الأربعاء، 10 أغسطس 2011

مذكرة تخرّج : التعددية اللغوية في الجزائر-الطلبة الجامعيين أنموذجا

تمهيد: لقد كان حرص العرب منذ القدم على تتبع قضايا لغتهم حرصا لا يهدأ البتّة، لهذا يتعين علينا اليوم أن يزداد هذا الحرص تأجّجا نظرا لما يهدد الأمة العربية من غزو لغوي يمهدّ للغزو الثقافي ويواكبه، لذا يجب علينا عند تتبع قضايا لغتنا اليوم أن ننظر إليها بالمنظار الذي تفرضه الأحداث والمشاهد الراهنة لواقع لغتنا دونما تضليل للنفس، ولا تزيين للواقع، ولا تجاهل للحقيقة، ولا حتى إفراط في التفاؤل بالمستقبل بل يجب أن نكون في تمحيصنا لواقعنا اللغوي والثقافي واعين لما تشكو منه لغتنا وثقافتنا من نقص وتخلف بالنسبة إلى بعض اللغات والثقافات الأخرى، مسلطيّن الضوء على ما كان منّا من تفريط في استثمار ما هو جاهز لدينا من إمكانيات توفرها لغة الضاد في مجالات التعبير وحتى الاتصال، باتت كامنة فينا بالقوة، إذ لم تقدر العقول أن تخرج بها إلى حيّز الفعل. ونظرا إلى أن اللغة تعد من وسائل التعبير والتواصل الإنساني بين الأفراد والمجتمعات إذ هي ترجمة لما يدور في الذهن من أفكار، والوسيلة الاجتماعية التي تمكننا من تحويل الفكرة الذهنية غير الملموسة إلى السيرورة والتداول. وتشبه اللغة أن تكون مرآة صادقة تعكس مشهدا جليا لما تنطوي عليه الجماعة اللغوية من عادات، وتقاليد، وقيم ثقافية اجتماعية. ولما كانت اللغة تتخطّى بعديها الزماني والمكاني لتحقيق الحيوية والنماء كان الاقتراض بين اللغات والتواصل بينها سنّة مطرّدة أخذت بها اللغات منذ أقدم الحقب، ولعل هذا الاقتراض بين اللغات يكسبها سعة وتنوعًا، ولكنه في الوقت نفسه يترك آثارا سلبية في سمات اللغة، كأن تتسلل ألفاظ دخيلة لا تتفق وقوانين اللغة، أو أن يدفع أبناء اللغة إلى التأسّي باللغات الأخرى، وهذا بالضرورة يؤثر على نظام اللغة الأمّ، ويهدد ألفاظها ووجودها بالضمور والاضمحلال، علاوة على أنّه تهديد لهوية الأمة وكبريائها، إذ لا انفكاك بين اللغة والهوية، فما بالك إن كانت لغتنا هي العربية التي تعدّ لغة قديمة متواصلة، وهذا التواصل من أهم خصائصها، ولولاه لانقطع الحاضر عن الماضي وأصبحت اللغة طلاسم يعنى بفكها علماء الآثار. لهذه المعطيات وغيرها تعرّض بحثنا هذا الذي يمثل إطلالة على المشهد اللغوي العربي الجزائري المعاصر، وما يمرّ به من قضايا، كما إنه إطار مناسب لعرض قضيته أو بالأحرى ظاهرة تفشت في المجتمع الجزائري باعتبار الجزائر بلدًا تتعايش على أرضه لغات عديدةـ ويتخذّ هذا التعايش أو ما سمّاه البعض بالصراع، طابعًا يدعى التعدّدية اللغوية أو التعدّد اللغوي Multilinguisme التي تتخذ بدورها طابعين اثنين: طابع الازدواجية Diglossie وطابع الثنائية Dualisme linguistique وهذا يقودنا إلى محاولة الإسهام في الإجابة عن بعض الأسئلة المفتوحة والقضايا المعلّقة في آفاق المشهد اللغوي الجزائري، فما جدوى الأنظار اللسانية الحديثة في درس العربية ؟ وما دواعي استبدال الجزائريين العربية الفصحى بالعامية وكذا الحرف اللاتيني ؟ كيف نخرج من مأزق التعددية اللغوية ؟ وكيف نطوّر نموذجا فصيحا مناسبا للخطاب اليومي ؟. دراستنا هذه تنظر إلى اللغة العربية في علاقتها بمنظومات المعرفة لذا جاء الحصر بمحاولة تحليل واقع استعمالنا في الجامعة الجزائرية خاصّة بعد تغلغل ظاهرة التعددّية إلى الوسط الطلابي الجامعي وهذا يدفعنا لمحاولة معرفة أسباب انتشارها لدى هذه الفئة. ومن منطلق دراستنا لظاهرة التعددّية اللغوية في الجزائر وتمثيلا لانتشارها في الوسط الطلابي الجامعي، هل يمكن يا ترى إعادة تجديد تمسكنّا باللغة العربية - عنوان الهوية ومستودع الذاكرة الحضارية - ؟. هي إشكالات عديدة تعترضنا لتطرح نفسها وهدفنا بدراستنا هذه محاولة الإسهام في إيجاد إجابات لها. الرابط اضغط على العنوان ----------------------------------------------------------------------------------- http://www.4shared.com/file/ut1Yp_RP/___-__-_____.html

هناك تعليق واحد: