السبت، 24 أغسطس 2013

الألعاب اللغوية والتعبير الشفهي الإبداعي


لألعاب اللغوية والتعبير الشفهي الإبداعي
أولا : مفهوم الألعاب اللغوية
لقد استخدم مصطلح الألعاب في تعليم اللغة ؛ لكي يعطى مجالا واسعا من الأنشطة الفصلية التي تستخدم في التدريب على استخدام اللغة وممارستها ، وهذه الألعاب تخضع لإشراف المعلم وتوجيهه؛ حيث تسهم هذه الألعاب في تيسير عملية تعلم اللغة في شكل لعبة محكومة بقواعد معينة ، ومن هنا تعددت المفاهيم المقدمة للألعاب اللغوية واختلف الباحثون حول هذا المفهوم إلا أنه يمكن عرض هذه المفاهيم كما يلي :
المفهوم الاصطلاحي للألعاب اللغوية : "Language Games "
الألعاب اللغوية هي " نشاط يتم بين الدارسين – متعاونين أو متنافسين – للوصول إلى غايتهم في إطار قواعد موضوعة "
أو بعبارة أخرى هي" مجموعة من الأنشطة الفصلية التي تهدف إلى تزويد المعلم والمتعلم بوسيلة ممتعة ومشوقة للتدريب على عناصر اللغة ، وتوفير الحوافز لتنمية المهارات اللغوية المختلفة في إطار قواعد موضوعة تخضع لإشراف المعلم أو لمراقبته على الأقل ".
المفهوم الإجرائي للألعاب اللغوية :
تعرف الألعاب اللغوية إجرائيا بأنها " نشاط موجه يقوم به التلاميذ فرديا أو جماعيا وفق قواعد متفق عليها وتمتاز بالسرعة والحركة والتنافس ، وتهدف إلى الاستمتاع وفهم المعلومات ".
ومن ناحية أخرى فهي " نشاط يتم بين الدارسين بشكل إرادي ، يؤدى في حدود زمان ومكان معينين حسب قواعد مقبولة ، وبتوجيه من المعلم " .
ومن خلال العرض السابق لمفهوم الألعاب اللغوية فإن الباحث يعرفها إجرائيا بأنها " مجموعة من الأنشطة اللغوية والممارسات العملية التي يعدها المعلم ويقوم بها المتعلم بأسلوب تربوي مشوق ، بغرض تنمية بعض جوانب الأداء اللغوي واكتساب بعض مهارات اللغة العربية والتي من بينها التعبير الشفهي الإبداعي " .
أو بعبارة أخرى هي " مجموعة من الأنشطة الهادفة التي تتم داخل الفصل ؛ لمساعدة التلاميذ على التعلم اللغوي الجيد ، ولتحقيق أهداف لغوية محددة مثل تنمية مهارات التعبير الشفهي الإبداعي لدى تلاميذ الصف السادس الابتدائي عن طريق الممارسة والمشاركة الإيجابية " .
* والملاحظ أنه على الرغم من تعدد المفاهيم المقدمة للألعاب اللغوية من حيث الصياغة والمفهوم ، إلا أن جل هذه المفاهيم يربطها قاسم مشترك من حيث إن الألعاب اللغوية كغيرها من الألعاب لكل منها بداية محددة ونقطة نهاية ، وتحكمها قواعد ونظم ، ويمكن القيام بإدخال تعديلات طفيفة لتحويل أي نشاط أو تدريب لغوى إلى لعبة لغوية تساهم في ترغيب التلاميذ في الكلام وتنمية كفاءتهم في الاتصال اللغوي بالآخرين وتدريبهم على الاستخدام الصحيح لكثير من أدوات اللغة
ثانيا : أهمية استخدام الألعاب اللغوية في تعلم اللغة
للألعاب اللغوية دور بارز في تعلم اللغة واكتساب مهاراتها المختلفة ، حيث تسهم بدور كبير في تيسير عملية تعلم اللغة وتذليل صعابها ؛ حيث إن تعلم اللغة عمل شاق يحتاج إلى مران وتدريب مكثف من أجل التمكن من استعمالها وتنمية مهاراتها ، وعلى هذا الأساس يمكن توضيح أهمية الألعاب اللغوية في النقاط التالية :
1- إن الألعاب اللغوية المختارة اختيارا جيدا تسمح للتلاميذ بالتدريب على مهارات اللغة الأربعة ، فضلا عن ذلك فهي توظف اللغة
المفيدة ذات المعنى توظيفا جيدا داخل سياقات واقعية حقيقية .
2- الألعاب اللغوية مثيرة للدافعية والتحدى كما أنها تشجع التلاميذ على التفاعل والتواصل .
3- إن الألعاب اللغوية تساعد التلاميذ على بقاء أثر ومجهود التعلم لفترات طويلة ، كما أنها تخلق سياقا دالا ذا معني لاستخدام اللغة
4- إن استخدام الألعاب اللغوية يخفض نسبة القلق والتوتر أثناء تعلم اللغة ، بالإضافة إلى علاج بعض المشكلات النفسية كالانطواء والعزلة حيث تعطى التلاميذ الخجولين فرصة أكبر للتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بوضوح.
5- الألعاب اللغوية تعمل على ترقية الطلاقة اللغوية وتساهم في تقديم المفردات والمراجعة .
6- تشجع الألعاب اللغوية التلاميذ على استخدام اللغة بشكل مبدع وفطري، كما تعمل على ترقية الكفاءة التواصلية وتركز على القواعد بشكل تواصلي بالإضافة إلى تحقيق نوع من الإثراء، وتساعد المعلم على تنظيم الفصل وانسجامه وذلك من خلال المشاركة العامة لجميع التلاميذ مع تحسين التنافس بشكل طبيعي، بالإضافة إلى أنها تتناسب مع جميع المستويات والاهتمامات بما يحقق مبدأ التكيف والمعايشة.
7- استخدام الألعاب اللغوية يوفر الممارسة اللغوية للمهارات اللغوية الأربعة مثل التحدث والاستماع والقراءة والكتابة، فالألعاب اللغوية وسيلة فعالة لتنمية مهارات التلاميذ اللغوية الشفهية والكتابية .
8- تساعد الألعاب اللغوية في التخفيف من رتابة الدروس اللغوية وجفافها ، بالإضافة إلى أنها تساعد المعلمين والمتعلمين على فهم اللغة في مواقف طبيعية حيوية والتعبير عن وجهات النظر .
9- تعمل الألعاب اللغوية على جذب وإثارة اهتمامات التلاميذ ، كما تعمل على ترقية وإثراء الكفاءة اللغوية لديهم في تعتبر وسيلة من وسائل التعلم الفعال .
10- تجعل الألعاب اللغوية التلاميذ يتعلمون آلية صياغة الأسئلة والإجابات من خلال القصص البسيطة بصورة شيقة وسهلة ، مع إشباع أهدافهم وتحقيق احتياجاتهم (
11- استخدام الألعاب اللغوية يثير نوعا من الراحة والمتعة لدى المتعلمين ومن ثم تساعدهم على تعلم واستبقاء كلمات جديدة بشكل أيسر .
12- إن الألعاب اللغوية عادة ما تتضمن مناقشة ومنافسة وحرية بين المتعلمين ومن ثم جعلهم أكثر إثارة ودافعية للمشاركة بنشاط في تعلم اللغة .
13- إن الألعاب اللغوية تثرى استخدام التلاميذ للغة بطريقة تواصلية مرنة .
14- تشجع الألعاب اللغوية التلاميذ على البحث عن وسائل إضافية للقراءة والإطلاع ، ووسائل مرجعية مثل القواميس ودوائر المعرفة وكل هذا يعمل على ترقية النمو اللغوي بشكل سليم.
15- تعمل الألعاب اللغوية على تصحيح أخطاء الهجاء الشائعة عند التلاميذ ، مع إمداد التعزيز بالهجاء الصحيح للمفردات المختلفة .
16- تساعد الألعاب اللغوية في تنمية فهم الاختلافات في الشكل وفى الوظيفة للمجموعات القوا عدية المتعددة .
17- تعمل الألعاب اللغوية على تدريب التلاميذ على التوزيع الموفولوجى الظاهري المختلف والمعنى للكلمات مع تصحيح استخدام الكلمات في سياقات مناسبة .
18- تساعد الألعاب اللغوية في إتقان المرادفات والمتضادات مع فهم البني التركيبية والعمليات المورفولوجية الظاهرية المختلفة ، بالإضافة إلى بناء الجمل وأوجه الخطاب وتنمية الفهم القرائى
19- تتمركز الألعاب اللغوية حول المتعلم ، وتعمل على تكامل المهارات اللغوية المتعددة ، وتؤسس بيئة التعلم التعاوني من خلال تبنى الاتجاهات التعاونية ومشاركة التلاميذ في عملية التعلم ، بالإضافة إلى أنها تشجع على استخدام اللغة الإبداعية والتلقائية .
20 – تنمى الألعاب اللغوية التي تعتمد على التمثيل مستوى الحوار والمحادثة لدى التلاميذ وخاصة في مرحلة التعليم الابتدائي ، حيث يقوم المعلم بتحويل القصص إلى تمثيليات يقوم التلاميذ بأدائها وتمثيل شخصياتها ، بما يحقق لهم المتعة وينمى لديهم الملاحظة والتفكير .
21- تساعد الألعاب اللغوية القائمة على اللعب التمثيلي في تنمية قدرة التلاميذ على التعبير والتواصل اللغوي ، مع الاستجابة للمثيرات الاجتماعية المختلفة .
22- إن الدراما أو مسرحة المنهج داخل الفصل والتي تستخدم من خلال قيام التلاميذ بالألعاب اللغوية المختلفة تثير لديهم الكثير من النشاط والخيال وتحسن الأداء اللغوي ، كما أنها تنمى لديهم التعلم الذاتي النشط ، ومن ثم فإن الأنشطة اللغوية الشفهية والألعاب الدرامية تثرى نمو اللغة وتعليم المنهج كما تثرى النمو المعرفي العام لدى التلاميذ
23- تعمل الألعاب اللغوية على تنمية مهارات القراءة الصامتة والتذكر المباشر للمسموع لدى التلاميذ في مرحلة التعليم الابتدائي تلك المرحلة التي يمتاز فيها التلاميذ بالنشاط والحركة واللعب والانطلاق
24- الألعاب اللغوية هي طريق الأطفال للتفكير في عالمهم المحيط بهم ، واستخدامها في كتب تعليم اللغة يشجع الأطفال على التعلم النشط ، والقدرة على المخاطرة المحسوبة وعلى التفكير المنطلق المرن ، وتنمى المهارات اللغوية لديهم ، وتزيد من فهمهم للأطر الثقافية والاجتماعية .
25- تشجع الألعاب اللغوية التلاميذ على الـتأمل والعمل الجماعي التعاوني ، وتساعدهم على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم وتمنحهم ثقة بأنفسهم وتجعلهم يحترمون الآخرين .
26- الألعاب والمباريات اللغوية لها تأثير دال على اكتساب المهارات اللغوية كالاستماع والثروة اللفظية من المفردات والتراكيب وكذلك القراءة الجهرية ، بالإضافة إلى دعم تحصيل التلاميذ للقواعد وتأثير ذلك كله على أدائهم اللغوي بشكل عام 27- الألعاب اللغوية تثرى خيال الطفل ، حيث يتخيل الطفل في أي لعبة يقوم بها ما سوف يقوم به الطرف الآخر ومن ثم يستعد لمواجهته والتفاعل معه.
28- تنمى الألعاب اللغوية استعدادات وقدرات التلاميذ في المراحل التعليمية الأولى كالقدرة المكانية والزمانية والعددية واللغوية ، وتسهم في التنسيق بين الحواس المختلفة مع إمداد التلاميذ بالمعلومات والمهارات والخبرات الجديدة (.
29- تسهم الألعاب اللغوية في علاج بعض حالات الضعف القرائى لدى التلاميذ في مرحلة التعليم الابتدائي ، حيث تعد من الوسائل الفاعلة في تنمية مهارات التلاميذ الشفوية والكتابية بصفة عامة.
30- إن الألعاب وتمثيل الأدوار تعد من الطرق الفعالة في فهم قيم الآخرين أو عرض قيمة معينة مرغوب فيها ، ومن هنا يجب على المعلم أن يعمل على إثراء المواقف التدريسية بالعديد من الأنشطة التي تنعكس بشكل مباشر على التلاميذ .
31- إن تدريب التلاميذ على الألعاب اللغوية وما تتضمنه من أنشطة تواصل لفظي وغير لفظي ، قد ينمى لديهم الإنصات وفهم محتوى حديث الآخرين ، وما تعبر عنه حركات أيديهم ، وإيماءاتهم وتعبيرات وجوههم ، كما تنمى لديهم القدرة على التحدث ومتابعة ما يدور في الحوار ونقل الرسائل الشفهية من وإلى الآخرين بطريقة صحيحة ، بالإضافة إلى القدرة على التعبير عن المشاعر والأفكار تجاه الآخرين وتجاه المواقف والأحداث المختلفة بطريقة واضحة وصحيحة سواء كانت لفظية أو غير لفظية.
32- إن استخدام معلم المرحلة الابتدائية للألعاب اللغوية يؤدى إلى زيادة التعلم وخاصة إذا كان هذا التعلم لبعض مهارات معينة ومحددة في اللغة ، وتحتاج هذه المهارات لتكرار ومران لإتقانها.
ثالثا : دور المعلم أثناء ممارسة الألعاب اللغوية
يعد اللعب من أنسب الأساليب التي تستخدم في تعلم اللغة وخاصة في مرحلة التعليم الابتدائي ، فهو من المداخل المحببة إلى نفوس التلاميذ ، ويقوم على الممارسة العملية والنشاط الذاتي ، ومن أمثلة تلك الألعاب ما يسمى بالألعاب اللغوية التي تتم من خلال الأغاني والبطاقات الورقية وعن طريق ألعاب فردية وثنائية وجماعية شفهية ، تسهم بشأنها في تنمية الأداء اللغوي واتجاهات التلاميذ نحو اللغة .
ويلاحظ استخدام التلاميذ المصطلحات والنكات والتنغيم والألغاز والاستعارة والتشبيه وغيرها أثناء اللعب باللغة ، كما يلاحظ الاستخدام الرمزي والقصصي للغة عندما يقرأون ويجسدون اللغة الممتعة عندما يكتبون.
وفى هذا السياق يلعب المعلم دورا فاعلا عند اختيار وتصميم وأثناء ممارسة التلاميذ للألعاب اللغوية وفيما يلي توضيح لهذه الأدوار :
1- تحديد اسم اللعبة التي يقوم بها التلاميذ منذ البداية.
2- تحديد الأهداف الخاصة بكل لعبة لغوية يقوم التلاميذ بممارستها.
3- تحديد المصادر والأدوات التي يمكن الاستعانة بها عند القيام باللعبة اللغوية .
4- تحديد إجراءات اللعبة وعدد المشتركين فيها.
5- الاتفاق مع التلاميذ داخل الفصل على النشاط الذي سيقومون به في جماعات ، مع توجيههم ليقسموا أنفسهم إلى جماعات صغيرة لا يزيد عدد أعضائها عن خمسة أو ستة أشخاص ، لأن الجماعات الكبيرة تتيح الفرصة للجلبة ولا تنتج كثيرا .
6- على المعلم أن يعمل على تهيئة ظروف العمل الجيدة أثناء ممارسة النشاط اللغوي ، وإمكاناته وأماكنه ووقته وأهدافه ، وأن يساعد الجماعة على اختيار منسقا لها من بين أعضائها.
7- أن يتفق مع تلاميذه أثناء ممارسة الألعاب اللغوية على القواعد التي تتبع فتؤدى إلى نجاح العمل ، وأن تكون هذه القواعد مرنة تعدل عند الضرورة ، مع التأكد من أن جميع الأعضاء في الفريق يقومون بأعمالهم .
8- الملاحظة والتسجيل وهما من مهارات إدارة اللعبة اللغوية وتنفيذها.
9- الإصغاء الجيد إلى التلاميذ أثناء ممارسة الألعاب اللغوية واحترام آرائهم ، مع الإيمان بإمكانيات التلاميذ الذكائية.
10- تشجيع المناقشة المفتوحة حيث يزداد احترام التلاميذ واحترام جهودهم في التفكير بالمناقشة ، وهذا يتضح أثناء ممارسة الألعاب اللغوية التي تشجع التفاعلات بين المدرس وتلاميذه ، وتتيح للتلاميذ فرصا لاتخاذ القرارات وفحص البدائل .
11- ترويج وإنجاح التعلم النشط ؛ حيث يطلب من التلاميذ أثناء ممارسة الأنشطة اللغوية أن يلاحظوا وأن يقدموا تقريرا عن ملاحظاتهم ويظهروا نواحي التشابه والاختلاف عند عقد المقارنات مع الاندماج في خلق الأفكار وصنعها.
12- تقبل أفكار التلاميذ ومناقشتها حيث تغييب السلطة ويسود تشجيع التلاميذ على التفكير بعمق ، والتأمل في الأفكار المطروحة والنظرفى البدائل.
13- السماح بوقت للتفكير أثناء ممارسة الألعاب اللغوية وغيرها من الأنشطة
14- التقويم النهائي لكل لعبة من اجل إعلان الفريق الفائز.
15- التعزيز الفوري لاستجابات التلاميذ بعد إنهاء اللعبة ؛ لأن هذا من شأنه تحفيز الهمم والتشجيع على المنافسة.
وهكذا يتضح الدور البارز الذي يلعبه المعلم أثناء ممارسة التلاميذ للنشاط اللغوي ( الألعاب اللغوية ) داخل الفصل ، حتى يحقق الفائدة المرجوة منه والتي تتمثل في تنمية مهارات اللغة المختلفة من خلال التعلم باللعب .
الألعاب اللغوية مثلها مثل أي نشاط هادف تخضع لمجموعة من المعايير أو الشروط التي ينبغي على المعلم أن يضعها نصب عينيه ولعل أهمها :
1- أن تكون لها أهداف محددة وواضحة مسبقا.
2- أن تكون مثيرة وممتعة وتحقق الدافعية للتعلم.
3- أن تكون مناسبة لخبرات التلاميذ وقدراتهم .
4- أن يكون دور التلميذ فيها واضحا ومحددا .
5- أن تكون اللعبة أكثر من مجرد متعة.
6- أن تتضمن اللعبة تنافسا حميما.
7- أن تبقى اللعبة جميع التلاميذ منخرطين ومهتمين في العمل اللغوي المنوط بهم.
8- أن تشجع اللعبة التلاميذ على التركيز في استخدام اللغة بخلاف اللغة ذاتها.
9- أن تعطى اللعبة التلاميذ الفرصة للتعلم وممارسة ومراجعة الوسائل اللغوية الخاصة.
10- أن تكون اللعبة بسيطة ومقنعة.
11- أن تدرس أو تتناول مهارة لغوية أو أكثر .
12- أن يتم إعطاء الفائز نوع من الإثابة
13- أن تكون مناسبة لأعمار التلاميذ والمحتوى الذي تقدمه.
14- أن تربط التلاميذ بالمعرفة السابقة أي مناسبتها لخبراتهم.
15- أن يكون للعبة وقت محدد ومعروف قبل القيام بها.
16- عند بداية اللعبة يجب ألا يقاطع المعلم تلاميذه لتصحيح الأخطاء أثناء استخدامهم للغة.
17- يجب على المعلم ألا يرغم التلاميذ على المشاركة فبعض التلاميذ ربما لا يريدون المشاركة في الألعاب اللغوية لأسباب شخصية خاصة بهم ، فإرغام أو إجبار التلاميذ على المشاركة عادة لا يحقق نتائج تربوية مرغوب فيها أو ناجحة.
18- يجب على المعلم أن يقوم بتوضيح التعليمات قبل الشروع في اللعبة ، حيث إن عدم معرفة التلاميذ ما يقومون به لا يحقق الهدف المرجو من اللعبة
19- على المعلمين أن يكونوا ذوى خبرة وقدرة على مزاولة اللعبة اللغوية مع التلاميذ وزيادة الفاعلية ، من أجل مساعدة تلاميذهم على الشعور بالراحة والارتباط داخل النشاط ، وهذا يعنى أنه يجب أن يكون المعلمون على دراية كاملة وفهم كامل للعبة وطبيعتها وقيادتها.
20- أكثر العوامل أهمية هو أن تعطى الألعاب اللغوية التلاميذ كلا من المتعة والمعنى التربوي ، أي يكون لها هدف محدد وإلا سوف تكون مضيعة للوقت .
21- إن طبيعة اللعبة اللغوية هي التي تفرض على المعلم شكل تنظيم البيئة الصفية ، فإذا كانت اللعبة تشجع التنافس الفردي فهذا يتطلب أن يواجه التلميذ زميله في مقدمة الفصل أو في المكان المخصص لذلك ، أما إذا كانت اللعبة تشجع العمل التعاوني الجماعي فسوف يتطلب هذا ترتيب المقاعد على شكل دوائر أو مجموعات.
ومن هذا المنطلق كان لزاما على معلم اللغة العربية الناجح أن يحسن تخطيط اللعبة اللغوية والأنشطة الفصلية حتى يستطيع تحقيق الأهداف التربوية المنشودة ، ولاتكون مجرد مضيعة للوقت إذا ما تم توظيفها واستغلالها الاستغلال الأمثل.
خامسا : علاقة الألعاب اللغوية بالتعبير الشفهي الإبداعي
توجد علاقة جد وثيقة بين الألعاب اللغوية والتعبير الشفهي الإبداعي ، حيث يرى بياجيه أن استخدام الألعاب له دور مهم في تنمية قدرة التلميذ على التعبير عن ذاته ، وهذا يحقق بدوره نموا في اللغة المستخدمة من خلال سياقات اللعب ، كما أن الأدوار التي يمارسها التلاميذ أثناء اللعب والتي تعتمد على الخيال والتساؤلات والاستفسارات والاستكشافات يمكن من خلالها تنمية الإبداع اللغوي لدى التلاميذ وهذا ما أكده تورانس وغيره من علماء التربية وعلم النفس
فالعلاقة بين اللغة واللعب علاقة متبادلة حيث إن لعب التلاميذ هو أساس النمو اللغوي ، ومادامت العلاقة بين اللغة و اللعب والإبداع علاقة قوية ، فاستخدام التلاميذ للمهارات اللغوية المختلفة أثناء الألعاب اللغوية وغيرها من الأنشطة الفصلية عامل جوهري وأساسي في نمو التفكير لدى التلاميذ وخاصة في مرحلة التعليم الابتدائي ، تلك المرحلة التي يميل فيها التلاميذ إلى اللعب والحركة والنشاط ويمكن استغلال هذا الميل في تنمية مهارات اللغة المختلفة ، فاللغة تساعد المتعلم على التفاعل مع الغير، وكذلك التعبير عن نفسه ونقل أفكاره إلى من حوله وتزيد من قدرة التلاميذ على حب الاستطلاع والاستفسار والكلام(3).
ومن هذا المنطلق فيمكن للألعاب اللغوية المستخدمة أن تدرب التلاميذ على المهارات اللغوية المختلفة (الاستماع ، والتحدث ، والقراءة ، والكتابة ) وهذا ما أكدته العديد من الدراسات والبحوث السابقة في هذا الميدان ، فالألعاب اللغوية وسيلة فعالة لتنمية مهارات الأطفال اللغوية الشفهية والكتابية
إن المناقشات التي تحدث بين التلاميذ والمعلم أو بين التلاميذ وبعضهم البعض من خلال استخدام الألعاب اللغوية المختلفة داخل الفصل في نشاط لعب الأدوار والتعلم الجماعي التعاوني ،يساعد التلاميذ على استخدام كلمات ومفردات كثيرة من خلال مشاركته في الحديث مع زملائهم وتشجيع المعلم لهم على التحدث عن طريق عرض أشياء أو صور تتطلب منهم الحديث عنها ، كل هذا من شأنه أن يساعد على التحدث بطلاقة ووضوح ، والتغلب على الخجل والتسلسل في الأفكار والتكلم بجمل تامة وليس بكلمات مفردة منفصلة عن بعضها ومن ثم يعبر كل تلميذ عما في وجدانه دون تقيد أو تكلف وهذا هو عين الإبداع اللغوي.
إن التلاميذ المشاركين في الأنشطة اللغوية داخل الفصل هم تلاميذ إيجابيون قادرون على اتخاذ القرار وإبداء الرأي ، والتعليل والتفسير ، وامتلاك مهارات السلوك الاجتماعي والقيم الاجتماعية ، ونمو الثقة بالنفس وتقبل أفكار الآخرين وإنتاج أفكار جديدة ، وظهور تحسن في الاتصال اللغوي باختيار الكلمات والعبارات الدقيقة والمنطقية ، والتحرر من قيود الكتب المدرسية إلى آفاق فكرية وثقافية أعمق وأكثر شمولا ومن ثم فإن ممارسة تلك الأنشطة ينقل التلاميذ من ثقافة الذاكرة والحفظ إلى ثقافة الإبداع (3)
فالألعاب اللغوية والأنشطة الشفهية المستخدمة خلالها مثل الدراما ومسرحة المنهج التي يقدمها المعلم داخل الفصل لتلاميذه تعمل على إثراء النمو اللغوي والمعرفي لدى التلاميذ ، كما تربى التلاميذ على كيفية التعبير عما في أنفسهم من أفكار ومعان بطلاقة ووضوح .
وحيث إن من أبرز خصائص ومميزات الطفولة هو ميل التلاميذ إلى استخدام الخيال أثناء اللعب مع ظهور روح التعاون والعمل الجماعي فيمكن للمعلم أن يستغل هذه المزايا في تنمية مهارات اللغة المختلفة من خلال استخدامه للألعاب اللغوية التي تساعد على تعلم اللغة في مواقف إبداعية تواصلية وليست نمطية مع تدريب التلاميذ على استخدام اللغة وإصدار بدائل مختلفة دون التقيد بأشكال ثابتة للتعبير اللغوي ، وإطلاق حريتهم في الإبداع وخاصة أثناء الحديث الشفهي .
إن استخدام الألعاب اللغوية يسهم في تحقيق بعض مجالات الاتصال اللغوي الخاصة بفن الكلام أو التحدث وخاصة في مرحلة التعليم الابتدائي حيث يتم وصف ما يقع عليه حس التلاميذ في البيئة المحيطة من كائنات وأحداث ، والتحدث عما يقومون به من أنشطة وما يؤدونه من أعمال ، وإعادة سرد القصص وتكملة الأجزاء الناقصة فيها ، والتعبير عن القصص المصور التي يجمعونها أو تعرض عليهم مع التعليق على بعض الأحداث والمواقف التي تجرى في محيطهم ، وأداء الأدوار في التمثيليات المدرسية ، بالإضافة إلى الحديث عن بعض الشخصيات التي أعجبتهم مبررين سببا لذلك ، وعلى هذا الأساس فالألعاب اللغوية وتمثيل الأدوار تعد من الطرق الفاعلة في هذا الشأن بما يساعد على إثراء المواقف التدريسية الخاصة بتدريس فن التحدث أو الكلام .
وحيث إن تلاميذ المرحلة الابتدائية يمتازون بارتفاع مستوى الابتكارية والخيال لديهم فإن هذا يجعلهم يميلون إلى إظهار هذه القدرات من خلال فرص اللعب وحكاية القصة وتؤثر الحكايات والقصص على النمو اللغوي تأثيرا كبيرا في هذه المرحلة ، كما أن الإكثار من الأنشطة اللغوية الصفية واللاصفية يسهم بفاعلية في إكساب التلاميذ الطلاقة اللغوية ، فالألعاب اللغوية التي يقوم بها التلاميذ تحت إشراف المعلم وتوجيهه لها الدور العظيم في الاستجابة اللغوية الشفهية ، ومن خلال هذه الاستجابة اللغوية يستخدم التلاميذ التراكيب اللغوية المطلوبة من خلال إكمال الجمل أو التعليق البسيط أو وصف الصور ، وهذه الألعاب يستخدمها التلاميذ في جو من التفاعل فيما بينهم وذلك من خلال استخدامهم للغة والألعاب والأنشطة التي تتطلب حوارات فيما بينهم تجعل إكساب المهارات اللغوية وتنميتها أمرا حادثا وبغير قصد.
كما أن اللعب الدرامي والتعبيرات الخيالية والاستخدامات الجيدة للقصص المألوفة وابتكار طرق جديدة في اللعب والتقدير الجمالي للأشياء كلها علامات يمكن من خلالها اكتشاف المقدرة الإبداعية للتلاميذ وخاصة بعد أن أثبتت الدراسات العلمية في مجال الإبداع أن كل شخص يمتلك القدرة على الإبداع بدرجة ما ، كما أن البيئة تؤثر تأثيرا مهما على نمو هذه القدرة وصقلها
ومن ناحية أخرى فإن استخدام الأنشطة الجماعية مثل الألعاب اللغوية والتفاعل بين التلاميذ داخل الفصل باستخدام طريقة الجماعات الصغيرة ، لهما دور فعال في تنمية المهارات اللفظية ، حيث تلعب المنافسة ولعب الأدوار دورا مهما في سرعة تعلم التلاميذ وتنمية مهارات اللغة لديهم وحسن استخدامها ؛ لأن المتعلم لا يقبل على تعلم اللغة بشكل قوى إلا إذا أحس أن المعرفة التي يتلقاها تفيده في مواقف حياته ، وأن المناشط اللغوية التي يتعلمها سيمارسها في خارج المدرسة.
والمدرسة كما نعلم من العوامل البيئية التي قد تعمل على تنمية الإبداع لدى التلاميذ أو تعوقه ، والمعلم الناجح هو الذي يعمل على تنمية الإبداع لدى تلاميذه ليس فقط في المواد الدراسية العلمية بل يمتد ذلك إلى جميع المواد الدراسية واللغة العربية على وجه عام فيعمل على إثارة جميع القوى الكامنة لدى التلاميذ عن طريق استغلال الأنشطة اللغوية وتشجيع التلاميذ على المشاركة والحوار باستمرار
وعلى هذا الأساس توجد مجموعة من العوامل التي تساعد تلاميذ المرحلة الابتدائية على تنمية التفكير الابتكارى في اللغة العربية بوجه عام والتعبير الشفهي على وجه التحديد ولعل أهمها :
1- الأنشطة المتنوعة التي يمارسها التلاميذ داخل الفصل أو خارجه.
2- تقسيم التلاميذ إلى مجموعات صغيرة متنافسة أثناء المناقشات والمناظرات وما ينتج عن ذلك من تفاعل وإيجابية ، وكل هذا من شأنه أن يعمل على تطوير قدرات التلاميذ الابتكارية.
3- العلاقة الحميمة بين المعلم وتلاميذه ويظهر هذا في استخدام الألعاب اللغوية .
4- الاهتمام بالجانب التطبيقي أثناء التدريب على المهارات اللغوية المختلفة من شأنه أن يعمل على تنمية وتطوير قدرات التلاميذ الإبداعية
ولعل استخدام الألعاب اللغوية وغيرها من الأنشطة يدعم هذا الاتجاه في تطوير وتنمية قدرات التلاميذ الشفهية أثناء الحديث في المواقف الحية الطبيعية القريبة من اهتماماتهم وميولهم.
فالإبداع كما نعلم في التعبير الشفهي يتضح من خلال الإتيان بأفكار متنوعة في الموضوع الواحد المتحدث فيه ، مع تغيير الزاوية الذهنية في النظر إلى الموضوع مما يجعل التلميذ ينظر إليه من أكثر من زاوية مع الإتيان بأفكار جديدة غير شائعة وتقليب وتأمل الأفكار في الذهن ثم في النهاية يستطيع التلميذ أن يستخدم وينظم ما يعرفه أو ما يراه أو مايحسه أو ما يلمسه بطريقته الخاصة وهذا كله يتضح بشكل جلى ويساعد على ظهوره الاهتمام بالأنشطة الإبداعية والتي من بينها الألعاب اللغوية
والمعلم الناجح هو الذي يخلق جوا في قاعة الدرس يساعد على ممارسة الإبداع ، بأن يشجع التلاميذ بالتعبير عن أفكارهم الشخصية ومشاعرهم الذاتية
وحيث إن تلاميذ المرحلة الابتدائية بطبيعتهم مبدعون فهذا يتطلب من معلم العربية النابه ضرورة توفير الأنشطة اللغوية التي تساعد على تنمية القدرات الإبداعية في اللغة العربية بوجه عام والتعبير الشفهي على وجه التحديد لأنه المدخل الطبيعي لتعلم اللغة ومن أمثلة هذه الأنشطة ( نشاط القصص ، ونشاط الألغاز ، ونشاط التخيل ، ونشاط النتائج المترتبة على فعل شيء أو حدث ما ، ونشاط حل المشكلات ونشاط الصور ، ونشاط الاستعمالات المختلفة للأشياء ، ونشاط الرسم ، ونشاط التصنيف، ونشاط أوجه الشبه والاختلاف ، وغيرها من الأنشطة




منقول من مصادر خارجيه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق