- الثقافة
- قراءة 154 مرات
❊ وردة زرقين
”واقع اللغة العربية في شبكات التواصل الاجتماعي في الأمن اللساني والهوية”
محور ملتقى بجامعة ”08 ماي 45” بقالمة
إن
مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي اليوم، يقدمون لغة جديدة وأسلوبا لم يكن
متوقعا، ويجعلون من الممنوع اللغوي منفذا للإبداع والتفرد، وتنوع لغوي
رهيب، إذ باتت لغة الشبكات لغة داخل اللغة، بالتالي لغة جديدة ذات أطراف
لسانية متعددة تتجاوز الأصل الواحد، وتشكل تهديدا للاستتباب الأمني اللساني
واستقرار الهوية.
في هذا الإطار، نظم المجلس الأعلى للغة العربية وقسم اللغة والأدب العربي بكلية الآداب واللغات بجامعة ”08 ماي 45” بقالمة مؤخرا، يوما دراسيا لمناقشة ”واقع وسائل الاتصال الاجتماعي وأثره على الأمن اللساني والهوية”،
وتشريح واقع اللغة العربية في مواقع التواصل الاجتماعي، ووصف أسبابه
وآليات علاجه والأثر الإيجابي والسلبي لظاهرة التعدد اللغوي فيها، مع
اقتراح فنيات تعزيز استعمال اللغة العربية على مستوى شبكات مواقع التواصل
الاجتماعي.
قال الأستاذ إبراهيم براهمي من جامعة قالمة، في مداخلة بعنوان ”دور شبكات التواصل الاجتماعي في تعليم اللغة العربية، لخدمة الناطقين بها ”إن
شبكات التواصل الاجتماعي لها تأثير بالغ في الحياة اليومية، ونظر إليها
بمنظور إيجابي، وقال؛ يمكن توظيفها لخدمة اللغة العربية والمتعلمين للعربية
غير الناطقين بها، ليس فقط من أجل الدين الإسلامي، إنما للاقتصاديين الذين
يدرسون العربية، حيث يلاحظ إقبال كبير على تعلم اللغة العربية، كما هناك
تفاعل حي مع الذين لا يجيدون العربية، بالتالي يمكن لشبكات التواصل
الاجتماعي أن تكون مجالا رحبا لتعليم العربية، من خلال مجموعة من الآليات،
كتوظيف وسائل السمعية البصرية، مضيفا أن اللغة العربية تشهد إقبالا من
أبناء الأمم الأخرى، يبعث الإحساس بأنها لغة عالمية وفي ازدهار لأسباب
دينية واقتصادية، كما أنها تُعد من الأرقام الأولى وتحتل الترتيب الرابع
عالميا ضمن مستعملي اللغة على الصعيد العالمي.
أما الأستاذة أسماء حمايدية من جامعة ”08 ماي45” بقالمة، فقد تطرقت في مداخلتها بعنوان ”أسماء الفايسبوكيين في الجزائر بين الأمن اللساني والهوية”،
إلى أهمية الأسماء في التمكين في اللغة العربية والحفاظ على الهوية
الجزائرية، موضحة كيفية مساهمة أسماء الأعلام في شبكات التواصل الاجتماعي،
وانتقائها مقارنة بالأسماء الحقيقية في الواقع الاجتماعي للغة العربية،
وكيفية المحافظة على الهوية، ونددت في تدخلها بأسماء الأعلام المغايرة
بأمننا اللساني وهويتنا، لاسيما أن هناك مغالطات كثيرة يعتمدها
الفايسبوكيون في أسمائهم، باختيار لغة أجنبية لأسمائهم الحقيقية، كما أن
الاعتقاد بالحرف اللاتيني يعتبر الأكثر تداولا واستعمالا حتى في إطار
الإدارة الجزائرية، ونبهت المتحدثة إلى أن هذه الكتابة باللاتينية، تغير
تماما محتوى أسمائنا باللغة العربية، وهي بطريقة غير مباشرة تهدد هويتنا،
داعية إلى توعية مستخدمي الفايسبوك لتجنب استعمال هذه الأسماء التي تضر
بأمننا اللساني وهويتنا، من جهته، رصد الأستاذ وليد بركاني من جامعة قالمة،
في مداخلته ”الممارسات اللغوية في شبكات التواصل الاجتماعي للطلبة الجامعيين” آراء الطلبة في ”فرنكو أراب”، وهي استعمال اللغة العربية في مواقع التواصل الاجتماعي بحروف لاتينية أو رموز، اعتبرها لغة الشباب الثائر على الواقع وانبهاره
بما هو غربي، بالتالي، استيراد الثقافات الجديدة بدون تقنين ودون معرفة
المشاكل التي تطرأ عليها، داعيا إلى التعود على اللغة العربية واستعمالها
يوميا، مع القضاء على الانبهار بالآخر، لا سيما أن اللغة تروج للاقتصاد.