- الثقافة
- قراءة 1572 مرات
"الهجرة والمهاجرون في العصور الإسلامية"
تفكيك الظاهرة وتحليل عناصرها بقالمة
تناول موضوع الملتقى الوطني حول"الهجرة والمهاجرون في العصور الإسلامية" بالتحليل والنقاش، أسباب الهجرة ودوافعها بمشاركة أساتذة ودكاترة من 18 جامعة وطنية.
وعرف الملتقى الذي نظمته كلية "العلوم الإنسانية والاجتماعية" قسم التاريخ بجامعة 08 ماي 1945 بقالمة أول أمس بقاعة المحاضرات "سويداني بوجمعة"، 04 محاور أساسية، الأول حول "الهجرة بين الضرورة والمغامرة"، وتمحور الثاني حول "أنواع الهجرة السياسية، العلمية والاقتصادية"، أما المحور الثالث فتمركز حول "آثار الهجرة الفردية والجماعية وإسهامات المهاجرين"، فيما استهدف المحور الرابع إبراز الأبعاد الإنسانية للهجرة والمهاجرين والتعايش والتنوع.
وأشار الدكتور صالح عقون عميد جامعة قالمة في كلمة
عن افتتاح الملتقى، إلى أن الهجرة الفردية أو الجماعية أصبحت علامة أزمة
إنسانية وتاريخية في العصر الحديث، لأسباب خاصة أو غير شرعية في أحضان
تنظيمات مشبوهة، محدثة تغييرات عميقة على المستويات السياسية والاجتماعية
والاقتصادية نتيجة التهجير الجماعي الذي تعرضت له أقليات دينية وثقافية
عربية، ليخلّدوا تجاربهم في المنفى.
وأوضح رئيس الملتقى الأستاذ المحاضر عبد الجليل
قريان، أن الهدف الأساس لهذا الملتقى هو تفكيك ظاهرة الهجرة في العصور
الإسلامية، وتحليل عناصرها وآثارها السلبية في مختلف الجوانب وعلاقتها
بالماضي والحاضر والمستقبل، وأسباب ودوافع الهجرة وحركاتها وآثارها
وامتداداتها عبر الأزمنة والعصور، خاصة مع ظهور أشكال جديدة من الهجرات نحو
الضفة الأخرى، لاسيما قوارب الموت التي يرتادها الشباب وما تعيشه الأمة
العربية والإسلامية في السنوات الأخيرة من أزمات سياسية حادة حقيقية أو
مصطنعة، أدت إلى موجات من الهجرة يوميا.
وقال الدكتور إبراهيم براهمي في مداخلته حول "حراك القبائل العربية إلى الشمال الإفريقي وتأثيراتها الثقافية واللغوية"،
إن حراك بعض القبائل العربية في القرن الخامس الهجري، كقبائل بني هلال
وبطونها إلى الشمال الإفريقي، كان له تأثير كبير على الصعيد اللغوي وعلى
صعيد الاستعراب الأمازيغي، وأسّس مداخلته على التأثيرات التي تركتها هذه
القبائل على صعيد نشر اللغة العربية وتوطيدها وما تركته هذه القبائل من
آثار لهجية لازالت سائدة إلى اليوم في شمال إفريقيا، مشيرا إلى بعض الظواهر
الصوتية والمعجمية في الجزائر التي تعود إلى الاحتكاك بتلك القبائل.
وأوضح الدكتور براهمي في الجانب الصوتي إلى تغيير
بعض الأصوات في منطقة المسيلة، جيجل، الشرق الجزائري وغيرها، وظواهر
تركيبية نحوية للتأنيث المذكر خاصة في الشرق الجزائري، وبقاء بعض الألفاظ
بصفائها العربي الأصيل الموجودة في لهجاتنا المحلية، على غرار قالمة، تبسة،
الطارف، وسوق اهراس. كما أشار إلى وجود بعض الآثار للهجات العربية في بعض
المناطق الصحراوية كوادي سوف وبسكرة؛ حيث تُمارس الإمالة في بعض الأصوات
بالرفع وبالضم مثلما تُمارس في قالمة.
ويُشكل موضوع "الهجرة الجزائرية إلى فرنسا، ظروفها التاريخية وآثارها السوسيو ثقافية"، أهمية كبيرة.
وفي هذا الصدد قال الدكتور عبد الله بوصنوبرة إنه
لا توجد أسرة واحدة جزائرية تخلو من مهاجر أو أكثر في فرنسا للظروف
والعوامل والدوافع المعروفة. وقال إنه في القرن 19 عشر كانت الهجرة محدودة، ومع بداية القرن 20
بدأت الهجرة الجماعية تحت تأثير قانون التجنيد الإجباري، موضحا أن الآثار
سوسيو ثقافية سلبية جدا بالنظر إلى الأجيال الحالية التي تعيش تمزقا نفسيا
وصراعا داخليا بين عادات وتقاليد جزائرية لها طابعها وخصوصيتها التاريخية
وقيم المجتمع الفرنسي المعروفة.
واعتبر الدكتور جمال ورتي من جامعة سوق أهراس في مداخلة حول "الهجرة في العصور الإسلامية"،
أن هجرة بعض القبائل العربية من شبه الجزيرة العربية إلى الشرق الجزائري
إلى ناحية قالمة وسوق أهراس تحديدا، هجرة خارجية، ارتبطت بحركة الفتح
الإسلامي. أما الهجرات الداخلية فكانت تنصبّ حول هجرة بعض القبائل من
الأوراس إلى هذه الناحية، حيث بقيت الهجرات التي كانت بشكل جماعي، محافظة
على عاداتها إلى غاية اليوم، وأدت إلى نتاجات حضرية، وإلى بروز نخبة من
العلماء ومن المقاومين، من بينهم العالم "شهاب الدين التيفاشي"، الذي تُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات، صاحب موسوعة "أزهار وأفكار في جواهر الأحجار"، وخريج المدرسة الفرنسية متعددة التقنيات، الجزائري الوحيد آنذاك "قاضي العربي بن احمد".
❊وردة زرقين