ولاة للعهد أم ولاة للأقاليم أو نواباً لهم في حكم الولايات، أو كانوا وزراء أو أصحاب مسؤولية معينة مثل الشرطة، والبريد وعمال الخراج، وغيرهم من الفئات المعاونة للسلطة الحاكمة. فقد لقب أول وزير رسمي في الإسلام وهو أبو سلمة الخلال في العصر العباسي الأول بلقب وزير آل محمد([1])، وهو شعار الدعوة العباسية مما يعطي دلالة على تماسك الدعوة بشعارها مع ألقاب القائمين عليها.
ولقب الرشيد 170-192 وزراءه من البرامكة بألقاب، مثل (ذو الرياستين) نسبة إلى رئاسة السيف (قائد الجيش) والقلم (الوزارة)([2]). ويلاحظ أن بعض الوزراء عندما زاد طغيانهم على حكامهم وزاد نفوذهم عليهم تلقبوا بألقاب الحكام أنفسهم كما حدث في العصر الفاطمي([3]).
وتتضح خطورة الألقاب في الدول تبعاً لدلالتها التي تعنيها، فمثلاً لقب الخليفة يعني أنه خليفة رسول الله r، وأمير المؤمنين يعني إمارة الناس ولقب السلطان يعني القهر، ويدل على التملك والقهر والتسلط، ولقب الإمبراطور يدل على اتساع الدولة وزيادة نفوذها، ولقب الملك يعني أنه مالك لحكمه وهكذا([4]).
وتطورت الألقاب بدلالاتها لتظهر مدى ما تفعله الألقاب في سياسة الدول، مثل لقب (قيد الأرض) أي المسيطر على الأرض كلها، ويدل على متانة وقوة حكم الحاكم كما سيبينه هذا البحث، ولقب (الملك الرحيم) أو شاهنشاه (ملك الملوك) وهي ألقاب تخص الرب سبحانه وتعالى، تلقب بها الحكام وخاصة في إيران وفارس في العصر البويهي([5]) والعصر الحديث، وهناك ألقاب مثل يمين الملك أو يمين أمير المؤمنين وتعني يده اليمنى وساعده الأيمن في حكمه وكثيراً ما تلقب بهذه الألقاب الوزراء والحجاب وولاة العهد. ولقب (قسيم الملك) أو قسيم أمير المؤمنين أي الذي يقاسم الحاكم في ملكه([6])، وهذا اللقب له دلالته الخطيرة جداً، ولم يلقب به أحد إلا في فترات ضعف الحكام.
وتظهر دلالة الألقاب بصورة أوضح عندما نسيت الألقاب إلى الله سبحانه عز وجل واستمدت منه العون والمدد، مثلما حدث في العصر العباسي الثاني، فلقب الخلفاء والحكام أنفسهم بألقاب مثل لقب المتوكل على الله، والمستعين به، والمستظهر بالله، والقائم بأمر الله، والمستعصم بالله([7])، مما يعني فشلهم سياسياً عندما سيطر الأتراك وبعض الفرق الإسلامية الأخرى عليهم، فالتجأوا إلى الله تعالى مستمدين منه المدد، فنسبوا أنفسهم إليه، بعكس ما كان عليه الحال في العصر العباسي الأول حيث كانت الألقاب تحمل معنى القوة والشدة مثل السفاح، والمنصور، والرشيد، والمعتصم بالله والواثق بالله وغيرها([8]).
وما زالت الألقاب تلعب دوراً ومعنى لمسمياتها بدلالاتها في العصر الحاضر، ولقد لعبت الألقاب دورها في منطقة الخليج العربي في العصور الإسلامية المتأخرة والحديثة وتأثرت منطقة الخليج والجزيرة العربية بمختلف الأسماء والألقاب التي كانت سائدة في العصر الإسلامي وتطورت وتنوعت هذه الألقاب ودلالاتها حسب العصر والبيئة وطبيعة حكم الدولة وحكامها وتقاليد وأعراف شعبها.
وقد تلقب حكام الخليج على مر التاريخ بكثير من الألقاب التي تلقب بها حكام الدول الأخرى، مثل السلطان والأمير والملك والشيخ وغيرها، وكانت هناك ألقاب دخيلة ولكنها كانت مؤقتة انتهت بنهاية النفوذ الخارجي على المنطقة. مثل لقب الباشا والبك وهي ألقاب تركية وفارسية نظراً لسيطرة الفرس والأتراك مراراً على بعض من دول المنطقة البائدة في فترات متقطعة، وهناك ألقاب خاصة انتهت بنهاية المتلقب بها نتيجة فعل معين مثل لقب الشقاق([9]).
وهذا البحث يتناول الألقاب التي تلقب بها حكام الدول التي سادت ثم بادت في منطقة الخليج العربي وتلك التي لا زالت قائمة، وتطور هذه الألقاب على ضفاف الخليج من حيث نشأة اللقب وتطوره والدلالة والمعنى، وذلك منذ العصر العباسي وحتى عصرنا الحاضر.

الأمير
الأمير في اللغة ذو الأمر والتسلط، وهو لقب من ألقاب الوظائف التي استعملت كذلك كألقاب فخرية([10]).
ويرجع استعماله في الإسلام كاسم لوظيفة في عصر النبي r حين كان يعقد به الولاية على الحكم أو رئاسة الجيش ونحو ذلك، وقد استعمل أيضاً بمعنى الولاية العامة في هذا العصر المتقدم من الإسلام، وورد بهذه المعاني في أحاديث نبوية منها قوله r لعبد الرحمن بن سمره «يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة فإنك إن أوتيتها عن مسألة وكلت إليها وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها»([11]).
وكذلك قوله عليه السلام: «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقط أطاعني ومن عصى الأمير فقد عصاني»([12]). وقوله: «ألا أخبركم بخيار أمرائكم وشرارهم؟ خيارهم الذين تحبونهم ويحبونكم وتدعون لهم ويدعون لكم، وشرار أمرائكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم»([13]).
وفضلاً عن ذلك ورد في شأن بيعة السقيفة بعد وفاة الرسول r أن قائلاً من الأنصار قال: «... منا أمير ومنكم أمير»([14]).
وقد استعمل (الأمير) كلقب دال على الوظيفة لولاة الأمصار التابعة للخلافة الإسلامية العامة، كما تشير إلى ذلك أقدم النقوش المعروفة، فأطلق على عبد العزيز بن مروان في سنة 69 ﻫ على إحدى القناطر بالفسطاط (عبد العزيز بن مروان الأمير)([15]). وتتابع دور هذا اللقب في ألقاب الحكام بعد ذلك، كما استعمل أيضاً بمعنى الوالي في العباسية والدولة الفاطمية([16]).
ولم يقتصر استعمال لقب الأمير للإشارة إلى الوظيفة، بل استعمل أيضاً كلقب فخري منذ العصر الأموي، إذ يستدل من النقوش الأثرية أنه كان يطلق على أولياء العهد بالخلافة، فأطلق مثلاً على الوليد بن عبد الملك في خلافة أبيه في نص إنشاء في سنة 81([17]). كما أن لقب (أمير) كان يطلق على ولي العهد في الدولة العباسية، وإن لم يكن ابناً للخليفة، وأوضح مثال لذلك إطلاقه على علي الرضا ولي عهد المأمون في سكة نقود في سنة 203([18]). وما زال هذا هو لقب ولي العهد في بعض دول الخليج حتى عصرنا الحاضر مع الاختلاف، ففي حين يطلق لقب الأمير على حاكم الدولة في بعضها مثل الكويت والبحرين وقطر نجده يطلق على ولي العهد في المملكة العربية السعودية وكذلك على أفراد الأسرة المالكة، وهنا يكون لقب الأمير لقب فخري للتكريم والتمييز. وقد استعمله حكام وولاة الدولة العباسية المرسلون لحكم البحرين وعمان والجزيرة كلها، فحينما عين السفاح 132-136 ﻫ أول خلفاء بني العباس عمه داود بن علي والياً على الجزيرة كلها بما فيها البحرين لقبه بأمير، وبعده تلقب ولاة الدولة على الخليج مثل زياد بن عبد الله المدان، والسرى بن عبد الله الهاشمي وغيرهم([19]). ولا يزال يطلق هذا اللقب على ولاة وحكام المناطق في بعض دول الخليج مثل المملكة العربية السعودية. كما تلقب به حكام الدولة العيونية التي سيطرت على الأحساء والقطيف وأوال، فقد عرف بهذا اللقب مؤسس الدولة (عبد الله بن علي العيوني) الذي كان من مؤسسي الدول العظام([20]). كما تلقب به من أتى من بعده من حكام الدولة العيونية، وحتى عندما انقسمت الدولة العيونية بين آل الحسن وآل أبي منصور، تلقب حكام الدولتين بالأمراء، ولم يخرج مسمى الدولة العيونية عن (الإمارة) ([21]).
ويبدو أن هذا اللقب هو اللقب الذي ساد دولة العصفوريين (بنو عامر)، حيث عرفت بإمارة العصفوريين عند الكتاب والمؤلفين([22]). تلك الدولة التي ناوأت العيونيين وتمكنت من إسقاط الحكم العيوني في الأحساء، وبسط حكامها سلطانهم على البحرين، وظلوا يتوارثون الحكم قرابة قرنين ونصف([23]) وكان لقبهم الدائم (الأمير)، فقد تلقب القائد المحتك عصفور بن راشد بن عميرة الذي قبض على الأمير العيوني الفضل بن محمد فطرده من الأحساء، وأنهى حكم الأسرة العيونية سنة 630 ﻫ بهذا اللقب([24]).
وعندما حكمت دولة الجبور شرق الجزيرة العربية غير حكامها اللقب إلى لقب سلطان وذلك في عهد أجود بن زامل الجبري([25]). ولكن عاد مرة أخرى هذا اللقب (لقب الأمير) في الخليج ليحتل المرتبة الأولى بعد لقب (الملك والسلطان) كما هو واضح في دولة الكويت، والبحرين، وقطر كما تقدم. وقد تلقب بلقب الأمير حكام الدولة السعودية الأولى([26]). كما تلقب به أيضاً الملك عبد العزيز في بداية عهده فقد كان يطلق عليه لقب أمير نجد ورئيس عشائرها حتى سنة 1339 ﻫ/ 1920 م وانفرد الأتراك بالكتابة إليه «والي نجد وقائدها عبد العزيز باشا»([27]).

ركن الدولة
الركن: ركن الشيء في اللغة جانبه القوي، وقد ورد في الآية القرآنية }أو آوى إلى ركن شديد{([28]) أي فيه العزة والمنعة، وكان اللفظ يدخل في تكوين بعض الألقاب المركبة مثل "ركن الإسلام" أو "ركن الأمة" و"ركن الدولة"([29]). وركن الدولة من الألقاب المضافة إلى "الدولة"، وقد أطلق لأول مرة على ابن الحسن بن بويه على يد المطيع العباسي([30])، ثم شاع اللقب، والتلقيب به فأطلق بعد ذلك على بعض السلاجقة والمصريين زمن السلطان بيبرس البندقداري([31]).
ولم يلقب بهذا اللقب أحد من حكام الخليج، ولكن في أثناء تمرد البقوشي([32]) على الدولة العيونية، ومقتله على يد الأمير عبد الله العيوني، أغاظ تصرفه هذا ركن الدولة البويهي الذي سار من بغداد بجيش قوامه ألف رجل، وحاصر الأحساء لمدة عام، واستمال كثيراً من أبناء البادية، ومع أن الأمير عبد الله العيوني هزمه ورده إلى بغداد([33])، إلا أن امتداد نفوذه وتبعية بعض أبناء البادية له جعل المنطقة تعرف هذا اللقب. ومن هنا يمكن القول إنه عرف واستخدم في الخليج على نطاق ضيق من قبل الذين مدوا نفوذهم إلى سواحل الخليج في فترات قليلة ومتقطعة.

غياث الدين
الغياث: في اللغة الاسم من (استغاثني فأغثته)، وأصله الغواث قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، وتستعمل النسبة إليه (الغياثي) كلقب فخري للعسكريين خصوصاً الملوك([34]). وكان اللفظ يضاف إلى بعض الكلمات لتكوين ألقاب مركبة مثل (غياث الأنام) وهو من ألقاب أكابر الملوك، وغياث الإسلام والمسلمين، وغياث الأمة، وغياث الحرمين، وغياث الدولة وغيرها([35]).
وغياث الدين: أطلق على بهاء الدولة أبي نصر من بني بويه، كما يستدل على ذلك من نقوده، كما أطلق على السلطان كيسخرو أرسلان الذي دخل في طاعة التتار بعد هزيمته سنة 641 ([36]).
وتلقب به أمير جزيرة قيس الواقعة في الخليج العربي جنوباً الأمير غياث الدين بن الأمير تاج الدين جمشيد، الذي اشترك مع الأمير الفضل بن محمد العيوني سنة 606 ﻫ/ 1209 م، في محاولة للثأر من منافسه على الحكم غرير بن الحسن ولينتزع القطيف منه([37]).

الخواجة
لفظ فارسي بمعنى المعلم أو الكاتب أو التاجر أو الشيخ أو السيد، وقد استعمل في العالم الإسلامي كلقب عام، وكان اللقب في استعماله يأتي أحياناً في أول الألقاب. وهذا اللقب يطلق أحياناً على من يمت بصلة إلى الأصل الفارسي، ومن تلك إطلاقه على الخواجا مصطفى بن الخواجا محمود بن الخواجا رستم البرصاوي، المشرف على بعض التجديدات في الجامع الأزهر في عهد الملك الأشرف قايتباي في نص بتاريخ شهر شعبان سنة 900 ﻫ في الجامع الأزهر([38]).
وقد استعمل هذا اللقب في عصر سلاطين المماليك ضمن ألقاب التجار الأعاجم من الفرس وغيرهم([39]).
وقد تلقب بهذا اللقب في الخليج العربي (خواجة عطار) وزير شاه ويس الابن الأصغر لحاكم هرمز فخر الدين توران شاه في أواخر القرن التاسع الهجري/ الخامسة عشر الميلادي، والذي تنازع مع إخوته على الحكم، مما أعطى الفرصة لدولة الجبور في الأحساء في عهد السلطان أجود بن زامل الجبري للتدخل في شؤون هرمز، لتوسيع نفوذه على حسابها وإزاحة ما كان لهذه الدولة من نفوذ في بلاده في جزر البحرين وأطراف القطيف([40]).

السيد
السيد في اللغة المالك والزعيم، وقد أطلق كلقب على الأجلاء من الرجال، واصطلح على إطلاقه على أبناء علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وكثيراً ما كان يلحق في هذه الحالة بالشريف فيقال السيد الشريف([41])، وربما جاء من هنا إطلاقه على رؤساء القرامطة الذين كانوا ينتسبون ويدّعون الانتساب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه. فقد أطلق لقب (السيد الرئيس) على الحسن بن أحمد القرمطي في نقش على دينار سنة 362([42]). كما ورد لقب (السادة الرؤساء) على قطعتين من النقود بتاريخ سنة 361 و362 ﻫ على الترتيب في فلسطين خاصتين بالحسن بن أحمد القرمطي نفسه([43]).
ولم يقتصر (السيد) على المنتسبين إلى النبي r بل أطلق أيضاً على بعض الولاة والوزراء، فأطلق على السامانية، وأمراء بخاري وغيرهم مثلما أطلق على الأمير نصر بن أحمد الساماني في سكة بتاريخ 315 ﻫ في فرغانة([44]).
على أن هذا اللقب كان يستعمل ويطلق على أولاد السلطان أو أفراد البيت المالك أو حتى أولاد الأمراء([45])، وكان لقب السيد يضاف أحياناً إلى ضمير المتكلم الجمع فيقال (سيدنا)، وكان (سيدنا). ويستعمل في مخاطبة أجل رجال السياسة والعلم والدين، فكان يخاطب به الخلفاء في العصر العباسي وما بعده حتى أنه كان يقتصر عليهم دون غيرهم في بعض العصور([46]).
وقد دخل لقب السيد في تكوين كثير من الألقاب المركبة، وهو دائماً يفيد علو الملقب على أبناء جنسه، ومن أمثلة ذلك (سيد الأمراء في العالمين)، و(سيد الأمراء المقدمين) و(سيد أمراء العاملين)، وجميعها للأمراء، ثم (سيد الكبراء في العالمين) لأرباب الأقلام، و(سيد العلماء والحكام في العالمين) للقضاة (وسيد الرؤساء في العالمين) للوزراء أو لقب (سيد الوزراء)([47]).
ويلاحظ أن هذا اللقب كان يشمل معنى الجهاد في سبيل الله والذي كان من مظاهر النهضة السنية والذي بلغ الذروة في العصر الأيوبي. وقد تلقب بهذا اللقب في الخليج العربي الحاكم العماني سلطان بن أحمد البوسعيدي سنة 1784 م له ولأفراد الأسرة الحاكمة في عمان كشكل من أشكال التبجيل ولم يستخدمه حكام آل بوسعيد للدلالة على أنهم من سلالة النبي r وإنما لرفعة الشأن والتميز([48]).

الإمام
معناه القدوة، ويقال «أم القوم في الصلاة فهو إمام» واللقب بمعناه المعروف موجود في القرآن في آيات كثيرة منها }وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات، فأتمهن، قال إني جاعلك للناس إماماً ` قال ومن ذريتي` قال لا ينال عهدي الظالمين{([49]). }والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً{([50]).
واستعمال هذا اللقب كاسم لوظيفة من يلي أمور المسلمين، وهو معروف منذ عصر الرسول r «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»([51]). وقوله r «أحب الناس إلى الله تعالى يوم القيامة وأدناهم فيه مجلساً إمام عادل، وأبغض الناس إلى الله يوم القيامة وأبعدهم منه مجلساً إمام جائر»([52]).
ولكن لم يثبت من الوثائق أو المصادر التاريخية أن أحداً من خلفاء صدر الإسلام وبني أمية قد أطلق عليه هذا اللقب في حياته على سبيل التكريم، ولو أن العرف قد جرى على إطلاقه على علي بن أبي طالب فقيل الإمام علي كرم الله وجه([53]).
وذكر أن أول من تلقب بالإمام في الإسلام هو (إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس) أول من بويع له بالخلافة من بني العباس أثناء دعوتهم السرية([54]) وأول من أطلق عليه لقب الإمام كلقب (فخري) عام هو المهدي بن المنصور 158-169 ﻫ وهو ولي عهد لأبيه. إذ ورد ضمن ألقابه فيما يرجح بأنه أقدم نقش يحمل هذا اللقب وهو على سكة نقود سنة 151 ﻫ من بخاري([55]).
ومنذ ذلك الوقت صار هذا اللقب عاماً على خلفاء بني العباس، فقد أطلق على المأمون في نقوش على سكة نقود بتاريخ سنة 195 ﻫ من مدينة بلخ، وأخرى من نفس التاريخ بمدينة سمرقند([56]).
وقد تلقب به ملوك دول المغرب والفاطميون والأمويون في الأندلس([57]). ولم يقتصر إطلاق لقب (الإمام) على الخلفاء بل أطلق إطلاقاً شعبياً على كبار علماء الدين والشريعة، وهو في هذه الحالة مأخوذ من الآية الكريمة }واجعلنا للمتقين إماماً{([58]).
وقد شاع استعماله في العالم الإسلامي وما زال لعلماء الدين وأئمة المساجد، وأصبح من المعروف أن يطلق لقب الإمام على أهل الصلاح والزهد والعلم والشريعة، وعلى من يعتبر قدوة في شؤون الدين([59]).
وقد استعمل هذا اللقب بكثرة في العصر العثماني، وأطلق على حكام وسلاطين الدولة العثمانية الذين اعتبروا أنفسهم المدافعين عن الدين الإسلامي، والمجاهدين في سبيله، لتوسيع رقعة الدولة الإسلامية وإجلاء البيزنطيين حتى تمكنوا في سنة 857 ﻫ من فتح القسطنطينية، فأطلق مثلاً على السلطان محمد بن مراد بك ابن عثمان لقب (إمام المتقين) و(سلطان الحرمين)([60]).
وقد استعمل هذا اللقب في الخليج العربي وخاصة في إقليم البحرين (الأحساء) وعمان عند القرامطة والأباضية الذين اتخذوا هذا اللقب كأحد ثوابت دعوتهم. وقد تلقب حكام القرامطة أمثال حمدان قرمط، وأبى سعيد الجنابي المتوفى سنة 301 ﻫ، وسعيد بن أبي سعيد، وأبي طاهر، والحسن الأعصم وغيرهم بلقب الإمام([61]).
ومن أكثر حكام الخليج تلقباً بهذا اللقب في التاريخ الحديث، حكام عمان وخاصة أسرة اليعاربة الذين أقاموا حكمهم على نظام الإمامة الأباضية وهو نظام ديني يقوم على البيعة بالانتخاب، واستمرت دولتهم في عمان أكثر من قرن من الزمان([62]). وأشهرهم الإمام ناصر بن مرشد 1624-1649 م المؤسس، والإمام سلطان بن سيف 1649-1668 م، والإمام سيف بن سلطان الملقب بقيد الأرض 1688-1711 م، والإمام سلطان بن سيف 1711-1718 م([63])، كما انتخب أحمد بن سعيد آل سعيد مؤسس حكم أسرة آل سعيد في عمان إماماً على عمان بعد نهاية حكم دولة اليعاربة([64])، وكان ابنه سعيد بن أحمد آخر الأئمة الأباضيين الحقيقيين المنتخبين في عمان الذين أطلق عليهم هذا اللقب وتلقبوا به([65]). كما كان لقب الإمام من بين الألقاب التي تلقب بها حكام الدولة السعودية الأولى والثانية([66]). كما عرف الملك عبد العزيز مؤسس الدولة السعودية المعاصرة بلقب الإمام وهو اللقب الشرعي الخاص الذي عرف به أجداده، وقد آل إليه هذا اللقب بعد وفاة والده الإمام عبد الرحمن سنة 1346 ﻫ وإن عرف بهذا اللقب أيضاً أثناء حياة والده. فكان لقب الإمام أحب الألقاب إليه حتى بعد إطلاق لقب الملك عليه([67]).


قيد الأرض
دلالة على السيطرة على العالم، وهو لقب خاص ومبالغ فيه إلى حد كبير، فلم يحدث أن سيطر حاكم على العالم كله، وكان هذا هو حلم الإسكندر المقدوني الذي سيطر على جزء كبير من العالم وليس كله. وقد أطلق هذا اللقب الخاص على الإمام سيف بن سلطان (1668-1711 م) أحد حكام وأئمة دولة اليعاربة في عمان، ويرجع الفضل لهذا السلطان في ضبط البلاد، ونشر العدل في ربوعها، وقد أصبح الأسطول العربي العماني في عهده قوة بحرية ضاربة ومهمة في الخليج العربي والمحيط الهندي، وتعقب البرتغاليين في سواحل الهند الغربية وعلى سواحل أفريقيا الشرقية([68]). واتخذ من بلدة الرستاق عاصمة له في عمان، وبلغت عمان في عهده أوج قوتها وازدهارها حيث اهتم بالزراعة لا سيما زراعة النخيل التي قدرت ثروته منها بثلث نخيل عمان، كما بنى الحصون والقلاع، وملك الأراضي، وأصلح أفلاج المياه القديمة للري، وبنى أخرى في الرستاق والحزم لإنعاش الزراعة حيث أجرى في عمان سبعة عشر فلجاً، كما ازدهرت في عهده تجارة عمان الخارجية بفضل أسطوله البحري الذي ضم 28 سفينة و24 مركباً، كما وجه قبائله للجهاد ضد البرتغاليين وتعقبهم في ديو وكجرات بالهند وأخذ منهم ممباسا وكلوه وبات وغيرها من الموانئ الساحلية في شرق إفريقيا وغزا فارس، وأصبحت عمان دولة قوية بفضل إصلاحاته الداخلية وسياسته الخارجية. ونتيجة لاتساع حكمه ونفوذه السياسي أطلق عليه لقب (قيد الأرض)([69]).

فخر الدين
كان يضاف إليه بعض الكلمات لتكوين ألقاب مركبة مثل فخر الدولة، وفخر السلالة الزاهرة، وفخر الشجرة الزكية، وفخر الجيوش، وفخر الرؤساء وفخر المجاهدين وغيرها، وأول استعمال للقب فخر الدولة في الإسلام كان في العصر البويهي إذ ضرب على نقودهم في العراق([70]). كما استعمل لقب فخر الدين في العصر السلجوقي([71]).
وقد تلقب به في الخليج حكام هرمز وملوكها مثل الملك فخر الدين توران شاه  الذي تنازع أبناؤه الأربعة على الحكم بعد وفاته مما هيأ الفرصة للحاكم الجبري السلطان (أجود بن زامل) من التدخل في شؤون دولتهم وإزاحة ما كان لهذه الدولة من نفوذ في جزر البحرين وأطراف القطيف كما سبق([72]).

الأتابك
أتابك لفظ فارسي يتكون من مقطعين الأول أتا بمعنى مربي، وبك تعني الأمير فيكون المعنى (مربي الأمير) أو الوصي عليه([73]). وهي من عادات التركمان القديمة أحياها الأتراك السلاجقة، إذ عرف هذا اللقب ومهمته منذ عصر سلاطينهم الأول، فقد كلف داوود نظام الملك الطوسي بالوصاية على ابنه ألب أرسلان الذي أمر أن يطيعه كوالد([74])، كما عين نظام الملك بعد ذلك وزيراً للسلطان ملكشاه بلقب (أتا أو أتابك)([75]).
ومع أن مهمة الأتابك الأساسية كانت في نشأتها الوصاية على الأمير السلجوقي والتعهد بتربيته وتعليمه، إلا أنها على مر السنين، وعندما ضعفت الدولة السلجوقية تحولت إلى مهمة أخرى، فقد نحى الأتابك الأمير السلجوقي واستولى هو على الحكم حينما أوكل السلاجقة أمر دولتهم إلى أطفال صغار، بل كان الأتابك دائماً يتزوج من أم الأمير القاصر الذي يتولى الوصاية عليه لإيجاد سند شرعي له في الحكم([76]). مما أدى إلى استقلال الأتابكة بالإمارات وتكوين أتابكيات (دول) لهم حملت نفس اللقب مثل أتابكية الموصل وحلب وفارس وكرمان وغيرها([77]).
واستمر هذا اللقب يطلق على بعض الملوك وانتقل إلى الخليج العربي، حيث وجدت به ثلاث أتابكيات هي أتابكية قيس وأتابكية هرمز وأتابكية شيراز، وكانت قيس أكثرها قوة وطموحاً، وكذلك كانت هرمز، وأتابكية شيراز التي أسسها الأتابك مظفر الدين سلغر وصارت تعرف بالأتابكية  السلغرية، والتي كانت منذ قيامها على خلاف مع الخلافة العباسية وعلى خلاف مع الدولة الخوارزمية في شمال شرق إيران([78]). ودخلت الأتابكيات الثلاث في حروب تأثرت بها منطقة الخليج كلها كما تأثرت بها الدولة العيونية وأصبح لجزيرة قيس وحاكمها شيء من النفوذ على موارد الدولة العيونية الاقتصادية والذي أدى بدوره إلى تنامي النفوذ السياسي([79]).

الشقاق
لقب خاص أطلق على الأمير أبي سنان العيوني أحد أمراء الدولة العيونية في القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي تلك الدولة التي كانت تحكم إقليم شرق الجزيرة العربية (البحرين)، حينما دخل هذا الأمير في معركة مع غفيلة بن شبانة رئيس قبيلة بني عامر البدوية الذي أراد أن ﻳﻨﺰل عنوة في فصل الصيف على القطيف، فبعث إليه أبو سنان منذراً له بأن لا ﻳﻨﺰل على القطيف وأن يتجه إلى الأحساء، فأصر غفيلة أن ﻳﻨﺰل القطيف. عند ذلك هجم عليه أبو سنان بجيشه ليرغمه على الارتحال سنة 543 ﻫ/ 1148 م، ودارت بين الطرفين معركة انهزم فيها غفيلة، وأمر أبو سنان بقطع أطناب بيته فانشغل جند أبي سنان بالنهب وجمع الغنائم، فعاد عليهم غفيلة الكرة بمن معه من أفراد قبيلته وانهزم جند أبي سنان وبقي هو في المعركة مع قلة من جنده فطمعوا فيهم، لكن أبا سنان هاجمهم بسيفه وقتل منهم عدة أفراد من جملتهم رجل شقة أبو سنان نصفين بضربة واحدة من سيفه، فتقهقروا عنه فلقب لذلك (بالشقاق)، ورجع إلى مقره مع من بقي من أتباعه، ولم يتبعه أحد من بني عامر خشية منه، وارتحل غفيلة إلى الأحساء([80]).

السلطان
السلطان في اللغة من السلاطة بمعنى القهر ومن هنا أطلق على الوالي، وقد ورد اللفظ في آيات قرآنية عديدة بمعنى الحجة والبرهان، وهذا اللفظ مأخوذ من اللغة الآرامية والسريانية (Sultana). ويوجد أيضاً في أوراق البردي العربية منذ القرن الأول الهجري، حيث ورد فيها خراج السلطان، وبيت مال السلطان، ويقصد به سلطة الحكومة والولي أو الحاكم، ومن ثم صار يطلق على عظماء الدولة، وقد استعمل لأول مرة في عهد هارون الرشيد حين لقب به خالد بن برمك([81])، ويعتبر اللقب في هذه الحالة نعتاً فخرياً خاصاً إذْ انقطع التلقيب به بعد ذلك حتى القرن الرابع الهجري([82]). ويذكر القلقشندي أن لقب (السلطان) لم يصبح لقباً عاماً إلا بعد أن تغلب الملوك بالشرق مثل بني بويه على الخلفاء واستأثروا بالسلطة دونهم، وبذلك اتخذوا لقب (السلطان) سمة عامة لهم فضلاً عما كان يضفيه عليهم الخليفة من ألقاب فخرية([83]). ثم صار (السلطان) لقباً عاماً على المستقلين عن الدولة من الولاة يضرب على نقودهم تمييزاً لهم عن غيرهم من الولاة غير المستقلين([84]).
ويُعَد السلطان محمود الغزنوي مؤسس الدولة الغزنوية في غزنة والهند أول من اتخذ لقب (سلطان) كلقب رسمي في الإسلام([85]).
وتتفق المراجع التاريخية والنقوش على أن لقب السلطان كان يطلق كلقب عام على حكام السلاجقة، فقد تلقب (طغرلبك) أول سلاطينهم بعد دخوله بغداد سنة 447 / 1055 م بهذا اللقب حيث لقب (بالسلطان ركن الدين)([86]).
وأخذ لقب السلطان في عهد السلاجقة يتحدد بمدلوله كحاكم أعظم، ولقب (الملك) كحاكم تابع، ويتضح ذلك جلياً في أيام السلطان سنجر([87]).
ثم انتقل هذا اللقب إلى حكام الأسرة النورية والأيوبية، فقد تلقب به صلاح الدين الأيوبي، ولقب ولاته بلقب (الملوك)([88]) كما صار لقب السلطان لقباً عاماً على الحاكم في عهد المماليك([89])، ثم اتخذه حكام بني عثمان ليدل على سطوتهم وزيادة نفوذهم([90]).
وكان لقب السلطان كثيراً ما يلحق ببعض الصفات مثل (السلطان العالم) والسلطان السعيد، والسلطان الأعظم، والسلطان المعظم، وسلطان أرض الله، وسلطان الإسلام والمسلمين، وسلطان البر والبحر، وسلطان البحرين والبرين وغيرها([91]). وقد استخدم هذا اللقب في منطقة الخليج العربي، في عهد أسرة الجبور حكّام الأحساء وهم من بني عقيل الذين أسس حكمهم بزعامة زامل بن حسين بن ناصر بن جبر في النصف الأول من القرن التاسع الهجري([92])، وأول من تلقب به السلطان أجود بن زامل الجبري، الذي حكم في النصف الثاني من هذا القرن ويعتبر عهده من أزهى العهود حيث تمتعت الدولة في عهده بالأمن والرخاء والإصلاح، واتسع كله حيث شمل معظم أجزاء منطقة نجد، وبعض عمان([93]).
ثم تلقب بلقب السلطان حكام وزعماء الجبور من بعده، وهو لقب يدل على استقلال الحاكم وتمتعه بكامل السيادة على بلاده([94]).
وقد حمل أجود بن زامل هذا اللقب عن جدارة واستحقاق، فقد استطاع أن يزيح ما كان لمملكة هرمز من نفوذ على أطراف بلاده مثل القطيف وجزر البحرين، وكان قد نعت بسلطان البحرين دليلاً على اتساع دولته([95])، ثم تلقب به محمد بن أجود بن زامل الجبري الذي شارك والده في إدارة الحكم، وكانت دولة الجبور على جانب عظيم من العزة والازدهار ثم تلقب به مقرن بن زامل الجبري الذي استشهد في معركة ضد الغزو البرتغالي للخليج وظل هذا اللقب (السلطان) فيهم حتى انتهاء دولتهم([96])، في تاريخنا المعاصر فقد تلقب بهذا اللقب الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود مؤسس الدولة السعودية المعاصرة قبل أن يتلقب بلقب الملك وذلك على أثر مؤتمر الرياض سنة 1339 / 1921 م الذي حضره علماء البلاد فأصبح يعرف بسلطان نجد. وعندما ضم منطقتي عسير وحائل إلى ملكه سنة 1340 / 1922 م أصبح يعرف بسلطان نجد وملحقاتها([97]). وبقي هذا اللقب لقبه إلى أن تَمّ ضم الحجاز فتغير هذا اللقب إلى لقب الملك هذا اللقب الذي كان يحمله ملك الحجاز علي بن الحسين وانتهى بتنازله بموجب اتفاق التسليم والصلح الذي وقع في أول جمادى الآخرة 1344 / 1925 م([98]). وما زال لقب (السلطان) يستعمل حتى الآن في منطقة الخليج العربي حيث احتفظت به سلطنة عمان كلقب للحاكم العماني وكان السلطان سعيد بن سلطان بن أحمد آل سعيد أول من تلقب بهذا اللقب من أسرة آل سعيد ولا يزال هذا اللقب هو لقب الحاكم العماني السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد([99]).

الباشا
باشا لفظ تركي مكون من لفظين، بمعنى حذاء أو نعل، وشاه بمعنى السلطان([100]) وهو يعني حذاء السلطان أو نعله، وهو لفظ أطلق بكثرة على ولاة الدولة العثمانية وحكام الولايات فيها، وذلك لأن السلطان العثماني كان هو السيد الأعلى وكل ما دونه خدم له أو عبيد عنده. ويمكن أن تكون مشتقة من اللفظة الفارسية (بادشاه) المركبة من كلمتين (ياد) بمعنى تحت أو عرش، و(شاه) بمعنى صاحب أو سيد، أي سيد العرش أو الملك([101])، ثم اختصر إلى (باشاه) وكان لقب يادشاه يطلق على حكام الدولة المغولية في الهند([102]). وقد استخدم هذا اللفظ (باشا) في الخليج حيث لقب به ولاة الدولة العثمانية أثناء فترة سيطرة العثمانيين على الخليج العربي، وخاصة بعد قضاء العثمانيين على نفوذ الصفويين في رأس الخليج العربي الشمالي. وقد بدأ التواجد العثماني بصورة فعلية في الخليج العربي في شوال 952 ﻫ/ ديسمبر 1546 م، حيث أصبحت البصرة تحت إدارتهم بشكل مباشر([103])، وكان ولاتها يحملون ألقاب الباشا. ثم امتد نفوذهم ليشمل الأحساء وبقية شرق الجزيرة العربية، حيث سيطروا على البحرين سنة 961 / 1554 م، وامتدت حدودهم في آيالة([104]) الأحساء إلى شبه جزيرة قطر، وأصبحت الأحساء قاعدة الحكم العثماني في شرق الجزيرة العربية، وقد تولى عليها عدد من الولاة حملوا لقب الباشا كان أولهم محمد باشا فروخ الذي افتتح مسجد (الدبس) بحي الكوت للعبادة بمدينة الهفوف سنة 963 بعد تعميره، في عهد السلطان سليمان القانوني([105]). ومن أشهر ولاة الأحساء العثمانيين علي باشا بن لاوند البريكي الذي عمر القصر المعروف في الأحساء بقصر إبراهيم وكذلك مسجد ومدرسة القبة داخل القصر وبعض المساجد أخرى التي لا زالت آثارها قائمة([106]). كما كان هناك العديد من الباشوات الذين كان لهم دور كبير في أحداث الخليج في القرن التاسع عشر مثل خورشيد باشا أحد قادة محمد علي باشا المشهورين في الجزيرة العربية فهو الذي أنهى حكم الإمام فيصل بن تركي في الدولة السعودية الثانية في الفترة الأولى سنة 1254 / 1838 م وكان القائد العام للوجود المصري وقد اتخذ من ثرمدا بالوشم في نجد مقراً لقيادته([107]). وكذلك من أشهرهم مدحت باشا الذي مد نفوذ الدولة العثمانية من العراق إلى الأحساء وقطر في نهاية ذلك القرن على أثر ضعف الدولة السعودية الثانية والخلاف الذي نشب بين أبناء الإمام فيصل بن تركي([108]).

الشيخ
الشيخ في اللغة الطاعن في السن، وربما قصد به من يحب توقيره كما يوقر الشيخ، وكان يطلق وما زال عرفاً على كبار السن، وعلى العلماء، ومجاله واسعاً جداً، فكان يطلق على بعض كبار العلماء، وعلى الوزراء، ورجال الكتابة، والمحتسبين، وبعض الملوك والكتاب من غير المسلمين وعلى الأجانب([109]). وأطلق هذا اللقب على الوزير نظام الملك في نص إنشاء بتاريخ 475 في الجامع الأموي بدمشق([110]). وقد ذكر ابن بطوطة أن سلطان مقديشو كان يعرف بالشيخ([111])، كما كان يطلق هذا اللقب على بعض أمراء القفجاق كما يستدل على ذلك من نفوذهم السياسي([112]).
ولم يكن هذا اللقب مقتصراً على المسلمين بل كان يطلق أيضاً على أهل الذمة والصيارفة يهوداً ونصارى([113])، وقد أضيف اللفظ إلى كلمات أخرى لتكوين بعض الألقاب المركبة مثل (شيخ الإسلام) و(شيخ الشيوخ) و(شيخ المشايخ) و(شيخ شيوخ الإسلام) هذا للعلماء (وشيخ شيوخ العارفين) للصوفية وأهل الصلاح([114]).
وقد درج كثيراً لقب الشيخ في الجزيرة العربية والخليج، ففي حين كان يطلق على شيوخ القبائل والعشائر في وسط وشمال جنوب الجزيرة العربية ويطلق في بعض البلدان على قضاة المحاكم وهذا بشكل خاص في المملكة العربية السعودية نجده في  الخليج يطلق على الحكام في سواحل الخليج شرقه وغربه منذ مطلع العصور الحديثة وخاصة أثناء النفوذ البريطاني([115]). ثم أصبح يطلق على أفراد الأسرة الحاكمة بما في ذلك ولي العهد في دول الخليج باستثناء المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، في حين ميز الحاكم من بين أفراد الأسرة في هذه الدول بالأمير أما في الإمارات العربية السبع (دولة الإمارات العربية المتحدة) فلا يزال هو لقب الحاكم باستثناء أبو ظبي الذي يجمع حاكمها بين لقب الشيخ ورئيس الدولة.

ركن الدولة
ركن الشيء في اللغة جانبه الأقوى، وقد ورد في الآية القرآنية (أو آوى إلى ركن شديد) ([116]) أي فيه العزة والمنعة، وكان اللفظ يدخل في تكوين بعض الألفاظ المركبة مثل (ركن الإسلام) و(ركن الأمة) و(ركن الدولة) ([117]).
وركن الدولة: من الألقاب المضافة إلى الدولة، وقد أطلق لأول مرة على أبى علي الحسن بن بويه على يد المطيع لله العباسي، ثم شاع التلقب به، فأطلق بعد ذلك على بعض السلاجقة والأيوبيين والمماليك كما يستدل على ذلك من نفوذهم([118]).
وقد استعمل هذا اللقب على نطاق ضيق في منطقة الخليج ولكن لم يلقب به أحد من حكامها، وإن كان الملقب به فقط هم الغازين للمنطقة والطامعين فيها، مثلما أطلق على (ركن الدين) الذي حاصر الأحساء لمدة عام ضد الأمير عبد الله بن علي العيوني([119]).

الملك
لقب يطلق على الرئيس الأعلى للسلطة الزمنية، وهو لقب معروف في اللغات السامية، وقد ورد ذكره في النقوش العربية القديمة، ويعتبر نقش صرواح الذي تركه (كرب آل وتر) ملك سبأ أقدم نقش عثر عليه في جنوب بلاد العرب حيث ورد فيه هذا اللقب، إذ كان حكام سبأ يلقبون في النقوش القديمة بلقب (مكرب) ([120]).
ومن أمثلة استعمال هذا اللقب في شمال بلاد العرب وروده في نقش النمارة الذي ينسب إلى امرئ القيس بن عمر وملك الحيرة، والذي يرجع إلى سنة 328 م([121]).
ولم يعرف أن أحداً من الحكام قد تلقب بهذا اللقب بصفة رسمية في صدر الإسلام ولا في العصر الأموي، وقد ورد اللفظ في بعض الآيات القرآنية([122]). ولكن في العصر العباسي أخذ بعض الولاة يستقلون عن مركز الخلافة، وإن احتفظ معظمهم بتبعية اسمية للخلافة، مثل بني سامان في الشرق([123])، كما استبد بعض رجال الدولة بالسلطة السياسية في مركز الخلافة ذاتها دون الخليفة، وكان من أثر استقلال بعض الولاة من جهة، واستبداد بعض الأمراء بالسلطة المركزية من جهة أخرى أن ظهر لقب الملك الذي يحمل في طياته معنى السيادة العليا والاستقلال([124]).
كما عرف لقب الملك في العصر البويهي، والأيوبي، وفي عصر المماليك واستمر إطلاق هذا اللقب بمدلولاته المختلفة المعروفة، فصار يطلق إلى جانب السلطان والرئيس الأعلى للدولة. وقد كان لفظ ملك يدخل في تكوين بعض الألقاب المركبة مثل (ملك الإسلام)، و(ملك البرين) و(ملك البحرين) ([125]).
وفي عصرنا الحاضر يعتبر من أشهر الألقاب عند العرب وغيرهم من الأمم الأخرى، أما منطقة الخليج فهو لقب الحاكم في المملكة العربية السعودية حيث يلقب به حكامها منذ عهد (الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود) مؤسس الدولة السعودية المعاصرة رحمه الله، وقد حمل هذا اللقب أول مرة عندما تنازل له علي بن الحسين ملك الحجاز عن الحكم وانتهى بتنازله على أثر حصار جده في سنة 1344 / 1925 م. وغادر الحجاز حيث أصبح الملك عبد العزيز يعرف بملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها([126]) حتى 25/7/1345-19/1/1927 م حيث بايعه أهل نجد في الرياض ملكاً لنجد فأصبح يعرف بملك الحجاز ونجد وملحقاتها. واستمر يلقب الملك بهذا اللقب حتى وحدت أجزاء البلاد السعودية وسميت جميعها باسم المملكة العربية السعودية فأصبح اللقب الرسمي للملك عبد العزيز هو ملك المملكة العربية السعودية اعتباراً من 21 جمادى الأولى 1351 / الموافق 22 سبتمبر 1932 م([127]).

الرئيس
على وزن فعيل ويقال فيه أيضاً (الرئيس)، وقد ظهر واستخدم بكثرة، وهو من الرياسة وهي رفعة القدر وعلو الرتبة([128]). وقد استخدم في جهات مختلفة من أنحاء العالم الإسلامي في مشرقه ومغربه، وكان يطلق في عصر سلاطين المماليك على أرباب الأقلام من العلماء والكتاب([129]). كما كان يطلق لقباً عاماً على الرئيس الديني لطائفة اليهود وهو القائم فيهم مقام البطريرك في المسيحية.
وقد دخل في تكوين بعض الألقاب المركبة مثل (رئيس الرؤساء) و(رئيس الكبراء)([130]). وما زال يستعمل لقب (الرئيس) كلقب لحكام كثير من دول العالم، أما في منطقة الخليج العربي فلا يزال يستخدم كلقب لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وكذلك الجمهورية العراقية.

الخادم
لقب يرد في المكاتبات يعبر به صاحب الكتاب عن نفسه، وهو بهذا يبين الصلة بين المكتوب عنه، والمكتوب إليه، ويسمى في مصطلح الكتابة (الترجمة)، وكان استعمال (الخادم) يغلب في الترجمة إذا كانت المكاتبة مرسلة من أحد الملوك إلى ديوان الخلافة([131]).
وقد استخدم لفظ الخادم في تكوين بعض الألقاب المركبة مثل (خادم بيت المقدس) و(خادم الحرمين الشريفين) و(خادم حرمي الله ورسوله) ويقصد بهما المسجد الحرام بمكة، ومسجد الرسول r بالمدينة([132]).
وقد أطلق لقب خادم الحرمين الشريفين على صلاح الدين الأيوبي في القرن السادس الهجري، وكان هذا من مظاهر اتساع النفوذ الديني والسيادة على الحرمين الشريفين([133])، ثم أطلق أيضاً على الظاهر بيبرس المملوكي، واتخاذ بيبرس لهذا اللقب يتفق مع السياسة التي سارت عليها مصر تحت حكم الأيوبيين، ولعل بيبرس قد استمد حقه في السيادة على الحجاز من أنه أصبح يدين بالطاعة للخليفة العباسي الذي لابد وأن يذعن لطاعته شرفاء مكة وحكامها، والذي هو بدوره فوض حكم بلاد الخلافة العباسية إليه. وقد حرص خلفاء بيبرس من سلاطين المماليك على المحافظة على هذا اللقب وإقراره([134]). واستعمله أيضاً سلاطين الدولة العثمانية، التي فرضت سيطرتها على المقدسات الإسلامية، وبما أنها دولة أصبحت تشرف على الأماكن المقدسة وأصبحت أكبر دولة إسلامية في حينه، فقد تلقب سلطانها سليم الأول الذي سيطر على معظم الوطن العربي بهذا اللقب (خادم الحرمين الشريفين)، كما حرصت على إرسال الإرسالية (الصرة) السنوية مع المحمل إلى الحرمين تقرباً إلى الله، وكسباً لحب وعطف المسلمين([135]).
وقد تلقب بهذا اللقب في العهد السعودي الزاهر الملك فهد بن عبد العزيز (خادم الحرمين الشريفين) وأصبح يعرف بهذا اللقب في جميع أنحاء العالم اعتباراً من مساء يوم 24/2/1407 -الموافق 27/11/1986 م وصدر توجيه ملكي في 29/2/1407 بطلب إحلال عبارة «خادم الحرمين الشريفين محل عبارة صاحب الجلالة في كل المخاطبات والمكاتبات»([136]). ولا غرو فقد شهد الحرمين الشريفين في عهده أهم توسعة في تاريخ الحرمين الشريفين. وأعطى الحرمين الشريفين عنايته الخاصة توسعة وتعميراً منذ أن تولى الحكم في المملكة العربية السعودية لتتسع للمصلين ولتتفق هذه التوسعة مع النقلة النوعية التي تعيشها البلاد السعودية ومع حركة النقل والمواصلات الحديثة وسهولة الوصول إلى الأماكن المقدسة من مختلف دول العالم.




([1])     محمد الخضري بك، محاضرات في تاريخ الأمم الإسلامية (الدولة العباسية)، دار المعرفة، بيروت، لبنان، ط. 2، 1996، ص. 44-51.
([2])     إبراهيم أيوب، التاريخ العباسي، بيروت، 1986، ص. 114-115.
([3])     عبد المنعم ماجد، الدولة الفاطمية، القاهرة، 1973، ص. 212-221؛ حسن إبراهيم حسن، الدولة الفاطمية في مصر والشام، القاهرة، ط. 3، 1976، ص 321-325.
([4])     أنظر البحث، ص . 60-62.
([5])     حسن إبراهيم حسن، تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي، دار النهضة المصرية، القاهرة، ط. 7، 1987، ج 3، ص. 416-417؛ حسن محمود وأحمد إبراهيم الشريف، العالم الإسلامي في العصر العباسي، القاهرة، ط. 4، 1975، ص. 491-496.
([6])     أول من تلقب به السلطان ملك شاه السلجوقي 465-485 ﻫ/ 1073-1092 م)، وكان الخليفة العباسي في عهده القائم بأمر الله ثم المقتدر بالله، وكانت سلطته قد زادت على سلطة الخليفة حتى أنه أمره بترك بغداد سنة 480 ﻫ وأجبره على التلقب بلقب قسيم أمير المؤمنين. (أنظر: أحمد حلمي، السلاجقة في  التاريخ والحضارة، الكويت، 1975، ص. 87-89).
([7])     شاكر مصطفى، دولة بني العباس، الكويت، السلمانية، 1974، ج 2، ص. 74-75.
([8])     محمد الخضري بك، محاضرات في تاريخ الأمم الإسلامية (الدولة العباسية)، ص. 44 وما بعدها.
([9])     أنظر البحث ص. 59.
([10])    حسن الباشا، الألقاب الإسلامية في التاريخ والوثائق والآثار، الدار الفنية، القاهرة، 1989، ص. 179.
([11])    أخرجه البخاري ومسلم وغيرهم.
([12])    أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود.
([13])    رواه أبو هريرة وأخرجه الترمذي.
([14])    أخرجه مسلم والبخاري.
([15])    حسن الباشا، الألقاب، ص. 179-180.
([16])    المرجع نفسه، ص. 12.
([17])    المرجع نفسه، ص. 182.
([18])    نفسه.
([19])    ابن الأثير، الكامل في التاريخ، دار الكتب العلمية، بيروت، 1986، ج 3، ص. 211.
([20])    محمد العزب موسى، صفحات من تاريخ البحرين، 1989، ج 2، ص. 72؛ كذلك عبد الرحمن المديرس، إقليم البحرين في العصر العباسي، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الملك سعود، 1404 ﻫ، ص. 95، 146.
([21])    فضل العماري، ابن مقرب، وتاريخ الإمارة العيونية في بلاد البحرين، مكتبة التوبة، الرياض، د. ت، ص. 53-56؛ كذلك عبد الرحمن آل ملاّ، تاريخ هجر، ج 2، ص. 582-583. ومن الألقاب الأخرى التي تلقب بها أمراء الدولة العيونية وإن كانت في الواقع دخيلة على المنطقة ألقاب مثل قوام الدين وقد تلقب به الأمير غرير بن منصور (549-556 ﻫ / 1154-1160 م) ولقب عماد الدين، وقد تقلب به الأمير محمد بن أحمد بن محمد الفضل (587-605 ﻫ/ 1191-1208 م) كما انتقلت الألقاب إلى بعض أفراد الأسرة الحاكمة في الدولة العيونية. للمزيد (أنظر عبد الرحمن المديرس، المصدر السابق، ص. 146-147).
([22])    محمد أرشيد العقلي، الخليج العربي، ص. 201؛ كذلك عبد الرحمن آل ملاّ، تاريخ هجر، ص. 606. وقد انفرد مؤلف هذا المصدر بإطلاق لفظ ملك على عصفور بن راشد ولكن يبدو أن ذلك مجازاً عندما قال «ونودي بالأمير عصفور ملكاً على البلاد».
([23])     محمد أرشيد، الخليج العربي، ص. 201 وما بعدها؛ أيضاً عبد اللطيف الحميدان، «إمارة العصفوريين ودورها السياسي في تاريخ شرق الجزيرة العربية»، بحث منشور في مجلة كلية الآداب بجامعة البصرة، العدد 15، ص. 86-95.
([24])     عبد الرحمن آل ملاّ، تاريخ هجر، ص. 606؛ وكذلك عبد اللطيف الحميدان، إمارة العصفوريين ودورها السياسي، ص. 86.
([25])     عبد اللطيف الناصر الحميدان، «التاريخ السياسي لإمارة الجبور في نجد وشرق الجزيرة العربية»، بحث منشور في مجلة كلية الآداب، جامعة البصرة، العدد 16، 1980، ص. 62.
([26])     حسن بن غنام، تاريخ نجد، تحقيق ناصر الدين الأسد، بيروت، ط. 2، 1405 ﻫ/ 1985 م،
ص.
143-145.
([27])     خير الدين الزركلي، شبه الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز، ص. 650.
 ([28])     سورة هود، الآية 80.
([29])     حسن الباشا، الألقاب...، ص. 304.
([30])     ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، دار الكتب العلمية، بيروت، ط. 2، 1413 ﻫ، ص. 173.
([31])     المقريزي، السلوك لمعرفة دول الملوك، القاهرة، 1967، ج 4، ص. 96.
([32])     البقوشي هو شقيق القائد التركماني إكسك سالار الذي أرسلته الدولة العباسية لمساعدة عبد الله بن علي العيوني للقضاء على القرامطة، وقد تركه أخوه على رأس مائتين من الفرسان لمساندة الأمير العيوني يحاصرون الأحساء وعاد إلى بغداد ولكن أطماعه في الأحساء أدت إلى مقتله من قبل الأمير عبد الله العيوني. (أنظر عبد الرحمن الملاّ، تاريخ هجر، ص. 583؛ وانظر كذلك محمد آل عبد القادر، ص. 260).
([33])     محمد العزب موسى، صفحات من تاريخ البحرين، 1989، ج 2، ص. 72-74؛ عبد الرحمن آل ملاّ، تاريخ هجر، ص. 583.
([34])    حسن الباشا، الألقاب، ص. 413.
([35])     حسن الباشا، الألقاب الإسلامية، ص. 414.
([36])     رشيد الدين الهمذاني، جامع التواريخ، حيدر أباد، 1966، ج 2، ص. 341-342.
([37])     عبد الله بن خالد آل خليفة وعلي أبا حسين، «دراسة في دولة العيونيين»، مجلة الوثيقة، العدد الأول، رمضان 1402 ﻫ، ص. 30-31.
([38])     حسن الباشا، الألقاب الإسلامية، ص. 280.
([39])     القلقشندي، صبح الأعشى، ج 6، ص. 13.
([40])     عبد اللطيف الحميدان، التاريخ السياسي لإمارة الجبور، ص. 48-50.
([41])     حسن الباشا، الألقاب الإسلامية، ص. 346.
([42])     المرجع نفسه.
([43])     المرجع نفسه، وما زال لقب السيد، هو لقب من ينتمي إلى آل البيت عند عامة الشيعة.
([44])     النرشخي، تاريخ بخاري، ص. 135.
([45])     أبو شامة، الروضتين في أخبار الدولتين، ج 2، ص. 3.
([46])     حسن الباشا، الألقاب، ص. 348.
([47])     المرجع نفسه، ص. 349.
([48])     وندل فيليبس، تاريخ عمان، ترجمة محمد أمين عبد الله، ط. 3، 1409 ﻫ/ 1989 م، ص. 104.
([49])     سورة البقرة، الآية 124.
([50])     سورة الفرقان، الآية 74.
([51])     رواه ابن عمر وأخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي.
([52])     رواه أبو سعيد وأخرجه الترمذي.
([53])     حسن الباشا، الألقاب، ص. 167.
([54])     صبح الأعشى، ج 6، ص. 10.
([55])     حسن الباشا، الألقاب، ص. 168.
([56])     المرجع نفسه، ص. 168.
([57])     حسن الباشا، الألقاب، ص. 168.
([58])     سورة الفرقان، الآية 74.
([59])     حسن الباشا، الألقاب، ص. 170-171.
([60])     المرجع نفسه، ص. 174-476.
([61])     محمد العزب موسى، صفحات من تاريخ البحرين، ص. 43-49.
([62])     يرجع المؤرخون نظام الإمامة الأباضية في عمان إلى عهد الدولة الأموية حين خرج عبد الله بن إباض على عبد الملك بن مروان، وعندما قمعت ثورته لجأ إلى عمان حيث أقام بها ذلك النظام الديني. واستمرت الإمامة قائمة في عمان منذ النصف الأول من القرن الثاني الهجري وإن كان قد تخللها فترات من الشغور أو الانقطاع كما حدث في عهد القرامطة، وحينما تولى ملوك بني نبهان السلطة في عمان الذين استمروا قرابة الخمسة قرون، حيث كانت الإمامة تنبعث بين الآونة والأخرى. (جمال زكريا قاسم، الخليج العربي، ص. 126).
([63])     عبد العزيز عوض، دراسات في الخليج العربي، ص. 64-67.
([64])     وندل فيليبس، تاريخ عمان، ص. 75.
([65])     المصدر نفسه، ص. 82. كانت هناك محاولات لبعث الإمامة في عمان في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي وكذلك خلال النصف الأول من القرن العشرين ولكن لم يكتب لها النجاح.
([66])     عثمان بن عبد الله بن بشر، عنوان المجد في تاريخ نجد، طبعة وزارة المعارف، الرياض، 1394 ، ج 1، ص. 167، وكذلك ج 2، ص. 23؛ كذلك أنظر عبد الله العثيمين، تاريخ المملكة العربية السعودية، ط. 2، ج 1، ص. 172؛ كذلك عبد الفتاح أبو عليه، تاريخ الدولة السعودية الثانية، ص. 276.
([67])     خير الدين الزركلي، شبه الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز، دار العلم للملايين، بيروت، ط. 3، 1985، ص. 80-83.
([68])     انظر عبد العزيز عوض، دراسات في تاريخ الخليج العربي الحديث، ج 2، ص. 66-73.
([69])     المرجع نفسه، ص. 73؛ كذلك مديحة درويش، سلطنة عمان، ص. 37.
([70])     حسن الباشا، الألقاب، ص. 418-419.
([71])     المرجع نفسه، ص. 419-442.
([72])     عبد اللطيف الحميدان، التاريخ السياسي لإمارة الجبور، ص. 48-49.
([73])     المقريزي، السلوك، ج 2، ص. 46.
([74])     الحسيني، أخبار الدولة السلجوقية، ص. 21.
([75])     المرجع نفسه، ص. 44.
([76])     حسن الباشا، الألقاب، ص. 123.
([77])     ابن الأثير، الباهر في الدولة الأتابكية، ص. 45-46.
([78])     محمد العزب موسى، صفحات من تاريخ البحرين، ص. 280-281.
([79])     عبد الرحمن المديرس، إقليم البحرين في العصر العباسي، ص. 132-133.
([80])     فضل العماري، ابن مقرب، ص. 129؛ وكذلك عبد الرحمن عثمان آل ملاّ، تاريخ هجر، ص. 588.
([81])     الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص. 312؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 4، ص. 241.
([82])     حسن الباشا، الألقاب، ص. 323.
([83])     القلقشندي، صبح الأعشى، ج 9، ص. 441-445.
([84])     حسن الباشا، الألقاب، ص. 323.
([85])     حسن الباشا، الألقاب، ص. 324.
([86])     المرجع نفسه، ص. 325.
([87])     المرجع نفسه.
([88])     ابن واصل، مفرج الكروب، ج 2، ص. 83-84.
([89])     المقريزي، السلوك، ج 10، ص. 101.
([90])     علي حسون، الدولة العثمانية، ص. 83.
([91])     حسن الباشا، الألقاب، ص. 329-335.
([92])     آل ملاّ، تاريخ هجر، ص. 616؛ وكذلك عبد اللطيف الحميدان، التاريخ السياسي لإمارة الجبور، ص. 44-45.
([93])     الحميدان، التاريخ السياسي، ص. 62.
([94])     المرجع نفسه.
([95])     المرجع نفسه، ص. 94.
([96])     آل ملاّ، تاريخ هجر، ص. 624؛ وكذلك الحميدان، التاريخ السياسي، ص. 85.
([97])     خير الدين الزركلي، شبه الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز، ص. 650.
([98])     خير الدين الزركلي، شبه الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز، ص. 347، 650-651.
([99])     وندل فيليبس، تاريخ عمان، ص. 104.
([100])    معجم صفصافي، القاهرة، 1978، ص. 178-179.
([101])    حسن الباشا، الألقاب، ص. 220.
([102])    محمد محمود الساداتي، تاريخ المسلمين في شمال القارة الهندية، ج 2، ص. 143.
([103])    عبد الكريم الوهبي، بنو خالد وعلاقتهم بنجد 1080-1408 ﻫ، 1989، ص. 121.
([104])     أطلق على الأحساء وتوابعها في العهود العثمانية المختلفة كمنطقة إدارية عدة أسماء تركية منها إيالة، متصرفية، سنجق.
([105])     آل عبد القادر، تحفة المستفيد، بتاريخ الأحساء في القديم والجديد، ط. 2، 1982، ص. 121.
([106])     آل عبد القادر، المرجع نفسه، ص. 122؛ كذلك أنظر عبد الرحمن آل ملاّ، تاريخ هجر، ج 2، ص. 656-657.
([107])     سعيد آل عمر، تاريخ المملكة العربية السعودية، ص. 186.
([108])     المرجع نفسه، ص. 199-203-205.
([109])     حسن الباشا، الألقاب، ص. 364.
([110])     ابن الأثير، حوادث سنة 475.
([111])     رحلة ابن بطوطة، دار الكتب العلمية، بيروت، ط. 2، 1413 ﻫ، ص. 271.
([112])     حسن الباشا، الألقاب، ص. 365.
([113])     المرجع نفسه، ص. 366.
([114])     القلقشندي، صبح الأعشى، ج 6، ص. 57.
([115])     سعيد آل عمر، تاريخ المملكة، ص. 190-191-199. عن المشيخات العربية في الساحل الشرقي للخليج العربي وحكامها وأحداثها السياسية. أنظر بدر الدين عباس الخصوصي، دراسات في تاريخ الخليج العربي الحديث والمعاصر، ج 1، ص. 38-45؛ كذلك أنظر محمد حسن العيدروس، دولة الإمارات العربية من الاستعمار إلى الاستقلال، ص. 164-168.
([116])     سورة هود، الآية 80.
([117])     حسن الباشا، الألقاب، ص. 304.
([118])     المقريزي، السلوك، ج 4، ص. 105-106؛ ابن الأثير، الكامل، ج 11، ص. 88-89.
([119])     المقريزي، المصدر نفسه والصفحة؛ ابن الأثير، المصدر نفسه والصفحة.
([120])     محمد بيومي مهران، تاريخ العرب القديم، ص. 143-144.
([121])     جواد علي، تاريخ العرب قبل الإسلام، ج 2، ص. 144.
([122])     سورة الكهف، الآية 80؛ وكذلك سورة النمل، الآية 34.
([123])     حسن باشا، الألقاب، ص. 497.
([124])     المرجع نفسه.
([125])     المرجع نفسه، ص. 498-503.
([126])     خير الدين الزركلي، شبه الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز، ص. 347، 650.
([127])     المصدر نفسه، ص. 651.
([128])     حسن الباشا، الألقاب، ص. 308.
([129])     ابن تغردي بردي، النجوم الزاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1963، ج 7، ص. 118.
([130])     حسن الباشا، الألقاب، ص. 308.
([131])     حسن الباشا، الألقاب، ص. 266-267.
([132])     المرجع نفسه، ص. 267.
([133])     ابن جبير، رحلة ابن جبير، ص. 75-95؛ ابن واصل، مفرج الكروب، ج 1، ص. 83-84.
([134])     حسن الباشا، الألقاب، ص. 268.
([135])     أحمد عبد الرحيم مصطفى، في أصول التاريخ العثماني، دار الشروق، بيروت، 1402 ﻫ/ 1982 م، ص. 85؛ كذلك إسماعيل حقي، أمراء مكة المكرمة في العهد العثماني، ترجمة خليل علي مراد، 1985، ص. 79-80.
([136])     وزارة الإعلام، المملكة العربية السعودية مسيرة البناء، الرياض، 1417 ﻫ/ 1996 م، ص. 32.