الجمعة، 12 أغسطس 2011

سماحة الشيخ عبد الرحمان شيبان في ذمة الله

سماحة الشيخ عبد الرحمان شيبان في ذمة الله إنتقل إلى جوار ربه فجر اليوم الجمعة 12-8-2011 العلامة الشيخ " عبد الرحمان شيبان " رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين " ، عن عمر يناهز 93 عاما ، إثر مرض عضال ألزمه الفراش ، لفترة طويلة . وشيع جثمان الشيخ " عبد الرحمان شيبان " إلى مثواه الأخير ، بعد صلاة الجمعة بمسقط رأسه ببلدة "الشرفة " بإقليم " البويرة ( 120 كلم شرقي العاصمة الجزائرية ) ، وبحضور عدد من المسؤولين في الدولة، و أعضاء و كوادر "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين "، إلى جانب جمع غفير من المواطنين. و نقل جثمان الفقيد قبل أن يوارى الثرى إلى مقر الجمعية الكائن بحي " حسين داي " شرقي الجزائر العاصمة ، حيث تم إلقاء النظرة الأخيرة عليه ، لينقل بعد ذلك في موكب جنائزي مهيب ، إلى مدينة " الشرفة " بولاية " البويرة " ، حيث أقيمت عليه صلاة الجنازة ، بعد أداء صلاة الجمعة مباشرة . سيرة ومسيرة و يعد الشيخ " عبد الرحمان شيبان " من أعلام الجزائر ، الذين كرسوا حياتهم لخدمة الإسلام ، و الدفاع عن ثوابت الأمة ، و من آخر المواقف التي سجلها الراحل ، وقوفه في وجه الأصوات الداعية إلى إلغاء عقوبة الإعدام من القانون الجزائري ، حيث اعتبر ذلك مساسا صارخا بالشريعة الإسلامية التي أقرتها مبدأ القصاص . و شغل الشيخ " عبد الرحمان شيبان " منصب وزير الشؤون الدينية و الأوقاف ، في الفترة الممتدة ما بين 1980 و 1986 ، و كان واحدا ممن ساهموا في عودة " جمعية العلماء المسلمين الجزائريين " ، إلى النشاط بصفة رسمية عام 1991 ، و التي يتولى رئاستها عام 1999 ، إلى أن وافته المنية . ولم يحل مرضه الشديد ، وابتعاده عن ممارسة مهامه على رأس " جمعية العلماء المسلمين الجزائريين " ميدانيا ، دون تسجيل بعض المواقف مما يدور في الساحة الجزائرية ، حتى وهو طريح الفراش ، سواء من خلال البيانات التي كان يصدرها ، أو من خلال المقالات التي كان ينشرها عبر مختلف الصحف الجزائرية . وكانت وثيقة الإصلاح التي تقدمت بها " جمعية العلماء المسلمين الجزائريين " ، إلى السلطات الجزائرية ، و التي عرضت من خلالها نظرتها حول الإصلاحات السياسية الجارية في الجزائر ، آخر ما وقعه الشيخ " عبد الرحمان شيبان " . ونوه عدد من خطباء المساجد الجزائرية خلال خطبة الجمعة ، بخصال الرجل ، و تفانيه في خدمة القضايا الكبرى للأمة ، و البلاء الحسن الذي أبلاه في الدفاع عن الإسلام و اللغة العربية ، و كذا الجهود التي بذلها من أجل درء الفتنة بين الجزائريين ، من خلال مساهمته في حقن الدماء ، و وضع حد للعنف و الإرهاب ، الذي عرفته الجزائر خلال تسعينيات القرن الماضي . مولده ونشأته ولد الشيخ " عبد الرحمان شيبان " في الثالث و العشرين من شهر فبراير عام 1918 ، ببلدة الشرفة بإقليم " البويرة " شرق العاصمة الجزائر ، و تعلم القرآن و مبادئ اللغة العربية بمسقط رأسه ، بالزواية السحنونية ، قبل أن ينتقل في العشرين من عمره ، إلى جامع " الزيتونة " بتونس ، حيث حصل عام 1947 ، على شهادة التحصيل في العلوم ، ليعين بعدها بعام من قبل الشيخ " البشير الإبراهيمي " رئيس "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين " حينذاك ، أستاذا للبلاغة والعلوم بمعهد الشيخ " عبد الحميد بن باديس " بمدينة قسنطينة . و التحق الشيخ الراحل بعد إندلاع الثورة التحريرية ضد الإستعمار الفرنسي ، بـ" جبهة التحرير الوطني" ، حيث كان عضوا في لجنة الإعلام . أما بعد الإستقلال فتقلد عدة مناصب ، لعل أبرزها منصب وزير الشؤون الدينية و الأوقاف ، لمدة ست سنوات ، في عهد الرئيس السابق " الشاذلي بن جديد " ، كما انتخب عضوا في المجلس التأسيس فجر الإستقلال ، و كان مقررا للجنة التربية الوطنية ، و كان أيضا عضوا في المجلس الإسلامي الأعلى . كما بذل جهودا معتبرة من الناحية العلمية و الثقافية ، حيث قام بجمع آثار الشيخ " عبد الحميد بن باديس" ، و كل ما تعلق بتراث " جمعية العلماء المسلمين الجزائريين " .

الأربعاء، 10 أغسطس 2011

كتاب أسماء النبي صلى الله عليه وسلم

الكتب » كتاب الاستذكار » كتاب أسماء النبي صلى الله عليه وسلم الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر دار قتيبة - دار الوعي سنة النشر: 1414هـ / 1993م رقم الطبعة: --- عدد الأجزاء: ثلاثون مجلدا ------------------------------------------------------------------------------------- مسألة: الجزء السابع والعشرون التحليل الموضوعي 1891 [ ص: 441 ] بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 61 - كتاب أسماء النبي - صلى الله عليه وسلم - ( 1 ) باب أسماء النبي - صلى الله عليه وسلم - 1897 - مالك عن ابن شهاب ، عن محمد بن جبير بن مطعم ; أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لي خمسة أسماء أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب " . مسألة: الجزء السابع والعشرون التحليل الموضوعي 1891 [ ص: 441 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا 61 - كِتَابُ أَسْمَاءِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ( 1 ) بَابُ أَسْمَاءِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - 1897 - مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ; أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : " لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ أَنَا مُحَمَّدٌ ، وَأَنَا أَحْمَدُ ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُوَ اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي ، وَأَنَا الْعَاقِبُ " . مسألة: الجزء السابع والعشرون التحليل الموضوعي 1891 [ ص: 441 ] بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا 61 - كتاب أسماء النبي - صلى الله عليه وسلم - ( 1 ) باب أسماء النبي - صلى الله عليه وسلم - 1897 - مالك عن ابن شهاب ، عن محمد بن جبير بن مطعم ; أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لي خمسة أسماء أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب " . الحاشية رقم: 1 41789 - هكذا رواه يحيى مرسلا ، ولم يقل فيه : عن أبيه ، وتابعه على ذلك أكثر الرواة " للموطأ " . 41790 - وممن تابعه على ذلك القعنبي ، وابن بكير ، وابن القاسم ، وعبد الله بن يوسف ، وإسماعيل بن أبي أويس . [ ص: 442 ] 41791 - وأسنده عن مالك - فقال فيه عن ابن شهاب ، عن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه ; ومعن بن عيسى ، وعبد الله بن نافع ، وأبو مصعب ، ومحمد بن المبارك الصوري ، ومحمد بن عبد الرحيم ، وابن شدوس الصنعاني ، وإبراهيم بن طهمان ، وحبيب كاتبه ، ومحمد بن حرب ، وأبو حذافة . 41792 - وكان القعنبي يحدث به عن مالك مرسلا . 41793 - وعن سفيان بن عيينة مسندا ، عن الزهري ، عن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل حديث مالك سواء . 41794 - ولم يختلف عن ابن شهاب أنه رواه عن محمد بن جبير ، عن أبيه . 41795 - وقد روي عن نافع بن جبير بن مطعم ، عن أبيه . 41796 - رواه هكذا حماد بن سلمة ، عن جعفر بن أبي وحشية ، عن نافع بن جبير بن مطعم ، قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " أنا محمد ، وأنا أحمد ، والحاشر ، والعاقب " . 41797 - وقد روى هذا المعنى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : حذيفة ، وأبو موسى ، وقد ذكرنا ذلك عنهم في " التمهيد " . [ ص: 443 ] 41798 - أخبرنا علي بن إبراهيم ، قال : حدثنا الحسن بن رشيق ، قال : حدثنا العباس بن محمد بن العباس البصري ، قال : حدثنا أحمد بن صالح ، قال : قرأت على عبد الله بن نافع ، قال : حدثني مالك ، عن ابن شهاب ، عن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إن لي خمسة أسماء ، وأنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب " ، والعاقب الذي ليس بعده أحد . 41799 - وكذلك رواه أصحاب ابن شهاب ، عن محمد بن جبير ، عن أبيه مسندا ، كما رواه هؤلاء . 41800 - ومعنى قوله : " يحشر الناس على قدمي " أي قدامي وأمامي ، كأنهم يجتمعون إليه ، وينضمون حوله ، ويكونون أمامه ووراءه يوم القيامة . 41801 - قال الخليل : حشرتهم السنة إذا ضمتهم من النواحي . 41802 - وقد قيل على قدمي : على سابقتي من قوله - تعالى - : وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم [ يونس : 2 ] . 41803 - والقدم السابقة بإخلاص الصدقة والطاعة . 41804 - قال حسان بن ثابت الأنصاري : [ ص: 444 ] لنا القدم العليا إليك وخلفنا لأولنا في طاعة الله تابع 41805 - وقال ذو الرمة : لكم قدم لا ينكر الناس أنها مع الحسب العادي طمت على البحر 41806 - وأما " العاقب " ، فقد جاء عنه في هذا الحديث : " وأنا العاقب الذي ليس بعدي نبي " . 41807 - قال أبو عبيد : سألت سفيان بن عيينة عن العاقب ، فقال لي : آخر الأنبياء ، وكذلك كل شيء خلف بعد شيء فهو عاقب . 41808 - قال أبو عمر : هذا يشهد له كتاب الله - تعالى - في قوله : ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين [ الأحزاب : 40 ] . 41809 - وذكر ابن وهب ، عن مالك ، قال : ختم الله به الأنبياء ، وختم بمسجده هذه المساجد . 41810 - قال أبو عمر : قال عباس بن أنس السلمي : يا خاتم النبأ إنك مرسل بالحق كل هدى السبيل هداكا إن الإله ثنى عليك محبة في خلقه ومحمدا سماكا 41811 - حدثنا عبد الوارث بن سفيان ، قال : حدثنا قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي ، قال : حدثنا قتيبة بن سعيد [ ص: 445 ] أبو رجاء البغلاني ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن علي بن زيد بن جدعان ، قال : أحسن بيت قيل فيما قالوا قول عبد المطلب أو قول أبي طالب : وشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد 41812 - قال أبو عمر : قد قيل : إن أصدق بيت قاله شاعر : فما حملت من ناقة فوق رحلها أبر وأوفى ذمة من محمد وهذا البيت في شعر لأبي إياس الديلي ، يمدح به النبي - صلى الله عليه وسلم - . 41813 - وقد ذكرت أبا إياس ، في كتاب الصحابة ، والحمد لله . 41814 - حدثنا محمد بن عبد الملك قراءة مني عليه ، قال : حدثني أبو سعيد بن الأعرابي ، قال : حدثنا أبو الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ، قال : حدثنا سعيد بن سليم ، قال : حدثنا منصور بن الأسود ، عن ليث ، عن الربيع ، عن أنس ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أنا أولهم خروجا ، وأنا قائدهم إذا وفدوا ، وأنا خطيبهم إذا أنصتوا ، وأنا مستشفعهم إذا حبسوا ، وأنا مبشرهم إذا يئسوا ، الكرامة والمفاتيح يومئذ بيدي ، ولواء الحمد بيدي ، وأنا أكرم ولد آدم على ربي ، يطوف علي ألف خادم كأنهن بيض مكنون أو لؤلؤ منثور " . [ ص: 446 ] 41815 - حدثنا محمد بن عبد الملك ، قال : حدثنا ابن الأعرابي ، قال : حدثنا الزعفراني ، قال : حدثنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا عبد الواحد ، قال : حدثنا المختار بن فلفل ، قال : حدثنا أنس ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أنا أكثر الأنبياء أتباعا يوم القيامة ; يجيء النبي وليس معه مصدق غير رجل واحد ، وأنا أول شافع ، وأول مشفع " . صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما .

سنن الترمذي » كتاب الأدب » باب ما جاء في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم

سنن الترمذي » كتاب الأدب » باب ما جاء في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم -------------------------------------------------------------------------------------- باب ما جاء في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم 2840 حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي حدثنا سفيان عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لي أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب الذي ليس بعدي نبي وفي الباب عن حذيفة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح مسألة: التحليل الموضوعي بَاب مَا جَاءَ فِي أَسْمَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 2840 حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ لِي أَسْمَاءً أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَنَا أَحْمَدُ وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي وَأَنَا الْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدِي نَبِيٌّ وَفِي الْبَاب عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ مسألة: التحليل الموضوعي باب ما جاء في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم 2840 حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي حدثنا سفيان عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لي أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب الذي ليس بعدي نبي وفي الباب عن حذيفة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح الحاشية رقم: 1 قوله : ( عن محمد بن جبير بن مطعم ) النوفلي ، ثقة عارف بالنسب من الثالثة ( عن أبيه ) هو جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي النوفلي صحابي عارف بالأنساب ، مات سنة ثمان أو تسع وخمسين . قوله : ( إن لي أسماء ) وفي رواية البخاري من طريق مالك عن ابن شهاب عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه لي خمسة أسماء . قال الحافظ : الذي يظهر أنه أراد أن لي خمسة أختص بها لم يسم بها أحد قبلي أو معظمة أو مشهورة في الأمم الماضية لا أنه أراد الحصر فيها . قال عياض : حمى الله هذه الأسماء أن يسمى بها أحد قبله وإنما سمى بعض العرب محمدا قرب ميلاده لما سمعوا من الكهان والأحبار أن نبيا سيبعث في ذلك الزمان يسمى محمدا فرجوا أن يكونوا هم فسموا أبناءهم بذلك ، قال وهم ستة لا سابع لهم . قال الحافظ : قد جمعت أسماء من تسمى بذلك في جزء مفرد فبلغوا نحو العشرين ، لكن مع تكرار في بعضهم ووهم في بعض . فيتلخص منهم خمسة عشر نفسا . انتهى ( أنا محمد وأنا أحمد ) قال أهل اللغة : رجل محمد ومحمود : إذا كثرت خصاله المحمودة . قال ابن فارس وغيره : وبه سمي نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ محمدا وأحمد ، أي ألهم الله تعالى أهله أن [ ص: 105 ] سموه به لما علم من جميل صفاته ، وقال الحافظ : إن هذين الاسمين أشهر أسمائه وأشهرهما محمد ، وقد تكرر في القرآن ، وأما أحمد فذكر فيه حكاية عن قول عيسى عليه السلام ، فأما محمد فمن باب التفعيل للمبالغة ، وأما أحمد فمن باب التفضيل ، وقيل سمي أحمد لأنه علم منقول من صفة وهي أفعل التفضيل ، ومعناه أحمد الحامدين . وسبب ذلك ما ثبت في الصحيح أنه يفتح عليه في المقام المحمود بمحامد لم يفتح بها على أحد قبله ، وقيل الأنبياء حمادون وهو أحمدهم أي أكثرهم حمدا أو أعظمهم في صفة الحمد . وأما محمد فهو منقول من صفة الحمد أيضا وهو بمعنى محمود وفيه معنى المبالغة والمحمد الذي حمد مرة بعد مرة كالممدح . قال الأعشى : إليك أبيت اللعن كان وجيفها إلى الماجد القرم الجواد المحمد أي الذي حمد مرة بعد مرة أو الذي تكاملت فيه الخصال المحمودة ( وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ) قال العلماء : المراد محو الكفر من مكة والمدينة وسائر بلاد العرب ، وما زوي له ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الأرض ووعد أن يبلغه ملك أمته . قالوا ويحتمل أن المراد المحو العام بمعنى ، الظهور بالحجة والغلبة كما قال تعالى : ليظهره على الدين كله وجاء في حديث آخر تفسير الماحي بأنه الذي محيت به سيئات من اتبعه ، فقد يكون المراد بمحو الكفر هذا ويكون كقوله تعالى : قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف والحديث الصحيح : الإسلام يهدم ما كان قبله ( وأنا الحاشر ) أي ذو الحشر ( الذي يحشر ) أي يجمع ( على قدمي ) قال النووي : ضبطوه بتخفيف الياء على الإفراد وتشديدها على التثنية ، قال الطيبي : والظاهر على قدميه اعتبارا للموصول إلا أنه اعتبر المعنى المدلول للفظة أنا . وفي شرح السنة : أي يحشر أولا الناس لقوله : " أنا أول من تنشق عنه الأرض " . وقال الحافظ في الفتح : على قدمي أي على أثري ، أي أنه يحشر قبل الناس . وهو موافق لقوله في الرواية الأخرى : " يحشر الناس على عقبي " . انتهى . وقال الطيبي : هو من الإسناد المجازي لأنه سبب في حشر الناس لأن الناس لم يحشروا ما لم يحشر ( وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي ) قال النووي : أما العاقب ففسره في الحديث بأنه ليس بعده نبي أي جاء عقبهم . قال ابن الأعرابي : العاقب والعقوب الذي يخلف في الخير من كان قبله . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان وغيرهما .

مذكرة تخرّج : التعددية اللغوية في الجزائر-الطلبة الجامعيين أنموذجا

تمهيد: لقد كان حرص العرب منذ القدم على تتبع قضايا لغتهم حرصا لا يهدأ البتّة، لهذا يتعين علينا اليوم أن يزداد هذا الحرص تأجّجا نظرا لما يهدد الأمة العربية من غزو لغوي يمهدّ للغزو الثقافي ويواكبه، لذا يجب علينا عند تتبع قضايا لغتنا اليوم أن ننظر إليها بالمنظار الذي تفرضه الأحداث والمشاهد الراهنة لواقع لغتنا دونما تضليل للنفس، ولا تزيين للواقع، ولا تجاهل للحقيقة، ولا حتى إفراط في التفاؤل بالمستقبل بل يجب أن نكون في تمحيصنا لواقعنا اللغوي والثقافي واعين لما تشكو منه لغتنا وثقافتنا من نقص وتخلف بالنسبة إلى بعض اللغات والثقافات الأخرى، مسلطيّن الضوء على ما كان منّا من تفريط في استثمار ما هو جاهز لدينا من إمكانيات توفرها لغة الضاد في مجالات التعبير وحتى الاتصال، باتت كامنة فينا بالقوة، إذ لم تقدر العقول أن تخرج بها إلى حيّز الفعل. ونظرا إلى أن اللغة تعد من وسائل التعبير والتواصل الإنساني بين الأفراد والمجتمعات إذ هي ترجمة لما يدور في الذهن من أفكار، والوسيلة الاجتماعية التي تمكننا من تحويل الفكرة الذهنية غير الملموسة إلى السيرورة والتداول. وتشبه اللغة أن تكون مرآة صادقة تعكس مشهدا جليا لما تنطوي عليه الجماعة اللغوية من عادات، وتقاليد، وقيم ثقافية اجتماعية. ولما كانت اللغة تتخطّى بعديها الزماني والمكاني لتحقيق الحيوية والنماء كان الاقتراض بين اللغات والتواصل بينها سنّة مطرّدة أخذت بها اللغات منذ أقدم الحقب، ولعل هذا الاقتراض بين اللغات يكسبها سعة وتنوعًا، ولكنه في الوقت نفسه يترك آثارا سلبية في سمات اللغة، كأن تتسلل ألفاظ دخيلة لا تتفق وقوانين اللغة، أو أن يدفع أبناء اللغة إلى التأسّي باللغات الأخرى، وهذا بالضرورة يؤثر على نظام اللغة الأمّ، ويهدد ألفاظها ووجودها بالضمور والاضمحلال، علاوة على أنّه تهديد لهوية الأمة وكبريائها، إذ لا انفكاك بين اللغة والهوية، فما بالك إن كانت لغتنا هي العربية التي تعدّ لغة قديمة متواصلة، وهذا التواصل من أهم خصائصها، ولولاه لانقطع الحاضر عن الماضي وأصبحت اللغة طلاسم يعنى بفكها علماء الآثار. لهذه المعطيات وغيرها تعرّض بحثنا هذا الذي يمثل إطلالة على المشهد اللغوي العربي الجزائري المعاصر، وما يمرّ به من قضايا، كما إنه إطار مناسب لعرض قضيته أو بالأحرى ظاهرة تفشت في المجتمع الجزائري باعتبار الجزائر بلدًا تتعايش على أرضه لغات عديدةـ ويتخذّ هذا التعايش أو ما سمّاه البعض بالصراع، طابعًا يدعى التعدّدية اللغوية أو التعدّد اللغوي Multilinguisme التي تتخذ بدورها طابعين اثنين: طابع الازدواجية Diglossie وطابع الثنائية Dualisme linguistique وهذا يقودنا إلى محاولة الإسهام في الإجابة عن بعض الأسئلة المفتوحة والقضايا المعلّقة في آفاق المشهد اللغوي الجزائري، فما جدوى الأنظار اللسانية الحديثة في درس العربية ؟ وما دواعي استبدال الجزائريين العربية الفصحى بالعامية وكذا الحرف اللاتيني ؟ كيف نخرج من مأزق التعددية اللغوية ؟ وكيف نطوّر نموذجا فصيحا مناسبا للخطاب اليومي ؟. دراستنا هذه تنظر إلى اللغة العربية في علاقتها بمنظومات المعرفة لذا جاء الحصر بمحاولة تحليل واقع استعمالنا في الجامعة الجزائرية خاصّة بعد تغلغل ظاهرة التعددّية إلى الوسط الطلابي الجامعي وهذا يدفعنا لمحاولة معرفة أسباب انتشارها لدى هذه الفئة. ومن منطلق دراستنا لظاهرة التعددّية اللغوية في الجزائر وتمثيلا لانتشارها في الوسط الطلابي الجامعي، هل يمكن يا ترى إعادة تجديد تمسكنّا باللغة العربية - عنوان الهوية ومستودع الذاكرة الحضارية - ؟. هي إشكالات عديدة تعترضنا لتطرح نفسها وهدفنا بدراستنا هذه محاولة الإسهام في إيجاد إجابات لها. الرابط اضغط على العنوان ----------------------------------------------------------------------------------- http://www.4shared.com/file/ut1Yp_RP/___-__-_____.html

سوق الألقاب في عصر الدعاة

سوق الألقاب في عصر الدعاة منصور النقيدان ----------------------------------------------------------------------------- عاش ابن الأُخُوَّة الشافعي في القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي، وفي كتابه (معالم القربة في مطالب الحسبة) عقد باباً صغيراً عن الأطباء، وأشار إلى أن المسلمين زهدوا في هذا العلم حتى بلغ الحال أن بلداناً كثيرة لاتجد فيها طبيباً إلا من أهل الذمة (اليهود والنصارى)، وأرجع ابن الأخوة السبب إلى تهافت أبناء المسلمين على الفقه والتصدر للفتوى والانشغال بالخلافيات والجدليات، لأنه أصبح وسيلة الثراء والنفوذ والوصول إلى القضاء، على عكس الانشغال بالطب، وعدَّ الانشغال بالفقه على وفرة أهله وإهمالَ ماهو فرض كفاية (الطب) من ضحك الشيطان وغروره. كان ابن الأخوة يصف الحال في أعظم حواضرالعالم الإسلامي وقتها وهي دمشق ، في نفس اللحظة التاريخية التي كانت أوروبا تودع آخر أيام العصور الوسطى مع عصر النهضة في إيطاليا ولاحقاً في بريطانيا وفرنسا وغيرهما. في تلك الفترة كان وسط الجزيرة العربية يغشاه شبه جهل مطبق وانعداماً من الفقه وعلم الشريعة إلا من أفراد قلائل. وقبيل ظهور دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب وبعدها فإن عدداً قليلا من الحواضر في وسط جزيرة العرب كانت مكتفية بالحد الأدنى من الفقهاء، بينما عدموا تقريباً في معظم أصقاع الجزيرة على خلاف اليمن أو الحجاز في مكة والمدينة. لم يكن من المعروف والشائع التمييز بين وظيفة الداعية والواعظ والشيخ والفقيه/ المفتي الذي يتولى مهام القضاء والفصل بين الناس، كانت معظم هذه المهام يتولاها الفقيه. وإذا قام مطوَّع المسجد وإمام الحي - ممن هو أدنى رتبة من الفقيه وأدنى من طالب العلم المتفرغ لعلم الشريعة- بالوعظ أعقاب الصلوات، أو في مناسبات أخرى كالكسوف والخسوف وسنوات الجدب وطلبِ السُقيا أو تدريس مبادئ الدين للعامة والصبية؛ فإن ذلك لم يكن يمنحه وصفاً أو لقباً يميزه عن غيره. ومع قيام الدولة السعودية الثالثة أرسل الملك عبدالعزيز عشرات من طلبة العلم دعاة وأئمة ومنهم من تولى القضاء، وقلة من المتدينين المطوعة كانوا يجدون تأثيرهم بين أبناء البادية الذين انخرطوا في صحوة دينية في أوائل القرن الميلادي الماضي، لكنهم لم يكونوا يلقبون بالدعاة إلا في سياق المدح وسرد المزايا. لاحقاً ظهر الوعاظ والدعاة الجوالون مع ظهور جماعة التبليغ والدعوة في خمسينيات القرن الماضي/السبعينيات الهجرية، ومع أنهم كانوا يمارسون الوعظ بشكل رئيسي إلا أنهم لم يكونوا يعرفون بالدعاة، فضلاً عن أن الاعتراف الرسمي بهم كان محل شد وجذب. إذاً لم يكن وصف (الداعية) شائعاً والسبب أن الشيخ /الفقيه كان هو من يقوم بكل الوظائف. وصف الداعية عرف في التاريخ الإسلامي مع دعوة العباسيين ثم مع الفاطميين، ولكن (داعي الدعاة )كان يقوم بمهمة سياسية سرية وهي حشد الأتباع للإمام الذي قرب وقت ظهوره وقيادته للأمة. في السعودية ظهر الدعاة مع ظهور دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب كما توضحه الرسائل والمكاتبات التي تعود إلى تلك الفترة وقيام الدولة السعودية في منتصف القرن الثامن عشر، وهم كانوا يقومون بمهام متعددة تتضمن الإمامة في الصلاة والضبط الديني وتلقين التعاليم العقائدية والضبط السياسي بالتأكيد على لزوم الطاعة للإمام. وهي وظيفة كان يقوم بها عالم الدين الفقيه و(المطوَّع) الذي أتقن قراءة القرآن وملك القدرة على الإجابة على مسائل الصلاة والطهارة وماشابهها، ولكنهم لم يكونوا يوصفون بالدعاة تمييزا لهم عن غيرهم من المتدينين الذين يتوزعون مهام رجل الدين من الإمامة والإفتاء والقضاء والاحتساب والوعظ. ولكن غالباً ماكان الوعاظ على ندرتهم يشابهون كثيراً من نسميهم الدعاة اليوم. وهم فئة أعلى من المتدين العادي، وأدنى من طالب العلم المتفرغ لعلم الشريعة. إلا أن وصف (الداعية ) طفا على السطح بشكل واضح مع الصحوة الدينية في العقود الماضية. ظهور الألقاب والأوصاف مرتبط غالبا بمدى تعقيد ثقافة كل مجتمع والتنوع داخله. هناك ألقاب تطلق للتعريف وتمييز شريحة عن شريحة أو فئة أخرى. وهناك صفات وألقاب يكون لها حمولاتها الثقافية والاجتماعية التي ولدت نتيجة التطورات والتحولات، ومرت بأطوار اجتماعية حتى أخذت صيغتها النهائية. ولو استعرضنا الآن كثيرا من الصفات والألقاب والمسميات لرأينا أنها تكثر وتزدهر مع ازدهار كل مجتمع وتعقده. حينما نقارن بين قاموس المدينة والقرية نجد فرقاً كبيراً ثراء نسبياً في الحواضر الكبرى، وفقراً في الريف والقرية، القاموس عند أبناء القرية أقل بكثير عن قاموس أبناء المدينة، هكذا كان الحال في الماضي عندنا. ظهر مسمى (الداعية) في العقود الأربعة الماضية بعد ظهور فئة المتدينين الذين اقتحموا عالم الإرشاد ولكنهم لم يتخصصوا بعلم الشريعة، ولم يتصدروا للإفتاء، وكانوا يحتاجون إلى غطاء ديني ووصف شرعي يسمح لهم بالتحرك ويمنحهم الاعتراف. علينا ألا نغفل أن الإسلام جعل كل مسلم داعية ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعن)، وكان بعض الصحابة يفدون إلى الرسول في مكة أو المدينة فيسلمون ثم يعودون إلى أقوامهم دعاة ومنذرين، وخير مثال على ذلك مصعب بن عمير الذي بعثه الرسول إلى أهل المدينة. وفي نهاية الثمانينيات برزت أسماء كانت قانعة في البداية بأن توصف ب"الدعاة" وكان وصفا دونياً يجعلهم تحت سطوة الفقيه وعالم الدين، ومع صعود الخطاب الديني الصحوي وتحول بعضهم إلى معارضين للحكومة، سعوا إلى الاعتراف بهم كعلماء دين، فحاولوا الحصول على تزكيات من علماء كانوا يمثلون مرجعية لهم، وضاعف بعضهم جهده للتعلم والدراسة سراً على بعض أقرانهم، ولكن بعيداً عن أعين طلابهم وأتباعهم ، ثم عقدوا مجالس يدرِّسون فيها الفقه ويشرحون السنة، وبدؤوا بالإجابة على الفتاوى على استحياء، واليوم نرى بعضاً منهم يحرصون أن يُقدَّموا في المؤتمرات والفضائيات على أنهم علماء دين، وكان بعض منهم علماء شأن نظرائهم مؤهلين للفتوى وفي أسوأ الأحوال لم يكونوا أقل معرفة من آخرين منحوا الرخصة والإذن الرسمي. آخرون منهم كانوا في تخبط وتيه، ومع نهاية التسعينيات وجدوا أنفسهم على مفترق طرق، أين يضعون أنفسهم؟ ولكن طموحهم نحو الظهور والاعتراف لم يدعمه بناء ثقافة شرعية فقهية تؤهلهم لأخذ مكان بين الأسماء التي وصلت إلى مبتغاها، وبين فئة كانت صاعدة وساعدها انكفاؤها طوال التسعينيات على الدراسة والطلب. في البداية وصفت هذه الفئة التائهة نفسها ب(الناشطين)، وبعد فترة وإلحاح استطاعوا أن يظفروا من بعض القنوات بوصف (مفكر سعودي)، وآخرون أصبحوا أكثر طموحاً فتخصصهم في زراعة البطاطا والبستنة كان مصدر قلق لهم وشعور بالمهانة، مما دفعهم إلى السعي الحثيث للحصول على أي اعتراف حتى ولو من جمعية سياسية فضفاضة تسامحت مع كل من انتسب إليها ومنحته لقب عالم دين، مثل اتحاد علماء المسلمين الذي يهيمن عليه الإخوان المسلمون. الخلاصة أن (الدعاة) جزء من المجتمع و استطاعوا إثبات وجودهم وهم عامل أساسي في تشكيل ثقافته وإنتاج الأوصاف والمفاهيم التي تشكل العقل وتؤطر التفكير، وهم كغيرهم من كل فئات المتدينين لايختلف تأثيرهم عن تأثير نظرائهم، فهم في بلد سني سلفي يقدمون خطابا ورؤية واحدة تعضد بعضها بعضاً وإن تنوعت اللغة والطريقة واختلفت منزلة من يمثل الدين. وهم اليوم يفوقون الفقهاء وعلماء الدين التقليديين عدداً وتأثيراً، وقد أصبح حالهم اليوم كحال وفرة الفقهاء في عهد ابن الأخوة ، فقد وجد معظمهم في سوق الدعاة مكاسب كثيرة وأرباحاً سهلة وتجنبوا الطريق الطويل والتعلم وسهر الليالي فكثر الدعاة وقل الفقهاء. http://www.alriyadh.com/2011/01/23/article597257.html

اللهجة التارقية

اللهجة التارقية ------------------------------------ تقع ولاية تمنراست أقصى جنوب الجزائر، سكانها قبائل "التوارق"، ولعل أهمها قبيلتي "كال غلا" و"طايتوك"(1) إلى جانب قبائل أخرى وفدت من مناطق متفرقة وبخاصة منطقة توات وتيديكلت، ومتليلي الشعانبة، ووادي ميزاب، دون أن ننسى النازحين من الحدود المجاورة، كالنيجر ومالي، أضف إلى ذلك حركة السياح الأجانب. فالهقار إذاً يشكل تجمعاً سكانياً لعدد من القبائل تمتاز كل واحدة عن الأخرى بلغتها الخاصة، إضافة إلى انمازها عاداتً وتقاليد وما إلى ذلك لتنصبغ بالتنوع والاختلاف. إن ما يؤلف بين هاته الفسيفساء أكثر بكثير مما يفرق بينها من حيث الدين والتاريخ والوطن، واللغة الوطنية المتمثلة في اللغة العربية. هذا مما أسال لعابنا لمدارسة ومقاربة هذا المجتمع من جانب لغته الوطنية (اللغة العربية) وعلاقتها باللغات الأخرى ولا شك أن أقواها هي اللغة المحلية (التارقية) الموسومة بـ : "التماشقت" إحدى اللغات الحامو سامية. ولما كانت اللغة العربية فيما يزعم لغة سامية ازددنا تحفيزاً في مقاربة العلاقة بينها وبين التارقية، ووجدنا ابتداء تشابه المستوى التقعيدي، بخاصة الصرفي والدلالي لبعض الدوال. هذا مما يشكل ازدواجية لغوية تؤدي بنا إلى معرفة نوع التعايش بين التارقية والعربية ؟ التوارق أو الملثمون الرجال الزرق، أو الرجال الأحرار نسبة إلى "تماشق" أو "تمازغ"؛ هم بدو الصّحراء، والبَدَويُّ فارس لا يشق له غبار، وسيف على رقبة المعتدي، ضربه بتار، شهم في مواطن الشهامة، عفيف في مواطن العفة، ذلك الفارس على ظهر جواد، موطنه منابع الماء حيث ينيخ رحاله، مرحباً بالضيف.(2) ينحدر التوارق من أصول بربرية، ويقدر وجودهم بإفريقيا بحوالي خمسة آلاف سنة، حيث كانوا في الساحل الشمالي بدءاً، وهيمنوا فيها على طرق التجارة عبر الصحراء متاجرين بنفائسها من ذهب وعاج وإبنوس وملح، وأقاموا دولة إلى الداخل قليلاً في النيجر سُمِّيَت "سلطنة العير" عاصمتهم "أغادير"، وحينما انتشرت الدعوة الإسلامية وقف علماؤهم المعروفون بالمرابطين إلى جانب الدين الحق ؛ فنشروا تعاليمه الحنيفة في أغوار الصحراء حتى مشارف الاستواء، ثم جاء المستعمر الفرنسي ليسيطر على مناطقهم بعد مقاومةٍ عنيفةٍ لم تُغْمض له عيناً، فوجد التوارق أنفسهم مقسمين بين الجزائر، ليبيا، مالي، النيجر، تونس، المغرب، بوركينا فاسو...(3) استوطن التوارق الجزائر منذ القدم، ويكفيهم فخراً أنهم أنشؤوا أول حضارة عبر التاريخ القديم، على ضفاف بحيرات الصحراء الكبرى. والباحثون يجمعون على أن النقوش الصخرية بالصحراء متطورةٌ مقارنة مع مثيلاتها المصرية القديمة، مما يُبيّن أن المركز الحقيقي الذي انتشرت منه الحضارة قبل الميلاد هو مناطق المرتفعات بالصحراء الجزائرية كالهقار والطاسيلي وغيرهما. إن مداخلتنا تحدد إطارها المكاني بالهقار التي تقع أقصى جنوب الجزائر. هذه البيئة توحي بالانغلاق والتكتُّم، إلا أن سكانها كانوا متفتحين على البلاد المجاورة كالنيجر والمالي وحتى موريتانيا وليبيا أحياناً، ممَّا كوَّن آفاقاً فكرية أثرت المواهب وأمدت بزادٍ واسعٍ بفضل القوافل التجارية ومؤخراً بفضل المعارض السنوية (الأسيهار)، وبفضل الاحتكاك. إن هذه الشخصية لا يمكن أن يكون لها وجود بغير الإسلام الذي أَسْهَمَ في نشره وتنوير العقول بمبادئه ثلة من الشيوخ بخاصة الوافدين من إقليم توات وبالذات من منطقة "أقبلي" من أمثال الشيخ التوهامي، والشيخ الطالب ناجم سلامة، والشيخ محمد الناجم حادقي، والشيخ يحضيه الشنقيطي، والشيخ بن مالك (فولان).(4) فالتارقي والعربي وجدا نفسيهما في الآهقار (جبال بركانية قديمة التكوين)، ما لبث أن أزال بها التارقي كثيراً من مظاهر البداوة حيث حياة التمدن والاستقرار والصناعة والانصياع للقوانين ؛ التعليم والتواصل والحياة العامة المؤسساتية فوجد التارقي نفسه بين توظيف إحدى اللغتين التارقية أو العربية. الازدواجية اللغوية في الهقار: الازدواجية اللغوية في مفهومها الواسع هي استعمال الشخص نفسه لنظامين صرفيين ونحويين مختلفين. وهو الأمر الحاصل على ألسن التوارق في المنطقة. العربية بأنظمتها الصرفية والنحوية والصوتية تختلف تماماً عن الأنظمة ذاتها في التارقية على الرغم من بعض التشابه الذي لا يمكن رده إلا للقرابة اللغوية أو لكثرة الاحتكاك، أو للتأثير والتأثُّر؛ فاستعمال الشخص للنظامين : العربي والتارقي بنفس الوتيرة من التحكم يجعلنا نصفه بمزدوج اللغة، وهو مظهر طبيعي عند التوارق ؛ فهم يعرفون العربية بل هناك من يجيدها لدرجة التأليف بها، ومنهم من يعرف اليسير الذي يقيم به التواصل الضروري بينه وبين العربي في الحياة اليومية. هذا الأمر لا نجده عند العربي الذي إما أنه لا يتقن التارقية أصلاً، وإما أنه إن تحدث بها بدا عليه التلعثم، عدى من احتك بالتوارق احتكاكاً طويلاً ومباشراً (كالمصاهرة) ؛ فإنه يكون قادراً على استعمال النظامين جميعاًً. على أن الدولة فتحت فضاءً واسعاً لتعليم هذه اللغة بإدخالها في التعليم مما يغيّر من الأمر مستقبلاً، وعليه يمكن أن نصف التارقي بمزدوج اللغة في الوقت الذي نتحفظ من ذلك مع العربي. إن ما يدعو للدهشة هو أن التوارق لا يجدون الراحة في التبليغ إلا بلغتهم، ولكم ينشرح صدر الواحد منهم حينما يتواصل مع غيره ممن يتقن التارقية، علماً أنه لا ينبذ بأية حال الحديث بالعربية، فتراه مزاوجاً بين اللغتين أحيانا(5)، ومنتصراً لواحدة منهما دون تعصب. يولد المولود التارقي ليجد نفسه في محيطٍ بشري يتواصل باللغة، فيأخذ في اكتساب النظم اللغوية كما هو الشأن مع سائر البشر، فيشرب من الينبوع اللغوي الأول (التارقية) إلى غاية الثالثة ليجد نفسه أمام لسانٍ آخرَ لا يقلُّ شأناً عن لغته الأم، وهو اللسان العربي، لسان العقيدة والعبادة والتواصل الرسمي، فيتوجب عليه تعلم أبجدياتها، وتعلم القرآن والحديث النبوي والفقه في الكُتَّاب ليلتحق بالمدرسة النظامية بعد ذلك. فأصبحت اللغتان من العادة بمكان في عرف التارقي، جاعلاً شعاره لكل مقامٍ مقال. التارقية والعربية : إن الصراع اللغوي بين التارقية والعربية لم يكن وليد اليوم، هذا الذي يضعف من حدته ؛ فالشعب النازح وهم العرب لم يكونوا شيئاً مذكوراً أمام عدد التوارق في هذه المنطقة على الرغم من أن لغتهم لغة الدين والحضارة، ولكن التعايش لم يكن صعباً فكلاهما استعمل لغة الآخر وجعلها وسيلة التفاهم. ومما أضعف حدة الصراع بينهما أيضاً شخصية التارقي الذي يأبى أن يتخلى عن ثوابته، يتحدث العربية، ولا ينقطع عن الحديث بلغته الأم إلا أثناء العبادة أو قراءة القرآن أو تلاوة الأحاديث النبوية أو الاتصال بالعربي لساناً. ولا غروَ في ذلك إذ إن البربر جميعهم متشددون في الامتثال لقيمهم والحفاظ عليها من لثام ولباس وعادات،.. هذا العامل ولد انضباطاً في استعمال التارقي للغة العربية. كل هذا جعل اللغتين متعايشتين على لسان كلٍ من العربي والتارقي ومما زاد في هذا التعايش المصاهرة والوطن الواحد والمصير المشترك. وعلى الرغم من توفر العوامل الكفيلة بغلبة إحداهما على الأخرى ؛ فاللغة العربية لغة حضارة والتوارق كانوا يشكلون أغلبية ساحقة أمام العرب القاطنين بالمنطقة، وهما من فصيلة لغوية واحدة وهي الحاموسامية...، إلا أن الغلبة لم تحدث. إن السبب العلمي الكامن وراء هذا التعايش هو أن الأمر لا يتعلق بمسألة العرب أو التوارق في العدد أو الفصيلة اللغوية بقدر ما هو تلك المرجعية الدينية للعربية والتي يمثل تصارعُها مع اللغات قضية تفكير واعتقاد. يقول البروفيسور الدنمركي "كارل براسه" المتخصص في الأمازيغيات وبالضبط التارقية : "تخصصت في التارقية لأنها ملائمة جداً للمقارنة مع باقي اللغات الحاموسامية"(6)، ويقول في موضع آخر عن قداسة العربية : "العرب أحضروا الإسلام معهم واستطاعوا إقناع الشعوب بأن العربية هي لغة الله المقدسة، وهكذا فاللغة العربية لديها مقام خاص عند المسلمين"(7)؛ فاستغناء التارقي عن العربية هو استغناء عن الدين، ومع ذلك فإنه بين اللغتين كثيرٌ من مظاهر التداخل اللغوي. لقد اقتبست التارقية من العربية الكثير؛ في الدين والتعليم ونظم الحياة العصرية وغيرها، في الوقت الذي لم تتأثر الفصحى العربية بشيءٍ من التارقية، إلا أن العامية العربية أخذت شيئاً من التارقية وهو ما يظهر أثناء الحديث اليومي. يقول "كارل" : "هما ليستا لغة واحدة ولكن هناك علاقة بينهما، فكلاهما من نفس العائلة الكبيرة الحاموسامية... كل هذه اللغات لديها علاقة قريبة في النظام النحوي والنظام الصوتي".(8) ومن التشابه الذي لاحظناه بين التارقية والعربية بالهقار: 1 - على المستوى الصرفي : المضارع في العربية يأتي من الماضي بزيادة حروف (أنيت)، فالفعل "نَامَ" = "يطاس" في التارقية حينما نصرفه بحسب الضمائر: المتكلم- المخاطب - الغائب، نقول : أَطّسغْ : نمتُ (أنا) تطّسدْ : نمتَ (أنت) نطّسْ : نمنا(نحن) يطّسْ : نامَ (هو) اطّسنْ : نمنَ (أنتن) مطّسْ : نامتْ (هي) ونجد بعض الألفاظ في مستواها المعجمي تَمُتُّ بصلةٍ إلى العربية : تامطوث : (المرأة) من الطمث ؛ "الكائن الذي يحيض". أمورث : (البلد) الأرض وهي من المرثة. ايجاديجن : (الوتر) من الجد أي الأرض الصلبة. ايكرز: (الحرث) من كرز أي أدخل شيئاً في حفرة.(9) أخام : من الخيمة. آمان : الماء. أبّا : الأب. أنّا : الأم. يمُّوتْ : مات. وفي الأعداد نجد : إسِّين : اثنان سديس : ستة وقيل من السدس السّا : سبعة التّام : ثمان.(10) الخاتمة : نشير إلى أن كثيراً من البحثة تخصصوا في مدارسة اللغات الحاموسامية التي تتكون من خمسة فروع : اللغات السامية، اللغات المصرية القديمة، اللغة البربرية والتي تتفرع إلى عدة فروع إحداها التارقية. ثم اللغات الكوشية في إثيوبيا، واللغات التشادية في غرب إفريقيا. منهم "كارل براسه" الدانمركي، و"شارل دي فوكولد"، و"اندريه باست"، و"يوسي آرو"، و"أمير عبد المنعم"، و"عثمان سعدي"، وغيرهم... إن واقع التارقية اليوم أمام العربية يستدعي التعايش أكثر من ذي قبل، لقد تنامت الحياة في الهقار بعد الاستقلال وأصبحت المنطقة ولاية معتبرة، وقام الدستور الجزائري ابتداء من 1996 على أن الهوية الجزائرية لها أبعاد ثلاثة : الإسلام والعربية والأمازيغية. ثوابت تزيد في تأصيل هذا التعايش. الهوامش : 1 - مجلة إيماوضين (الشباب)، مركز تنشيط الشباب، تمنراست 1998. 2 - مقال، إعداد أمير عبد المنعم، ص 1. 3 نفسه. 4 - سلام سملالي بن سعد : مفهوم التغيير (مقال)، 1998، ص 3. 5 - أحمد نعمان : العربية والتارقية بين الصراع والإزدواجية (مقال)، 2005، ص 1. 6 - كارل براسه : حوار عن الأمازيغية (مقال)، حاوره إبراهيم قرادة، 2000، ص 7. 7 - نفسه. 8 - نفسه، ص 2-3. 9 - مجلة إيماوضين، ص 28. 10 - د. يوسي آور: وحدة الأصل بين اللغتين العربية والبربرية، مجلة الأصالة، أعمال الملتقى 13 للفكر الإسلامي، وزارة الشؤون الدينية، تمنراست 1972، ص 2-69. ------------------------------------------------------------------------------- http://www.flyarb.com/%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%82%D9%8A%D8%A9-161191.html

الاثنين، 1 أغسطس 2011

ألقاب تؤلم المرأة

ألقاب تؤلم المرأة الحمد لله الذي من صفاته وأسمائه جل في علاه العدل وقد حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما وأصلى على سيد الأنبياء وأعدل الناس وأسلم على أهل بيته الطيبين الطاهرين أما بعـــــــد إن من أظلم الظلم أن يحاسب المرء بما لم تكسبه يداه ويُلصق به بما لا يسعى له فقال عز من قائل : (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) وهذا تجده كثيرا في المجتمعات العربية التي جعلت العادات والتقاليد شرعا لها وتركت شريعة المولى عزوجل . فكم من المجتمعات ظلمت المرأة بجناية ليس لها يد فيها وقد كُتبت عليها من قديم الأزل فتصفها بأوصاف وألقاب لا يجوز أن تُلقب بها حتى لا تُجرح مشاعرها . وقد حاولت جاهدا أن أجمع بعضا منها . المطلقة اكتسب معنا سيئا بسبب نظرة المجتمع إلى حاملة اللقب ، فرغم أن الطلاق قدر حصل للمرأة بسبب انعدام التوافق بينها وبين زوجها وقد شرعه الدين ولا عيب فيه إلا أنه يُعتبر وصمة عار يلحق صاحبته فيُنظر إليها بأنها سيئة ؛ وتكون مطمعا لكثير من الرجال الذين نُزع من قلوبهم وازع الدين والخوف من رب العالمين رغم أن صاحبة هذا اللقب في الواقع قد تكون مظلومة . العانس وهذا اللقب يضايق صاحبته لأن المرأة بطبيعتها تحب أن تكون محط الأنظار وموضع إعجاب الآخرين ويؤثر عليها عدم إقبال الناس عليها ؛ وهذا اللقب ليس له وجود في ديننا الحنيف لأنه حين تم إطلاقه قلل من شأن المرأة ؛ فهو يعطي انطباعا بأن صاحبته غير مرغوب فيها على الرغم من أنها قد تكون عاملة وقادرة على تحمل المسؤولية ولها دور في المجتمع وكلها صفات حميدة وشخصية طيبة وصاحبة عطاء ولكن قدرها أن تاخرت في الزواج لأسباب منها عدم وجود الرجل الملائم لها أو الأحوال الأقتصادية أو عدم التوفيق وغير ذلك ؛ فهل من الرحمة أن نحملها مسؤولية تلك الأسباب . الحُرمة لقب يطلقة بعض الرجال وفي طياته كأن الملقبة به أقل شأنا من الرجل أو من النكرات وخاصة في طريقة التلفظ به . المرأة لفظ يجرح المرأة عند تلفظه باللهجة العامية في بعض البلدان العربية أو أن يلحق به لفظ سيئ مثل (المرأة أكرمك الله) أو (المرأة حاشك) وكأنها ليست إنسانة أو أنها شئ مُقزر وحاشا لله أن تكون كذلك فقد كرمها الله وأوصى النبي اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي بالرفق بها وبحسن معاملتها وإكرامها . الضرة بمعنى الزوجة الثانية فالمتفق عليه هو أن كل زوجة لا تحب أن يشاركها أحد في زوجها وطبيعة المرأة بشكل عام تجعلها تفضل أن تكون الوحيدة في حياة زوجها وهذا ما أعطي لقب (الضرة) معنا قد يبغضه الكثيرون وكأنها قد أضرت بغيرها حتى يقولون في المثل (الضرة مرة) وكأن هذه المرآة قد أخضعت رجلا متزوجا لتتزوجه ، وهذه المفاهيم تخالف مفهوم الشرع في إباحة التعدد بضابط العدل ، مع العلم بأن هناك منهن من فيها خير للرجل ولبيته الأول وخاصة إن كانت على دين . فلما لا نطلق عليها زوجة أبي أو الزوجة الثانية أو الثالثة حسب ترتبيها حتى لا نجرحها بهذا اللقب . الحماة هي أم الزوجة أو أم الزوج وهذا اللقب يعتبره بعض الناس لقبا سيئا وذلك لأنه معروف عن الحماة سوء تعاملها مع زوجات أبنائها من باب السيطرة وكراهة مشاركة غيرها لها في ابنها بعد أن سهرت عليه وكبرته وصار رجلا فكيف تأتي أخرى كي تأخذه منها . مع العلم بأن هذا اللقب من أجمل الألقاب لو نظرنا بعين الإنصاف لأنها شرعا نزلت منزلة الأم فلا يحل للرجل أن ينكحها وكذلك الزوجة يجب عليها أن تتخذها هكذا لأنها التي أنجبت لها الزوج وهي في مقام الوالدة للزوجة ، ولنعلم بأنه كما ندين نُدان واليوم أنتِ أم لصغار وغدا تكوني حماة لكبار وكما تعاملتي مع حماتك سوف تُعاملي فأحسني إليها يُحسن لك . نظرية واقعية أن المشكلة الكبرى التي يعانيها المجتمع الإسلامي العربي هي مشكلة عدم احترام النفس البشرية ، والتي يدخل في نطاقها عدم احترام عقل وحرية وخصوصية وروح الإنسان ما يؤدي إلى النظرة السيئة لحاملي هذه الألقاب الاجتماعية التي تؤثر على نفسية المرأة ، مع العلم بأن هناك أصنافا من النساء يجب أن نعرفها لمعرفة كيف نتعامل معها ، فهناك الصنف الزجاجي وهو الذي يتأثر بسهولة وينكسر صاحبه أمام أول مشكلة . والصنف المطاطي الذي لا يتأثر بسهولة ويتصف صاحبه باللامبالاة والصنف المعدني الذي يتأثر ولكن بأيجابية فكلما تم طرقه من جهة ما يلمع من الجهة الأخرى ويزداد بريقا ، وهكذا هي الطبيعة البشرية تتأثر بدرجات ، ولكن رغم ذلك ينتاب الإنسان الذي لا يشعر بالاحترام والتقدير القهر والتعب النفسي . ماهو سبيل العلاج : إن علاج هذه الظاهرة في المجتمعات العربية هي أن نرجع إلى سماحة هذا الدين و العمل على إحياء الوازع الديني لاحترام وتكريم ورحمة الآخرين ونتذكر قول الله عز وجل : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ) الحجرات 11 . هذا والله أعلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين http://www.altaraf.com/vb/showthread.php?t=88993

الألقاب التشريفية والتمييز الاجتماعي

الألقاب التشريفية والتمييز الاجتماعي باسم محمد حبيب الحوار المتمدن - العدد: 3404 - 2011 / 6 / 22 -------------------------------------------------------------------------------- التخلف الحضاري هو صفة تطلق عادة على المجتمعات التي لم تتجاوز نسقها التقليدي ولم تعش أجواء النهضة المدنية كما هو الحال مع الكثير من البلدان العربية والإسلامية ورغم أن للتخلف فحوى واحد إلا أن له أشكالا مختلفة تتناغم مع السمات الحضارية والثقافية لكل مجتمع وبالتالي سنجد أن مظاهر التخلف الاجتماعي لا تتشابه مع بعضها البعض وان تشابهت في المعنى أو المضمون . ومن الظواهر التي يولدها التخلف الحضاري ظاهرة التمييز الاجتماعي التي تسود في الكثير من المجتمعات المتخلفة والتي تتمظهر غالبا بأشكال عديدة تبعا للحالة الثقافية السائدة في تلك المجتمعات والعوامل المؤثرة في بنيتها الاجتماعية كان تكون هذه العوامل اقتصادية أو دينية أو بيئية وما إلى ذلك . ففي العراق الذي يتحكم فيه كلا العاملين الديني والاقتصادي نجد أشكالا متنوعة من التمييز قد لا تكون بارزة كليا إلا أنها حاضرة ومؤثرة غالبا فهناك تمييز على أساس الدين أو الجنس أو العرق أو العنصر أو الطائفة وقد يبرز من خلال جملة من الألقاب التشريفية ذات السمة الدينية أو الاجتماعية كالشيخ العشائري والشيخ الديني والسيد المتحدر من سلالة الرسول وما إلى ذلك . فهذه الألقاب التشريفية ليست إلا انعكاسا لواقع التخلف وللظروف التي مر بها المجتمع العراقي وعانا منها طويلا وهي بالتالي ليست نتاجا للواقع الموضوعي الذي يؤسس لمثل هذه المباني الاجتماعية . أن مكمن الخطورة في هذه الظاهرة يتمثل في انعكاسها على النسيج الاجتماعي وعلى العلاقات بين الفئات التي يتكون منها هذا النسيج ناهيك عن العلاقات بين الأفراد في مجرى الحياة اليومية إذ غالبا ما تشهد هذه العلاقات الكثير من حالات التشاحن والتنابز التي تتسبب برضوض عميقة في البنية الاجتماعية . ولذلك فان من أهم أولويات الواقع الجديد هو تخليص المجتمع من تلك الآفات الاجتماعية الخطيرة من اجل إنشاء مجتمع متماسك قادر على التعاطي مع الظاهرة الحضارية الجديدة بكل تجلياتها الحداثوية . فالتمييز هو آفة الآفات والقضاء عليه هو أهم الواجبات التي يجب أن تضطلع بها مؤسسات المجتمع المختلفة سواء منها الحكومية أو المستقلة .