الخميس، 14 يوليو 2011

اللغة الإنجليزية بوصفها لغة دولية

اللغة الإنجليزية بوصفها لغة دولية تأليف : بيتر سترفنس Prof. Ahmed Shafik Elkhatib --------------------------------------------------------------------------------- في الوقت الذي يرتفع فيه عدد مستخدمي اللغة الإنجليزية في جميع أنحاء العالم إلى ما يقرب من بليوني شخص (كريستال Crystal ، 1985) ، في حين يقتصر عدد من يتحدثون بها بوصفها لغتهم الأصلية على نحو خُمس هذا العدد الإجمالي أو أقل ، وفي حين تزداد وظائف اللغة الإنجليزية واستخداماتها من قِبَل الناطقين بها لغةً أصلية لهم أو لغة أجنبية على حد سواء ، بصرف النظر عن جنسية المتحدث (أو الكاتب) ، بدأ عدد من النتائج في الظهور بجلاء. وبعض هذه النتائج يتعلق فحسب بالحاجة إلى الإلمام بالحقائق الخاصة باللغة الإنجليزية اليوم وبالسرعة التي تحدث بها التغيرات. ويتصل بعضها بأمور تختص بالمقاييس والمعايير الخاصة باللغة الإنجليزية ، وبالأهداف التربوية وبمعايير تقييم النجاح في التعلم والتعليم. ويتصل بعضها بإدراكات عميقة للشخصية المميِّزة وبالفروق الرئيسية في مثل هذه الإدراكات بين الناطقين الأصليين وغير الأصليين بالإنجليزية ، كما هي الحال عندما يصدر عن المتحدث الغافل أو الجاهل أو غير الحساس رد فعل متعالٍ أو متعجرف إزاء نوعية اللغـة الإنجليزية التي يستخدمها متحدث غير أصلي ، فيخلق أو يثير بذلك عدم ثقة عرقي. كما أن بعض نتائج الانتشار الواسع للغة الإنجليزية يتصل "بالصناعة" العالمية الخاصة بتعليم اللغة الإنجليزية وتعلمها، والتي تمثل في أعلى مراتبها ذروة - بمعنى الحالة الراهنة للعلم - ما يمكن أن يتم إنجازه في الوقت الحالي عن طريق التعلم والتعليم المنظم للغات. اللغة الإنجليزية واللغات الإنجليزية العالمية اليوم إذا بدأنا على مستوى عام ، فإنه من الشائع قبول عبارة "اللغة الإنجليزية" بحسبان أنها يمكن أن تنطبق على أشكال كثيرة من اللغة تختلف بصورة ملحوظة أحدها عن الآخر مثل "اللغة الإنجليزية الأمريكية" ، و"اللغة الإنجليزية البريطانية" ، و"اللغة الإنجليزية الهندية" ، و"اللغة الإنجليزية الغربي أفريقية" ، و"اللغة الإنجليزية السنغافورية" ، و"اللغة الإنجليزية الأسترالية" ، إلى آخره. ومنذ ثمانية وستين عاما مضت كتب هـ. ل. منكن H. L. Mencken (سنة 1919) كتابا عنوانه اللغة الأمريكية The American Language محاولا أن يزيل كلمة "الإنجليزية" كجزء من حملته الجدلية ضد ما كان يُنظر إليه بحسبانه تعاليا وغطرسة يمارسها البريطانيون إزاء اللغة ـ وعلى سبيل التوسع ، ضد القيم والمؤسسات والإنجازات ـ الخاصة بالأمريكيين. واليوم فإن الاتجاه الخاص بالإشارة إلى الأشكال والتنوعات المختلفة هو قبول التمييز داخل اللغة الإنجليزية ، بل واستخدام صيغة جمع جديدة هي "اللغات الإنجليزية"، كما حدث في عنوان المجلة العلمية الجديدة اللغات الإنجليزية العالمية World Englishes ، التي تأسست صراحة لتوثيق هذه الظواهر وبحثها ، والتي يشارك في تحريرها لدار نشر برجامون Pergamon اثنان من كبار أساتذة الجامعة في هذا الميدان ، وهما براج ب. كاتشرو ، من جامعة إلينوي في إربانا ، ولاري أ. سميث ، من المركز الشرقي الغربي في هاواي.( ) ولكن ماذا عن الإحصاءات ؟ إن عدد الأشخاص الذين يتكلمون الإنجليزية بوصفها لغتهم الأم (أو "لغتهم الأصلية" أو "لغتهم الأساسية" أو ل1 : انظر ما يلي) ، من المتفق عليه عامة أنه يُقدَّر بنحو 350 مليونا. وهذا الرقم مبني أساسا على الإحصاءات الخاصة بعدد السكان والإحصاءات المدرسية لدول مثل الولايات المتحدة ، وكندا ، وبريطانيا ، وأستراليا ، ونيوزيلندة ، إلخ ، مع الأخذ في الحسبان الأعداد المتزايدة للمهاجرين الذين لا تمثل اللغة الإنجليزية لغتهم الأصلية ، بالإضافة إلى أعداد الجاليات "المغتربة" من المتحدثين الأصليين بالإنجليزية في الدول المختلفة. وحتى عهد قريب ، كان عدد المتحدثين غير الأصليين بالإنجليزية يُقَدَّر تقريبا بما يتراوح بين 700 مليون و 750 مليونا وقد تم التوصل إلى هذا الرقم بالرجوع إلى عوامل مثل عدد قراء الصحف التي تصدر بالإنجليزية في الدول التي لا تمثل فيها اللغة الإنجليزية لغة أصلية كبرى. أما الآن فقد دعا ديفيد كريستال David Crystal (1985) إلى نظرة أكثر اتساعا فيما يتعلق بمن يجب أن نعدهم "مستخدمين للغة الإنجليزية" ، بحيث يضمون جميع أولئك الذين يستخدمونها بالفعل ، ولو على نطاق محدود. ويتراوح تقدير كريستال بين بليون (ألف مليون) وبليونين. وحجته مُقْنِعَة حين يقول : سوف آخذ رقما عمليا يمثل النقطة الوسطى ، أي 5ر1 بليون من مستخدمي اللغة الإنجليزية. وإلى حد بعيد فإن أهم جانب حول هذه الأرقام الخاصة بالمتحدثين الأصليين (اختصارا م أ) والمتحدثين غير الأصليين (اختصارا م غ أ)( ) هو النسبة بينهما. وذلك لأنها تخلق تناقضا ضخما ويترتب عليها نتائج نفسية عميقة. إذ إن الأرقام تقول لنا إن اللغة الإنجليزية يستخدمها عدد من الأشخاص أكبر من عدد مستخدمي أية لغة أخرى في الكرة الأرضية ، إلا أن المتحدثين الأصليين بها يمثلون فقط ربع أو خمس العدد الإجمالي. وبالإضافة إلى ذلك ، فإن هذه الأعداد الضخمة يمكن تصورها فقط نظرا لوجود جماعات من مستخدمي اللغة الإنجليزية من غير المتحدثين الأصليين يفوق عددهم بكثير عدد المتحدثين الأصليين ، كما هي الحال في جنوب آسيا ، وفي بعض أجزاء إفريقيا ، وفي الشرق الأقصى ، بل وفي أوروبا. ولغة الإنسان عنصر أساسي في الهوية الشخصية والقومية والعرقية له : ولذا فإنه ليس من السهل على الفرد من الـ (م أ) أن يتعايش مع التنوعات التي تحدث في استخدام الفرد من الـ ( م غ أ ) لما يحس الـ (م أ) بأنه "لغته الخاصة". وهناك جانب مهم آخر خاص بالإحصاءات وهو السرعة التي ازداد بها عدد الـ (م غ أ). وعلى سبيل التخمين ، فإن نحو بليون من 5ر1 بليون (م غ أ) قد تعلموا أو اكتسبوا الإنجليزية التي يستخدمونها خلال العشرين سنة الماضية. ولهذا المعدل من التغير دلالات ضخمة بالنسبة لمهنة تعليم اللغة الإنجليزية في كثير من الدول ، وهو ما سوف تتناوله فيما بعد. أصول اللغة الإنجليزية المعاصرة لماذا أصبحت اللغة الإنجليزية تحتل هذا الوضع الفريد ؟ فالإنجليزية ، في نهاية المطاف ، لغة حديثة السن إذا قورنت بالصينية أو اليونانية أو اليابانية أو السنسكريتية* . كمـا أنه ليس من المقنع أن نجيب ببساطة بأن الإنجليزية كانت هي اللغة المستخدمة في الاستكشاف، والتجارة ، والغزو والسيادة ابتداء من القرن السادس عشر وما تلاه : فهكذا أيضا كانت البرتغالية والإسبانية والعربية ، ومع ذلك فإن هذه اللغات لا تتمتع بأعداد ضخمة من (م غ أ). وهناك بالطبع عنصر من الحظ التاريخي في هذا الخصوص : استكشافات الكابتن كوك** Captain Cook ، والكابتن فانكوفر*** Captain Vancouver ، وتأسيس المواقع التجارية في إفريقيا وفي الشرق ، والمستوطنات الاستعمارية والمخصصة للعقاب في أمريكا الشمالية وفي أستراليزيا Austrolasia ، والاستيلاء بدافع الربح على الهند ، والمثلث السيئ السمعة الخاص بالرقيق في مقابل المولاس في مقابل السلع المصنعة بين بريطانيا وإفريقيا الوسطى والكاريبي ، والمراحل المبكرة للثورة الصناعية. كل هذه وغيرها منذ ذلك الحين كانت أحداثا يسيطر عليها أناس يتكلمون الإنجليزية. ولكن يستطيع المرء أيضا أن ينظر إلى تطور اللغة الإنجليزية بحسبانه قد مر بمراحل عديدة منذ عام 1600 ، أدت في النهاية وبصورة حتمية إلى الوضع الراهن. ولقد بدأ كل شيء على نطاق ضيق. فقد خرجت اللغة الإنجليزية إلى حيز الوجود في الشكل التقريبي الذي نعرفه بها اليوم حوالي سنة 1350 ، عندما تم استيعاب تأثير 300 سنة من الاحتلال الفرنسي النورماندي ، على أساس من اللهجات الجرمانية ، مع بعض الإضافات من اللغة النرويجية الخاصة بالغزاة الإسكندنافيين. وعلى مدى 150 عاما ، وحتى عام 1500 ، كانت اللغة الإنجليزية يُتحدث بها في إنجلترا فحسب ، بل وربما لم يكن يتحدث بها جميع السكان البالغ عددهم سبعة ملايين. ولكن بعد ذلك بين سنة 1600 وسنة 1750 زُرعت بذور الانتشار العالمي للغة الإنجليزية الذي نشهده اليوم ، عندما خرج المستكشفون ، والمغامرون من التجار ، والقراصنة ، والتجار ، والمستوطنون ، والهنود ، والإداريون من بريطانيا ليبدأوا في تكوين مستوطنات ومستعمرات في أعالي البحار. ومن الضروري أن ندرك أنه قبل حوالي سنة 1750 كان جميع هؤلاء المستوطنين يعدُّون أنفسهم متحدثين بالإنجليزية من بريطانيا تصادف أنهم يعيشون في أعالي البحار. ومع ذلك ، فبعد حوالي سنة 1750 حتى حوالي سنة 1900 ، حدثت ثلاثة تغيرات كبرى. أولها ، أن مستوطنات الـ (م أ) بالإنجليزية في أعالي البحار قد ازداد حجمها بصورة عظيمة وأصبحت تكوِّن دولا ذات حكومات ـ بالرغم من أنها حكومات استيطانية ـ وذات إحساس متزايد بهوية منفصلة ، امتد سريعا إلى مذاق الإنجليزية التي يستخدمونها. وثانيها ، في الولايات المتحدة في بادئ الأمر ، ولكن في أستراليا وفي غيرها فيما بعد ، بدأت المستعمرات تحصل على استقلالها من بريطانيا ، مما دعَّم بصورة عظيمة درجة الاختلاف اللغوي : وعلى سبيل المثال فإن نوح وبستر* Noah Webster قد حث الأمريكيين على الفخر بأن اللغة الإنجليزية الخاصة بهم تعكس الحياة الجديدة المفعمة بالحيوية التي تميز الولايات المتحدة. وثالث هذه التغيرات هو أنه عندما استقرت الملكيات وازدهرت ، اضطرت أعداد كبيرة جدا من الناس ، لكونهم من غير المتحدثين الأصليين بالإنجليزية ، إلى تعلم استخدام اللغة لكي يتعايشوا ، أو ليحصلوا على وظائف عند الطبقة الحاكمة. وكان هؤلاء المتعلمون من (م غ أ) ينقسمون إلى فئتين : السكان الأصليين (مثلا ، في الهند من الهندوس والمسلمين ؛ وفي الولايات المتحدة المستوطنون من أصل أوروبي مثل الهولنديين والإسبان والفرنسيين ، والرقيق الذين حصلوا على حريتهم) ، والمهاجرين. وأصبح تعلم الإنجليزية حينئذ (بالرغم مـن أنها ، بصفة عامة ، ليست إنجليزية مكتسبة عن طريق التعليم) نشاطا رئيسيا. وبعد سنة 1900 ، وحتى حوالي سنة 1950 ، بدأت مرحلة رابعة في خطى الإنجليزية العالمية الراهنة ، وبقفزات واسعة ، عندما بدأت المستعمرات في بناء المدارس وفي تقديم التعليم باللغة الإنجليزية إلى قطاع صغير ولكن متزايد من السكان الأصليين ، في حين بدأ في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا تقديم دراسات في اللغة الإنجليزية للمهاجرين. اللغة الإنجليزية في العالم الحديث : استخدامات ووظائف جديدة أما أحدث مرحلة ، وهي المرحلة التي مازالت مستمرة حتى اليوم ، فقد بدأت حوالي سنة 1945 وتضم شقين متمايزين : أولهما أن كل المستعمرات تقريبا الباقية لبريطانيا قد أصبحت دولا مستقلة ، وعلى وجه السرعة تغير دور اللغة الإنجليزية ووظيفتها من كونها أداة إخضاع إلى أهداف مختلفة تماما ، مثل حسبانها "نافذة على عالم العلوم والتكنولوجيا" ، أو بوصفها اللغة الوحيدة التي لا يرفضها قطاع أو آخر من قطاعات السكان. ولقد كانت هذه فترة ، لدول تابعة لبريطانيا سابقا ـ وأيضا في كثير من الدول المناظرة الواقعة تحت السيطرة السابقة لفرنسا وهولندا ، وفي الأراضي التابعة للولايات المتحدة سابقا ، مثل الفلبين ، وبورتو ريكو ، وساموا ـ تميزت بتزايد ضخم في تعليم اللغة الإنجليزية للكبار ، وبصورة أكبر ، للأطفال في سن المدرسة. أما الشق الثاني للمرحلة الحالية في تطور اللغة الإنجليزية فإنه يتعلق بظهور عدد من الأنشطة ، والحركات ، والموضوعات تُنَفَّذ في الأغلب (وإن لم يكن في جميع الأحوال) باللغة الإنجليزية في العالم بأسره. ومن أقدم الأمثلة على هذا الاتفاقية الدولية الخاصة باستخدام الإنجليزية في المراقبة الجوية ؛ ومثال آخر ، بدأ بإنشاء الأمم المتحدة ، وتمثل في استخدام الإنجليزية في الهيئات العديدة التي تقدم معونات دولية وإدارة دولية. وعندما أحرزت ثورة الاتصالات على البعد تقدما أصبحت للإنجليزية السيادة في وسائل الإعلام ، والإذاعة ، والتليفزيون ، والمجلات ، والصحف في العالم. كما تعتمد صناعة موسيقى البوب على اللغة الإنجليزية ؛ وهذه هي الحال أيضا بالنسبة لعلوم الفضاء وتكنولوجيا الحاسبات الآلية.( ) ولا تقتصر أهمية هذا الشق في إطار التطور الأخير للغة الإنجليزية على الأعداد الضخمة من الناس الذين يحتاجون أو يريدون الإنجليزية لممارسة هذه الأنشطة فحسب بل تمتد لتشمل حقيقة أن استخدام الإنجليزية أصبح بصورة مفاجئة لا علاقة له بجنسية المرء أو بالحقائق التاريخية حول انتشار المستعمرات التي تتكلم الإنجليزية : فقائد طائرة من بيرو ، وهي دولة لم تمسها نسبيا سياسة التوسع البريطاني (أو الأمريكي) التي انقضى عهدها ، يحتاج أيضا إلى الإنجليزية في عمله ؛ والطبيب البولندي ، الذي يقضي عامين يعمل مع منظمة الصحة العالمية في الدول الاستوائية، يحتاج أيضا إلى الإنجليزية ؛ وفرق موسيقى البوب تخلق نوعا من الهوس ـ مستخدمة كلمات إنجليزية - في الاتحاد السوفيتي* وأيضا في هونج كونج أو ألمانيا أو الولايات المتحدة. وتعد أهمية رؤية انتشار اللغة الإنجليزية في المنظور التاريخي الذي يتكون من مراحل مثل تلك المراحل التي رسمنا خطوطها العريضة فيما سبق ، أمرا ذا شقين : فهي ، إذا جاز التعبير ، تحدد موضع التجمعات الرئيسية المختلفة من مستخدمي الإنجليزية من (م أ) و (م غ أ) وتلقي الضوء على أسباب وجودهم ؛ كما أنها تعزل هذه الاستخدامات للغة الإنجليزية "المصبوغة بالصبغة العرقية" والمعروفة جيدا ، حيث توجد دول ومجتمعات بأسرها تؤدي الإنجليزية فيها دورا راسخا ، حتى لو كان يُنظر إليها بحسبانها "لغة أجنبية" في النظام التعليمي ، تعزلها عن التطور المختلف تماما والحديث للاستخدامات "غير العرقية" ، حيث تكون جنسية الفرد والتاريخ اللغوي للبلد الذي ينتمي إليه غير ذوي موضوع بالقدر نفسه ، وحيث يكون ما يحدد استخدام الإنجليزية هو وظيفته أو هوايته. وهناك حاجة إلى أن نسجل ملاحظة أخرى عن اللغة الإنجليزية ، وذلك قبل أن ندع الحقائق الخاصة بالإنجليزية العالمية ، وهي أن مصادفة الأحداث التاريخية قد حددت إلى حد كبير الأماكن التي تُستخدم فيها الإنجليزية ، على الأقل في الأغراض ذات الصبغة العرقية. ولكن هناك خاصية للغة جعلت العملية أكثر سهولة ، وساهمت في الزيادة المضطردة في الاستخدامات غير المتصلة بالناحية العرقية. فالإنجليزية لغة من سماتها أنها لغة مقترِضة وقادرة على الصبغ بالصبغة الإنجليزية. ومنذ بداياتها الأولى كان من طبيعة اللغة الإنجليزية استيعاب الأفكار والمفاهيم والتعبيرات من المجتمعات الأخرى ، وجعلها جزءا من اللغة الإنجليزية. وقد صاحبت هذه السهولة في الصبغ بالصبغة الإنجليزية ـ وهناك 56 صفحة من القواعد الخاصة بتكوين الكلمات في الإنجليزية في الكتاب الضخم الذي وضعه كويرك وآخرون Quirk et al. بعنوان قواعد اللغة الإنجليزية المعاصرة Grammar of Contemporary English ـ صاحبتها الرغبة الملحة لمستخدمي الإنجليزية من (م أ) أو (م غ أ) على حد سواء ، في أن يقترضوا وأن ينحتوا كلمات جديدة. وهناك تباين ملحوظ هنا مع النظرة الرسمية تجاه اللغة الفرنسية ، التي تقول بأن نقاء اللغة سوف يقل في ظل سياسة "الباب المفتوح" فيما يتعلق بالاستعارة. ومن الأمور المثيرة للاهتمام والتي تدعو إلى التأمل هي إذا ما كانت هذه المواقف المتباينة قد ساهمت في اختلاف تاريخ اللغة الإنجليزية عن تاريخ اللغة الفرنسية في هذا الشأن ، على مدار الخمسين عاما الماضية. وإذا وصفنا حجم اللغة الإنجليزية والانتشار الجغرافي لها ، ولاحظنا الفرق بين الاستخدامات ذات الصبغة العرقية والاستخدامات غير ذات الصبغة العرقية للغة الإنجليزية ، وفي حالة الاستخدامات العرقية للإنجليزية فرقنا بين (م أ) و (م غ أ) ـ فإن هذا يرسم الصورة غير أنه لا يتضمن جميع جوانب التمييز القائمة والتي لابد من الاعتراف بها داخل اللغة الإنجليزية. وبصفة خاصة ، فإننا بحاجة إلى أن نكون على علم بما يلي : (أ) بالفرعين الأساسيين للغة الإنجليزية ، الإنجليزية البريطانية (إ ب) ، والإنجليزية الأمريكية ( إ أ ) ؛ (ب) بطبيعة الأشكال المحلية للغة الإنجليزية (أ م لإ) ؛ (جـ) بمفهومي اللغة الإنجليزية بحسبانها لغة أجنبية (ل أ) ، واللغة الإنجليزية بوصفها لغة ثانية (ل ث). الإنجليزية البريطانية والإنجليزية الأمريكية : فرعا العائلة سوف يتضح لنا أن اللغة الإنجليزية قد وُجدت حتى بواكير القرن الثامن عشر بوصفها لغة يتحدث بها متحدثون أصليون فقط ، وبالشكل المستخدم في إنجلترا فحسب ـ ثم فيما بعد في بريطانيا بأسرها. ولكن مع حلول زمن حرب الاستقلال الأمريكية ، كان أحد أشكال الإنجليزية منتشرا في أمريكا وكانوا يميزون ، بما يقرب من الفخر ، ما يُعدُّ أمريكيا وليس بريطانيا. وكانت هذه هي بداية العملية التي توالدت بها أنواع من الإنجليزية ، ولكن التفرقة بين الإنجليزية البريطانية والأمريكية ذات أهمية خاصة نظرا لأن كل شكل تالٍ من اللغة الإنجليزية له صلات بواحد من الفرعين الرئيسيين ، (إ ب) أو (إ أ ) ، أكثر مما له صلة بالفرع الآخر. ويعني هذا عمليا أن اللغة الإنجليزية في كندا وبورتو ريكو ، والفلبين ، وساموا الأمريكية تتصل بصورة واضحة بالإنجليزية الأمريكية ، أما جميع التنوعات الأخرى الخاصة بـ (م أ) و (م غ أ) فإنها تتصل بصورة يمكن إدراكها بالإنجليزية البريطانية ، بالمعنى الاشتقاقي واللغوي.( ) ومن الناحية اللغوية ، فإن الإنجليزية البريطانية والإنجليزية الأمريكية متشابهتان بقدر أكبر بكثير مما هما مختلفتان. وفي حين أنه للكل من (إ ب) ، (إ أ) عدد من التنوعات اللهجية المحلية ، فإن استخدام المتعلمين متشابه عموما بقدر يكفي للتفاهم المتبادل. وعلى مستوى النحو ، هناك فروق مهمة قليلة العدد بصورة ملحوظة ، وذلك بالرغم من أن هناك عددا من الفروق التافهة مثل : ( إ ب) in hospital ، (إ أ) in the hospital ؛ (إ ب)The book will be published on Friday. ، (إ أ) The book will be published Friday. ؛ (إ ب) I already had my breakfast. ، (إ أ) .I’ve already had my breakfast ؛ (إ ب) Do you have your passport with you ? Yes, I do. ، (إ أ) Have you got your passport with you? Yes, I have. وهكذا. وعلى مستوى المفردات فهناك عدد كبير جدا من الاختلافات المحتملة ، وهذا صحيح ؛ ومع ذلك فإنه فيما يتعلق بالمتحدثين الأصليين بـ (إ ب) و (إ أ) ، فمن النادر جدا أن تعوق الاختلافات في المفردات تيار المعنى ، فإذا حدث هذا فهو شيء عابر. وعلى مستوى النطق ، فإن الأنظمة (الخاصة بالصوائت ، والصوامت ، والنبر ، والإيقاع) متشابهة ، ولكن "التلوين" إذا جاز هذا التعبير ، الخاص بالأصوات يختلف ، وهنـاك عدد من الملامح المميِّزة لكل منها : وعلى هذا فإن النطق الإنجليزي الأمريكي يتميز "بصائت يضم الصوت r" في كلمات مثل bird ، peer ، park ، إلخ ، بينما لا يوجد في كثير من اللكنات في الـ (إ ب) أثر للصوت r ؛ أما أصوات t التي تقع بين صائتين في (إ أ) فنادرا ما تكون مهموسة على الإطلاق ، بحيث أنه [بالنسبة لمتحدث بـ (إ ب)] فإن الكلمات (إ أ) writer ، waiting ، matter ، تتطابق في نطقها مع rider ، wading ، .madder أما النبر على كثير من الكلمات ذات المقطعين فيختلف ، فمثلا في (إ أ) ***CIGarette ، في (أب) cigarETTE ، وفي (إ أ) ADdress ، وفي (أب) adDRESS كما أن أنماط التنغيم**** تتميز بنقاط اختلاف تفصيلية عديدة. ومن الناحية الجوهرية ، فإن (إ ب) ، (إ أ) يكونان أكثر شبها أو أكثر اختلافا وفقا لما إذا كان المرء يرغب أو لا يرغب في التأكيد على أوجه التشابه أو أوجه الاختلاف ، ليس فقط فيما يتعلق بالملامح اللغوية بل أيضا بشأن الأسلوب الشامل للحياة الذي يعكسه كل منهما ويشكل جزءا منه. الأشكال المحلية للغة الإنجليزية أشرنا في بداية هذا المقال إلى وجود كثير من اللغات الإنجليزية : الإنجليزية الهندية ، والإنجليزية الأسترالية ، والإنجليزية الغربي إفريقية ، وهكذا. والآن يمكننا أن نرى أنه حينما يوجد مجتمع يستخدم اللغة الإنجليزية ، يتميز بحجم كبير وبالاستقرار بقدر كاف لعدِّه مجتمعا ، ربما ينشأ شكل محلي للغة الإنجليزية (ش م ل) ، يمكن التعرف عليه وتحديده عن طريق الخليط المميِّز له من الملامح النحوية واللفظية والنطقية والنصية والأسلوبية. ووجود عنوان مثل "الإنجليزية السنغافورية" أو "إنجليزية شرقي إفريقية" إلخ لدليل على أن شكلا محليا من اللغة الإنجليزية قد ظهر في ذلك المجتمع ويُستخدم فيه. وعلى هذا فإن ( ش م ل) يتيح لنا مصطلحا واحدا يشير إلى الانتشار العظيم للغة الإنجليزية في العالم اليوم. وأنواع ( ش م ل) تختلف بصورة كبيرة وبعدة طرق. فبعضها معقد ، ذو تفريعات كثيرة : مثل "الإنجليزية الهندية" وهو الاسم الشائع إطلاقه دون تفرقة على عدد كبير جدا من تفريعات ( ش م ل) الخاصة باللغة الإنجليزية في الهند. والهند مجتمع لا يتحدث الإنجليزية بصفة أصلية ، ولكن مداه الاجتماعي والجغرافي المتسع يضمـن أن ( ش م ل) يضم أحد الأشكال المستخدمة فيما بين المسئولين عن السكك الحديدية في مايسور Mysore ، وشكلا آخر فيما بين معلمي اللغة الإنجليزية في المدارس الثانوية في بومباي ، بل وشكلا آخر فيما بين العاملين المدنيين في دلهي ، وهكذا. أما "إنجليزية الفلبين" فإنها تكشف عن مدى كبير من التنوعات الداخلية. و"إنجليزية سيراليون" تتميز بنوعيات أقل ، ولكن التاريخ المتميز لسيراليون بوصفها مجتمعا نشأ أصلا كوطن في إفريقيا للرقيق المحررين من أمريكا والكاريبي ، ووجود لغة الكيرو Kiro ، وهي لغة مختلطة* وإنجليزية جزئيا ، تنفرد بها العاصمة فريتاون ، يعني أنه بينما تُعَدُّ الإنجليزية الهندية وإنجليزية سيراليون من الأشكال المحلية للغة ( أ م ل) ، فإن تشريحيهما التفصيليين ، إذا جاز هذا التعبير ، يختلف أحدهما عن الآخر تماما. وتتغير (أ ش م ل) بمضي الزمن : فمثلا تختلف إنجليزية سنغافورة والإنجليزية الماليزية الآن إحداهما عن الأخرى أكثر مما كانت الحال عليه منذ 20 عاما مضت ، بسبب التاريخ المختلف لوضع الإنجليزية وتدريسها منذ انفصلت الدولتان. كما يمكن أن تنشأ ( أ م ل) جديدة : وهناك دليل متزايد على ظهور "إنجليزية أوروبية للمتعلمين" يستخدمها رجال الأعمال ، والإداريون المحترفون من فرنسا ، وألمانيا ، وهولندا ، وإيطاليا ، إلخ ، للتفاهم مع بعضهم ، وبها يتعرفون على بعضهم بوصفهم أوروبيين يتعاملون بإنجليزية ذات ملامح مشتركة ، ولكن كل بلكنته الخاصة. وبالطبع فهناك عدد كبير جدا من الدول لا يوجد بها ( ش م ل) يمكن تمييزه ، ودول أخرى يمكننا القول بأن ( ش م ل) يبدأ في الظهور في نطاق مجموعة فرعية معينة ، مثلا بين العلماء ومديري الشركات اليابانيين. (م أ) ، و(م غ أ) ، واللغة الأم ، واللغة الأجنبية ، واللغة الثانية عند مناقشتنا للغة الإنجليزية بحسبانها لغة دولية ، فإن خلطا يحدث أحيانا بسبب عدم التفرقة الكافية بين وجهات النظر الأربع المختلفة لتي تتنقل المناقشة بينها. وهذه هي : (1) اللغة الإنجليزية والبشر الذين يستخدمونها ؛ (2) الفرد واللغة أو اللغات القادر على استخدامها؛ (3) وضع اللغة الإنجليزية داخل دولة معينة ؛ وأخيرا (4) تعلم اللغة الانجليزية وتعليمها. ويتطلب كل من وجهات النظر هذه مجموعة مختلفة من المصطلحات. ففيما يتعلق بوجهة النظر الأولى ، الخاصة باللغة نفسها وبمستخدميها ، فإننا قد تبينا بالفعل التفرقة بين المتحدثين الأصليين والمتحدثين غير الأصليين. أما فيما يخص وجهات النظر الأخرى فإن هناك حاجة إلى مصطلحات مختلفة. فالإنسان الفرد ، إذا ما نظرنا إليه بوصفه مستخدما للغة ، يكتسب في المعتاد أثناء بواكير حياته وطفولته اللغة المستخدمة حوله أثناء فترة نموه. وعادة ما تكون هذه في حديثنا عبارة لغة الأم. ولكن بطبيعة الحال فإن الطفل في حالات غير معتادة قد لاتقوم أمه بتربيته ، أو قد تتعمد الأم استخدام لغة تختلف عن "لغة الأم" الخاصة بها هي ، أو في عدد كبير من حالات التربية قد يكتسب الطفل في الوقت نفسه أكثر من لغة واحدة ويصبح معروفا باسم ثنائي اللغة. وعندما يكتسب الإنسان لغة أو أكثر في طفولته المبكرة ، فإنه قد (وقد لا) يكتسب فيما بعد بعض الإجادة ـ في معظم الأحوال أقل في مداها وفي حذقها من إجادته "لغة الأم" ـ لواحدة أو أكثر من اللغات الأخرى. وقد يحدث هذا عن طريق الظروف العرضية للحياة ـ مثل السفر ، والهجرة ، والزواج من مجتمع يتكلم لغة مختلفةـ أو عن طريق عملية السياسة التعليمية ، سواء عن طريق تلقي تعليم إجباري للغة في المدرسة ، أو قيامه من تلقاء نفسه بطلب تعلم لغة ما للأسباب العملية الخاصة بالعمل أو الدراسة ، أو للأسباب الإنتاجية الخاصة بالتعاون مع أشخاص ينتمون إلى جماعة لغوية أخري. وهناك أسباب قوية للاعتقاد بأن الدور والوظيفة اللذين يتحققان داخل نفسية الإنسان الفـرد عن طريق "لغته الأم" يختلفان في نوعيهما عن الدور الذي تؤديه أية لغة يتعلمها فيما بعد ، وأنه في حين يمكن لأي إنسان من ناحية المبدأ أن يكتسب درجة من الإجادة العملية لأية لغة أخرى ، فإنها مهمة تختلف جوهريا بطرق معينة عن اكتساب لغة الأم.( ) ومن ثم فهناك حاجة ، عندما نتكلم عن وجهة النظر الخاصة بالفرد ، إلى مصطلحات تفرق دون غموض بين اللغتين اللتين تؤديان هذين الدورين المختلفين : اللغة الرئيسية (ل1) واللغة الثانوية (ل2)( ). ولذا فإنه في مناقشتنا السابقة لمستخدمي الإنجليزية بوصفهـا (ل أ) و (ل غ أ) ، فإن "المتحدثين الأصليين" هم أولئك الذين تكون الإنجليزية هي اللغة الرئيسية لهم ؛ بينما "المتحدثين غير الأصليين هم أولئك الذين تكون الإنجليزية لغة ثانوية لهم. ومع ذلك ، فلو انتقلنا إلى وجهة النظر الخاصة بوضع اللغة الإنجليزية في مجتمع يستخدم الإنجليزية بوصفها لغة ثانوية لمعظم مستخدميها أو لجميعهم ، فإن وضعها سوف يكون واحدا من نوعين ممكنين : سوف تكون إما لغة أجنبية أو لغة ثانية. وتعد الإنجليزية لغة أجنبية داخل مجتمع عندما لا يكون لها وضع خاص ولكنها فحسب "مجرد لغة أخرى" ؛ في حين تكون الإنجليزية لغة ثانية عندما يكون لها وضع خاص مثل كونها تُقبل في المحاكم ، أو تُستخدم كلغة للتعليم في قطاعات رئيسية في النظام التعليمي ، أو تُستخدم في الإدارة الإقليمية القومية، أو أن تكون واسعة الانتشار في الإذاعة والتليفزيون ، وحيث توجد صحف كبرى تُنشر باللغة الإنجليزية. ويمكن أن ينطبق مصطلح لغة ثانية بالدرجة نفسها على لغات غير اللغة الإنجليزية : فالفرنسية لغة ثانية في ساحل العاج Cote d’Ivoire وفي لبنان ، على سبيل المثال.( ) وإذا قمنا بتجميع بعض هذه المصطلحات ، فإن المرء يمكن أن يقول إن بين التجمعات من (م غ أ) باللغة الإنجليزية ، مَنْ يعيش في دول تتكلم الإنجليزية بوصفها أجنبية (إ ل أ) ، وبعضها في دول تتحدث الإنجليزية لغةً ثانية (إ ل ث) ، بالرغم من أنها فيما يتعلق بجميع هؤلاء المستخدمين للغة الإنجليزية ، لغة ثانوية. ولنعطِ بعض الأمثلة الأخرى ، فالإنجليزية لغة أجنبية ( ل أ) في كوريا ، ولغة ثانية (ل ث) في نيجيريا ، (ل أ) في البرازيل ، (ل ث) في هونج كونج ، (ل أ) في الصين ، (ل ث) في جبل طارق ، (ل أ) في إندونيسيا ، (ل ث) في فيجي ؛ وهلم جرا. ولكن ما هي أهمية التفرقة بين (ل أ) ، (ل ث) ؟ هل الأمر يتعدى مجرد ما إذا كانت لها صلة تاريخية سابقة ببريطانيا (أو فرنسا) ؟ والإجابة هي أن هناك فرقا كبيرا جدا ، عندما يتعلق الأمر بتعليم اللغة الإنجليزية وتعلمها ، إذا كانت البيئة هي (ل أ) أو (ل ث) : إذ إن هذا يؤثر في الألفة السابقة للمتعلم باللغة الإنجليزية ، ويؤثر في توقعات المتعلمين للنجاح ، ويؤثر في كل من متوسط مستوى التحصيل الذي يصل إليه معظم المتعلمين (وهو أعلى إجمالا في حالة دول (إ ل ث) عما هو في حالة دول (إ ل أ) ، والمعايير أو الأهداف النهائية للنجاح التي يضعها المتعلمون والمعلمون نصب أعينهم (هم يتطلعون إلى ما له شبه في دول (إ ل أ)) ، ولكن يتطلعون إلى هدف (م غ أ) في دول (إ ل ث) . وهذا الأمر يؤدي بنا إلى قطاع آخر غاية في الأهمية من دراسة اللغة الإنجليزية كلغة دولية : وهو مسألة المعايير والمقاييس. المواقف ، والمعايير ، والمقاييس قبل مناقشة مقاييس الإنجليزية ونماذجها حتى ينبغي استخدامها في تعليم الإنجليزية بوصفها لغة أجنبية أو ثانية ، فإننا لابد من أن نواجه موضوعا رئيسيا ، وهو أن الغالبية العظمى من مستخدمي الإنجليزية في العالم ، بوصفهم متحدثين غير أصليين ، يتكلمون ويكتبون نوعيات تختلف في تفصيلاتها عن النوعيات التي يستخدمها المتحدثون الأصليون. ولكن كثيرا من المتحدثين الأصليين ـ وربما كان معظمهم ، حتى بين معلمي اللغة الإنجليزية ـ بوعي أو بدون وعي يحتقرون هذه التنوعات ؛ وهذه المواقف من المتحدثين الأصليين ينظر إليها المتحدثون غير الأصليين بدورهم بحسبانها متغطرسة واستعمارية ، ومهينة لهم. وعلى هذا فإن كاتشرو (1982) يتحدث من واقع تجربته الخاصة فيقول : "… عندما يُطْلَق على الإنجليزية التي يتحدثها الإنسان هندية ، فإن هذه إهانة لغوية تُحدث شرخا في النفس" . وفي كتاب آخر (1986) يقول : ...إن المحاولة الحتمية لاستيعاب اللغة الإنجليزية من قِبَل الأصحاب (كما كان يطلق على السكان الأصليين الذين يعرفون الإنجليزية) من السود والسمر ، أمر لم يتجاهله المستعمرون ، وأمدهم بمخزون من الحكايات اللغوية المضحكة التي تروى فقط في نواد "للبيض وحدهم" ... ولم يبدُ مستخدم اللغة الثانية فائزا قط في هذه المواقف المتأرجحة. وإذا حقق كفاءة "تشبه المتحدث الأصلي" أصبح موضع شك ، وإذا لم يحققها أصبح هدفا للسخرية من لغته. ويحدث صراع مشابه تماما بين المواقف عندما ينتقد متحدث أصلي التنوعات غير الأصلية للغة الإنجليزية أو يرفضها والسبب الأساسي الكامن وراء المواقف من جانب المتحدثين الأصليين هو الجهل ـ أي عدم الإدراك الكامل لوجود نوعيات غير أصلية من اللغة الإنجليزية مزدهرة وفعالة ، وتؤدي وظيفتها ، وأحيانا تتميز بالرشاقة والصبغة الأدبية. ومعظم (م أ) ومن بينهم معلمو (إ ل أ) ، (إ ل ث) ليست لديهم خبرة بنوعيات (م غ أ) للغة الإنجليزية فيما يتعلق بظروف نشأتها ، مثلا في الهند ، وسنغافورة ، وغربي إفريقيا ، إلخ ، بل لم يقرأوا الكثير عنها. ونتيجة لذلك ، فإنهم ينظرون إلى الاختلافات عن معايير (م أ) بحسبانها مساوية للأخطاء التي تُرتكب في قاعة الدرس ، أو قد يعدون التنوعات الخاصة بالمتحدثين غير الأصليين نوعا من اللغة الوسطى( ) في الطريق إلى الإنجليزية الخاصة بالمتحدث الأصلي. وفي حقيقة الأمر ، فإن معظم تنوعات الإنجليزية الخاصة بـ (م غ أ) تضم سلسلة من الأشكال والأساليب التي تشبه اللغة الإنجليزية الهجين* في أحد طرفيها ، وتشبه لغة المتحدث الأصلي في الطرف الآخر. ومن المحتمل أن يقوم (م غ أ) بالانتقـال دون مجهود من طرف إلى الآخر عندما تنشأ الحاجة إلى ذلك. وعلى سبيل المثال ، فإن بامجبوز Bamgbose (1982) يصف أربعة تنوعات يمكن تمييزها في الإنجليزية النيجيرية: النوعية رقم 1 : تتميز بنقل كامل للملامح الفونولوجية ، والنحوية ، واللفظية الخاصـة بلغة الكُوا Kwa أو بالنيجيرية الكونغولية Niger Congo إلى الإنجليزية. ويتحدث بهذه النوعية مَنْ تكون معرفتهم بالإنجليزية ناقصة تماما. وهي ليست مقبولة اجتماعيا في نيجيريا ، كما أنها ليست مفهومة دوليا. النوعية رقم 2 : يقترب نحوها من نحو الإنجليزية البريطانية النموذجية ، ولكنه ذو خصائص فونولوجية ولفظية يمكن تمييزها بسهولة وهذه يتحدث بها ما يصل إلى 75 في المائة من المتحدثين بالإنجليزية في البلاد. وهي مقبولة اجتماعيا ، ولكن يعيبها ضعف إلى حد ما فيما يتعلق بإمكان فهمها دوليا. النوعية رقم 3 : قريبة من الإنجليزية البريطانية النموذجية في كل من النحو والدلالة ، وهي تشبهها في الناحية الفونولوجية ، ولكنها تختلف عنها في النواحي الصوتية ، وأيضا فيما يتعلق بخصائص لفظية معينة. وهي مقبولة اجتماعيا ومفهومة دوليا. ويتحدث بها أقل من 10 في المائة من السكان. النوعية رقم 4 : تتطابق مع الإنجليزية البريطانية النموذجية في النحو والدلالة ؛ وتتميز بسمات فونولوجية وصوتية مطابقة للهجة إقليمية بريطانية من لهجات اللغة الإنجليزية. وهي مفهومة دوليا إلى أقصى حد ، ولكنها غير مقبولة اجتماعيا. ويتحدث بها فقط حفنة من النيجيريين الذين ولدوا في إنجلترا أو نشأوا فيها. وفي واقع الأمر ، هناك عالم معقد من الإنجليزية الخاصة بـ (م غ أ) لا يدركه معظم المتحدثين الأصليين. وتقدم اللغة الإنجليزية تحديات ومشكلات في إطار التحدث بها بحسبانها غير أصلية ، وهذه التحديات لابد من مواجهتها على الأقل بذكاء المتحدث الأصلي باللغـة وحصافته. وعلى سبيل المثال ، فإن كاتشرو (1982) يقدم تصنيفا للغات الإنجليزية غير الأصلية : يستطيع المرء … أن ينظر إلى [تنوعات اللغة الإنجليزية] من ناحية اكتسابها ، ومن الناحية الثقافية الاجتماعية ، ومن ناحية الدافع إلى تعلمها ، ومن ناحية وظيفية. ويمكن تقسيم تلك النواحي إلى تقسيمات أصغر كما يلي : 1- الاكتساب لغةً ثانية لغةً أجنبية مفروضة - الناحية الثقافية الاجتماعية غير مفروضة لأغراض الاندماج 3 – من ناحية الدافع لأغراض عملية لغة قومية ("رابطة") 4 – الناحية الوظيفية لغة دولية وفي وقت لاحق ، أشار المؤلف نفسه إلى "ثلاث دوائر متحدة المركز للغات الإنجليزية العالمية" (في كويرك ، و ويدوسون Quirk and Widdowson سنة 1985) : يمكن أن يُنظر إلى انتشار الإنجليزية بحسبانه ذي ثلاث دوائر متحدة المركز تمثل أنواع الانتشار ، وأنماط الاكتساب ، والمجالات الوظيفية التي تُستخدم فيها الإنجليزية عبر الثقافات واللغات. ولقد قمت على نحو تجريبي بتسمية هذه : الدائرة الداخلية ، والدائرة الخارجية (أو الدائرة الممتدة) ، والدائرة المتوسعة. وفيما يختص بالمستخدمين ، فإن الدائرة الداخلية تشير إلى الأماكن التقليدية للغة الإنجليزية -- أي إلى المناطق التي تكون فيها هي اللغة الرئيسية. ومن الناحية العددية ، فإن الدائرة الخارجية تشكل جماعة كلامية ضخمة تتصف بتنوع كبير وخصائص متميزة. والملامح الرئيسية لهذه الدائرة هي (أ) أن الإنجليزية ما هي إلا واحدة من شفرتي اتصال أو أكثر من الشفرات في المخزون اللغوي للأشخاص ثنائيي اللغة أو متعددي اللغة ، (ب) أن اللغة الإنجليزية قد اكتسبت وضعا مهما في السياسات اللغوية لمعظم مثل هذه الأمم المتعددة اللغات . أما الدائرة الثالثة ، المسماة بالدائرة المتوسعة ، فإنها تُدخل إلى اللغة الإنجليزية بعدا آخـر مختلفا. وفهم وظيفة اللغة الإنجليزية في هذه الدائرة يتطلب الاعتراف بحقيقة أن اللغة الإنجليزية لغة دولية ، وأنها قد كسبت السباق بالفعل في هذا المضمار ضد منافساتها من اللغات الأخرى مثل الفرنسية والروسية والإسبرانتو ، إذا ما ذكرنا فقط لغتين طبيعيتين ولغة اصطناعية. والمناطق الجغرافية التي نصفها بأنها الدائرة المتوسعة ليس لها بالضرورة تاريـخ من الاستعمار من جانب مستخدمي الدائرة الداخلية. وهذه الدائرة تتسع حاليا بسرعة ونتج عنها تنوعات أدائية عديدة (أو أ ل أ). وتاريخ الولايات المتحدة ورومانيا وتجربتاهما مختلفان بصورة كبيرة فيما يتعلق بظهور التنوعات الخاصة بالمتحدثين غير الأصليين. فعندما اقترب العدد الكبير من المستعمرات البريطانية من الحصول على الاستقلال السياسي ، ظهر النوع نفسه من الاعتزاز الحديث النشأة بهويتهم الشخصية والذي تمثل في لغتهم والذي لاحظناه فيما يتعلق بالإنجليزية الأمريكية منذ مائتي عام مضت. وبالفعل في سنة 1960 بدأ بعض البريطانيين العاملين في إفريقيا من معلمي اللغة الإنجليزية بوصفها لغة أجنبية في الاعتقاد أنه لم يعد من المناسب توقع أن يتكلم تلاميذ المدارس في غانا ونيجيريا اللغة الإنجليزية مثلما يتحدث بها الإنجليز والإنجليزيات ، وبدأوا ضمنيا يتقبلون فعلا الموقف الذي أعلنه في وقت لاحق سفير سنغافورة في الأمم المتحدة عندما قال : "آمل عندما أتكلم في الخارج أن لا يجد مواطنو بلدي صعوبة في إدراك أنني من سنغافورة". أما تجربة الولايات المتحدة في تعليم الإنجليزية فقد كانت ، على النقيض من ذلك ، تسيطر عليها الحاجة إلى تعليمها داخل الولايات المتحدة لأعداد عظيمة من المهاجرين. وكانت الحاجة بالنسبة لهم لاستيعاب استخدام اللغة كما يستوعبه المتحدث الأصلي (الأمريكي) على قدر أكبر من الأهمية من الحاجة إلى تكوين هوية مستقلة عن طريق لغتهم الإنجليزية. وفي الستينيات كان الموقف الأكثر تسامحا والذي تعرضنا لوصفه سابقا يُطلق عليه "البدعة البريطانية" (بريتور Prator 1968) ، ومازال صحيحا إلى حد كبير أن معلمي اللغة الإنجليزية بوصفها لغة أجنبية أو ثانية أقل إدراكا لتنوع اللغة الإنجليزية الهائل ويميلون في حالات أكثر إلى افتراض أن النموذج الخاص بالمتحدث الأصلي ملائم لجميع الظروف. وهذا الموقف قد انتقده كاتشرو بشدة في سنة 1986. هل هناك معيار عالمي أو "شكل نموذجي" للغة الإنجليزية ؟ خارج نطاق التعليم ، نجد أن معايير اللغة الإنجليزية ، في جانبها العملي ، موضوعـة لاستخدامات (م أ) و (م غ أ) السابق ذكرها بمعنى أن كل جماعة تضع أهدافها الخاصة ، عادة دون اتخاذ قرار واعٍ ، نظرا لعدم وجود أكاديمية أو هيئة أخرى للغة الإنجليزية تحدد المعيار. وفي الوقت نفسه ، توجد وسيلة ضمنية ، تعمل من خلال الصناعة العالمية لتعليم الإنجليزية ، من شأنها الحفاظ على وحدة اللغة الإنجليزية بالرغم من تنوعها الهائل. ففي جميع أنحاء العالم ، بغض النظر عن كون المعيار هو النوعية الخاصة بالمتحدث الأصلي أو بالمتحدث غير الأصلي ، وبصرف النظر عما إذا كانت الإنجليزية لغة أجنبية أو ثانية ، فإن مكوِّنين للغة الإنجليزية يتم تدريسهما وتعلمهما دون تغيير : وهذان هما النحو ، والمفردات الأساسية. وربما كانت هناك نقائص من ناحية المفردات والتعبيرات المحلية( ) ، وسوف تكون هناك بالتأكيد فروق كبيرة في النطق ، ولكن نحو اللغة الإنجليزية ومفرداتها يتم تعليمهما وتعلمهما دون تغيير تقريبا في جميع أنحاء العالم. ويمكننا أن نكون أكثر وضوحا : ففي وسط كل التنوع الهائل في اللهجات المحلية للغة الإنجليزية في جميع أنحاء المعمورة نجد أن هناك "توأمة" بين النحو والمفردات ، والفونولوجيا. فمن غير المعروف بالنسبة للمفردات الخاصة بالكلام في المناطق الريفية في أكلاهوما أن تُنطق بلهجة خليج القُد* Cape Cod ، أو تكسو لهجة برمنجهام في إنجلترا (أو بالمثل ، برمنجهام بولاية ألباما) النحو أو المفردات المحلية الخاصة بسان فرانسيسكو أو سنغافورة. فاللكنات والنحو اللفظي لا ينفصمان ولا يتغيران ؛ كما أنهما محليان بصورة قاطعة في وجودهما. فيما عادا حالة وحيدة. إذ إن هناك مجموعة واحدة فقط من الأنماط النحوية والمفردات الأساسية تتميز بخاصيتين قاطعتين بصورة مطلقة. أولاهما أنها مقبولة في جميع أنحاء العالم التي تستخدم الإنجليزية ، وليس فقط في مكان إقليمي واحد. وثانيتهما أنه ليس لها لكنة "ملازمة لها" : إذ إن الحديث يتم بها باستخدام أية لكنة وكل لكنة في العالم. وهذان النحو والمفردات الخاصان باستخدام المتعلمين ، هو الأنموذج التعليمي المستخدم في جميع أنحاء العالم.( ) وهنا يكمن السبب الرئيسي في أن معلم (إ ل أ) أو (إ ل ث) لا يقوم بتدريس الأنماط المحلية البحتة للنحو. وعلى سبيل المثال ، فإن ضمائر اللغة الإنجليزية في أجزاء من شمال شرقي إنجلترا يضم الصيغة نفسها us بالنسبة للمبتدأ ، والمفعول به ، والملكية We had best take us coats; happen it will rain. (We had better take our coats ; it might rain.) ولا يرجع تجنب هذا القالب النحوي والمفردة happen إلى أن هاتين الصيغتين "خاطئتان" ، ولا إلى أنهما أقل مستوى أو غير نموذجيتين ، ولكن لأنهما تستخدمان وتعتبران مقبولتين فقط في تلك المنطقة الجغرافية وبين أفراد تلك الجماعة : وسوف تكونان غير مقبولتين في أي مكان آخر. ولكن النطق المحلي ، على النقيض من ذلك ، لا يسبب سوى مجرد عدم ألفة عابرة. وطالما استمر معلمو اللغة الإنجليزية في تدريس النحو والمفردات الخاصة بـ "إنجليزية المتعلمين أو التعليم" ، فإن وحدة اللغة سوف تتفوق على تنوعها الهائل. وهذا هو الإطار الذي ينبغي أن ننظر من خلاله إلى المشكلة التعليمية التي كثيرا ما تبدو أصعب المشكلات للمتحدث غير الأصلي ، ولمتعلم اللغة الإنجليزية ومعلمها وهي : أي شكل من أشكال اللغة الإنجليزية ينبغي أن أتعلمه أو أن أقوم بتعليمه ؟ وبصفة خاصة ، هل ينبغي أن أتعلم (أو أقوم بتعليم) الإنجليزية الأمريكية وليس الإنجليزية البريطانية ، أو أن العكس هو الصحيح ؟ والإجابة التي نقدمها للمتعلم لابد من أن تضم شقين : أولهما : تعلَّم الإنجليزية الخاصة بالمتعلمين أو بالتعليم ؛ ثانياَ ، إذا كان أمامك خيار بين نموذج أمريكي أو بريطاني ، فاختر النموذج الذي سيكون الأكثر فائدة لك ـ ولكن لا تُضع الوقت وأنت تشقى بالسؤال الخاص بأيهما "أفضل" : فكلاهما على الدرجة نفسها من الفضل : وحقيقة الأمر أنه في ظل ظروفك ربما كان شكل محلي من الإنجليزية هو الأنسب. أما الإجابة التي نعطيها للمعلم فيجب أيضا أن تضم شقين : أولهما : البريطانية إذا كنت تتكلم الإنجليزية الأمريكية ، أو العكس. وثانيهما ، قم بالتعليم بأفضل كيفية تستطيعها ـ أي بأقصى ما تطيقه من المقدرة المهنية. تعلم اللغة الإنجليزية وتعليمها بوصفها لغة دولية أدت بنا مناقشة موضوع المعايير والمقاييس بالضرورة إلى المسائل المتعلقة بطرق التدريس. وفيما يتعلق بتعليم الإنجليزية بوصفها لغة دولية ، فإن الفرق الحاسم في النظرة (مقارنة بالمواقف التقليدية من تدريس اللغة الإنجليزية بحسبانها أجنبية أو تدريس اللغة الإنجليزية بوصفها لغة ثانية) هو إدراك أن أكبر عدد من الناس من (م غ أ) بالإنجليزية سوف يتولى تعليمهم في الغالب متحدثون غير أصليين باللغة ، ولمتحدثين غير أصليين ، للتفاهم مع متحدثين غير أصليين بصفة أساسية. يقول سميث Smith (1983) : إن الانتشار الواسع للغة الإنجليزية هو الذي يجعل منها لغة دولية. ومع ذلك ، فإن هذا لا يعني أن كل الناس في كل مكان سوف يتحدثون بالإنجليزية ، ويرتدون الجينز ويرقصون على نغمات الديسكو. إن انتشار اللغة الإنجليزية ليس عاملا موحِّدا يسبب اختفاء الفروق الثقافية ، ولكن استخدام اللغة الإنجليزية يتيح وسيلة للتعبير عن هذه الفروق وشرحها. وليست هناك رغبة فيما بين أعضاء المجتمع الدولي عندما يتحدثون بالإنجليزية في أن يصبحوا أكثر شبها بالمتحدثين الأصليين في أسلوب حياتهم. ولابد من أن يدرك المتحدثون الأصليون أن هناك كثيرا من التنوعات الصالحة للغة الإنجليزية وأن المتحدثين غير الأصليين ليسوا بحاجة إلى أن يتكلموا أو يتصرفوا مثل الأمريكيين ، أو البريطانيين ، أو أية جماعة أخرى من المتحدثين الأصليين لكي يصبحوا مستخدمين للإنجليزية بفعالية. والإنجليزية تُستخدم الآن لغةً دولية في الدبلوماسية والتجارة الدولية ، والسياحة. ويحتاج المتحدثون الأصليون إلى قدر من المساعدة مثل ذلك الذي يحتاجه المتحدثون غير الأصليين عندما يتكلمون الإنجليزية بهدف الاتصال دوليا. ولا محل هنا للتعصب اللغوي. ويلخص المؤلف نفسه (سميث Smith ، 1983) كثيرا من الفروق التعليمية بين اللغة الإنجليزية للمتحدثين باللغات الأخرى ، أو ما يسمى تقليديا باللغة الإنجليزية بوصفها لغة أجنبية أو اللغة الإنجليزية بحسبانها لغة ثانية ، واللغة الإنجليزية بوصفها لغة دولية مساعدة. (انظر الجدول) وفيما يتعلق بالمدخل وبطرق التدريس فليس الأمر المهم هو أن تعليم الإنجليزية بوصفها لغة دولية قد أدخل تغييرات كبرى. بل هو بالأحرى أن التقدم التدريجي في تعلم الإنجليزية وتعليمها قد أضاف الآن عنصرا جديدا : وهو إدراك أن معظم اللغة الإنجليزية بوصفها لغة أجنبية أو لغة ثانية اليوم يتعلق بأناس من المتحدثين غير الأصليين يحتاجون إلى اللغة الإنجليزية لأغراضهم الداخلية أو للتعامل مع غيرهم من الجماعات التي تتحدث الإنجليزية بصورة غير أصلية ، دون وجود المتحدثين الأصليين أو تدخلهم. وقد جعلت عملية التقدم التدريجي (إ ل ث) أو (إ ل أ) تخطو خطوات واسعة خلال ما يقرب من 40 عاما. فمن "تعليم الإنجليزية" (دون تفرقة فيما يتعلق بالمتعلمين ، والمبني أساسا على الأدب) ، إلى "تعليم اللغة الإنجليزية" (لاحظ عنوان واحدة من أقدم المطبوعات المهنية في هذا المجال: English Language Teaching Journal مجلة تعليم اللغة الإنجليزية ، إلى التفرقة التي ظهرت لأول مرة في تعليم اللغة الإنجليزية في بريطانيا ، بين (إ ل م) ، (إ ل أ) و(إ ل ث) في دول الكومنولث البريطاني ، (إ ل أ) في غيرها من الدول] ، إلى تعليم اللغة الإنجليزية للمتحدثين باللغات الأخرى (والتي تضم ، خاصة في أمريكا ، معلمي جميع المجموعات المختلفة من المتعلمين) ، وإضافة الإنجليزية لأغراض خاصة ، اعترافا بظهور استخدامات غير عرقية للغة الإنجليزية ، والتي تضم الآن الإنجليزية للأغراض الدولية ـ ومن هذا يتضح أن الاتجاه هو إلى تفرقة أكثر دقة بين المتعلمين ، وأغراضهم ، وجماعتهم اللغوية. وعلى امتداد الفترة نفسها ، كانت هناك أيضا عملية مد لنطاق "دول المصدر" التي تشكل الأسس الذهنية والمادية للإنجليزية بحسبانها لغة أجنبية أو ثانية ، وتقديم مدرسين للعمل في دول لا تتحدث الإنجليزية لغةً أصلية. وفي الأصل كان من الواضح أن بريطانيا والولايات المتحدة هما الدولتان الوحيدتان اللتان تعتبران دولتا المصدر. ولكن الآن ، وبصورة متزايدة ، فإن كندا ، وأستراليا ، ونيوزيلندة ، تسهم في المجال نفسه ؛ كما أمدَّت الهند الصين بمعلمين للغة الإنجليزية ؛ ويتولى المعلمون البلجيكيون تدريس الإنجليزية في المغرب ، أما في دول الخليج فإن كثيرا من معلمي اللغة الإنجليزية يأتون من باكستان ، أو تلقوا تعليمهم في فلسطين عندما كانت دولة تتحدث الإنجليزية البريطانية لغةً ثانية. وثمة حاجة إلى ذكر بعدين آخرين للتغيير وهما : (1) التقدم الهائل في التعلم الكفء للغـة الإنجليزية عن طريق التعليم المنظم : وفي أعظم صوره فإن تعليم الإنجليزية بوصفها لغة أجنبية الآن ينتج عنه نوع يمتاز بأنه أسرع وأكفأ تعليم للغة على الإطلاق ؛ (2) ويرتبط بهذا تزايد عظيم في النواحي المهنية المتعلقة بالتعليم وإعداد المعلم. وهذان النوعان من التحسن قد شجعت عليهما ومكنت لهما القوة الاقتصادية الناشئة عن الطلب الهائل على اللغة الإنجليزية. ومن الأمور المثيرة للاهتمام أن نلاحظ أن هذه التحسينات كان لها مذاق مختلف يميزها في كل من جانبي المحيط الأطلنطي : فهناك الأساس الذهني الأمريكي الخاص بإعداد المعلم ، وبصفة خاصة فيما يتعلق باللغة الإنجليزية بوصفها لغة ثانية ، الذي ظل أقرب إلى علم اللغة النظري ؛ أما النظائر البريطانية ، وبصفة أساسية فيما يخص الإنجليزية بوصفها لغة أجنبية ، فتنبع من علم اللغة التطبيقي وتعتمد بصورة كبيرة على تطوير طرق تدريس في قاعة الدرس تتميز بالثراء. وفي كلتا الحالتين كان هناك تأرجح مؤخرا في اتجاه التعلم والتعليم الذي يركز على المتعلم ، والذي أصبح ممكنا بفضل تقدم مهني متزايد فيما بين المعلمين ، إذ إنهم قد أصبحوا أكثر إدراكا للغة الإنجليزية على الساحة الدولية ، وليس في حدود قاعات درسهم فحسب. خاتمة إن التغيرات التي بدأت بها المقالة ، وهي بالتحديد انتشار اللغة الإنجليزية إلى وضعها الحالي حيث يستخدمها ما يقرب من بليون ونصف بليون من البشر ووجود أعداد ضخمة مـن اللغات الإنجليزية المختلفة. هي التغيرات نفسها التي أمدت بالطاقة التطورات الحالية في طرق التدريس ، والتقدم المهني الخاص بإعداد المعلم. ومازالت تستمر في السير بخطى مسرعة اليوم. ومهما كانت كفاءة هذه المقالة في تناول النواحي المتشعبة الخاصة بالإنجليزية بوصفها لغة دولية في سنة 1987 ، فإنه ليس ثمة شك في أنه خلال عشرين عاما تالية سوف تصبح هناك فصول رئيسية أخرى تضاف إلى القصة. http://www.wata.cc/forums/archive/index.php/t-1165.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق