الاثنين، 20 أغسطس 2012

تبسيط التداولية من أفعال اللغة إلى بلاغة الخطاب السياسي

 

تبسيط التداولية من أفعال اللغة إلى بلاغة الخطاب السياسي

 
   tbsit altdaouliah mn a'fa'al allghah ila blaghah alkhtab alsyasi

 الدكتور بهاء الدين محمد مزيد


 كتاب 'تبسيط التداوليَّة: من أفعال اللغة لبلاغة الخطاب السياسي' لـ'الدكتور بهاء الدين محمد مزيد' أستاذ اللغويات والترجمة بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة الإمارات العربية المتحدة.
يقع الكتاب في 188 صفحة من القطع الكبير. تصميم الغلاف: إسلام الشماع.
يهدف الكتاب إلى تبسيط التداولية اللغوية Linguistic Pragmatics للقارئ العربي، وتقديم بعض مفاهيمها ونماذجها وقواعدها وأدواتها القابلة للممارسة والتطبيق. ويتضمن الموضوعات الكبرى في التداوليّة، وما يتصل بها من تحليل الخطاب على وجه العموم، وتحليل الخطاب السياسي على وجه الخصوص.
ينطلق الكتاب من كتابات Austin أوستن (1962)، Grice جرايس (1975)، Searle سيرل (1975)، Lako ليكوف (1973)، Leech ليتش (1983)، Halliday هاليداي (1985)، وغيرهم، ودراسات الخطاب عند دي بوجراند De Beaugrande، وفان دايك van Dijk، والتحليل النقدي للخطاب، وتحليل الخطاب السياسي عند الأخير وعند بول تشيلتون Chilton وشيفنر Schaner، وغيرهم، لكنّه لا يتوقف عندها، فيما يغفل المناقشات الفلسفية، وتفاصيل التفاصيل، والانتقادات، والانتقادات المضادّة، والتفريعات، وجدل المصطلحات، وقضايا الحدود بين التخصّصات، والنظريات والاتجاهات اللغوية، لأن هذا له مقامات أخرى.
يبدأ التبسيط بسؤالين: 'ما هي التداوليّة؟' و'كيف تطوَّرت؟' وتشمل هذه البداية الموجزة تعريف التداوليّة، وترجمتها، ونبذة عن جذورها وخلفياتها. يتبع ذلك الكلام عن السياق، خصوصًا ذلك التصوّر الذي قدمه دل هايمز، ثمّ النحو الوظيفي وأطروحات هاليداي، وتصنيفه وظائف الّلغة وأفعالها، ثمّ المبدأ التعاوني لبول جرايس، وهو الأساس الذي قامت عليه نظريات الكياسة واللياقة، وأمثلة لتوظيفه توظيفاً ذكيّاً في النثر العربي، ثمّ التضمين وما يرتبط به من الافتراض المسبّق والمعلوم من التلفّظ أو الجملة بالضرورة، وجميعها تتّصل اتصالاً وثيقاً بهذا المبدأ، وتفسّر كثيراً من انتهاكاته لتحقيق غايات بلاغية، ثم نظرية أفعال الّلغة في فصل 'ماذا نفعل بالكلمات؟'، وهو فصل تأسيسيّ مهم تنطلق منه جملة مفاهيم تداولية، ثمّ التأدُّب والكياسة والنظريّات المهمّة في هذا الصدد لليكوف وليتش وبراون وليفنسون، ثم الإشــارة التي تتجاوز ما نعرف من أسماء الإشارة إلى الإشارة الاجتماعية والخطابيّة والزمنيّة والوجدانيّة، تتبعها نبذة عن التداوليّة العامّة التي طوّرها هابرماس، وتسعى إلى التوفيق بين النظريّة والتطبيق، ثمّ تحليل الخطاب ولغويات النص، وما يرتبط بهما من دراسة السبك والحبك وشروط النصيّة، ثمّ التحليل النقدي للخطاب ومفاهيمه، ومنطلقاته، وأدواته، ثمّ تحليل الخطاب السياسيّ، وهو امتدادٌ مُهمّ لتحليل الخطاب التقليدي والنقدي. يلي ذلك تعريج على دراسات تحليل الخطاب (السياسي) في العالم العربي. وينتهي الكتاب بمجموعة من النصوص والتطبيقات لبعض ما ورد فيه من أدوات ومفاهيم.
وفي الكتاب عددٌ كبير من الاستطرادات ترد في نهاية كل فصلٍ من فصوله، بعضها استطرادات مُهمّة عن المفاهيم أو الأدوات أو الأطروحات التي يتناولها الكتاب، وبعضها أمثلة طريفة في مواضعها، وبعضها إشارات إلى البلاغة العربية بما يناسب المقام، وبعضها اقتباسات مهمّة ذات صلة بموضوعات الكتاب، أو تعليقات على ما فيه من مصطلحات، أو على مشكلات ترجمة التداوليّة في الثقافة العربيّة.
والمؤلف هو أستاذ اللغويات والترجمة، قسم اللغة الإنكليزية، كلية الآداب، جامعة سوهاج، مصر.
ونشرت له دراسات وكتب بالعربية والإنكليزية منها:
- تسييس الترجمة (ميونيخ)
- زمن الرواية العربية: مقدمات وإشكاليات وتطبيقات (الشارقة)
- خالتي صفية والدير بين واقعية التجريد وأسطورية التجسيد (الكويت)
- النزعة الإنسانية في الرواية العربية وبنات جنسها
 


 ****************************************************
 يهدف الكتاب إلى تبسيط التداولية اللغوية Linguistic Pragmatics للقارئ العربي، وتقديم بعض مفاهيمها ونماذجها وقواعدها وأدواتها القابلة للممارسة والتطبيق. ويتضمن الموضوعات الكبرى في التداوليّة، وما يتصل بها من تحليل الخطاب على وجه العموم، وتحليل الخطاب السياسي على وجه الخصوص.
ينطلق الكتاب من كتابات Austin أوستن (1962)، Grice جرايس (1975)، Searle سيرل (1975)، Lakoff ليكوف (1973)، Leech ليتش (1983)، Halliday هاليداي (1985)، وغيرهم، ودراسات الخطاب عند دي بوجراند De Beaugrande، وفان دايك van Dijk، والتحليل النقدي للخطاب، وتحليل الخطاب السياسي عند الأخير وعند بول تشيلتون Chilton وشيفنر Schaffner، وغيرهم، لكنّه لا يتوقف عندها، فيما يغفل المناقشات الفلسفية، وتفاصيل التفاصيل، والانتقادات، والانتقادات المضادّة، والتفريعات، وجدل المصطلحات، وقضايا الحدود بين التخصّصات، والنظريات والاتجاهات اللغوية، لأن هذا له مقامات أخرى.

يبدأ التبسيط بسؤالين: "ما هي التداوليّة؟" و"كيف تطوَّرت؟" وتشمل هذه البداية الموجزة تعريف التداوليّة، وترجمتها، ونبذة عن جذورها وخلفياتها. يتبع ذلك الكلام عن السياق، خصوصًا ذلك التصوّر الذي قدمه دل هايمز، ثمّ النحو الوظيفي وأطروحات هاليداي، وتصنيفه وظائف الّلغة وأفعالها، ثمّ المبدأ التعاوني لبول جرايس، وهو الأساس الذي قامت عليه نظريات الكياسة واللياقة، وأمثلة لتوظيفه توظيفاً ذكيّاً في النثر العربي، ثمّ التضمين وما يرتبط به من الافتراض المسبّق والمعلوم من التلفّظ أو الجملة بالضرورة، وجميعها تتّصل اتصالاً وثيقاً بهذا المبدأ، وتفسّر كثيراً من انتهاكاته لتحقيق غايات بلاغية، ثم نظرية أفعال الّلغة في فصل "ماذا نفعل بالكلمات؟"، وهو فصل تأسيسيّ مهم تنطلق منه جملة مفاهيم تداولية، ثمّ التأدُّب والكياسة والنظريّات المهمّة في هذا الصدد لليكوف وليتش وبراون وليفنسون، ثم الإشــارة التي تتجاوز ما نعرف من أسماء الإشارة إلى الإشارة الاجتماعية والخطابيّة والزمنيّة والوجدانيّة، تتبعها نبذة عن التداوليّة العامّة التي طوّرها هابرماس، وتسعى إلى التوفيق بين النظريّة والتطبيق، ثمّ تحليل الخطاب ولغويات النص، وما يرتبط بهما من دراسة السبك والحبك وشروط النصيّة، ثمّ التحليل النقدي للخطاب ومفاهيمه، ومنطلقاته، وأدواته، ثمّ تحليل الخطاب السياسيّ، وهو امتدادٌ مُهمّ لتحليل الخطاب التقليدي والنقدي. يلي ذلك تعريج على دراسات تحليل الخطاب (السياسي) في العالم العربي. وينتهي الكتاب بمجموعة من النصوص والتطبيقات لبعض ما ورد فيه من أدوات ومفاهيم.
وفي الكتاب عددٌ كبير من الاستطرادات ترد في نهاية كل فصلٍ من فصوله، بعضها استطرادات مُهمّة عن المفاهيم أو الأدوات أو الأطروحات التي يتناولها الكتاب، وبعضها أمثلة طريفة في مواضعها، وبعضها إشارات إلى البلاغة العربية بما يناسب المقام، وبعضها اقتباسات مهمّة ذات صلة بموضوعات الكتاب، أو تعليقات على ما فيه من مصطلحات، أو على مشكلات ترجمة التداوليّة في الثقافة العربيّة.

******************************


 

الاثنين، 13 أغسطس 2012

مفهوم التواصل

مفهوم التواصل


مدخل عام: أضحى التواصل في الآونة الأخيرة من المجالات التى أصبحت تكتسي أهمية قصوى نظرا لاكتساحه كل مظاهر الحياة الإنسانية عبر اللغات المنطوقة :و الإيماءات و الحركات و الطقوس و العادات و الرموز و الصور،و غيرها من الأشكال المتجددة .
و هو بذلك يشكل اليوم (فلسفة العلوم الحديثة): وهو الموقع الذي كانت الفلسفة تشغله قديما باعتبارها أم العلوم.
إن التواصل وبهذا المعنى أصبح الإطار الأساسي للعلوم الحديثة و خصوصا مع التطورات التي عرفتها هاته العلوم ،من خلال الثورة التكنولوجية و الطفرات العلمية في علوم الحياة و الأرض و الإنسان حتى أصبحنا بحق نعيش في قرية صغيرة حيث تندثر و تنمحي المسافات و يتقلص الزمن و غدا الإنسان بدوره مندمجا في حلقات اتصالية و تواصلية لا نهائية ، وذلك بفضل الشبكة العنكبوتية و الأقمر الإصطناعية التي غزت الفضاء الرحب.
ومن هنا يتحدد دور الإنسان بكونه دورا تواصليا بامتياز من حيث ارتباطه بنسق من العلاقات المتشابكة و المعقدة التي أفرزتها متغيرات الواقع المعيش بكل تحولاته الجديدة.
يعتبر التواصل تقنية إجرائية أساسية في فهم التفاعلات البشرية و تفسير النصوص و الخبرات الإعلامية و كل طرائق الإتصال و الإرسال و بالتالي يمكن الجزم بالقول أن التواصل أصبح علما قائما بذاته له تقنياته و مقوماته الخاصة و أساليبه و أشكاله المحددة له.و هو في الآن نفسه بمثابة المعين و الوعاء المتسع الذي تستقي منه باقي العلوم و الفنون التقنيات و الوسائل من أجل أجرأة أهدافها و تحقيق غاياتها التي رسمتها.
و كباقي العلوم و المعارف فإن المجال التربوي بدوره أضحى مجالا لايمكنه الإستغناء عن خدمات التواصل ليأخذ منه ما يتم به تحقيق أهدافه و نتائجه الإيجابية من أجل تسهيل عملية تبادل المعارف و تنمية العلاقات التواصلية على المستويات المعرفية و الوجدانية و الحسحركيةو تمتين العلاقات التشاركية سواء على مستوى المحيط التربوي في المؤسسة و الفصل الدراسي.هذا ما سأحاول دراسته من خلال هذا البحث المتواضع حول التواصل التربوي لتعرف مفهوم التواصل و أنواعه و مقوماته و أساليبه و ذلك من أجل تسليط الضوء على هذا المفهوم الجديد في حقول المعرفة الإنسانية،بهدف الرفع من الإنتاجية و المردودية في الفعل التربوي.
فما مفهوم التواصل لغة و اصطلاحا ؟و ماهي أنواعه؟و ما هي مقومات التواصل التربوي و تقنياته و أساليبه؟









مفهوم التواصل لغة و اصطلاحا:
مفهوم التواصل لغة: التواصل لغة من الاقتران و الاتصال و الصلة و الالتئام و الجمع و الإبلاغ و
Communicationو الإعلام، و أصل كلمة التواصل في اللغة الأجنبية
التي تعني إقامة علاقة تراسل و ترابط وإرسال و تبادل و إخبار و إعلام.
نستنتج مما سبق أن هناك تشابها في الدلالة و المعنى.
مفهوم التواصل اصطلاحا:
يدل مفهوم التواصل في الاصطلاح على عملية نقل الأفكار و التجارب و تبادل
الخبرات و المعارف و المشاعر بين الذوات و الأفراد و الجماعات ،و يتأسس التواصل على عناصر هي بمثابة أركان ضرورية حتى يتم وهي المرسل و المتلقي و الشفرة،حيث يتفق في تسنينها كل من المرسل و المستقبل و الرسالة .
التواصل بأنه:"الميكانيزم الذي Charles cooleyو يعرف شارل كولي بواسطته توجد العلاقات و تتطور، إنه يتضمن كل ر موز الذهن مع وسائل تبليغها عبر المجال و تعزيزها في الزمان ، و يتضمن أيضا تعابير الوجه و هيئات الجسم و الحركات و نبرة الصوت و الكلمات و الكتابات و المطبوعات و القطارات و التلغراف و التلفون و كل ما يشمله آخر ما تم في الاكتشافات في
المكان و الزمان."
يتضمن لنا من خلال هذا التعريف أن التواصل هو جوهر العلاقات الإنسانية و محقق تطورها. و هناك من يزيد في تعريف التواصل بأنه:"تبادل المعلومات و الرسائل اللغوية و غير اللغوية سواء أكان هذا التبادل قصديا أم غير قصدي، بين الأفراد و الجماعات . وبالتالي لا يقتصر التواصل على ماهو ذهني معرفي ،بل يتعداه إلى ما هو وجداني و ما هو حسحركي و آلي ، فهو بذلك تبادل للأفكار و الأحاسيس و الرسائل التي قد تفهم و قد لا تفهم بنفس الطريقة من طرف كل الأفراد المتواجدين في و ضعية تواصلية و هذا ما سوف أدرسه في المباحث اللاحقة من هذا البحث المتواضع.
وظائف التواصل:
للتواصل وظيفتان أساسيتان: 1- وظيفة معرفية و تتمثل في نقل الأفكار و الرموز الذهنية و تبليغها و تبادل الخبرات بوأساليب لغوية و غير لغوية في الزمان و المكان المحددين من طرف المتواصلين
2- ووظيفة وجدانية تأثيرية تقوم على تمتين العلاقات الإنسانية و تفعيلها على مستوى اللفظي و غير اللفظي (الميم و البانتوميم)التعبير بواسطة تقنية الميم و هو التعبير عن المواقف و الأفكار بحركات ميمية أي بدون إصدار أصوات أي الفعل بدون كلام و البانتوميم و هي تقنية تستعمل في المسرح الصيني أي بواسطة تعابير الوجه.كما يمكن إجمال وظائف التواصل في ثلاث
Echange وظائف بارزة و هي: - التبادل
Transfert - التبليغ
Impact - التأثير
و يستند التواصل في سياقاته على التغذية الراجعة الفيدباك كتقنية في حالة

حدوث سوء الإستقبال أو الاستيعاب أو التشويش أو الانحراف عن مضمون و

غائية الرسالة.




مفهوم التواصل من المنظور الإسلامي:
يحيل مفهوم التواصل في المنظور الإسلامي على التفاعل الإيجابي النابع
من رغبة صادقة في خلق التفاهم مع الآخر و هو المنطلق للوصول إلى الحق باستعمال حواس التواصل .يقول الله تعالىSad( يآيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفواإن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير.)) يستفاد من خلال هذه الآية الكريمة تذكير الناس بوحدة أصلهم و هو ما يسهل عليهم عملية التواصل.و من دواعي التواصل :1- طبيعة الإنسان الاستخلافية في الأرض يقول الله تعالى(( و الله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا و جعل لكم السمع و الأبصار و الأفئدة لعلكم تشكرون.))
2- طبيعة و حاجيات الإنسان الإجتماعية: و تتمثل في حاجاته للشعور بتقدير الآخرين له و تعبيره عن تقديره لهم.فهناك عملية تفاعل.
و للتواصل قيم و ضوابط تحدد معناه و هدفه فماهي قيم التواصل و ضوابطه؟
قيم التواصل و ضوابطه:
ليحقق التواصل أهدافه ينبغي أن ينضبط بقيم شرعية توجه النوايا وهي ثلاثة أقسام: 1- قيم تحكم المتواصل : و تشمل إخلاص النية لله عز و جل وحسن الظن به. 2- قيم تحكم مقصد المتواصل: أي ينبغي أن تكون للمتواصل مقصدية مثل التعارف من أجل نشر قيم الخير و السلم بين الناس.
3- قيم تحكم فعل المتواصل:و تشمل الصدق و الأمانة و التواضع
و الرفق بالآخرين و الخضوع للحق.
ومن ضوابط التواصل: ضوابط التبليغ و الإرسال: و أهمها حسن البيان و الرفق بالمخاطب يقول الرسول صلى الله عليه و سلم:" إن الله رفيق يحب الرفق."
ضوابط التلقي و الإستقبال:و أهمها حسن الإنصات والإقبال على المخاطب و عدم مقاطعته.
أنواع التواصل: يرتبط التواصل بنيويا بعدة حقول معرفية منها علم التدبير و
،و علوم الإعلام و Marketingالتسيير و العلاقات العامة، وعلم التسويق
و الاتصال و الفلسفة و السيميولوجياو بالبيداغوجيا و الديداكتيك في المجال التربوي.و سوف أعرج على بعض الأنواع على سبيل الأستئناس على أن يكون
موضوع هذه الدراسة منكبا على التواصل التربوي البيداغوجي و سأقتصر على دراسة الأنواع التالية: 1- النوع الأول:التواصل من المنظور اللساني، يذهب
مجموعة من الباحثين اللسانيين و على رأسهم فرديناند دوسوسير إلى أن اللغة وظيفتها التواصل، فهو يرى في كتابه"محاضرات في اللسانيات العامة" أن اللغة
نسق من العلامات و الإشارات هدفها التواصل أثناء الدال و المدلول بنيويا أو تقاطع الصورة السمعية مع المفهوم الذهني. وهو نفس ماذهب إليه ابن جني في كتابه"الخصائص" عندما عرف اللغة بأنها "أصوات يعبر بها قوم عن أغراضهم"
اللغة بانها عبارة عن تمفصلAndrè martinet و يعرف أندري مارتيني

مزدوج فهي تتكون من المونيمات (الكلمات)و هي بدورها تنقسم إلى فونيمات
(اصوات) و مورفيمات (مقاطع صرفية) لكن الأصواتلا يمكن تقسيمها لأن الصوت كل لايتجزأ .و إذا جمعنا الفونيمات مع بعضها البعض كونا المونيمات
و إذا جمعنا المونيمات أي الكلمات كونا جملا و الجمل مع بعضها تعطينا الفقرات ن و الفقرات تعطينا النص و هو ما يسمى أخيرا ب اللغة التي بها نتواصل.2 النوع الثاني: التواصل من المنظور الفلسفي: في المنظور الفلسفي
هناك عدة آراء بخصوص التواصل من بينها آراء الفيلسوف الالماني هيجل
الذي ذهب إلى أن العلاقة بين الأنا و الغير هي علاقة سلبية قائمة على الصراع الجدلي و هذا يتضح من خلال نظريته المسماة بجدلية السيد و العبد.
أما جان بول سارتر فيرى أن الغير ممر و وسيط ضروري للأنا إلا أن الغير
جحيم لايطاق لأنه يشيئ الذات لهذا يدعو سارتر إلى التعامل مع الغير بحذر و ترقب و عدوان و هذا يتضح من خلال قولته المشهورة أنا و الآخرون إلى الجحيم. وأما ميرلوبونتي فيعتبر أن العلاقة بين الأنا و الغير هي علاقة إيجابية قائمة على الاحترام و التقدير و التعاون و التواصل و أساس هذا التواصل اللغة.و للإشارة فإن المجتمعات الغربية تتصرف وفق آراء منظريها لذا وجب
التعرف على هذه النظريات حتى نتعرف مع من نتواصل.
3- النوع الثالث:التواصل من المنظور الإعلامي: يقوم هذا التواصل على توظيف تقنيات الإعلام و التواصل كالحاسوب و الانترنت و خطوة الإرسال و جطوة الإغلاق.أي أن هذا النموذج من الاتصال يستند إلى ثلاث مراحل أساسية و هي الشروع في الاتصال و التشغيل و إيقاف التشغيل.
مفهوم المقاربة و الطريقة و التقنية:يرتبط مصطلح المقاربة بمصطلحي طريقة و تقنية و للتمييز بينهما فالمقاربة تعنى بنظريات مختلفة تتعلق بطبيعة الموضوع المدروس مثلا اللغة كيفية تعلمها و تعليمها.و تهتم الطريقة ب الخطط المتنوعة في تدريس اللغة أي ما يخص مسألة المناهج بينما تستعمل التقنية أنواعا مختلفة من أنشطة القسم التي تدعم الدرس مثل : الألعاب و لعب الأدوار و حل المشكلات و غيرها من تقنيات التنشيط التربوي.



التواصل التربويSad البيداغوجي)
مفهوم التواصل التربوي:
التواصل التربوي هو العملية التي يتم من خلالها تجاوب و تفاهم بين المدرس و المتعلم فيستطيع الاول نقل معرفة أو مهارة أو استراتيجية معينة معتمدا على الترميز المناسب للقدرات الاستيعابية لدى المتعلم و مراعيا القناة الملائمة لتبليغ الرسالة .و يرتكز التواصل التربوي على مجموعة عناصر أساسية بهدف إحداث انسجام و تلاؤم بين المدرس و المتعلم.
عناصر التواصل التربوي و مكوناته:
ويمكن تحديد هذه العناصر فيمايلي:- المرسل وهو( المدرس)، و المتلقي(التلميذ)، و الرسالة(المادة الدراسية)، و القناة (التفاعلات اللفظية و غير اللفظية)، والوسائل الديداكتيكية(البرنامج الدراسي و المنهاج الدراسي ووسائل الإيضاح و الوسائل السمعية البصرية)و المدخلات(الكفايات و الأهداف)
و المخرجات(التي هي تقويم المدخلات و الفيدباك أي التغذية الراجعةأو الدعم)

و السياق(المكان و الزمان و الوحدات الدراسية و الإيقاعات المدرسية).

و يمكن إجمال هذه العناصر في أربعة محاورو هي:
1_ المرسل: وهو المدرس
2_الستقبل: وهو التلميذ
3_ الرسالة: المادة الدراسية و ما يرتبط بها
4_السياق التواصلي:الفضاء الزمكاني.


مجالات التواصل التربوي:
تهدف عملية التواصل التربوي داخل الفصل الدراسي إلى تفعيل الحوار و تنشيط الدرس من خلال وضعيات تعلمية محددة و مدروسة و ترتكز على مجموعة من المبادئ مثل مبدأ التدرج و التكامل و ذلك من أجل تحقيق الكفايات
و الأهداف المرسومة، في المنهاج الدراسي.
و يعتبر التواصل التربوي المادة الدراسية بمثابة رسالة تربوية يعمل المدرس في إطارها نقل الخبرات و المهارات و القيم إلى المتعلم و العمل على ضبط طرائق التفاعل و التبادل و و تتمظهر هذه العملية عبر مجالات تواصلية وهي:
1 التواصل المعرفي: و هو الذي يهدف إلى نقل و استقبال المعلومات و هو تواصل يركز على الجوانب المعرفية و مراقيها. و المتمثلة في تعليم طرائق التركيب و التطبيق و الفهم و التحليل.و في هذا الإطار ثمة صنافة بيداغوجية في مجال المعرفي هي صنافة بلوم وتمثل المراقي التالية:المعرفة،الفهم،التطبيق،التحليل،التركيب،و التقييم.و في هذا المجال يتم اعتماد الأسلوب اللفظي بصفة اكبر من السلوك غير اللفظي، أي كل ما يتعلق باستعمال اللغة و كذا تقنيات التنشيط التربوي.غير اللفظية مثل مسرحة النصوص و اعتماد الإشارات و الإيماءات .
2-التواصل الوجداني:كما سبق ذكره في المباحث السابقة بأن من وظائف التواصل التأثير على المتلقي و ذلك بهدف إحداث تغيير في سلوك الآخر و تعتبر المدرسة السلوكية من أهم التيارات السيكولوجية التي ركزت على الوظيفة التأثيرية لأن التواصل حسب المنظور السلوكي يرتكز على مفهومي المثير و الإستجابة.و من ثم فإن للسلوك اللفظي و غير اللفظي تأثيرات شعورية تكون لها انعكاسات إيجابية مثل التعاون كما يمكن له أن يترك تأثيرات سلبية مثل التعارض و الصراع إلا أ، العمليات الإيجابية هي أقوى أثرا و أبقى من السلبية.
و يقصد بالتواصل الوجداني في المجال التربوي اكتساب الميول و الا تجاهات و قيم الخير و الحق و تقدير جهود الآخرين.
وتعتبر في هذا المجال صنافة كراتهول الأكثر شهرة فقد اهتم هذا الأخير بالمجال الوجداني و خصص له صنافة تتكون من خمس مستويات ذات صلة وثيقة بالمواقف و القيم و الإنفعالات و الأحاسيس و المواقف و الإتجاهات فكرية كانت أم خلقية و هذه المستويات هي: التقبل،الإستجابة، الحكم القيمي ، التنظيم، التمييز بواسطة قيمة ما أو منظومة من القيم.

3- التواصل الحسحركي: التواصل الحسحركي يتناول ما هو غير معرفي ووجداني و يتمظهر هذا النوع في إطار السبيرنطيقا الضبط الآلي،.ويرمي إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التي تعمل على تنمية المهارات الحركية و استعمال أعضاء الجسم في التعبير و من أهم الصنافات المعتمدة صنافة
التي وضعها صاحبها سنة1972،و تتكون من ست Harrow هاروو

مراقي و هي:الحركات الارتكاسية،الحركات الطبيعية الأساسية، الاستعدادات الادراكية، الصفات البدنية، المهارات الحركية لليد، التواصل غير اللفظي.







مقومات التواصل التربوي:
يقوم التواصل التربوي الفعال على التعليم التشاركي و التعلم الذاتي و كذ التعلم القائم على الحرية وتعلم الحياة من خلال الحياة و ياخذ هذا النوع من التواصل أشكالا متنوعة فهو يكون تواصلا تارة أفقيا و تارة عموديا و أخرى دائريا أو شبه دائري معتمدا في ذلك على مبدأ الحوار في إطار البيداغوجيا اللاتوجيهية و لبيداغوجيا الفارقية و البيداغوجيا الإبداعية.
و في هذا التواصل يأخذ المدرس صفة المرشد و الموجه ليتخلى عن التلقين و احتكار الكلام تاركا المتعلمين يتعلمون في وضعيات معتمدين على أنفسهم في إطار التعلم الذاتي ليصلوا إلى إيجاد الحلول الناجعة للمشكلات التي تعترضهم داخل و خارج الفصل الدراسي.
ولكي يكون التواصل فاعلا و فعالا على مستوى الكلام و الكتابة لابد من اعتماد أسلوب واضح و متين و متسق وفي نفس الوقت يكون مشوقا و مثيرا و مستفزا لفضول المتعلم، يحركه ذهنيا ووجدانيا و حركيا .هذا من جانب المدرس أما من جانب التلميذ الذي هو المتلقي لابد من تلافي كل أشكال العوائق الباتولوجية (المرضية)و التي تحول دون تحقيق تواصل مفيد ومن هذه الصعوبات : الضجيج و التشويش و التمركز على الذات و عدم الانتباه و اللامبالاة.
و حتى يتحقق هذا هناك تقنيات و أساليب متنوعة للتواصل التربوي فمنها التواصل الذي يصطلح عليه ب التواصل اللفظي أو التواصل اللساني و هو كل ما يتعلق باستخدام اللغة كأداة للتعبير و مايتعلق بها من تقنيات و قواعد تضبطها
و هناك التواصل غير اللفظي أو غير اللساني من استعمال للإيماءات و الإشارات و الحركات من أجل التواصل و التفاعل مع الغيرفردا أو جماعة.
تقـنيات التواصل التربوي و أساليبه:

التواصل اللفظي( اللساني):حتى يتم التواصل بطريقة ناجعة لابد من اعتماد تقنيات التواصل اللفظي اللساني و سمي باللساني نسبة إلى اللسان،فاللسان يعتبر الأداة الراقية التي استخدمها الإنسان للتواصل و تحديد رؤيته لنفسه و للآخرين،
و هو يعد حسب كثير من المفكرين مثل دوسوسير أساس انفصال الإنسان عن الحيوان.يرى دوسوسير في هذا الصدد:أن"اللسان نسق من العلامات المعبرة عن الأفكار ، وهو بذلك شبيه بأبجدية الصم-البكم، و بالطقوس الرمزية، و بأشكال الآداب و الإشارات العسكرية...إلخ، إلا أنه أرقى عنصر داخل هذه الطقوس."
فبواسطة اللسان يتم التواصل اللغوي في أرقى أشكاله معتمدا في ذلك على أصوات ومقاطع و كلمات و جمل و يتم كل ذلك عبر القناة الصوتية السمعية .
كما أن ما يميز اللسان عن الأنساق الأخرى هو توفره على بعدين :بعد دلالي
Sèmantique
،أما الأنساق الأخرى فلا تملك سوى بعد Sèmiotique و بعد سيميوطيقي
واحد هو البعد السيميوطيقي و للتوضيح أكثر فإنه لا يمكن مثلا التعبير عن الأشكال الأخرى إلا في ضوء آلية اللسان التأويلية.وللتمثيل لا يمكن أن نشرح لوحة زيتية بالألوان ، أو الصور بالصور،أو قطعة موسيقية بالأنغام، وإنما انطلاقا من نسق مؤول هو اللسان و العكس غير صحيح.


و في هذا الإطار سوف نتحدث عن مفهومين مرتبطين ب التواصل اللساني و هما القدرة اللغوية أو (الكفاية اللغوية) و القدرة التواصلية أو(الكفاية التواصلية)
فما هو الفرق بينهما؟
الفرق بين القدرة اللغوية والقدرة التواصلية:
يعرف العالم الألسني "تشومسكي"صاحب النظرية التوليدية يعرف الكفاية اللغويةبقوله:"يشير مصطلح الكفاية اللغوية إلى قدرة المتكلم/ المستمع المثالي على أن يجمع بين الأصوات اللغوية و بين المعاني ن في تناسق وثيق مع قواعد لغته...فمن الواضح جدا أن للجمل معنى خاص تحدده القاعدة اللغوية ، وأن كل من يملك لغة معينة قد اكتسب في ذاته ، و بصورة ما، تنظيم قواعد تحدد الشكل الصوتي للجملة و محتواها الدلالي الخاص، فهذا الإنسان قد طور في ذاته ما نسميه بالكفاية اللغوية الخاصة."
يتبين من خلال هذا التعريف أن الكفاية اللغوية مرتبطة باستخدام اللغة كأداء كلامي مرتبط بقواعد محددة و مضبوطة.
أما الكفاية التواصلية أو ما يصطلح عليه عن اللسانيين بالقدرة التواصلية فإن مفهوم القدرة التواصلية حسب هايمز لا يقتصر على معرفة النسق اللغوي ، و إنما يتجاوز ذلك على معرفة كيفية استعمال اللغة في السياق الإجتماعي.
وحسب وداوسن فمفهوم القدرة التواصلية مفهوم يشمل كل الطاقات اللغوية و لا
تمثل القدرة النحوية إلا مكونا من مكوناتها.و سوف نعرض لمكونات القدرة التواصلية حسب ما اقترحه بعض الباحثين و المتضمنة لثلاث قدرات وهي :
1- قدرة نحوية: وهي معرفة نحو ومعجم و دلالات لغة ما
2- قدرة سوسيولسانية:و هي معرفة العلاقات بين اللغة و سياقها غير اللساني أي معرفة كيف تستعمل و تستجيب لأنواع مختلفة من أفعال الكلام.
3- قدرة استراتيجية: و تسمى أيضا استراتيجيات التواصل اللغوي و غير اللغوي التي يمكن أن تعوض الضعف في ميادين أخرى.نخلص إذن مما سبق أن القدرة اللغوية هي جزء لا يتجزأ من القدرة التواصلية.
التواصل غير اللفظي أو غير اللساني:
إذا كان اللسان هو الأداة الأكثر استخداما من طرف الإنسان للتواصل و التمثيل و تحديد رؤيته لنفسه و للآخرين، وهو أساس انفصال الإنسان عن الحيوان باعتبا القولة المشهورة عند المناطقة فإنه لايشكل نظام الدلالة الوحيد و الوسيلة الفريدة للإتصال.إذ نجد أنفسنا محاطين بأنظمة اجتماعية دلالية غير لسانية متنوعة لا تخضع لسلطة اللسان.تقول في هذا الصدد الباحثة في علم التواصلجوليا كريستيفا"إن الحركات و الإشارات المرئية المؤلفة و كذ الرسم و الصورة الفوتوغرافية و السينما و الفن التشكيلي تعتبر لغات من حيث أنها تنقل رسالة من مرسل إلى متلق من خلال استعمال شفرة نوعية، و ذلك دون أن تخضع لقواعد بناء اللغة الكلامية كما يقننها النحو."
نستنتج من خلال هذا التعريف للتواصل غير اللساني أنه ينبني على مجموعة من الأنساق التعبيرية المتنوعة و من بين هذه الأنساق نذكر مايلي:
" وهي أوضاع الجسمKinèsique1- حركة الجسم أو ما يسمى الكينيسية"

ومعناها التعبير بالإشارات و تعابير الوجه و تعابير أخرى.و كما هو معلوم من
الممارسات التربوية داخل الفصول الدراسية.أن كل مدرس يوظف في قسمه أنواعا من الحركات ، وكل حركة لها دلالتها و لها تأثيرها في عملية التواصل
، و في التاثير على المتلقي و من بين هذه الحركات هناك حركة تلويح اليدين و استخدام خطاب العيون في التأديب أو في التعبير لبيان الرضا عن تلميذ،إضافة إلى تاحركات التي تخص تنظيم القسم و حركات تتعلق بتنقلات المدرس داخل الفصل الدراسي،و الحركات الجانبية الزائدة و غير الوظيفية كلمس الثياب و لمس اللحية و اللعب ب الشوارب.كلها حركات وإن كنا لا نلتفت إليها إلا أن التلميذ يتتبع مدرسه في كل حركاته و قد يقلده فيها من باب حبه لمعلمه.
2- و من بين الأنساق الأخرى نجد الحركات المتعلقة بالزمان و المكان
" وقد حددها عالم الأنتروبولوجيا Proxemique أو ما يصطلح عليه ب:"
إدوارد هول في ثمان حالات وهي:المساحة،أو المسافة التي تفصل بين الأشخاص عند قيامهم ببعض الأفعال مثل اللمس بالإضافة إلى إيقاع السلوك مثل الهرولة نحو شخص عند مقابلته أو التأني .و من بين الأنساق أيضا نجد:
signes tactiles العلامات اللمسية
signes olfactifs العلامات الشمية

signes gustatifs العلامات الذوقية

signes visuel العلامات البصرية

signes auditif العلامات السمعية

و من بين الأنساق ايضا هناك الملصقات الإشهاريةأو المقاطع الإذاعية .
كما توجد أشياء خارجة عن جسم الإنسان و التي ينتجها هو نفسه كالثياب و الحلي و الزخارف و فنون الرسم و التشكيل .
و غيرها من العلامات و الاشكال التواصلية التي تخترق فضاءاتنا كل يوم و بأشكال متنوعة و متجددة.
ومن المعلوم أن المرء يتعلم :بواسطة الذوق1/، و بواسطة الشم3.5/، وبواسطة اللمس1.5/،و بواسطة السمع11/،
و بواسطة البصر83/.
ومن جهة أخرى فإنه يتذكر:10/مما يقرأه،و 20/مما يسمعه،و 30/مما يراه، و 50/مما يراه و يسمعه، و 20/مما يقوله و هو يفعل شيئا.

و بناء على ذلك فإن اعتبار عملية التواصل حصر على اللسان فقط معناه إغفال و تجاهل أنواعا أخرى من التواصل.
و يوجد في التراث العربي إشارات قوية لاهتمام الباحثين القدامى ب ألأنساق غير اللسانية و خاصة الإشارات و من بين هؤلاء الباحثين الللغوي و الأديب الجاحظ حيث يقول :" و الإشارة و اللفظ شريكان و نعم العون هي له ، و نعم الترجمان هي عنه، و ما أكثر ما تنوب عنه."من كتاب البيان و التبين.
و هذا يظهر جليا في أشعار بعضهم يقول أحدهم :
أشارت بطرف العين خيفة أهلها *** إشارة مذعور و لم تتكلــم
فأيقنت أن الطرف قد قال مرحبا *** و أهلا و سهلا بالكريم المتيم

و بذلك ضربت الأمثال في الثقافة العربية بطريقة التواصل بالعين فسار المثل المشهور(رب إشارة أبلغ من عبارة).















خاتمة:

من خلال هذه الدراسة لموضوع، يعد موضوع الساعة لما له من أهمية في جميع حقول المعرفة ، فالتواصل اليوم أصبح بمثابة المحرك المعرفي و المعلوماتي بالنسبة للإنسان، فبحكم التطور المتسارع في مجالات العلم برمتها و الصبيب المتتابع للمعلومات أضحى التواصل لا غنى عنه.
و المجال التربوي بدوره أصبح في يعرف تجددا متسارع بحكم التحول الذي تعرفه باقي الميادين الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية ،فكان لزاما أن يساير مجال التربية و البيداغوجيا هذه التحولات .و بالتالي الإستعانة بتقنيات و بآليات التواصل التربوي هي الكفيلة بجعله في صلب هذه التحولات .
و حتى نتمكن كممارسين و فاعلين في المجال التربوي العمل و البحث عن أنجع وسائل التواصل التي عرفتها البحوث في هذا المجال حتى نسهم في الرفع من جودة الفعل التربوي ، و بالتالي الرفع من الحصيلة الدراسية للمتعلمين،و طبعا هذا لا يتأتى إلا بالأخذ بتقنيات التواصل التربوي اللفظي اللساني و التواصل غير اللفظي و غير اللساني. من خلال توظيفهما في العمل اليومي عبر مجموعة من الممارسات السلوكية البيداغوجية،من أجل تطوير قدرة المتعلم التواصلية و تفعيل مهاراته التعلمية ، وتحقيق طلاقته اللغوية.و بالتالي اكتساب القدرة اللغوية و القدرة التواصليةمعا.




لائحة المراجع

* القرآن الكريم
* كتاب اللغة و التواصل التربوي و الثقافي: مقاربة نفسية و تربوية تأليف مجموعة من الباحثين.

بعض مقالات الكتاب:*تعليم اللغة و تعلمها مقاربة تواصلية.ذ. بدر ابن الراضي

* التواصل اللفظي و غير اللفظي في المجال البيداغوجي و الديداكتيكي.د.جميل
حمداوي.

* أنظمة التواصل اللساني و غير اللساني.د.المصطفى عمراني

*المفيد في اللغة العربية دليل المدرس تأليف مجموعة من الباحثين

* الخصائص لابن جني تحقيق محمد علي النجار.دار الهدى للطباعة و النشر
بيروت، لبنان،ط11، ج1، ص33

* البيان و التبين للجاحظ ،تحقيق عبد السلام محمد هارون ، الجزء1 دار الجيل بيروت ن ص 78-77

تحميل أعداد من مجلة : اثارنا اليوم




مجلة اثارنا اليوم – وزارة الدولة لشئون الاثار



مجلة اثارنا اليوم مجله ثقافية آثريه معلوماتيه ربع سنويه يصدرها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بالمجلس الاعلى للآثار . تهدف الى زيادة الوعى الثقافى بتراث مصرنا العزيزة بعصورها المختلفة تعميقا لهويتنا الثقافيه حيث تمد القارىء بشتى اشكال المعلومات التى يمتلكها المجلس الاعلى للآثار. وليتحقق التواصل بين القارىء وفريق العمل برجاء المشاركه بالرأى والتعليق مجله ثقافية آثريه معلوماتيه ربع سنويه يصدرها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بالمجلس الاعلى للآثار . تهدف الى زيادة الوعى الثقافى بتراث مصرنا العزيزة بعصورها المختلفة تعميقا لهويتنا الثقافيه حيث تمد القارىء بشتى اشكال المعلومات التى يمتلكها المجلس الاعلى للآثار.


العدد الاول

http://www.mediafire.com/?gmiytnn5jom


العدد الثانى

http://www.mediafire.com/?wyujbmmnmnz


العدد الثالث

http://www.mediafire.com/?4jzmmgytnij


العدد الرابع

http://www.mediafire.com/?f6nyaay3qaxs4v7


العدد السادس

http://www.mediafire.com/?6vee3ea959m13pv


العدد السابع

http://www.mediafire.com/?10tdl3jt4ds964k

العدد التاسع

http://www.mediafire.com/?r330uat946wrac7

خصائص وأبعاد العملية التواصلية

خصائص وأبعاد العملية التواصلية

عبد القادر بن عسلة,

من خلال كل ما سبق يمكن أن نستخلص المبادئ العامة التي تقوم عليها العملية التواصلية والخصائص التي تتميز بها على بقية طرق الاتصال الأخرى ، ويمكن حصر هذه المميزات في ما يأتي :
1 ـ البعد الإنساني :

يعد التواصل (( جوهر العلاقات الإنسانية ، فالتواصل والعلاقات الإنسانية لا يمكن أن ينفصلا إلا اصطناعيا ، إذ أنهما على مستوى الوجود ومعطيات المعيش الفعلية لا يمثلان سوى شيء واحد )) (1) ، بمعنى إذا كان التواصل هو الممارسة الفعلية للغة في الواقع ، فإنه لا يمكن أن يكون في مثل هذه الحالة إلا إنسانيا ، لأن اللغة وممارستها تقتصر على الإنسان دون بقية المخلوقات وهي التي تحقق إنسانيته ووجوده .
2 ـ البعد العقلي والفكري :
ما دامت اللغة ظاهرة إنسانية فهي بالضرورة مرتبط بالعقل لأنها (( ليست أداة إنها عقل ، وهي مقر المعنى ، وما يحصل فيه ، وبه التواصل الإنساني والتفاعلي فهي غاية ، ولهذا السبب يدعو هابرماس إلى أخلاقيات التواصل : Ethique de la communication ، كأحد مقومات الحداثة
والفكر العقلاني الإنساني )) (2) ، وعليه فلا يمكن أن نعزل العملية التواصلية عن العقل أو الفكـرفهما دوما في الرسالة ، المضمون ، اللغة ، الترميز ، الإرسال ، الوسائل ، الاستقبال ، تفكيك الرسالة ، الإدراك والاستجابة ، فالعملية التواصلية إذاً عملية فكرية تتضمن فكرة يراد إيصالها إلى المتلقي وترمي إلى تحقيق هدف أو مجموعة من الأهداف .
3 ـ البعد اللغوي :
إن سبل وطرق الاتصال والتواصل عديدة ومتنوعة إلا أن اللغة وهي خاصية إنسانية محضة تعد أرقى وأنجع وسيلة للتواصل ، ولا يمكن أن يخرج البعد اللغوي في العملية التواصلية عن أحـد الشكلين المكتوب والمنطوق ، وكلاهما يقوم على (( ثلاثة مكونات أساسية ، وهي :
1 ـ مكون لساني : يتجلى في اكتساب المتعلم للنماذج الصوتية والمعجمية والنصية الخاصة بنظام اللغة : Linguistique .
2 ـ مكون مقالي : يتجلى في اكتساب المتعلم القدرة على توظيف مستويات مختلفة من الخطاب وفق وضعيات التواصل Discursif .
3 ـ مكون مرجعي : يكمن في إدراك المتعلم الضوابط والمعايير التي تحكم التفاعل الاجتماعي بين أفراد وحسب ثقافتهم : Referenciel .)) (3)
ليس المراد بالبعد اللغوي الإحاطة بمفردات اللغة أو معرفة قواعدها أو أي جانب من جوانبها ، وإنما يراد به كما سبقت الإشارة القدرة أو الكفاءة التواصلية وهي (( القدرات التي يستطيع بواسطتها شخص أن يدخل في سيرورة تواصلية مع الآخرين ، فإنها لا تقوم على القدرة اللسانية وحدها ، أي القدرة على تكوين جمل صحيحة لغويا ، بل إنها تأخذ بعين الاعتبار قدرات لسانية تتدخل في سيرورة التواصل وترتبط باستعمال اللغة أكثر مما ترتبط بنسق نحوي شكلي .......
وقد فكك كنال وسوام : Canal et Swam هذه القدرة إلى ثلاثة مكونات أساسية توضح المتغيرات الأخرى التي تتدخل في القدرة التواصلية إلى جانب القدرة النحوية ، وهي :
1 ـ قدرة نحوية : ترتبط بمعرفة المتلعم ببنيات اللغة .
2 ـ قدرة سوسيولسانية : تتجلى في معرفة المتعلم بما هو مقبول عند الاستعمال للغة من طرف جماعة لغوية .
3 ـ قدرة استراتيجية : تتعلق باستعمال اللغة من أجل بلوغ أهداف معينة .)) (4)
4 ـ البعد الإفهامي :
لا يمكن أن نصف كل عملية تواصلية توفرت على الأبعاد الثلاثة السابقة بالتواصلية ، ما لم تتوفر على بعد رابع وهو الإفهام ، بمعنى أن تحقق الرسالة المتبادلة بين الملقي والمتلقي نسبة معينة من التفاهم والإفهام ، فإذا كانت الرسالة تحمل فكرة يراد تبليغها إلى الطرف الثاني ، فليس الهدف في التوصيل في حد ذاته ، وإنما في وراء التوصيل ، أي إن يفهم المتلقي الرسالة ويستوعبها بعد أن يستقبلها لأن (( الهدف من التفاهم هو الوصول إلى نوع من الاتفاق يؤدي إلى
العلاقات المشتركة بين الذوات وإلى التفهم المتبادل والثقة المتبادلة وإلى التقارب في النظرات والأراء )) (5) ، وفي حالة ما إذا لم تحقق العملية التواصلية شيئا من هذا القبيل ، فهي أولى أن تصنف ضمن الغوغاء التي لا طائل من ورائها.

ـ قائمة المصادر والمراجع ـ
(1) ـ معجم علوم التربية ، عبد اللطيف الفاربي وآخرون ـ ص : 44
(2) ـ فلسفة اللغة واللسانيات ، الدكتور نور الدين النيفر ـ ص : 117
(3) ـ معجم علوم التربية ، عبد اللطيف الفاربي وآخرون ـ ص : 44
(4) ـ معجم علوم التربية ، عبد اللطيف الفاربي وآخرون ـ ص : 44
(5) ـ فلسفة اللغة واللسانيات ، الدكتور نور الدين النيفر ـ ص : 113






المفكر اللساني الأستاذ الدكتور أحمد المتوكل

المفكر اللساني الأستاذ الدكتور أحمد المتوكل

ولد الدكتور أحمد المتوكل في الرباط، في أوائل سنوات الأربعين، ودرس في ثانوية مولاي يوسف بالرباط حيث حصل على البكالوريا، ثم انأحمد المتوكل 55.jpgتقل إلى الدراسة في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وآدابها، حيث حصل على الإجازة في الأدب واللغة الفرنسيين، ثم حضر دكتوراه السلك الثالث في اللغويات في نفس القسم، وكان موضوع رسالته عن (أفعال الإتجاه في اللغة الفرنسية) في إطار مقاربة سيميائية التي يرأسها في فرنسا غريماس، وبعد ذلك هيأ داخل القسم العربي شهادة في الأدب المقارن، ثم حضر دكتوراة الدولة في اللسانيات، وكان موضوع هذه الأطروحة التي أشرف عليها غريماس، (نظرية المعنى في الفكر اللغوي العربي القديم) وطبعت الأطروحة في المغرب باللغة الفرنسية، والآن يحضر طالب من طلبة كلية الآداب بالدار البيضاء عين الشق دكتوراه وطنية في ترجمة هذا الكتاب إلى اللغة العربية والتقديم له بدراسة عن آراء أحمد المتوكل في العلاقة بين القديم والحديث فيما يخص الدرس اللغوي.
ودرّس الدكتور أحمد المتوكل في كلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط في القسمين الفرنسي والعربي، وكان يدرس التداوليات، ثم تخصص في تدريس النحو الوظيفي خاصة مدرسة امستردام التي كان أول روادها الأستاذ سيمون ديك الهولندي.
له عدة مؤلفات في محورين اثنين: محور العلاقة بين الفكر اللغوي القديم والدرس اللغوي الحديث، والمحور الثاني وصف وتفسير ظواهر اللغة العربية من منظور نظرية النحو الوظيفي وإمكان توظيف هذه النظرية في مجالات أخرى غير مجال وصف اللغات، كما يسمى بالمجالات القطاعية، ونقصد بها ديداكتيك تعليم اللغات وتحليل النصوص على اختلاف أنماطها والاضطرابات اللغوية النفسية إلى غير ذلك من القطاعات.

مؤلفات أحمد المتوكل:

1- بالعربية:

(1977) قراءة جديدة لنظرية النظم عند الجرجاني.مجلة كلية الآداب، الرباط، عدد 1.
(1981) اقتراحات من الفكر اللغوي العربي القديم بوصف ظاهرة الاستلزام الحواري. كلية الآداب، الرباط، البحث اللساني والسيميائي.
(1985) الوظائف التداولية في اللغة العربية. الدار البيضاء: دار الثقافة.
(1986) دراسات في نحو اللغة العربية الوظيفي. الدار البيضاء: دار الثقافة.
(1987 أ) من البنية الحملية إلى البنية المكونية: الوظيفة المفعول في اللغة العربية. الدار البيضاء: دار الثقافة.
(1987 ب) من قضايا الرابط في اللغة العربية. الرباط: منشورات عكاظ.
(1988 أ) قضايا معجمية: المحمولات الفعلية المشتقة في اللغة العربية. الرباط: اتحاد الناشرين المغاربة.
(1988 ب) الجملة المركبة في اللغة العربية. الرباط: منشورات عكاظ.
(1989) اللسانيات الوظيفية: مدخل نظري. الرباط: منشورات عكاظ.
(1993 أ) الوظيفة والبنية: مقاربة وظيفية لبعض قضايا التركيب في اللغة العربية. الرباط: منشورات عكاظ.
(1993 ب) آفاق جديدة في نظرية النحو الوظيفي. الرباط: منشورات كلية الآداب.
(1995) قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية: البنية التحتية أو التمثيل الدلالي-التداولي. الرباط: دار الأمان.
(1996) قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية: بنية المكونات أو التمثيل الصرفي-التركيبي. الرباط: دار الأمان.
(2001) قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية: بنية الخطاب من الجملة إلى النص، الرباط: دار الأمان.
(2003) الوظيفية بين الكلية والنمطية. الرباط: دار الأمان.
(2005 أ) التركيبيات الوظيفية: قضايا ومقاربات. الرباط: دار الأمان.
(2005 ب) مفهوم الكفاية وتعليم اللغات. كلية الآداب، مكناس، سلسلة الندوات 15.
(2006) المنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي: الأصول والامتداد. الرباط: دار الأمان.
(2008) مسائل النحو العربي في قضايا النحو الوظيفي، دار الكتاب الجديد، بيروت لبنان.
(2010) الخطاب وخصائص اللغة العربية.. دراسة في المجال والبنية والنمط، الدار العربية للعلوم ناشرون بيروت، ومكتبة الأمان الرباط، ودار الاختلاف الجزائر

2- باللغات الأجنبية (الانجلزية والفرنسية):

1982 Réflexions sur la théorie de la signification dans la pensée linguistique arabe. Publications de la faculté des Lettres,
Rabat.
1984 Le focus en Arabe: vers une Analyse Fonctionnelle.
In: Lingua 64.
1985 Topic in Arabic: Towards a Functional Analysis.
In: Bolkestein et al (eds).
1991 a On Representing Implicated Illocutionary Force:
Grammar or Logic? WPFG 40.
1991 b Negative Constructions in Arabic: Towards a Functional Approach. In: K. Devenyi and T. Ivznyi. (eds) 3.4.
1993 Reflections on the layered underlying representation in Functional Grammar. University Mohamed V, Rabat.
1994 Term-to-phrase mapping rules: A case study from Arabic. In: Engberg-Pdersen. Falster Jakobsen and Schack. Rasmussen (eds).
1998 Benveniste’s Recit vs Discours dichotomy as discourse operator in Functional Grammar. In: M. Hannay and A. M. Bolkestein (eds).
1999 Exclamation in Functional Grammar: sentence type.
Illocution or modality ? WPFG no. 69.
2000 Reflections on the layered underlying representation in Functional Grammar. Casablanca: Afric-Orient.
2003 Préliminaires à une grammaire fonctionnelle de discours. In: Jadir M. (ed).
2004 a Discourse structure, the generalized parallelism hypothesis and the architecture of functional grammar. In: Madkenzie and Gomez-Gonzalez (eds).
2004 b Function independent morpho-syntax. In: Aertsen Henk, Mike Hannay and Rod Lyall (eds).
2005 Exclamation in Functional Grammar. In: Groot and Hengeveld (eds).
2006 Functional Grammar and Arabic. Encylopedia of the Arabic Language and Linguistic. Leiden: Brill Academic Publishers. Vol. II.
2007 Coordinative constructions in Arabic. Some aspects of morpho-syntax as an indicator of Interpersonal status. In: Advances in Functional Discourse Grammar.
Alfa special volume. Brazil.
2009 Exceptive constructions in Arabic. From Arabic Grammatical Tradition to Functional Discourse Grammar WPFG Special issue

التواصل التربوي ولسانيات الخطاب أحمد المتوكل نموذجا

التواصل التربوي ولسانيات الخطاب
أحمد المتوكل نموذجا
ذ:عبدالوهاب صديقي
طالب باحث في اللسانيات المعاصرة –أكادير
أستاذ مادة اللغة العربية – طانطان

يشكل موضوع التواصل التربوي ،موضوعا مهما في حقل البيداغوجيا ،وديداكتيك التعلم فإذا كان الميثاق
الوطني ،راهن في دعاماته على مدرسة وطنية منفتحة على محيطها ،مدرسة مواطنة يتشبع فيها المواطن المغربي بقيم الوطن ،ويعرف حقوقه ،ويؤدي واجباته .فإن هذا الرهان الأكبر يستدعي علاقات تواصلية بين مكونات العملية التربوية ،حتى نصبو إلى الجودة ،ومدرسة النجاح.
ولا تستوي العملية التعليمة التعلمية،إلا إذا استوى أركانها الثلاث :الأسرة والمتعلم والمدرس ، فكلما كانت العلاقة بين هذه العناصر جيدة ،كلما كان مستوى المتعلم جيدا .
وغني عن البيان ،أن الميثاق الوطني للتربية ولتكوين ، والمخطط الإستعجالي بعده راهنا على التواصل التربوي ،والشراكة التدبيرين لملف التربية والتكوين ، وما الانفتاح على المحيط الثقافي ،والاجتماعي للمدرسة ، والشراكة والمشروع التربوي إلا ترجمة لمضامين هذه الغاية التي ستساهم لا محالة في إنجاح مدرسة النجاح .
ولا بد لكل باحث في المجال التربوي وأي مجال فكري أن يحدد إطاره المفاهيمي ، الذي يمتح منه أفكاره
حتى لا يستنكح الدارس المتخصص القارئ شك أو تأويل أو سوء فهم .
فما مفهوم التواصل التربوي ؟ وكيف يتحقق ؟وما هي شروط نجاحه ؟وما هي عوائقه ؟وما مفهوم التواصل في اللسانيات الوظيفية ؟وكيف يمكن استثمار أفكار أحمد المتوكل في لسانيات الخطاب لعقد تواصلات تربوية ناجحة بين المتعلم والأسرة والمدرس؟

1- الإطار المفاهيمي:
تمتح هذه الدراسة مفاهيمها من نتائج الدراسات البيداغوجيا ،وديدكتيك التعلم ،مع الانفتاح على نتائج التي توفرها الوسائط التواصلية من قبيل التعلم المبرمج ،أوالتعلم عن بعد ،مع استثمار أفكار اللسانيات التواصلية لاسيما الوظيفة ،خصوصا ما أشار إليه جاكبسون ،ولسانيات الخطاب مع أحمد المتوكل .

1-1 – تعاريف:
ا-التواصل التربوي :كل أشكال وسيرورات ومظاهر العلاقات التواصلية بين مدرس والمتعلمين وبين المتعلمين أنفسهم.كما يتضمن المكان والزمان والوسائل التواصلية وهو يهدف إلى تبادل ونقل الخبرات والمعارف والتجارب والمواقف مثلما يهدف إلى التأثير في سلوك المتعلم .
فمن خلا ل هذا التعريف نستشف جليا ،أن التواصل وظيفة fonction ،بين ذاتين على الأقل ( متعلم ومدرس )تتأثر بالزمان والمكان ، أي بالسياق contexte المحيط بالعملية التواصلية ،وبالوسائل المعتمدة لإنجاح التواصل .
غير أن الأمر الذي لا خلاف عليه هو أن التواصل التربوي ، إنساني بطبعه،فهو علاقة حميمية مع المتعلم بالتالي فهي تستدعي فهم المتعلم وميولاته ، وظروفه النفسية والاجتماعية.
ب- الأسرة : يعرف علماء الاجتماع والأنتربولوجيون كا دركا يم وكلود ليفي شتراوس،الأسرة باعتبارها
"أصل المجتمع ،فالمجتمع مجموعة من الأفراد بينها علاقات فأصبحت مؤسسات" .
فالمدرس ابن المجتمع ، كان متعلما ،فلا بد أنه يتفهم الكثير من تصرفات المتعلم ،وقد يحسن استغلال تجربته في استقراء ظروف المتعلم ،ومحيطه .
وإن كان عنوان الدراسة مركزا على التواصل التربوي فلا ضير من الحديث وإن بعجالة عن الدراسات اللسانية التواصلية التي ركزت في دراساتها على التواصل ،والخطاب ووظائف الرسالة message،كجاكبسون ،وسيمون ديك ،وأحمد المتوكل .

2- اللسانيات المعاصرة التواصلية :
اللسانيات حقل معرفي لدراسة اللغات الطبيعية ،فمنذ ظهور مؤلف دوسوسير" محاضرات في اللسانيات العامة "،تكون اللسانيات قد دشنت خطوة جديدة لدراسة اللغة أوالخطاب /النص،وقد فرق سوسير بين الكلام كتحقق فردي للغة ،وبين اللسان كتحقق جماعي معياري للغة ،كما فرق بين الدال والمدلول والعلامة والرمز ...
وقد استثمر تلامذته بعده،أفكاره في إطار حلقة براغ ،وكوبنهاكن،خصوصا جاكبسون ،الذي تحدث عن اللغة كإرسالية تستهدف متلق ،وتحقق الوظائف الست منها التأثيرية ،والإنفعالية،والشعرية ،والتوجيهية،والتوكيدية والوظيفة فوق لغوية.
وقد استثمرت اللسانيات الوظيفية مع سيمون ديك ،وأحمد المتوكل،الكثير من أفكار سوسير وجاكبسون وغيرهم في التركيز على الوظيفة التواصلية للغة بامتياز .ويحتل النحو الوظيفي مكانة هامة في مقاربة قضايا التواصل والخطاب ،لاسيما ومقاربة قضايا اللغة العربية ،وإذا تتبعنا مشروع أحمد المتوكل الوظيفي نجده مرتبط باللغة العربية ارتباطا مهما معجما وتركيبا ودلالة .ويتبنى أحمد المتوكل الرؤية الائتلافية لدراسة آليات التواصل الجملية والنصية (المتوكل 2001)على اعتبار أن هناك تماثلا بين بنية الجملة والنص الخطاب .
والخطاب عند احمد المتوكل كل تجاوز للجملة كمجرد سلسلة لفظية تحكمها آليات الاتساق الشكلية إلى كل تعبير لغوي أيا كان حجمه أنتج في مقام معين.
ومعنى هذا أن الخطاب تعبير قد يكون شفويا أومكتوبا،
- الخطاب لابد له من مقام وسياق محيط به ،عملا بالقاعدة البلاغية لكل مقام مقال .
- غاية الخطاب هوتحقيق التواصل بين ذاتين ،على الأقل ونحن نتحدث عن التواصل التربوي بين مدرس ومتعلم ومادة دراسية .
ويتضمن مخزون المتكلم والمخاطب بحسب المتوكل (2001)المعارف الآتية:
- معارف مقامية :مشتقة من عناصر المقام الذي تتم فيه عملية التواصل ،ومنه فمقام التدريس ،ليس هو مقام الفلاحة بالتالي فإنجاح التواصل التربوي تقتضي مراعاة مقام المتعلم .
- معارف عامة : تتعلق بمدركات المتخاطبين على اعتبار أن لكل فرد مدركاته الخاصة ،فمعارف الأمي عن التكنولوجيا قليلة عكس الإعلامي أو المعلوماتي.. بالتالي فالتواصل تقتضي مراعاة الفوارق الصفية للمتعلمين .
-معارف سياقية : يوفرها للمتخاطبين ماتم إيراده في قطعة خطابية سابقة،وهذه المعارف يشترطها سياق التخاطب بين المتخاطبين.
وعلى اعتبار أن لكل خطاب تواصلي ،معارف مقامية ،ومعارف عامة ،ومعارف سياقية يمكن تصنيف الخطاب تبعا للمعايير التي يقترحها المتوكل إلى :
- غرض المخاطب إلى :خطاب سردي ،حجاجي ،ووصفي وتعليمي ،ترفيهي.
- نوع المشاركة إلى :خطاب ثنائي ،وخطاب جماعي ،وفردي (مونولوج )
- طريقة المشاركة في الخطاب إلى: مباشرة أي التباشر بين المتخاطبين في الخطاب مباشرة أو غير مباشرة كأن يكون الخطاب مكتوبا كالجريدة والكتاب
أو شبه مباشرة خطاب هاتفي ،أو خطاب تلفزي أو إذاعي ...
- نوع القناة إلى قناة مباشرة أو قناة مكتوبة غير مباشرة
- وجهه إلى خطاب موضوعي خاليا من تدخل ذات المتكلم وخطاب ذاتي تتدخل
الذات المنتجة للخطاب .
هكذا صنف أحمد المتوكل (2001)الخطاب إلى أنواع متعددة تبعا لمعايير متعددة ،مما يدل على شساعة الأنماط الخطابية،وتشعبها وتحاقلها لتحقيق غرض التواصل .
وإذا تتبعنا مؤلفات في معالجة قضايا اللغة العربية ،نجده يحصر الوظيفة الأساس للغة في ما يسميه"القدرة التواصلية "، فإذا كان تشومسكي يتحدث عن "القدرة "و"الانجاز" لدى متعلم اللغة الطبيعية ،فإن المتوكل(1995) ،يركز بالأساس على القدرة التواصلية ،فالذي يميز اللغة الطبيعية هي "اتاحتها التواصل بين مستعمليها" فإن كانت النصوص من حيث الوظيفة الأكثر بروزا (الوظيفة الشعرية مثلا) ،لكنها لا تخلو من الوظيفة التواصلية .
يمكن القول من خلال أفكار المتوكل أن الذي يميز اللغة هو تأديتها لوظيفة التواصل ،ولارتباط اللغة بالمجتمع ،
والذي يهم هنا ليس الاستعراض،والشرح بل التأكيد على إمكانية استثمار أفكار أحمد لعقد تواصلات تربوية صفية ناجحة تراعي شروط التواصل الناجح.
3-كيف يمكن استثمار أفكار لسانيات الخطاب لعقد تواصلات تربوية ناجحة داخل الفصل؟

3-1 – التواصل التربوي الناجح :
يحيلنا الحديث عن التواصل التربوي إلى الوسائل الديداكتيكية التي تجعل علاقة المدرس بالمتعلم علاقة ودية انسانية ،قوامها الحوار والمشاركة ،لا العنف والإقصاء ؛من رمــــــــوز وعلامات وحركة للجسد وهيئة الوجه ...التي تساعد المتعلم في الانخراط الإيجابي في بنــــاء تعلماته الذاتية ،وتقويمها ،بالتعبير عن آرائه دونما خجل أوحرج أونقص .بحيث يصــــــــبح المدرس إذ داك موجها ومنشطا،مستدرجا ، وموزعا للأدوار داخل الفصل ،ضامنا لتكافؤ الفرص بـــــــــين جميع المتعلمين ،ومراعيا لظروفهم النفسية والاجتماعية،ومساعدا إياهم على تجاوز صعوبات التعلم ؛هذا هو التواصل الناجح الذي ينفتح على ظروف المتعلم الوجدانية وتطلعاتهم ،ويضع تمثلاتهم في الحسبان، كنقطة انطلاق لبناء المعرفة .
ويساهم هذا النوع من التواصل التربوي الناجح :
- تشخيص المكتسبات القبلية للمتعلم
- تدليل الصعوبات أمام المتعلم لبناء معرفته بنفسه
- انخراط المتعلم ايجابيا في بناء المعرفة ،بعد استنفار موارده المدمجة (معارف –مواقف- مهارات )
- معرفة تمثلات المتعلم ،واستثمارها لبناء المعرفة .
ومعلوم أن هذا يقتضي مدرسا منشطا ،موجها ،كفء ، ملما بمهنة التدريس ،مكتسبا لكفايات التواصل .
وأعتقد أن استثمار اللسانيات الوظيفية ،لا سيما أفكار المتوكل(2001) لإنجاح الخطاب التربوي ،ممكنة شريطة مدرس ملم باللسانيات المعاصرة .
فلإنجاح التواصل التربوي باستثمار لسانيات أحمد المتوكل تستدعي:
- مراعاة المقام ؛فالمتعلم كذات وجدانية مقامها محدود بحدود مقام الطفولة وعالمها البسيط ؛وإن كل تجاوز لها بالتجريد يفشل التواصل داخل الفصل لأننا لم نراع المعارف المقامية .
- مراعاة مدركات المخاطًب ؛فمدركات متعلم السنوات الابتدائية،ليست هي مدركات متعلم السنوات الإعدادية أو التأهيلية ،وكثيرا ما يجنح السادة المدرسون إلى التجريد ، وهم يخاطبون متعلمي السنوات الابتدائية
والاعددية وحينما لا يجدون تجاوبا منهم يعزون ذلك إلى المتعلم ولكن الأصل هو أن مدركات المتعلم لم تراع فكيف نتظر منه تجاوبا ؟!
بالتالي فمراعاة المعارف العامة للمتعلمين شرط أساس لتحقق التواصل التربوي .
- مراعاة سياق المقام :شرط أساس لإنجاح التواصل ،فلا بد من مراعاة السياق الثقافي والاجتماعي،للمتعلمين، وهذا الشرط يستدعي من المدرس أن ينفتح على ثقافات المتعلمين وقيمها وعاداتهم ،وهذا ما يراهن الميثاق الوطني للتربية والتكوين ،والبرنامج الاستعجالي من بعده " المدرسة المنفتحة الوطنية " إنها مدرسة النجاح الجديدة التي ترمي في ما ترمي إليه الانفتاح على السياق السوسيوثقافي للمتعلم ،فكلما اقترب المدرس من ثقافة و مجتمع ولغة المتعلم ، كلما كان كسب المتعلم أسهل وكان التواصل التربوي أحسن،وساهم هذا الجو التشاركي المبني على الحوار في إكساب المتعلم للكفايات التي سيستثمرها المتعلم في واقعه من مواقف ومهارات ،لحل الوضعيات –المشاكل التي تصادفه.

ومما سلف ذكره يمكن الخلوص إلى عوائق التواصل الصفي ؛فعدم معرفة ظروف المتعلم الوجدانية وتطلعاته تعيق التواصل داخل الفصل علاوة على
عدم الاهتمام بتمثلات المتعلم تحسه بنقص قيمته ،مما يجعل انخراطه في العملية التعليمية التعلمية صعبا ،هذا بالإضافة إلى تأثر التواصل التربوي بحركة الوجه والجسد ؛فالتجهم يعيق التواصل ؛"فتبسمك في وجه أخيك صدقة ".كل هذه العوائق ممكن تجاوزها ؛بالانفتاح على محيط المتعلم ،
كما يساهم الاشراف التربوي والتكوين المستمر في تجاوز الكثير من هذه العراقيل.
وإن الانفتاح على مستجدات الحقل التربوي ،وأفكار اللسانيات المعاصرة لاسيما مؤلفات أحمد المتوكل ،ستقوي رصيد المدرس الثقافي وتجعله ينجح
في اكتساب الكفايات التواصلية ،وستجعل دوره التنشيطي ،التوجيهي يعرف طريقه لمدرسة النجاح الجديدة .
خاتمة :

وغير خاف على الدارس الملم بأغوار اللسانيات الوظيفية ،لا سيما مؤلفات أحمد المتوكل وغناها في معالجة قضايا اللغة العربية معجما ودلالة وتركيبا ،وكان الباحث مصطفى غلفان محق حينما وصف جهود المتوكل بأنها"تعكس روحا علمية تقوم على المناقشة والنقد البناء والأخذ بأورد الافتراضات والاقتراحات " .وإن استثمار أفكاره في الخطاب ممكنة لانجاح التواصل التربوي الصفي ،شريطة مراعاة المعارف التي أشار إليها أحمد المتوكل سلفا .







الهوامش:
1- أحمد المتوكل ،قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية ،بنية الخطاب من الجملة إلى النص ،ص10
2- نفسه ،ص 17
3- أحمد المتوكل ،قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية ،البنية التحتية أوالتمثيل الدلالي التداولي ،ص14
4- مصطفى غلفان ،اللسانيات العربية الحديثة ،ص 276.
المراجع المعتمدة :
أحمد المتوكل ،قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية ،بنية الخطاب من الجملة إلى النص،الطبعة الأولى 2001 ،دار الأمان الرباط .
أحمد المتوكل ،قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية البنية التحتية أو التمثيل الدلالي التداولي ،الطبعة الأولى 1995،دار الأمان الرباط .
مصطفى غلفان ،اللسانيات العربية الحديثة ،دراسة نقدية في المصادر والأسس النظرية والمنهجية ،جامعة الحسن الثاني –عين الشق ،كلية الآداب والعلوم الإنسانية سلسلة رسائل وأطروحات رقم 4 .
منير الحجوجي ،نظرية التعامل مع التلميذ من الإرسال الأحادي للمعرفة إلى العلاقة التربوية ،مجلة علوم التربية عدد 43،أبريل 2010.
جميل الحمداوي ، مقومات مدرسة النجاح في التعليم المغربي ، مجلة علوم التربية ،عدد 43 ،أبريل ،2010.
عبد الوهاب صديقي ،فصل المقال بين اللسانيات والنحو ، بحث لنيل الإجازة إشراف الدكتور حافظ اسماعيلي علوي ،موسم 2005/2006 ،جامعة ابن زهر أكادير

عناصر العملية التواصلية

عناصر العملية التواصلية :
يمكن أن نصنف العملية التواصلية إلى مجموعة من العناصر المرتبطة بينها،كما يقول" Devito .Joseph "إن عناصر عملية التواصل يقتضي بعضها البعض الآخر،حيث إن المتكلم مثلا لا يمكنه أن يقوم بذاته أو أن يرسل رسالته، ما لم يكن هناك متلق والعكس صحيح"( )،ولعل طبيعة البحث والتحليل تقتضي جرد العناصر المكونة لهذه العملية والقنوات التي تربط هذه العناصر، وخصوصيات كل عنصر على حدة، وقد حدد"Harold lasswell "أسئلة حول هذه العناصر المكونة للتواصل من قبيل:"من المتكلم؟ وما ذا يقول؟وبواسطة أية قناة؟ ومع من يتكلم؟وما هو الإثر المتروك ؟( )إذن فما هي هذه العناصر؟وماهي الإجراءات أو الإواليات التي يتخذها كل عنصر؟
1-1- المرسل( L’émetteur ou le destinateur) :
يعتبر المرسل الأساس في عملية التواصل،ويمكن أن يكون فردا (individu)،أو فردين فما فوق (groupe)،أو جهازا من الأجهزة الإلكترونية المعروفة في عالمنا اليوم كالمذياع مثلا، فهو مصدر الرسالة،ويتحدد دوره في عملية تركيب الرسائل في نظام من الأنظمة اللغوية وغيرها حسب مختلف قنوات التواصل،والقواعد المشتركة بين المتخاطبين سواء أكانوا أفرادا أم جماعات.وترتبط بعملية الإرسال مجموعة من العوامل المتعلقة بالشخص المرسل كمستواه الثقافي والمعرفي، وكذا الجانب النفسي،والوضع الاجتماعي والاقتصادي،فهو حامل لإواليات التسنين( Les mécanismes du codage)–أي المسنن(encodeur)- حيث ينتقي من داخل( الشفرة أو السنن)( le code) عددا من العلامات التي تسمح بنقل الرسالة كما يقول"J. Dubois"( ).وأشار "عمر أوكان" إلى أنه :" يمكن أن يكون مرسلا ومرسلا إليه في الآن نفسه،مثلما هو الأمر في الخطاب الباطني أو اللغة الداخلية التي تعرف بالحوار الأحادي – في مقاس الحوار المزودج والحوار المتعدد- كما في الأعمال الإبداعية مثل الرسم والشعر،والموسيقي وجميع أشكال الفن، حيث الباث هو المؤلف والقارئ معا"( ).فهو صانع الأدلة ومؤولها في الوقت نفسه،إذ إن مؤلف الأثر هو أول قارئ له،ولا يكون المتكلم مرسلا إلا بوجود طرف آخر يدعى المرسل إليه،فمن هو المرسل إليه؟
1-2- المرسل إليه (ou le destinataire le récepteur):
نقصد به الطرف المستقبل للرسالة،وشأنه في ذلك شأن المرسل؛يمكن أن يكون فردا أو جماعة أو جهازا من الأجهزة الإلكترونية المتطورة في عالمنا اليوم مثل "الروبو"و"الشبابيك الإلكترونية" في الأبناك وطرق السيار… ويقوم بدور فك التسنين( décodage) – بواسطة البحث في الذاكرة - للعناصر المنتقاة من لدن المرسل أي المكون للرسالة"( ).ثم تنفيذ ما ورد فيها أو الاستجابة له أو رفضه،"فلا بد من امتلاك قدرة على فك رموز المعلومات المشفرة،أي إعادة بناء أفكار ومشاعر المرسل"( ).
هكذا يعتبر المرسل والمستقبل من العناصر الأساس في الفعل التواصلي، وبدونهما لا يكون من السهل معرفة ما يجري داخل عقول الآخرين كما جاء على لسان""christian Baylon( )،إلا أنه لا يمكن الحديث عن علاقة تواصلية دون تدارس العلاقة بين قاموسهما المرجعي( Répertoire)؛أي النظام الرمزي الموحد، فإذا كانا يتقاطعان بنسبة ضئيلة فيه،فإن التواصل يكون صعبا،لأن المستقبل لا يفك إلا نسبة ضعيفة من رموز الرسالة، ويكون هذا في اللغات الأجنبية لغير المتقنين لها،وإذا تقاطعا في المعارف عامة، فيكون التواصل شبه تام،لأن الجزء الأكبر من معارفهما مشترك،ويكون هذا في اللغة الأم،أما إذا اختلف القاموس المرجعي، فليس هناك أي تواصل( ).
1-3- الرسالة ( le message) :
تعتبر الرسالة عنصرا فعالا في دائرة التواصل؛إذ بفعلها تتحقق هذه العملية،" حيث ترسل من لدن المتكلم،وتنقل بواسطة قناة لتبليغ إلى المتلقي،ويمكن أن توصف كعنصر لمسار التمثل،وكوسيط بين الحقيقة وصورتها"( )،فهي موضوع ( objet) التواصل وهي عبارة عن مجموعة من المعلومات أو الأفكار أو مجموعة من الأحاسيس يمكن أن تكون لسانية أو سيميائية،وإن كانت جميع أنظمة التواصل غير اللسانية تؤول عن طريق اللغة وهو ما يجعلها أنظمة لسانية مما يقتضي انضواء السيميائيات ضمن اللسانيات وليس العكس"( ).إن المتكلم إذن،يقوم بإرسال رسالة لسانية أو غير لسانية إلى المرسل إليه،مستندا على سياق أو مرجع وسنن مشترك بينهما، ليتم تفكيك هذه الرسالة وفهمها فهما جيدا،شريطة أن تكون واضحة وخالية من التشويش،أو تضم ما يعزى المرسل إليه من أساليب جمالية خصوصا في اللغة البلاغية،وقد تتحدد مهمة الرسائل غالبا في دور تنمية المعلومات القديمة وتطويرها،وإثبات كل معلومة تحمل في طياتها شكا.هذا فيما يخص الرسالة،إذن فما هي الوسيلة التي تقوم بالربط بين المتخاطبين؟وماذا يمكن أن نقول عنها؟

1-4- القناة ( le Canal) :
يقول" acques durand ":" إن وضعية التواصل الفعالة هي التي تربط المتخاطبين بواسطة قناة "( )،والقناة هي المادة،أو الشكل،أو الوسيلة التي تستعمل لنقل الرسالة من المرسل إلى المستقبل،نحو الذبذبات الصوتية التي تكون في حالة التواصل الشفهي،وكلما اختلفت الرسالة إلا واختلفت معها القناة" حين نتكلم ونستمتع، فهي قناة سمعية كما هو الشأن في المحاورة( conversation)، وقد تكون بواسطة الرؤية حين نرى هذه العلامات أو الصور بحاسة البصر،وتسمى بالقناة البصرية، وحينما نرسل روائح ونشمها نكون بصدد قناة شمية،أما إذا كان الأمر يستدعي حسا فالقناة تكون حسية"( )،وعندما نجد الأشكال الأخرى ذات الصفة التأشيرية والإيمائية (لغة الإشارة عند الأبكم)،فإن المعلومات تنقل عبر القناة البصرية وحدها ولا تتدخل السمعية.فضلا عن هذا تكون القنوات أقمارا اصطناعية،أو كتبا أو خطوطا هاتفية...
انطلاقا مما سبق ننتهي إلى خلاصة مفادها أن لكل عملية تواصلية قناة ملائمة ومحددة،بل وأكثر من هذا فقد يرتبط المتكلمون بواسطة مجموعة من القنوات المستعملة في كل عملية،نحو التواصل الشفهي الذي يرافقه تواصل غير شفهي،مثل (الحركات،الإشارات، فن الإيماء...)،وأشار"مولوع" إلى: "أن القناة قد تكون مادية أو نفسية تسهل عملية انتقال الرسالة،لأنها قد تتعرض لبعض المعيقات والتشوهات نتيجة الخلل الذي قد يصيبها"( )،مثل الكتابة غير الواضحة،والظروف المناخية غير المناسبة... ونود أن نشير إلى أن القناة الفعالة في تبليغ الرسالة،هي كل قناة ذات مساحة قصيرة تربط بين عدد معين من المتواصلين،ولا تعتمد على عدد كبير من نقط الاتصال.
1-5- السنن (Le code) :
وهو النظام الرمزي أو القواعد المشتركة لجميع أنساق التواصل بين المرسل والمرسل إليه( )،وبدونه لا يمكن للرسالة أن تفهم أو تؤول،فهو كل ما يعتمد عليه المرسل لعقد(Encodage)رسالته سواء باللغة العربية،أو اللغة الفرنسية،أو كذلك الإيماءات والإشارات... ومن خلاله يقوم المخاطب بحل هذا العقد( (Décodage حلا مناسبا للرسالة المبعوثة من قبل المتكلم،وهذا ما يقتضي طبعا أن تكون قواعد التخاطب مشتركة،وإلا استحال التواصل أو ضعف،بسبب عدم الاشتراك في النظام الرمزي،مثل بعض المصطلحات العلمية أو اللسانية التي تقتصر على أصحاب التخصص،ولم تكن في متناول العامة،أو قد يؤدي استعمال بعض المصطلحات غير المشتركة بين المتخاطبين إلى فهم الرسالة على غير وجهها الصحيح،وذلك حسب استعمالها في كل مجتمع أو قبيلة.
1-6- السياق (Le contexte ):
ويقصد به كل الظروف والعوامل المحيطة بالرسالة،"ويجب على كل مرسل أن يأخذ بعين الاعتبار السياق العام الذي يتواصل فيه،وكذا المجال الذي يحيط به،وذلك حتى لا تفقد الرسالة معناها"( )،وهو معلوم لدى المرسل والمستقبل،ويتمثل في مجموعة من الحقائق التي تقودنا لاختيار هذا النظام أو ذاك،حيث تنتج العملية التواصلية داخل إطار أو مجال محدد،ويتضمن هذا السياق مظاهر تتفاعل فيما بينها،ويؤثر بعضها في الآخر وتتحدد فيما يلي( ):

-السياق الفيزيقي (المادي) Le contexte physique)) :
ويضم المجال المحسوس أو الواقعي مثل،(بيت، قاعة، ساحة...)،واختلاف هذه الموضوعات يؤدي إلى اختلاف الأسلوب والنغمة والموضوع.
-السياق الثقافي (Le contexte culturel) :
ويشمل نمط العيش والمعتقدات والقيم،والسلوكات،والقواعد التي تؤسس مجموعة بشرية لتحديد الصواب والخطأ.
-السياق السوسيو- بسكولوجي) (Le contexte Sociopsychologique :
ويضم العلاقات الاجتماعية التي تربط أفراد المجتمع، والقواعد الثقافية لمجتمع ما، والطبائع الواضحة والضمنية للمواقع،فمن المعلوم أن الأسلوب يختلف من موقع إلى آخر.
- السياق الزمني ( Le moment)( Le contexte temporel) :
ويشير إلى أن لكل عملية تواصلية سياق زمني تجري فيه.
إن السياق قد يكون لسانيا صريحا،وقد يكون ضمنيا(خارج لساني Extralinguistique))أومقامي(Situationnel)في الحالات التي يخرج فيها مستعملو اللغة الطبيعية بملفوظاتهم عن دلالتها الصريحة،وهذا الأخير يعتمد على التأويل الدلالي والتداولي لهاته الملفوظات اعتمادا على حقل خلفي(Un arrière plan)من المعارف المتعارف عليها بين المتخاطبين،وخاصة في المجموعة البشرية فنحن نستعين بأنظمة فرعية تساعد النظام الأصلي على نجاح التواصل،بحيث إننا نستعمل في التواصل الشفهي أنظمة فرعية مثل نظام حركات الجسد أو النظام التطريزي (Prosodique)،كالنبر الذي يعتري أعضاء النطق أثناء التلفظ بمقطع من مقاطع الكلمة،أو التنغيم الذي يختص بالجملة،إذن كيف تتم العملية التواصلية؟وكيف تعمل هذه العناصر فيما بينها؟

لمعرفة المزيد http://www.ta5atub.com/t3959-topic#ixzz23QDKiKEw

الأربعاء، 8 أغسطس 2012

جمال الأسماء والألقاب في الحضارة الإسلامية

جمال الأسماء والألقاب في الحضارة الإسلامية

د.راغب الرجاني



ما أُشرب المسلمون روح الجمال الإسلامية، ووقرتْ في أرواحهم وفي وجدانهم العام تلك الصفة اللطيفة، كانت منهم تفرُّدات وإضافات، بعضها نقل الحضارة الإنسانية قفزات واسعة، تلك التفردات تسربت إلى تفاصيل الحياة الصغيرة، والصغيرة جدًّا، فخرجت الحضارة الإسلامية إلى الوجود ببعض مظاهرٍ لا تفسر إلا بعامل "الجمال".
بعض من غيّر الرسول أسماءهم

كان النبي حريصًا على أمر الجمال حتى في أسماء من دخلوا الإسلام، ووردت كثير من الروايات الصحيحة والحسنة التي تذكر أن النبي إذا لم يعجبه الاسم غيَّره إلى ما هو خير منه؛ ومن الأسماء التي غيّر الرسول أسماءهم، ما رواه ابن عمر "أن النبي غَيَّرَ اسْمَ عَاصِيَةَ، وَقَالَ: "أَنْتِ جَمِيلَةُ"[1].

وغير اسم زحم بن معبد السدوسي إلى بشير[2]، وكان سيدنا علي قد سمَّى الحسن حربًا، فسمَّاه النبي (الحسن)، ثم سمَّى الحسين حربًا، فسماه النبي (الحسين)[3].

وغيَّر اسم أصرم بزرعة، وغير اسم أبي الحكم بأبي شريح، وغيَّر اسم العاص، وعزيز، وعتلة، وشيطان، والحكم، وغراب، وحباب، وشهاب، فسمَّاه هشامًا، وسمَّى حربًا سلمًا، وسمى المضطجع المنبعث، وأرضًا عفرة سمَّاها خضرة، وشِعب الضلالة سمَّاه شعب الهُدى، وبنو الزنية سماهم بني الرشدة، وسمى بني مغوية بني رشدة[4].

وروى البخاري عن سعيد بن المسيب عن أبيه، أَنَّ جَدَّهُ حَزْنًا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ فَقَالَ: "مَا اسْمُكَ؟" قَالَ: اسْمِي حَزْنٌ. قَالَ: "بَلْ أَنْتَ سَهْلٌ". قَالَ: مَا أَنَا بِمُغَيِّرٍ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِي. قَالَ ابْنُ الْـمُسَيَّبِ: فَمَا زَالَتْ فِينَا الْـحُزُونَةُ بَعْدُ[5].

ولقد أرشد أمته في أمر الأسماء واختيارها، فقال: "أَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللهِ تَعَالَى عَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَصْدَقُهَا حَارِثٌ وَهَمَّامٌ، وَأَقْبَحُهَا حَرْبٌ وَمُرَّةُ"[6].

وغيَّر النبي أسماء بعض الأماكن، فحين هاجر كان اسم المدينة (يثرب) فغيرها إلى طيْبة[7]، وكان يكره الأمكنة المنكرة الأسماء، ويكره العبور فيها، كما مر في بعض غزواته بين جبلين، فسأل عن اسميهما فقالوا: فاضح ومخزٍ، فعَدَل عنهما، ولم يجز بينهما[8].

وأوصى إذا بَعث له أحدٌ رسولاً أن يكون حسن الاسم، فقال: "إِذَا أَبْرَدْتُمْ إِلَيَّ بَرِيدًا؛ فَابْعَثُوهُ حَسَنَ الْوَجْهِ، حَسَنَ الاسْمِ"[9].
الجمال في ألقاب الخلفاء والسلاطين

ولم يلبث التاريخ الإسلامي أن عرفت فيه ألقاب الخلفاء والسلاطين والوزراء والأمراء بشكل يجمع بين الجمال والقوَّة، وقد كان الأمر فيما قبل -عند الإمبراطوريات القديمة- يقتصر على ألقاب السطوة والجبروت التي أريد منها أن تلقي الرعب والفزع.

وقد حرَّم الإسلام مثل هذه الألقاب، فقد ثبت عنه أنه قال: "أَخْنَى الأَسْمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اللهِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الأَمْلاكِ"[10].

ولهذا اتخذ الخلفاء والسلاطين ألقابهم على شاكلة المضاف إلى الله، وكان المعتصم بالله وهو العباسي الثامن أول من بدأ بهذا، ثم تسمَّى من بعده بالمتوكل على الله، المستعين بالله، المنتصر بالله، المقتدر بالله، المستنصر بالله، المستعصم بالله، المستضيء بنور الله، الناصر لدين الله... وهكذا.

وظهر في الوزراء والأمراء والعلماء والقادة ألقاب منها: نور الدين، نجم الدين، شمس الدين، ضياء الدين، شهاب الدين، بدر الدين، سيف الدين، صلاح الدين، قلب الدين، حسام الدين، صدر الدين، فخر الدين، عز الدين، ركن الدين... وأمثال هذا.

وبهذا كان الجمال في الأسماء سمةً اتصفت بها الحضارة الإسلامية، وأثبتت أن جمالها تسرَّب إلى كل التفاصيل.

د. راغب السرجاني

[1] مسلم: كتاب الآداب، باب استحباب تغيير الاسم القبيح إلى حسن... (2139)، وأبو داود (4952)، والترمذي (2838)، وأحمد (4682).

[2] أبو داود: كتاب الجنائز، باب المشي بين القبور في النعل (3230)، وأحمد (20807)، والبخاري في الأدب المفرد (775)، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد.

[3] رواه أحمد (769)، والبخاري في الأدب المفرد (823)، والبيهقي (11706)، وابن حبان (6958)، وحسنه شعيب الأرناءوط في التعليق على مسند أحمد.

[4] ابن القيم: زاد المعاد 2/334 وما بعدها.

[5] البخاري: كتاب الأدب، باب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه (5836).

[6] أبو داود: كتاب الأدب، باب في تغيير الأسماء (4950)، وأحمد (19054)، والبخاري في الأدب المفرد (814)، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد.

[7] البخاري: كتاب التفسير (4313)، ومسلم: كتاب الحج، باب المدينة تنفي شرارها (1385).

[8] ابن القيم: زاد المعاد 2/334 وما بعدها.

[9] الطبراني في الأوسط 7/367، وابن حجر العسقلاني: المطالب العالية11/685 (2658)، وقال الألباني: صحيح. انظر: صحيح الجامع (259).

[10] البخاري: كتاب الأدب، باب أبغض الأسماء إلى الله (5852)، ومسلم: كتاب الآداب، باب تحريم التسمي بملك الأملاك وملك الملوك (2143).

ألقاب عائلات أندلسية في الجزائر

ألقاب عائلات أندلسية في الجزائر

د. جمال بن عمار الأحمر
رئيس منظمة الشعب الأندلسي العالمية


**************************************

مُساهمة من طرف د. جمال بن عمار الأحمر في الجمعة 28 يناير 2011, 11:56
نجد في الجزائر ألقابا عائلية محيرة، من اللغة الأسبانية القوطية الأندلسية.
ونجد فقرات مفرقة في كتب التاريخ الجزائري عن هذه العائلات.
ونجد روايات شفوية غريبة جدا عند هذه العائلات.
ومن هنا تثور أسئلة كثيرة لم ينتبه إليها غالب المؤرخين والأنّاسين (الأنثروبولوجيين) الجزائريين.
فهل نجد مشاركات في الموضوعات الآتية؟

1- "بن قرطبي"،
2- "غرناطي"، أو "غرناط"، أو "غرنوط"، أو حتى "غرواط"...
3- "الجانب الأندلسي في لقب شرشالي"،
4- "الجانب الأندلسي في لقب: بليدي"،
5- "الجانب الأندلسي في لقب: تلمساني"،
6- "الجانب الأندلسي في لقب: وهراني"،
7- "الجانب الأندلسي في لقب: قليعي"،
8- "الجانب الأندلسي في لقب: تنسي"،
9- "الجانب الأندلسي في لقب: قلي"،
10- "الجانب الأندلسي في الألقاب الجيجلية"،
11- "الجانب الأندلسي في الألقاب السكيكدية"،
12- "الجانب الأندلسي في الألقاب البجاوية"
13- "الجانب الأندلسي في الألقاب البونية (العنابية)"،
14- "الجانب الأندلسي في الألقاب القالمية"،
15- "الجانب الأندلسي في الألقاب الصحراوية"،
16- "بن تْـشِـيكو عائلة جزائرية..."،
17- "سؤال عن عائلة قاوْدِي في الجزائر"
18- "سؤال عن عائلة خُـرّة في الجزائر"،
19- "سؤال عن عائلة بونْـزُو في الجزائر"،
20- "سؤال عن عائلة طالاّتا في الجزائر"،
21- "سؤال عن عائلة تيرّة في الجزائر"،
22- "سؤال عن عائلة شقندي في الجزائر"،
23- "سؤال عن إلقاب عائلات: شقورة، شكورة، بن شقورة، بشكورة"،
24- "سؤال عن عائلة بوناطِيرو في الجزائر"،
25- "سؤال عن القائل الأصلي لقصيدة أغنية: مانيش منا" الشائعة قديما في الجزائر،

وكنا قد كررنا بعض محتوى هذا الموضوع من منتدى اسأل عن أصلك الأندلسي...
...

من الناحبة التاريخية، ومن ناحية الأنساب، ومن ناحية الجانب الإداري نقول:
نتحفظ دائما، والكلام ليس على إطلاقه، والنسبة تبقى دائما غير دقيقة؛ لأن الألقاب يعتورها التحريف، فضلا عن التشابه مع ألقاب أخرى لا علاقة لها بها، ويبقى الفيصل هو دليل البصمة الوراثية (دي ان آي) (DNA). أما موضوع العودة فلا علاقة له بمسائل التاريخ.

*-**********************************

رحّال، رحّالي: عائلة أندلسية من ندرومة
بوعناني: عائلة أندلسية من ندرومة
غَفُّور: عائلة أندلسية من ندرومة
بن عاشور: عائلة أندلسية من ندرومة
نَقّاش: عائلة أندلسية من ندرومة
ديندانْ، ديندانُ: عائلة موريسكية من ندرومة
بوري، بوريس، بوريش: عائلة موريسكية من ندرومة
رمعون: عائلة موريسكية أراغونية من ندرومة
سَلّسْ، سَالسْ: عائلة موريسكية من ندرومة
بن غَبْريطْ: عائلة غرناطية من تلمسان
ألاشاهير: عائلة أندلسية من تلمسان
بن زرڨة: عائلة أندلسية من تلمسان
بن يَلَّس: عائلة أندلسية من تلمسان
ڨَوار: عائلة أندلسية من تلمسان
صارني: عائلة موريسكية من تلمسان
شْيالي، شْيولي، بن شيالي، بن شيولي: عائلة تلمسانية موريسكية من جزر البليار
كازي، كازي تاني: عائلة موريسكية سرقسطية من تلمسان
العَشْعاشي: عائلة موريسكية من مستغانم، و يوجد فرع هجر إلى تلمسان
بَنِّيغاس: عائلة غرناطية من وهران
فِيكاوْني: عائلة موريسكية من تنس
العيشي، العياشي: عائلة أندلسية كادِسيّة من البليدة
البلانسا: عائلة موريسكية بلنسيّة من البليدة
قرطبي: عائلة قرطبية من الجزائر العاصمة. و نجد هذا اللقب في العديد من المدن، ككلّ الألقاب المشتقّة من إسم مدينة أندلسية
سيساني، سيساوي: عائلة موريسكية من جيجل
شبلي، شبيلي: عائلة أندلسية من إشبيلية
تشيكو: عائلة موريسكية
غراندي، راندي: عائلة موريسكية
لونغو: عائلة موريسكية
غريناسية: عائلة غرناطية من قسنطينة

***********

الأندلسيون والموريسكيون ندرومة:


الألقاب العائلية الأندلسية في ندرومة:
1- رحّال، رحّالي
2- بوعناني
3- غَفُّور
4- بن عاشور
5- نَقّاش

الألقاب العائلية الموريسكية في ندرومة:
6- رمعون (أراغونية الأصل)
7- ديندانْ، ديندانُ
8- بوري، بوريس، بوريش
9- سَلّسْ، سَالسْ
10- الامين التي قسمت الى عائلات (نعاس، بسام، كرار، فهيم، طنجاوي، قرماد، ملاح)
11- نعاس،
12- بسام،
13- كرار،
14- فهيم،
15- طنجاوي،
16- قرماد،
17- ملاح.



**********************



الوجود الأندلسي في تلمسان


الألقاب العائلية الأندلسية في تلمسان:
18- ألاشاهير
19- بن زرڨة
20- بن يَلَّس
21- ڨَوار

الألقاب العائلية الموريسكية في تلمسان:
22- صارني
23- شْيالي، شْيولي، بن شيالي، بن شيولي (أصلها من: جزر البليار )
24- كازي، كازي تاني (أصلها من: سرقسطية)
25- العَشْعاشي (فرع في تلمسان كان قد هاجر إليها من أصله الموجود في مستغانم)

الألقاب العائلية الغرناطية في تلمسان:
26- بن غَبْريطْ (وهذا اللقب موجود في الشرق الجزائري أيضا، خاصة في ميلة وقسنطينة مع شيء من التحريف: بن غبريد)


*****************************



الألقاب العائلية الأندلسية والموريسكية
عبر التراب الجزائري


في ندرومة:
1- رحّال، رحّالي. [حسب مراسلات الأعضاء].
2- بوعناني. [حسب مراسلات الأعضاء].
3- غَفُّور. [حسب مراسلات الأعضاء].
4- بن عاشور. [حسب مراسلات الأعضاء].
5- نَقّاش. [حسب مراسلات الأعضاء].
6- رمعون (أراغونية الأصل). [حسب مراسلات الأعضاء].
7- ديندانْ، ديندانُ. [حسب مراسلات الأعضاء].
8- بوري، بوريس، بوريش. [حسب مراسلات الأعضاء].
9- سَلّسْ، سَالسْ. [حسب مراسلات الأعضاء].
10- الامين التي قسمت الى عائلات (نعاس، بسام، كرار، فهيم، طنجاوي، قرماد، ملاح). [حسب مراسلات الأعضاء].
11- نعاس. [حسب مراسلات الأعضاء].
12- بسام. [حسب مراسلات الأعضاء].
13- كرار. [حسب مراسلات الأعضاء].
14- فهيم. [حسب مراسلات الأعضاء].
15- طنجاوي. [حسب مراسلات الأعضاء].
16- قرماد. [حسب مراسلات الأعضاء].
17- ملاح. [حسب مراسلات الأعضاء].

في تلمسان:
الألقاب الأندلسية:
18- ألاشاهير. [حسب مراسلات الأعضاء].
19- بن زرڨة. [حسب مراسلات الأعضاء].
20- بن يَلَّس. [حسب مراسلات الأعضاء].
21- ڨَوار. [حسب مراسلات الأعضاء].

الألقاب الموريسكية:
22- صارني. [حسب مراسلات الأعضاء].
23- شْيالي، شْيولي، بن شيالي، بن شيولي (أصلها من: جزر البليار). [حسب مراسلات الأعضاء].
24- كازي، كازي تاني (أصلها من: سرقسطية). [حسب مراسلات الأعضاء].
25- العَشْعاشي (فرع في تلمسان كان قد هاجر إليها من أصله الموجود في مستغانم). [حسب مراسلات الأعضاء].

الألقاب العائلية الغرناطية:
26- بن غَبْريطْ (وهذا اللقب موجود في الشرق الجزائري أيضا، خاصة في ميلة وقسنطينة مع شيء من التحريف: بن غبريد). [حسب مراسلات الأعضاء].

في وهران:

27- بَنِّيغاس: عائلة غرناطية. [حسب مراسلات الأعضاء].

28- فِيكاوْني (عائلة موريسكية من تنس). [حسب مراسلات الأعضاء]

في البليدة:

29- العيشي، العياشي (عائلة أندلسية كادِسيّة). [حسب مراسلات الأعضاء]

30- البلانسا (عائلة موريسكية بلنسيّة). [حسب مراسلات الأعضاء]

شرشال:

31- تشيكو و(بن تشيكو) Tchico: عائلة موريسكية. ولفظ (تشيكو) قشتالي أسباني يعني (الصغير). وقد تعسفت الإدارة الجزائرية في تعريبها الحرفي الارتجالي عام 1983م فجعلته (شيكو؛ بحذف التاء) ظنا منها أنه عامي عربي، لكن المعنى يكشف حقيقته، إذ معناه أسباني، وفي المقابل ليس له معنى في العربية ولا في البربرية.

الجزائر العاصمة:

32- قـرطـبي: (عائلة قرطبية). منهم الملحِّن المعروف في السبعينيات والثمانينيات، الموظف بالإذاعة والتفازة الوطنية الجزائري (شريف قرطبي). ونجد هذا اللقب في العديد من المدن، ككلّ الألقاب المشتقّة من اسم مدينة أندلسية.

33- شـقـندي: أصولهم من (مدينة شـقنـدة الأندلسية) المعروفة. وهي قرية ( Secunda) كانت بعدوة نهر قرطبة قبالة قصرها. وكان منها علماء أشهرهم (الشقندي)
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%82%D9%86%D8%AF%D9%8A

34- غـرنـوط: نسبة عامية دارجة تعني (غرناطي) نسبة إلى العاصمة الأندلسية الأخيرة (غرناطة). وهذا اللقب لا معنى له بالعامية العربية الجزائرية ولا بالأمازيغية ولا بالتركية.
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%BA%D8%B1%D9%86%D8%A7%D8%B7%D8%A9
ويبدو أن لقب (غرواط) المعروف في سطيف، محرّف عن لقب (غرنوط)، لأن معنى الفعل (غروط) لا تكون إلا للأمعاء ولا تقال عن الناس، بالعامية العربية الجزائرية، أما بالأمازيغية والتركية فلا معنى له.

35- مُــرسي: نسبة إلى مدينة (مُـرسيـة) في الجنوب الأسباني.
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B1%D8%B3%D9%8A%D8%A9

36- خُــرّة: تحرف في بعض الأحيان إلى (خَــرّة) سيرا على عادة الجزائريين في عدم البداية بالحروف المضمومة. وأصل (الخاءِ) (حاءً)؛ إذ كان الأندلسيون ينطقون الحاء بالأعجمية الأندلسية خاء. وهي نسبة إلى (عـــائشة الـحُـرة) والدة آخر ملك أندلسي (أبي عبد الله الأصغر -أمزيان- محمد الأحمر). وهي التي ينسب إليها البيت الشعري المعروف:
ابكِ مثل النساء ملكا مضاعا*** لم تحافظ عليه مثل الرجال.

37- تِــيرَة: وهي من أصل (Terra) التي تعني (الأرض). منهم رسام لوحات زيتية.


جيجل:

38- سيساني، سيساوي (عائلة موريسكية). [حسب مراسلات الأعضاء]

39- شبلي، شبيلي (عائلة أندلسية من إشبيلية). [حسب مراسلات الأعضاء]

40- غراندي، راندي (عائلة موريسكية). وهي بالقشتالية التي صارت لغة الموريسكيين (Grande)، وتعني (الكبير، أو الضخم). [حسب مراسلات الأعضاء]

41- لونغو (عائلة موريسكية). [حسب مراسلات الأعضاء]

42- خليفة (E1b1b1b*+V257) أصل ألقاب (سراسري، ثابت، كسيري، كموش). [حسب مراسلات الأعضاء]

43- سْراسْري: في جيجل، أصله من لقب (خليفة) (E1b1b1b*+V257). ويبدو أن هذا اللقب قليل في الجزائر. [حسب مراسلات الأعضاء]

44- ثابت: في جيجل، أصله من لقب (خليفة) (E1b1b1b*+V257). وهذا اللقب موجود اليوم في قسنطينة بوضوح، ويبدو أن أصوله جيجلية. فإن كان الأمر كذلك فهو أندلسي أيضا مثلما هو حاله في جيجل. [حسب مراسلات الأعضاء]

45- كَسِيري: في جيجل، أصله من لقب (خليفة) (E1b1b1b*+V257). ويبدو أن هذا اللقب قليل عديده في الجزائر. [حسب مراسلات الأعضاء]

46- كَموش (Kemouche): لقب في جيجل، وهو فرع من لقب (خليفة) (E1b1b1b*+V257) ذي الأصول الأندلسية. علما أن هذا اللقب انتقل أهله من منطقة جيجل إلى إلى مناطق أخرى من الجزائر: الجزائر، سطيف، عنابة، القالة، وقلعة بوصبع بقالمة. ومن الممكن أن بعض فروعه القالمية انتقلت بعد الاستقلال إلى مدينة عنابة وضواحيها. [حسب مراسلات الأعضاء]

47- مَــنْـتُـورِي: نسبة إلى (مدينة منتورة الأندلسية). وقد عرف من علماء الأندلس من كان ينتسب إليها، مثل العلامة (المنتوري). أما في الجزائر فنجد من الذين حملوا هذا اللقب: المثقف الشهيد إن شاء الله؛ منتوري، الذي سميت باسمه الجامعة المركزية بقسنطينة (جامعة منتوري). [حسب مراسلات الأعضاء]

48- سـبتي: نسبة إلى مدينة (سـبـتة) التي تداولت على حكمها دولتا المغرب و(الأندلس). وهي اليوم تعاني من الاحتلال الأسباني البغيض.

49- بوطيش (Boutiche): يوجد هذا اللقب في جيجل، وهو فرع من لقب (خليفة). وقد تفرع عنه بدوره لقبان هما (ثابت) (Tabet) و(كسيرة) (Ksira).وأصوله أندلسية. وأتوقع أن هذا اللقب أصابه التحريف من لقب (بطوش) البجاوي حتى ينسجم مع الطابع العامي العربي السائد في الجزائر والشائع في بقية الألقاب التي تبدأ بـ(بــو). [حسب مراسلات الأعضاء]

50- كسيرة (Ksira): يوجد هذا اللقب في جيجل. وهو فرع من لقب (بوطيش) ذي الأصول الأندلسية. [حسب مراسلات الأعضاء]

51- كوردو: في ريف مدينة الميلية.

قسنطينة:

52- غريـناسـية (عائلة غرناطية). [حسب مراسلات الأعضاء]

53-ثـابـت: هذا اللقب موجود اليوم في قسنطينة بوضوح. وتبين من خلال مناقشات هذا المنتدى أن الذين يحملونه مِنهم مَن هم أندلسيون في جيجل، أصلهم من لقب (خليفة) (E1b1b1b*+V257). ومنهم مَن هم مِن قبيلة (بني ثابت) التي تنتشر بين الميلية (التابعة اليوم إلى جيجل) وقسنـطينة. وقد عُرف منهم صديقنا الدكتور عبد العزيز ثابت، وعلى هذا فهم ليسوا أندلسيين على ما يبدو. [حسب مراسلات الأعضاء]

54- كوردو: بالقشتالية (Cordo). أصل هذا اللقب من ريف مدينة الميلية التابعة اليوم لولاية جيجل. من المحتمل جدا أن معناها بالقشتالية القديمة تعني (قرطبي). وقد تعني الحبل. [حسب مراسلات الأعضاء]

55- سِيد: بالقشتالية (Cid). ويعني بالعربية (السيد). وينطق في أسبانية أسبانيا اليوم (ثيد)، لكنه بقي في الدول الناطقة بالأسبانية، في أمريكا الجنوبية، يُنطق (سِيد). وأصل هذا اللفظ الأسباني وافد إليها من العربية مع معناه. وقد ثبت عند الأسبان إلى اليوم أن أصحاب هذا اللقب هم من (القرشيين) أو (الهاشميين) بأدق تحديد. ولا زال هذا اللقب حيا في أسبانيا، ومعناه لا زال حيا هناك.
http://en.wikipedia.org/wiki/El_Cid

قـالمـة:

56- الأحـمر/ لحـمر: أصولهم معروفة مسندة إلى (سيدي علي) انطلاقا من شهيد 8 ماي 1945م، إن شاء الله؛ (لحمر الشريف) ابن صالح بن أحمد بن عمار بن علي بن حسن بن سيدي علي الأنصاري السجلماسي الجزائري). وهذا الجد العلاَّمة المعروف الذي جاء إلى الجزائر من سجلماسة المغربية ينتهي نسبه هو أيضا إلى الشيخ المسند المقرئ (ابن السراج الأنصاري الغرناطي)، من عائلة ملوك (بني الأحمر) الذين ينتهي نسبهم إلى سيد الأنصار (سعد بن عُبادة الخزرجي رضي الله عنه).

57- خيروني: نسبة إلى مدينة (خيرونة) الأندلسية. وهي اليوم بالأسبانية (Girona)، ويكتبها الانكليز (Gerona). ولا علاقة لهذا اللفظ بلفظ (الخير) في العربية، لأن وجود حرف (النون) يبرهن على ذلك. والنسبة إلى الخير هي (خيري). ولا نجد استثناء في العامية الجزائرية.
http://www.girona-tourist-guide.com/en/general/gerona-spain-tourism.html

58- كَموش: في جيجل، أصله من لقب (خليفة) (E1b1b1b*+V257). علما أن هذا اللقب انتقل أهله من منطقة جيجل إلى منطقة قالمة. ومن الممكن أن بعض فروعه القالمية انتقلت بعد الاستقلال إلى مدينة عنابة وضواحيها.
[حسب مراسلات الأعضاء]

59- بشكورة: وقد تكلمنا عليه من قبل.

سطيف:

60- قـاوْدي: يُكتب هذا اللقب بالفرنسية (Gaoudi)، ولكنه بالقشتالية الأسبانية، لغة الموريسكيين (Gaudi). وهذا اللقب مشهور في أسبانيا من خلال المخترع الكبير (Antoni Gaudí).
http://en.wikipedia.org/wiki/Antoni_Gaud%C3%AD

61- بُونْـزُو: بالقشتالية لغة الموريسكيين (Bonzo). وتعني (المحروق). وقد كانت محاكم التفتيش الكنسية تضع النار تحت كرسي من حديد للتعذيب الحديدي لتحرق بها المسلمين الموريسكيين، حتى يغيروا دينهم، أما إن صمم أحدهم على عدم التحول إلى النصرانية فإنها تأتي به يوم الأحد إلى إحدى الساحات العامة، وتربطه إلى عمود أو سارية ثم تجعل تحت رجليه النار، وتحضر كل الناس للمشاهدة، وتحرقه حيا، ولا تستثني من ذلك حتى النساء وهن في جلابيبهن.



62- طالاطا: بالقشتالية الأسبانية القديمة (Tallata)، وهو نطق أسباني قديم. أما في الأسبانية الحديثة فتنطق (تاياتا). وتعني بالعربية (التلة). وأصل اللفظ الأسباني هو عربي على ما يبدو.

63- الأحمر/ لحمر: وهو موجود أيضا في قالمة. وقد تحدثنا عنه.

64- مدّور: وأصل هذا اللقب من جيجل، وقد تكلمنا عنه.

64***: ألقاب أخرى تحتاج إلى زيادة بحث. وهي:
أ- (بسُّو). فتركيب اللفظ لا علاقة له بالعربية ولا بالأمازيغية ولا بالتركية. وعلى هذا من المرجح جدا أن أصوله أوربية (أندلسية، صقلية،،،). وفي الاحتمال الأول الغالب، قد يكون أصله بالقشتالية (Baso)، وهي تعني (الطحال) أو (المشي) أو (الواطئ) أي من سكان السهول والمنحدرات الأندلسية.

ب- (قَلُّو): بالقاف البدوية. هو لفظ قريب من كلمة (القُل) التي هي مدينة ساحلية في الشرق الجزائري، لكن الذي يشوش على هذا المعنى هو حرف (القاف البدوية)، أما اسم المدينة فيتردد في التاريخ بين حرفي الكاف والقاف الطبيعية. والتشويش الثاني هو في (فتح القاف) بينما في اسم تلك المدينة نجد القاف مضمومة.

ج- كوسة: النطق والكتابة هنا يوحيان باحتمالين؛ أولهما: احتمال بتحريف اللفظ من اللغة العربية (كوسى) إلى العامية الجزائرية، وهنا يبقى تشوشان قائمان هما: من جهة أولى (النطق المحرف) لا مبرر له لأن في العامية الجزائرية نجد لفظ (موسى) ينطق طبيعيا كاللغة، ومن جهة ثانية لا نجد في العامية الجزائرية الغالبة من يسمي (الكوسى =كوسى) بل تسمى في مناطق مختلفة (القرعة، الجريوات، الكورجات، وغيرها) تبقى العامية القديمة واردة للرد. وثانيهما احتمال بأن يكون أصلها (cossa) وتعني عند القشتاليين (الكوسى)، وأصلها عندهم عربي. وقد تكون من كلمة (cosa) ومعناها (شيء)، وهو مستبعد.

برج بوعريريج:

65- قزّو: هذا اللفظ لا معنى له في آثار اللغات الثلاث المنتشرة في الجزائر (العربية والأمازيغية والتركية). ويغلب على الظن أن أصلها (Gazzo) أو (Gazo). وقد تكون مختصرة عن لقب (قزوط). وقد منها عائلة وجهاء غنية معروفة في سطيف زمن الاحتلال الفرنسي للجزائر.

بجاية:

66- بـوزوزو: هذه العائلة ذات أصول أندلسية. وقد صرح مثقفوها، وكتبوا عدة مرات ذلك. وكان فيهم شيخ قاض في القضاء الإسلامي زمن الاحتلال الفرنسي، وكان وطنيا مخلصا. ومن مثقفيهم الأستاذ الشيخ (محمود بوزوزو) الصحافي الوطني، صاحب (صحيفة المنار) التي كانت تصدر زمن الاحتلال من البليدة، وهو مترجم معروف، وأستاذ محاضر في جامعة جنيف السويسرية. وقد تشرفت بمعرفته في سويسرة والتتلمذ عليه ميدانيا في مجال الترجمة، والاستفادة منه، رحمه الله رحمة واسعة.

67- سعيدوني: ومنهم المؤرخ الجزائري المعروف (أ. د. ناصر الدين سعيدوني) صاحب الدراسات المعروفة. وهو ينتسب في كتاباته صراحة إلى الأندلس في كتابه "دراسات أندلسية".

68- كميش: يوجد هذا اللقب في بجاية. وهو أندلسي. وهو لقب كان معروفا في الأندلس. ومن أبرز من عُرف به؛ الوزير (ابن كمّاشة) الذي كان كبير وزراء (أبي عبد الله محمد الصغير)، آخر ملوك الأندلس. ويبدو أن لقب (كموش) ليس سوى تحريفا عنه. وهاجر أعضاء الأسرة (كموش) إلى مناطق أخرى من الجزائر؛ الجزائر، سطيف، عنابة، القالة، وقلعة بوصبع بقالمة. وأتوقع أن اللقبين (كموش) الجيجلي و(كاموش) القالمي تحريفان عاميان جزائريان عنه. [حسب مراسلات الأعضاء]

69- نصرون، و(بن نصرون): وفي هذا اللقب قاعدة، هي أن: معظم الألقاب التي تنتهي بـ(ـون) هي ألقاب أندلسية. وشاعت هذه الألقاب في أندلسيي تلمسان والغرب الجزائري. ويبدو أنهم ليسو موريسكيين، بل أندلسيون؛ لم يبقوا في الأندلس إلى ما بعد السقوط. [حسب مراسلات الأعضاء]

70- بن سيد: وقصة (أل سيد) الموريسكية الأصل، التي تقترب من الأسطورة، معروفة جدا في أسبانيا إلى حد الساعة. وأبناء هذه العائلة لا زالوا يعيشون في أسبانيا اليوم وينتسبون إلى العرب الأندلسيين الأوائل. ويبدو أنهم من قريش.

71- كاشتال، و(قشطال): وهو لقب أندلسي معروف في المغرب، معناه (قشتالي). ينتشر بين (بجاية) و(سطيف). ومِن أهله مَن ينتسب إلى قبائل عامرية هلالية، لكني أتوقع أنه انتساب بالولاء لا بالأصالة. والولاء معروف قديما، وأقره الإسلام، ولا زال ساريا في البلدان العربية إلى حد الساعة. والمثَل يقول "ابن أخت القوم منهم".

72- حـمِّيش: ومن هؤلاء من ينتسب إلى قبائل عامر في الهضاب العليا. [حسب مراسلات الأعضاء]

73- مَــدُّور: هذا اللقب معروف في المغرب وتونس على أنه أندلسي. وأصله بالقشتالية (Moddoro) (مودّورو). وفي الجزائر، شاع هذا اللقب عبر معظم مدن الشرق الجزائري. ويبدو أن انطلاقته كانت من بجاية وجيجل ثم انتقلت إلى قالمة وسطيف وميلة وغيرها.

74- بطوش: يوجد هذا اللقب في بجاية. وأتوقع أنه أندلسي. ويبدو أن لقب (بعطوش؛ القسنطيني والسطيفي) ليس سوى تحريفا عاميا جزائريا عنه. وكذلك لقب (بوطيش). [حسب مراسلات الأعضاء]

75- موري: هذا القب موجود في بجاية. ومعناه القشتالي الأسباني أنه من (المور) وهم العرب والمسلمون عموما ومن سكان شمال أفريقيا خصوصا. وأصل التسمسة بالقشتالية (مورو)، وعند تعريبها تصير (موري). وأتوقع أن بعض ألقاب (نوري) ليست سوى تحريفا عن لقب (موري) القشتالي الموريسكي. [حسب مراسلات الأعضاء]

لغة الموريسكيين في الجزائر:

76- قرمية: القاف هنا تنطق بالقاف البدوية. وقد كانت الأفراح في جناح النساء تحييها مغنية أندلسية. وغالب هؤلاء المغنيات هن من مدينة (قرمونة) (Garmona). فكانت النساء تسمين المغنيات (قرمية) نسبة إلى المدينة الأندلسية التي جاءوا منها، فضلا عن اشتهارهن بالجمال. ومن هنا، انتقلت الصفة لتتحول إلى اسم، وصارت التسمية (قرمية).
http://www.archive.org/stream/historyspanishl16tickgoog/historyspanishl16tickgoog_djvu.txt

77- القوطي: وهو طأس اسطواني، عادة ما يكون نحاس رخيص. كان في الأندلس قبل الفتح فسماه الأندلسيون الفاتحون (القوطي) نسبة إلى (القوط) (باللاتينية: Gothi) وهم سكان الأندلس الأوربيون الذين كانوا موجودين بها قبل الفتح. وعندما جاء الأندلسيون إلى الجزائر بعد سقوط الأندلس جاءوا معهم بتسمية (القوطي). ولا زال هذا الاسم بهذا المعنى متداولا إلى اليوم. ومن تاريخه أن الصوفي المعروف الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في بداية التسعينيات، قبيل الانتخابات التشريعية التعددية الأولى، قد تكلم في القناة الجزائرية الرسمية، متهجما على الإسلاميين الذين اتخذوا المنهج السياسي، وركز على الجبهة الإسلامية للإنقاذ، ودعاهم إلى التزام بيوتهم، وعدم المشاركة في أي نشاط سياسي، والامتناع عن التصويت، والاعتناء بتربية نفوسهم، وعدم جمع الذنوب بما لا يعلمون. وهناك رد عليه الدكتور عباسي مدني رئيس الجبهة الإسلامية في حصته الخاصة بحملته الانتخابية بالإذاعة الوطنية، ورد على البوطي، وقال: "أنا لا أسميه البوطي، بل أسميه القوطي"، أي لم يفهم من العلم شيئا...
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D9%88%D8%B7



.

2- أردت أن أقول إن الأندلسيين والموريسكيين الذين رحلوا من الأندلس إلى الجزائر، عاشوا أحداثا لم يتخيلها الأسبان ولم يكتبوا عنها. وهذه المعلومات لا زالت مكتوبة في وريقات متناثرة بالجزائر، بل موجودة بصفة شفوية تتناقلها الأجيال، ولم تأخذ طريقها إلى التدوين الواضح إلى حد الساعة. علما أن كثيرا من الناس يتحرجون من الكتابة التاريخية عن عائلاتهم، خشية ألسنة المتطاولين عليهم من السفهاء...ونحن هنا بالمرصاد لكل من يقمع الهوية الأندلسية أو يسعى في إسكاتها أو تزييفها...

3- إن المؤرخين الجزائريين الذين تمكنوا من الوصول إلى الأرشيف العثماني لم يلجأوا إلى المسح الشامل، وتناولوا مسائل جزئية يبحثون عنها. ولم يدرسوا من الوثائق الأندلسية إلا القليل. أما المتخصصون منهم في التاريخ الأندلسي فقليلون. ولست أعلم أحدا منهم استفاد من الوثائق الأسبانية.

4- قضية (البصمة الوراثية) مهمة. وقد سبقنا الأسبان إلى دراسة أعراقهم بواسطتها. ولم يستثنوا من ذلك المنتسبين إلى الهوية الأندلسية. وقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن بصماتهم متطابقة في أكثرها مع سكان شمال أفريقيا أكثر من تطابقها مع الأوربيين، وخاصة في الجنوب الأسباني.

5- عائلة (بو عبد الله) في الغرب الجزائري ينتسبون إلى الأدارسة. وفيهم علماء أعلام. ومنهم شيخ شيخنا؛ المؤرخ الجزائري (الشيخ المهدي البوعبدلِّي). ومن المؤكد تاريخيا أن السلطان الزغل قد توفاه الله في تلمسان. وقد كتبت أنا في ذلك مقالة بالفرنسية للبرهنة على ذلك من خلال البحث التاريخي الذي شهد عليه الاحتلال الفرنسي نفسه. (يُحصل عليه بالنقر على هذا الرابط):
http://www.hoggar.org/index.php?option=com_content&task=view&id=191&Itemid=64

6- المبادرة إلى تحاليل البصمة الوراثية عمل حضاري، لمن قدر عليه، وحافظ على أخلاقياته. وما قمت به لا شك أنه شفى صدرك في البحث عن أصولك والتعرف على أهلك في العالم كله. ولعل الله تعالى يفتح صورهم للإيمان بالتعرف عليك.
وهو برهان على أن العائلة الآندلسية الموريسكية يمكننا البرهنة عليها علميا، بما لا يدع مجالا للشك. وأن بإمكاننا إثبات وجود شعب تعرض للإبادة على أيدي من يدعون الديمقراطية اليوم، دون قدرتهم على التصالح مع ماضيهم.
وقد تمكن الأسبان من بناء أمبراطورية لكنهم لم يتمكنوا من بناء حضارة. ولا زالت آثارنا هناك في كل مدينة من مدنهم تتحداهم كل يوم، وتظهر الحضارة التي عجزوا عنها وحاربوها إلى حد الإبادة...

7- ثبت من خلال التحاليل التي أجراها أبناء قبيلتنا من (الخزرج) في (عُمان) و(السعودية) وغيرهما، أن رمز (الخزرج) في البصمة الوراثية هو (j1e)، وأن رمز بني عمومتنا (الأوس) فيها هو (EM123).

شكرا لإثرائك الموضوع، ولكل من صبر معنا على هذه التفاصيل التي نرجو لها ألا تنقطع، وأن تصير مفتاحا لكل باحث تاريخي أو أنثروبولوجي...



الألقاب عند المصريين القدماء

الألقاب عند المصريين القدماء
عندما تم التوحید بین قطرى مصر، لقب الملك بإسمین، ھما : "حورس"، و"نبتى". وباعتبار الفرعون التجسید الحى لحورس، كان يحكم بإسم ھذا الإله . ويرى إسمه المسجل "بالسرخ"، وقد اعتلاه "حورس"، وغالبا ما تسانده ذراعا "الكا" رمز ألوھیته العرقیة ھو وأسلافه الذين تجسد بھم "حورس". ودائما وأبدا يبدأ ھذا الاسم ب "حورس ال ."… وعن إسم "نبتى "، فھو يعنى: "الربتان". وھو يسمح للملك بالتطابق بإلھتى الشمال والجنوب. وھما : "نخبت " الربة النسر بالكاب، و"وادجیت" إلھة بوتو. إنھما "سیدتا التیجان الملكیة " (البیضاء، والحمراء ). وھكذا، فإن الملك "نبتى"، يتحول إلى تجسید للتاجین معا . وغالبا ما يبدأ ھذا الاسم، بھذه العبارة : "الربتان ."…

وقد حمل "أوديمو"، رابع أو خامس ملوك "الأسرة الأولى"، على إضافة، لقب ثالث لھذين الإسمین، ألا وھو "نسوت بیتى". وكلمة "نسوت" تعنى : المنتسب إلى الأسل . وكان ھذا ھو لقب ملك "الجنوب "، بھیراكونبولیس . أما كلمة "بیتى " (أو: "بیت ") فمعناھا نحلة "بوتو "، رمز ملكیة الدلتا. وقد ترجمت قائمة الأسماء والألقاب الملكیة البطلمیة لقب "نسوت بیتى " إلى : "ملك البلاد العلیا والسفلى".

وعن إسم "حورس الذھبى نوبتى "، فقد ظھر فى شكله البدائى خلال حكم الملك "جسر". وعندئذ، كان إسم الملك يقترن بقرص الشمس "رع" فوق شارة "ست أومبوس" (نوبتى). ويرى بعض علماء المصريات، أن ذلك يومئ إلى انتصار "رع –حورس" على "ست". ومع ذلك، فبداية من "الدولة الوسطى"، أضفى على ھذا الاسم معنى: "حورس الذھبى ": فقد حل حورس مكان قرص الشمس، حیث انصھرا معا، وبدا قائما فوق العلامة التى تشیر إلى معنى الذھب (نوب). وھكذا أصبح من المعتاد بدء ھذا الاسم بعبارة: "حورس الذھبى". ثم بعد ذلك زود ببعض الإضافات. فھكذا فعلت حتشبسوت، التى تسمت: "حورس الأنثى الذھبیة". وأخیرا، ھاھو ثالث ملوك الأسرة الخامسة، المدعو "كاكاى"، فى يوم تتويجه، يخلع على ن فسه ھذا الاسم الشمسى "نفرر كا رع" مبینا عن ولاءه لرع ھلیوبولیس.


وبداية من الأسرة التاسعة، خلال حكم الملك "خیتى "، اكتسبت قائمة ألقاب الملوك المزيد من التنظیم والتقنین. وأخیرا، وصلت إلى تكوينھا النھائى فى عصر الدولة الحديثة . وبدا واضحا أن ترتیب تتابع الأسماء قد طرأ علیه بعض التغییر. فنرى:
1- الإسم الحورى.
2- الإسم النبتى.
3- إسم حورس الذھبى.
4- إسم نسوت بیتى.
ويلاحظ أنه فى إطار ھذا الاسم الأخیر الذى أصبح بمثابة الإسم العلم وأحیط بخرطوش، أدمج دائما اسم "رع"؛ وھو الاسم الذى يخلع على الملك عند ارتقاءه العرش. 5- الاسم الذى تلقاه الملك عند مولده، وقد تقدمته عبارة : "ابن رع" وأحاط به الخرطوش الثانى . فھاھى، على سبیل المثال قائمة الأسماء والألقاب الكاملة الخاصة بتحتمس الثالث:
-1 حورس، الثور القوى الذى يتجلى فى طیبة.
-2 الربتان اللتان تضفیان الأبدية والخلود على الملكیة كمثل رع فى سماءه.
-3 حورس الذھبى، العظیم القدر، المؤله بواسطة التیجان.
-4 ملك مصر العلیا والسفلى، "من خبر رع" (بداخل خرطوش).
-5 ابن رع تحتمس "نفر خبرو " (أحیط بخرطوش ثانى )، وقد أنجبه "تحوت ". جمیل الشكل .
وفى نھاية الأمر، ينتھى الاسم بھذه العبارة: "الذى تحبه حتحور، ربة الفیروز".
______________
الموسوعة الشاملة للحضارة الفرعونیة
تألیف: جى راشیه
ترجمة: فاطمة عبد الله محمود
مراجعة وتقديم: د.محمود ماھر طه

الأحد، 5 أغسطس 2012

معاني الأسماء و الأيام و الأشهر

معاني الأسماء و الأيام و الأشهر



لنتعرف اولا على مصدر تسمية كلمة شهر و اسبوع : فالشهر هو الزمن أو الوقت الذي يستغرقه القمر للدوران دورة كاملة حول الأرض، ولهذا أسمته العرب شهراً لأنه يشهر بالقمر. ويتراوح عدد أيام الشهور بين 28 يوم (29 يوم في السنة الكبيسة) و31 يوم. أما مصدر كلمة أسبوع فهو الرقم سبعة وهو عدد أيامه.

أولاً : الأيام باللغة العربية (السبت - الجمعة)
ثانيا ً : الأشهر العربية (محرم - ذو الحجة)
ثالثا ً : الايام باللغة الانكليزية (Saturday - Friday)
رابعا ً : الأشهر الرومانية أو التقويم الجريجوري أو الميلادي (يناير - ديسمبر)
خامسا ً : الأشهر السريانية (كانون الثاني - تشرين الثاني)

الأيام باللغة العربية

السبت: السبت بالعربية البرهة من الدهر، والسبت هو الراحة، ويقال سبت يسبت سبتا أي استراح وسكن. وقيل إن السبت هو معرب شبت العبرية، وتعني الراحة والسكون وكان يسمى في الجاهلية شبار.

الأحد: بمعنى الواحد، وأول العدد، واليوم الأول من الأسبوع وكان يسمى في الجاهلية أول.

الاثنين: يعني اليوم الثاني من الأسبوع وكان يسمى في الجاهلية أهون.

الثلاثاء: يعني اليوم الثالث من الأسبوع وكان يسمى في الجاهلية جبار.

الأربعاء: يعني اليوم الرابع من الأسبوع وكان يسمى في الجاهلة دبار.

الخميس: يعني اليوم الخامس من الأسبوع وكان يسمى في الجاهلية مؤنس.

الجمعة: الجمعة من الاجتماع وربما أطلقت الجمعة على الأسبوع بأسره من باب تسمية الكل باسم الجزء وكان يسمى في الجاهلية عروبة.

الأشهر العربية

يقال أن أسماء الأشهر العربية وضعت في مطلع القرن الخامس الميلادي. أما معانيها فهي كما يلي:

محرم: هو أول الأشهر العربية. وسمي بهذا الاسم لأنه أحد الأشهر الحرم التي حرم القتال فيها.

صفر: قيل أن ديار العرب كانت تصفر أي تخلو من أهلها للحرب. وقيل لأن العرب كانت تُغير فيه على بلاد يقال لها الصفرية. وقيل لترك العرب أعداءهم صفراً من الأمتعة، وقيل لاصفرار مكة من أهلها.

ربيع الأول وربيع الآخر: سميا بهذا الاسم في فصل الربيع وظهور العشب .

جمادى الأولى: جميع الأشهر العربية مذكرة إلا جمادى الأولى والآخرة. وكان جمادى الأولى يسمى قبل الإسلام باسم جمادى خمسة، وسمي جمادى لوقوعه في الشتاء وقت التسمية حيث جمد الماء.

جمادى الآخرة: كان يسمى قبل الإسلام باسم جمادى ستة أما اسمه الحالي فكما ورد سابقا.

رجب: كان العرب في الجاهلية يعظمون هذا الشهر بترك القتال، ولا يستحلونه فيه. واسمه من رجب الشيء أي هابه وعظمه وقيل رجب أي توقف عن القتال.

شعبان: تشعبت القبائل في هذا الشهر ـ وقت التسمية ـ للإغارة بعد قعودها عنها في رجب. وقيل يتفرق الناس فيه ويتشعبون طلبا للماء .

رمضان: كان يسمى قديما (ناتق) ولما غير الاسم وافق زمن الحر والرمض، والرمضاء هي شدة الحر، ويقال رمضت الحجارة إذا سخنت بتأثير أشعة الشمس .

شوال: قيل إن الإبل كانت تشول بأذنابها أي ترفعها وقت التسمية طلبا للإخصاب وقيل لتشويل ألبان الإبل، أي نقصانها وجفافها، وقيل شوال لارتفاع درجة الحرارة وادبارها.

ذو القعدة: قيل إن العرب كانوا يقعدون فيه عن الأسفار، وقيل قعودهم عن القتال لأنه من الأشهر الحرم.

ذو الحجة: هو شهر الحج. وكان العرب قديما يقيمون فيه حجهم إلى الكعبة.

الايام باللغة الانكليزية

لم تأخذ الايام اسماءها باللغة الانكليزية، وباللغات الاوروبية المشابهة لها عن الرومان كما في الشهور ولكن عن" الانجلو ـ سكسون" الذين اطلقوا على معظم الايام اسماء آلهتهم، والتي تشابه الى حد كبير اسماء الآلهة الرومانية وذلك على النحو التالي :

Saturday (السبت) : الاصل الروماني هو dies saturni ويعني بالانكليزية القديمة day of Saturn أي يوم الكوكب زحل. وزحل هو اله الزراعة عند الرومان.

Sunday (الاحد): الاصل الروماني هو dies solies ويعني بالانكليزية القديمة day of the Sun أي يوم الشمس.

Monday (الاثنين) : الاصل الروماني هو ويعني بالانكليزية القديمة day of the moon اي يوم القمر.

Tuesday (الثلاثاء) : مصدر الاسم هو Tiw او Tiu وهو الاسم الانجلو ـ سكسوني للاله الاسكندنافي Tyr وهو اله الحرب، منل تعنى Mars day أى يوم كوكب المريخ، وكان المريخ اله الحرب عند

الرومان.

Wednesday (الاربعاء) الاصل الروماني هو Mercurii ومنها الى اللغة الانكليزية التي يعني فيها Mercury.s أي يوم كوكب عطارد، وكان عطارد اله التجارة والفصاحة والمكر واللصوصية عند الرومان!.

Tharsday (الخميس) : الاصل الروماني هو jovis dies ومنها الى الانكليزية القديمة حيث تعنى day of thor وهو احد الآله، كما تعني Jupiters day اي يوم كوكب المشتري وهو كبير آلهة الرومان.

Friday (الجمعة) : يعني الاسم باللغة الانكليزية القديمة day of Frigga اي يوم (فريغا) وهي زوجة الاله اودين وهي آلهة الحب والصحة، كما يعني الاسم ايضا Venus day اي يوم كوكب الزهرة، والزهرة هي آلهة للحب والجمال عند.

الأشهر الرومانية (التقويم الجريجوري)

ويلاحظ أن أسماء الأشهر في كل لغات غرب أوروبا تعود إلى أصلها الروماني، وهي باللغة الإنكليزية على النحو التالي :

يناير (January): من الكلمة اللاتينية Januarius ويحمل هذا الشهر اسم الإله الروماني جانوس Janus ، وهو إله الشمس، وكان يمثل حارس أبواب السماء كما يمثل إله الحرب والسلم، وقيل إنه إله البدايات والنهايات.

فبراير (February): اسم من اللغة الفرنسية القديمة عن اللفظ اللاتيني Februalia وهو وقت خاص للكفارة عن الذنوب وللتطهير.

مارس (Mars): اسم من اللغة الفرنسية القديمة عن اللفظ اللاتيني Martiuis ويعني شهر Month ، أما مارس Mars فهو إله الحرب عند الرومان، وهو حاميهم وناصرهم.

أبريل (April): الاسم من الكلمة اللاتينية aperire وتعني (يتفتح) ، ويعني اسم الآلهة التي تتولى فتح أبواب السماء لتسطع أشعة الشمس بعد غيابها في فصل الشتاء.

مايو (May): كلمة من الفرنسية القديمة عن الكلمة اللاتينية Maius ويعني شهر الإله مايا Maia ، وهي آلهة الخصب الرومانية.

يونيو (June): كلمة من الفرنسية القديمة واللاتينية وهي Junius وبقصد بها الإله جونو أو يونو وهي آلهة القمر، وزوجة المشتري في الأساطير الرومانية.

يوليو (July): كلمة من اللغات الانجلو ـ فرنسية عن الكلمة اللاتينية Julius وهي اسم يوليوس قيصر (100 ـ 44 ق.م) وكان هذا الشهر يدعى Quintils أي الشهر الخامس، وذلك قبل إضافة يناير وفبراير.

أغسطس (August): أصل هذه الكلمة في اللغة الإنكليزية القديمة كلمة Augustus وهي اسم الإمبراطور جابوس أو كتافيوس (63 ق. م ـ 14م) ولقبه أغسطس بعد انتصاره على أنطونيو عام 31 ق. م، وكان اسم الشهر ***tillis أي الشهر السادس .

سبتمبر (September): مصدر الاسم هو اللفظ اللاتيني septem ويعني الرقم سبعة حيث كان ترتيب هذا الشهر هو السابع في التقويم الروماني.

أكتوبر (October): مصدر الاسم هو اللفظ اللاتيني octo ويعني الرقم ثمانية حيث كان ترتيب هذا الشهر هو الثامن في الترتيب الروماني.

نوفمبر (November): مصدر الاسم هو اللفظ اللاتيني novem ويعني الرقم تسعة حيث كان ترتيب هذا الشهر هو التاسع في التقويم الروماني.

ديسمبر (December): مصدر الاسم هو اللفظ اللاتيني decem ويعني الرقم عشرة حيث كان ترتيب هذا الشهر هو العاشر في التقويم الروماني.

الأشهر السريانية

تعود تسمية الأشهر السريانية او الشهور الآشورية إلى عام 312م. وتنسب إلى السريان وهم أقوام عاشوا في بعض مناطق الشرق الأوسط منذ عهد قديم ، أصولها من اللغة الأرامية، دخلت اللغة العربية من خلال اللغة السريانية، ثم تم تعريبها حيث أصبحت ترد بكثرة في الكتب العربية القديمة. كانت مستعملة في كل أرجاء الوطن العربي إلى أن استبدلتها بعض الدول العربية بالأشهر الإنجليزية مثل مصر أو بالأشهر الفرنسية في المغرب العربي. هذا التقويم هو المعتمد رسميًا في دول المشرق العربي (سوريا وفلسطين والأردن ولبنان والعراق). وهو كالآتي:

كانون الثاني والأول (يناير وديسمبر): يرى البعض أن اسم كانون مشتق من الثبات والاستقرار، وقصد به ظواهر فصل الشتاء، ويرى البعض الآخر انه من الاستقرار في البيت بسبب توقف العمل بالزراعة حيث تحول العوامل الجوية دون ذلك وقيل أن كانون كلمة يابانية تعني الشتاء. وقيل: إنها تعني موقد النار.

شباط (فبراير): يعود معناه إلى كلمات تشير إلى الضرب والجلد، وقيل إنها بابلية الأصل، وسبب التسمية هو شدة البرد والرياح في هذا الوقت من السنة ، والمثل العربي مشهور لهذا الشهر وهو "شباط الخباط" وايضا "شباط ما عليه رباط" دلالة على تقلب الجو في هذا الشهر.

آذار (مارس) : الكلمة مشتقة من جذر « هَدَر » وذلك لما يقع فيه من عواصف وسيول وهدير، وبعض الناس اليوم يُسمُّونه آذار الهدَّار.

نيسان (أبريل): الكلمة من اصل بابلي هو نيسانو، ويعني البدء والتحرك، أو الشروع بالشيء، وكان هذا الشهر بداية السنة الدينية عند البابليين.

أيار (مايو): الكلمة بابلية الأصل، وقد تعني الضياء أو النور، أو من كلمة بابلية أخرى تعني الزهر وهو زهر فصل الربيع.

حزيران (يونيو): لفظ سرياني بعني الحنطة أي القمح لوقوع موسم حصاده فيه.

تموز (يوليو): اللفظ بابلي عن لفظ سومري يعني ابن الحياة وقصد به إله عبده السومريون والاكاديون، وكان هذا الشهر مكرسا له وهو إله يموت ويعود.

آب (أغسطس): الكلمة من اصل بابلي يعني العداء بسبب شدة الحر، وكان الشهر مكرسا لآلهة النار. وقد تكون سريانية بمعنى غلال ومواسم أو ثمر ناضج ويحتمل أن يكون الاسم من كلمة أب العربية التي تعني النبات والكلأ.

أيلول (سبتمبر): الكلمة بابلية الأصل يقابلها في العربية (ول) بمعنى الصراخ والعويل، وتقام في هذا الشهر المناحة (النواح) على الإله تموز.

تشرين الأول والثاني (أكتوبر ونوفمبر): من الكلمات السريانية (تشري قديم) و (تشري حراي) أي السابق واللاحق، ويعني بالعربية البدء.


الاسماء المحرمة و المكروهة

الاسماء المحرمة و المكروهة



لا شك أن مسألة الأسماء من المسائل المهمة في حياة الناس ، إذ أن الاسم عنوان المسمى ودليل عليه وضرورة للتفاهم معه ومنه وإليه ، وهو للمسمى زينة ووعاء وشعار يُدعى به في الآخرة والأولى ، وتنويه بالدين ، وإشعار بأنه من أهل هذا الدين ، وهو في طبائع الناس له اعتباراته ودلالاته ، فهو كالثوب ، إن قَصُر شان ، وإن طال شان .

والأصل في الأسماء الإباحة والجواز ، غير أن هناك بعض المحاذير الشرعية التي ينبغي اجتنابها عند اختيار الأسماء منها.

أولاً : الاسماء المحرمة :

عن أبي هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: "إن أخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك الأملاك.. زاد بن أبي شيبة في رواية "لا مالك إلا الله عز وجل" .

وعن أبي هريرة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: "أغْيظ الرجل على الله يوم القيامة، وأخبثه وأغيظه عليه، رجل كان يسمى بملك الأملاك. لا ملك إلا الله" .

وجاء في سنن أبي داود والنسائي وغيرهما عن أبي شريح هانئ الحارثي الصحابي رضي الله عنه: "أنه لما وفد إلى رسول الله مع قومه سمعهم يكنونه بأبي الحكم فدعاه رسول الله فقال: إن الله هو الحكم، وإليه الحكم فلم تكنى أبا الحكم؟ فقال: إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم، فرضي كلا الفريقين، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ما أحسن هذا. فمالك من الولد؟ قال: لي شريح، ومسلم، وعبدالله، قال: فمن أكْبَرُهُمُ؟ قلت: شريح: قال: فأنت أبو شريح" .

فإذا كان الاسم يقتضي تعظيماً أو تفخيماً فلا ينبغي التسمية به، لأن الله تعالى يقول: (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) [النجم: 32] وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تسمية الغلام رباحاً أو نجيحاً، ففي صحيح مسلم عن سمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ولا تسم غلامك يساراً ولا رباحاً ولا نجيحاً ولا أفلحاً فإنك تقول: أثَمَّ هو؟ فلا يكون فيقول: لا". وكذلك الاسم برة، نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه، فعن زينب بنت أبي سلمة أنها سميت برة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزكوا أنفسكم، الله أعلم بأهل البر منكم، فقالوا بم نسميها؟ قال: سموها زينب " رواه مسلم.

ونلخص قواعد الاسماء المحرمة في النقاط التالية

1- التسمي بأسماء الله تعالى أو صفة من صفاته. فالله هو الأحد الصمد الذي لا كفؤ له ولا شريك معه أو نظير له، وله وحده الأسماء الحسنى سبحانه وتعالى علواً عظيماً، ومثال ذلك: اسم "شاهان شاه" أي: ملك الملوك، و "سلطان السلاطين"، و"قاضي القضاة"، و"سيد الكل"، فإن ذلك ليس لأحد غير الله، ولا يرضاه الله تعالى (وكذلك الأسماء التي تدل على العظمة المطلقة أو الفخامة فالعظمة لله وحده).

2- الأسماء المعبدة لغير الله كقول بعض الجاهلين:

عبدالرسول

عبد النبي

عبد الكعبة

عبدالامير

عبدالرضا

عبدالحسين

عبداللاة

عبدالعزى

عبد شمس

عبدقيس

عبد مناف

فإن العبودية قولاً وعملاً واعتقاداً كلها تكون لله، وما سوى ذلك شرك شرك والعياذ بالله .

قال الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : كان اسمي عبد عمرو - وفي رواية عبد الكعبة - ، فلما أسلمت سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن . رواه الحاكم 3/306 ووافقه الذهبي .

3- التسمي بـ : "سيد الناس"، و "سيد ولد آدم"، وليس ذلك إلا لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – خاصة، كما قال: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر" (رواه البخاري ومسلم، وأخرجه مسلم، وأبو داود) .

4- الأسماء المتشائمة أو الدالة على الشؤم (لأن التفاؤل من الإيمان، ولأن البلاء موكل بالمنطق) .

5- أسماء القبح والسخرية وأسماء التحقير والإهانة والمعاني الرديئة أو السخيفة. لأن الله تعالى نهى أن يسخر قوم من قوم، ولا داعي لتعريض الأبناء للسخرية أو الإهانة أو النقص، كما أن الله سبحانه وتعالى جميل يحب الجمال، وطيب يحب الطيب، وهو سبحانه يأمر الآباء ويوجب عليهم تحسين أسماء أبنائهم .

6- الأسماء الخشنة. والأسماء صعبة النطق .

7- أسماء الكفار والأجانب من المشركين .

8- أسماء الجبابرة والفراعنة .

9- أسماء الشياطين والعياذ بالله منهم مثل:

خنزب

الولهان

الأعور

الأجدع شيصبان

ميطرون

شمهروس

10- أسماء جهنم والعياذ بالله منها .

11- الأسماء: رباح، ويسار، وأفلح، ونجيح، ونافع، وبرة، وتقية، لأحاديث تقدم ذكرها، وربما انطبق ذلك على بعض الأسماء في الوقت الحاضر مثل: إيمان، هدى، تقوى، الخ .

12- الأسماء الدالة على معصية الله أو السخط من قدره وحكمه والعياذ بالله .

13- أسماء يوم القيامة (كالقارعة، القيامة، الساعة، الصاخة، الطامة، الخ) .

14- أسماء الحيوانات النجسة والمنبوذة والحشرات الضارة:

الخنزير

القرد

الضفدع

الحمار

الكلب

كانوا يتسمون بهذه الاسمين الأخيرين في الجاهلية، أما في الإسلام فإنه لا يليق التسمي بذلك – وكذلك الحشرات:

الذباب

الخنفساء

الجعلان

البعوضة

15- الأسماء الأجنبية عن معانيها التي لا تعلُّق لها بها أو المناقضة لها، كمن يسمي ابنه أبيض وهو أسود أو العكس، أو من يسمي ابنته شقراء وهي سمراء، وغير ذلك .

ثانيا ً : الاسماء المكروهه:

وهي التي لا يُستحسن التسمية بها ، و أحد العلل تكمن في الخوف أن لا يكون للمسمى نصيب من اسمه : كأن يُسمي " مؤمناً ويكون في كبره كافراً وهكذا ، فعلى الآباء والأمهات أن يحسنوا التسمية، ويضعوا في الحُسبان ذلك، ويجب عليهم أن يُنشئوا الطفل على الأوصاف التي يقتضيها اسمه، فإن كان اسمه " محمداً " عوده منذ صغره على فعل المحامد، وبذل العطاء للناس ليكون محمداً حقيقة.

بالاضافة الى ما تقدم ، فالأسماء المكروهة فيمكن تصنيفها على ما يلي :

1- تكره التسمية بما تنفر منه القلوب ، لمعانيها ، أو ألفاظها ، أو لأحدهما ، لما تثيره من سخرية وإحراج لأصحابها وتأثير عليهم فضلاً عن مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم بتحسين الأسماء .

2- يكره التسمي بأسماء فيها معان رخوة شهوانية وهذا في تسمية البنات كثير ، كفاتن ومغناج .

3- يكره تعمد التسمي بأسماء الفساق المجّان من الممثلين والمطربين وعُمار خشبات المسارح باللهو الباطل .

ومن ظواهر فراغ بعض النفوس من عزة الإيمان أنهم إذا رأو مسرحية فيها نسوة خليعات سارعوا متهافتين إلى تسمية مواليدهم عليها ، ومن رأى سجلات المواليد التي تزامن العرض ، شاهد مصداقية ذلك فإلى الله الشكوى .

4- ويكره التسمية بأسماء فيها معان تدل على الإثم والمعصية .

5- وتكره التسمية بأسماء الفراعنة والجبابرة .

6- و التسمية بالأسماء الأعجمية المولدة للكافرين الخاصة بهم .

والمسلم المطمئن بدينه يبتعد عنها وينفر منها ولا يحوم حولها ، وقد عظمت الفتنة بها في زماننا ، فيلتقط اسم الكافر من أوربا وأمريكا ، وهذا من أشد مواطن الإثم وأسباب الخذلان . وهذا التقليد للكافرين في التسمي بأسمائهم ، إن كان عن مجرد هوى وبلادة ذهن ، فهو معصية كبيرة وإثم ، وإن كان عن اعتقاد أفضليتها على أسماء المسلمين ، فهذا على خطر عظيم يزلزل أصل الإيمان ، وفي كلتا الحالتين تجب المبادرة إلى التوبة منها ، وتغييرها شرط في التوبة منها .

وبعض المسلمين يسمي ابنته في هذه الأيام ليندا ونانسي وديانا وغيرها وإلى الله المشتكى .

7- وتكره التسمية بكل اسم مضاف من اسم أو مصدر أو صفة مُشبّهة مضاف إلى لفظ ( الدين ) ولفظ ( الإسلام ) مما يحمل معنى التزكية للمسمى مثل : نور الدين ، ضياء الدين ، سيف الإسلام ، نور الإسلام .. وقد يكون المسمى بخلاف ذلك إذا كبُر فيكون وبالا على أهل الإسلام ومن أعداء الدين واسمه ناصر الدين وذلك لعظيم منزلة هذين اللفظين ( الدين ) و ( الإسلام ) ، فالإضافة إليهما على وجه التسمية فيها دعوى فجة تطل على الكذب ، ولهذا نص بعض العلماء على التحريم ، والأكثر على الكراهة ، لأن منها ما يوهم معاني غير صحيحة مما لا يجوز إطلاقه .

وقد يكون الاسم من هذه الأسماء منهياً عنه من جهتين ؛ مثل : شهاب الدين ؛ فإن الشهاب الشعلة من النار ، ثم إضافة ذلك إلى الدين ، وقد بلغ الحال في بعضهم التسمية بنحو : ذهب الدين ، ماس الدين . بل أن بعضهم سمى : جهنم ، ركعتين ، ساجد ، راكع ، ذاكر .

وكان النووي رحمه الله تعالى يكره تلقيبه بمحيي الدين ، وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يكره تلقيبه بتقي الدين ، ويقول : ( ولكن أهلي لقبوني بذلك فاشتهر ) .

8- وكره جماعة من العلماء التسمي بأسماء الملائكة عليهم السلام . أما تسمية النساء بأسماء الملائكة ، فظاهره الحرمة ، لأن فيها مضاهاة للمشركين في جعلهم الملائكة بنات الله ، تعالى الله عن قولهم .

9- وكره جماعة من العلماء التسمية بأسماء سور القرآن الكريم ، مثل : طه ، يس ، حم .. ، ( وأما ما يذكره العوام أن يس وطه من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ، فغير صحيح ) .

10- الأسماء التي تحمل تزكية مثل : تقي و عابد ... ينظر تحفة المودود لابن القيم وتسمية المولود : بكر أبو زيد .

أما اسم أبرار فلا يوجد فيه نهياً وإن كان قوله صلى الله عليه وسلم: (الله أعلم بأهل البر منكم) يجعل في النفس منه شيئاً. وقد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أسماء بعض زوجاته رضي الله عنهن، كزينب بنت جحش وجويرية بنت الحارث المصطلقية، وكان اسم كل واحدة منهمن برة، كما ثبت ذلك في صحيح مسلم. وبهذا يعلم أن هذه الأسماء ينبغي تجنبها. وأما تسمية خلود فالظاهر جواز ذلك لأن الخلود في ذاته نسبي، وهو هنا التفاؤل بطول البقاء، والكلمة نفسها تدل على عدة معان، منها الميل إلى الشيء والسكون إليه. فلا نرى حرجاً في التسمية به. وكذلك اسم نائلة فإن فيه معنى التفاؤل بنيل المطلوب ، مثل اسم صالح ومعاذ ونحوهما ، فلا حرج فيه إن شاء الله . وننبه إلى أن من حقوق الولد على والديه أن يُسَمَّى باسم حسن.

و الاسلم : الابتعاد عن اسماء فيها اختلاف و شك في جواز التسمية بها أو لا.

والله أعلم.